نقد كتاب محمد (ص) المثل الأعلى لتوماس كارليل
صفحة 1 من اصل 1
نقد كتاب محمد (ص) المثل الأعلى لتوماس كارليل
نقد كتاب محمد (ص) المثل الأعلى لتوماس كارليل
توماس كارليل فيلسوف ومؤرخ انجليزى عنى بالزعماء والشخصيات القيادية فكتب عدة كتب منها الأبطال والبطولة وهو من رجال التاسع عشر الميلادى
وفى البداية أقول :
من المحال أن يكتب كاتب على دين أخر غير الإسلام كتاب فى مدح رسول أو زعيم فى دين أخر فيكون عادلا عدلا تاما إما بسبب الجهل وإما بسبب الأحقاد الكامنة وإما بسبب ما تربى عليه ضد الدين الأخر
كتاب محمد لتوماس كارليل هو من ضمن تلك الكتب التى كتبها نصرانى فى مدح رسول الإسلام الأخير محمد(ص) والكتاب رغم ما فيه من أقوال مدح ومحاولة للدفاع عن النبى(ص) فإنه طافح رغم صغر حجمه بالأخطاء والتناقضات والمعلومات الخاطئة
الكتاب ترجمه محمد السباعى والد الأديب المعروف يوسف السباعى وزير الإعلام المصرى السابق وكان محمد السباعى مهتما بالترجمة على وجه الخصوص وقد جمع ابنه ما ترجمه والده ونشره فى مجلد واحد
وقد ترجم الكتاب محمد السباعى بلغة اعتمد فيها على كلمات من الفصحى ربما لا يستسيغ بعضنا قراءتها حاليا
والآن إلى ما فى كتاب كارليل :
أراد كارليل إثبات أن دين الإسلام صادق فقال:
"أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التى عاشت بها وماتت عليها الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة ؟أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأى أبدا "ص10
الرجل هنا يستدل على صدق الدين بكثرة أتباعه عبر العصور وهو كلام يعنى الجنون لأن كل الأديان الكبرى فى العالم النصرانية واليهودية والهندوسية والطاوية والبوذية والشنتو ...آمن بها الملايين عبر العصور ولو صدقنا دليل الرجل لكانت كل تلك الديانات وغيرها صادقة رغم اختلافها وهو كلام لا يقول به عاقل فلا يحتمل غير وجود دين واحد هو الصادق والباقى كذب وخداع
وقال مدافعا عن صدق محمد(ص):
"الرجل الكاذب لا يستطيع أن يبنى بيتا من طوب فكيف يوجد دينا ؟وهل رأيتم قط معشر الاخوان أن رجلا كاذبا يستطيع أن يوجد دينا وينشره "ص11
بالطبع إيجاد الدين ونشره أمر يفعله الكاذبون فكل الأديان عدا دين واحد أوجدها الكاذبون المحرفون فلا يمكن أن تكون كل الأديان المنتشرة فى العالم صادقة
الاستدلال بعدم قدرة الكاذب على بناء بيت من طوب كدليل على كذبه هو ضرب من الخبل فالبيوت يبنيها الكاذبون كما الصادقون بل بيوت الكاذبين أفضل من بيوت الصادقين فى البناء المادى
وأما نسبة إيجاد الدين لمحمد(ص)فهو من بقايا ما تعلمه الرجل من أهل دينه فهنا الرجل يجعل الدين دين بشرى من وضع محمد(ص)وليس وضع الله وهو ما يناقض قوله تعالى "قل نزله روح القدس من ربك"
وقال كارليل :
"وإنى لأعلم أنه على المرء أن يسير فى جميع أمره طبق قوانين الطبيعة "ص12
الرجل هنا ينفى كل الأديان حتى نصرانيته مطالبا الكل بالسير طبق قوانين الطبيعة وهو لا يعرفنا بتلك القوانين وهى قوانين لا يعرفها كثير من الخلق بل إن أعظم علماء الدنيا بالدنيا لا يعرف قوانين تخصصه كلها ومن هنا جاءت النظريات والظنون
وقال كارليل عن حب الخير :
"وعندى أنه ما كان ميرابو أو نابليون أو بارنز أو كرومويل كفؤا للقيام بعمل ما إلا وكان الصدق والاخلاص وحب الخير أول باعثاته على محاولة ما يحاول "ص12
بالقطع الرجل يتكلم عن رجال سبقوه فى الزمن وماتوا وكأنه قد دخل فى قلوبهم وأحس ما فيها والسؤال هل حب الخير يتضمن احتلال بلاد الأخرين كما فعل نابليون وشن حروبا كثيرة قتل فيها الألوف المؤلفة وهل كان غزوه لما يسمى مصر الحالية خيرا لأهلها أم أنها كانت مصيبة دمر فيها البلاد وقتل الكثير من العباد ؟وهل كان كرومويل قاطع رقاب الآلاف يحب الخير بقطعه لتلك الرقاب وأما ميرابو فقد قرأت عنه فى أحد كتب الثانوية العامة فى مصر فى ثمانينات القرن العشرين الميلادى منذ عقود أنه كان مدافعا عن حقوق الطبقات الفقيرة فى فرنسا أيام الحكم الملكى وأما بارنز فلم أسمع عنه من قبل
لا أحد يقدر على أن يعرف نوايا الأخرين من أفعالهم سوى الله
وقال كارليل "أو بعبارة أخرى أقول إن إخلاصه غير متوقف على إرادته فهو مخلص لى الرغم من نفسه سواء أراد أم لم يرد "ص13
نلاحظ هنا مقولة الجبرية فمحمد(ص)أو الشخص الصادق الكبير مخلص سواء أراد أم لم يرد وهو كلام ينافى حقيقة كون إرادة الإنسان حرة كما قال الله "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
وقال كارليل " فهو رسول مبعوث من الأبدية المجهولة برسالة إلينا فقد نسميه شاعرا أو نبيا أو إلها وسواء هذا أو ذاك "ص14
نلاحظ التناقض الداخلى فالرسول قد يكون شاعرا أو نبيا أو إلها وهو إله مع أنه مبعوث من الإله الذى سماه الأبدية المجهولة ؟
وكيف يكون الشاعر رسولا والشعراء منهم من هو صادق وهم قلة وكثرة كافرة ؟
وقال "ثم إذا نظرت إلى كلمات العظيم شاعرا كان أو فيلسوفا أو نبيا أو فارسا أو ملكا ألا تراها ضربا من الوحى "ص14
نلاحظ هنا جنون الرجل فهو جعل كلام الشعراء والفلاسفة والأنبياء والفرسان والملوك نوعا من الوحى والسؤال هل يختلف الوحى فى مضمونه أم يتحد ؟ بالقطع الوحى يتحد فكيف يكون كل هؤلاء موحى لهم وهم مختلفون متناقضون فى أقوالهم فى كل مسألة تقريبا؟
الرجل بكلامه هنا وقبل ذلك وفيما بعد يبدو أنه يريد أن يقول لنا أن الناس كلهم سيدخلون الجنة وأنهم كلهم صادقون رغم التناقض والاختلاف
وقال " وما الرسالة التى أداها إلا حق صراح وما كلامه إلا صوت صادق صادر من العالم المجهول ما محمد ص14 بالكاذب ولا الملفق "ص15
الرجل هنا يعترف بكون رسالة محمد(ص) صادقة وكونه صادق
وقال "ألم يرتكب داود أفظع الجرائم وأشنع الآثام "ص15
الرجل كاليهود والنصارى يصدقون أن داود(ص) ارتكب الجرائم الفظيعة المنسوبة له فى العهد القديم من زناه بامرأة أوريا الحثى وتعمده قتله بإرساله للقتال عدة مرات وهو كلام لا يمكن تصديقه فى حكاية الزنى على وجه الخصوص وأما القتل فمن الممكن ولكن كقتل موسى(ص) الخطأ وهو يذكر هذا الكلام ظنا منه أنه يدافع عما يظنه من جرائم محمد(ص) الفظيعة والشنيعة والتى يجب أن تغفر له كما غفر لداود(ص) كما يظن
هذه المقولة هى من بقايا ما تربى عليه الرجل فى الكنيسة وهى تبرير لجرائم العظماء والرسل (ص) رغم كونهم غير معصومين فإنهم لا يرتكبون الجرائم الشنيعة الفظيعة
وقال "كانت عرب الجاهلية أمة كريمة تسكن بلادا كريمة وكأنما خلق الله البلاد وأهلها على تمام وفاق فكان ثمت شبه قريب بين وعورة جبالها ووعورة أخلاقهم وبين جفاء منظرها وجفاء طباعهم"ص16
نلاحظ التناقض فى وصف العرب بكونهم أمة كريمة وفى وصفهم بوعورة الأخلاق وجفاء الطباع فهذا لا يتفق مع ذاك كما نلاحظ التناقض بين كون البلاد كريمة وبين كونها وعرة الجبال جافية المنظر
ونلاحظ التناقض بين من سبق من وصفه العرب بوعورة الأخلاق وجفاء الطباع وبين مدحه لهم فى قوله :
"والحق أقول لقد كان من شدة حزمهم وقوة إرادتهم أحصن سور وأمنع حاجز وهذه وأبيكم أم الفضائل وذروة الشرف الباذخ "ص17
وهذا الكلام إما صادر من رجل مضلل للأخرين وإما صادر من رجل لا يعى ما يقول فكون العرب عندهم أم الفضائل ينافى أن الدين الذى نزل على محمد(ص) كان دين الأخلاق الحسنة فإذا كانوا على أم الفضائل والشرف فما الداعى لنزول الدين على محمد(ص)؟
وقال "وكان لهم قبل زمن محمد(ص) منافسات فى الشعر يجرونها بسوق عكاظ فى جنوب البلاد"ص17
هذه المعلومة فى كون عكاظ جنوب الجزيرة هى معلومة خاطئة ناتجة من جهل الرجل بكتب الجغرافيا والتاريخ
وقال "وأرى لهؤلاء العرب صفة من صفات الاسرائيليين واضحة فيهم وأحسنها ثمرة الفضائل والمحامد بحذافيرها أى وهى التدين فإنهم كانوا ما برحوا شديدى التمسك بدينهم كيفما كان "ص18
الرجل يعتبر تدين العرب وهو تمسكهم بأديانهم الوثنية ثمرة الفضائل والمحامد بحذافيرها وهو كلام يجعل مدحه لمحمد (ص) متناقض مع هذا فما داموا عندهم الفضائل فما جاء به محمد(ص) وهو يخالف ما عندهم يكون ثمرة الرذائل أو العكس
الرجل يبدو هنا كمجنون أو يضل الناس بالتناقض والتخريف
وقال "وقد كان لهؤلاء العرب عدة أنبياء كلهم أستار قبيلته ومرشدها حسبما يقتضيه مبلغ علمه ورأيه "ص18
الرجل هنا جعل زعماء القبائل العربية أنبياء وهى مقولة ليست مستغربة على مسيحى فالناس فى المسيحية قد يكونون أنبياء أو آلهة كما فى القولة الشهيرة "أنا قلت أنكم آلهة " وبالقطع ما يتكلم به كارليل هو كلام كما قلنا كلام رجل مجنون أو رجل يضل الناس فما دام زعماء القبائل أنبياء فما جدوى نبوة محمد(ص)؟
قال "وصميم كل أمر مادى روحانى ألا تذكرون ما جاء فيه من ذكر الفرس" الله الذى أودع الرعد حنجرته فهل ترى صهيله إلا قهقهة لرؤية الرماح" هذا والله أجود الاستعارة وما أحسب أن فى عالم التشبيه كله ما يماثل ذلك أو يقاربه "ص19
يبدو أن كارليل كان متصوفا أو قرأ فى الصوفية أو هو يتبع ما ورد فى العهدين ومن ثم فهو معجب بتشبيهات الله بخلقه فكلام الله أصبح صهيلا وله حنجرة وبالقطع هذا كلام لا يمكن أن يجوز فى الإسلام كما قال تعالى " فلا تضربوا لله الأمثال "
وقال "والحجر الأسود كان من أعظم معبودات العرب ولا يزال للآن ص19بمكة فى البناء المسمى الكعبة "ص20
الرجل هنا يظن أن المسلمين يعبدون الحجر الأسود وهو كلام توارثه من كلام الكنيسة وما يقال فى المجتمع المسيحى فحتى الروايات التى يظن أن الصحابة لم يقولها تنفى ذلك كالمقولة التالية:
رقم الحديث: 34
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا (حديث موقوف) أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّصْرِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى الرُّكْنَ ، فَقَبَّلَ ، وَقَالَ : " وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ ، لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ قَبَّلَكَ مَا قَبَّلْتُكَ "فوائد عبد الوهاب بن منده
وقال "وللحجر موجود الآن إلى جانب البئر زمزم والكعبة مبنية فوقهما "ص20
هنا المعلومة خاطئة فالحجر الأسود ليس بجانب بئر زمزم والكعبة الحالية ليست مبنية فوقهما لأن الحجر الأسود هو جزء من أحد جدران الكعبة الحالية وهى معلومة مستقاة من ظنون النصارى وقد تكررت المعلومة الخاطئة بشكل أخر فى قوله :
" أى بئر زمزم- والحجر الأسود وشادوا عليهما الكعبة منذ آلاف من السنين "ص20
"وشرف بئر زمزم وقدسية الحجر الأسود ومن حج القبائل إلى ذاك المكان كان منشأ مدينة مكة "ص21
هنا خطأ معلوماتى أخر مستقى من الظنون النصرانية التى تربى عليها الرجل أن مكة نشأت بسبب زمزم والحجر الأسود مع أنها نشأت بسبب وجود أول بيت وضع للناس كما قال تعالى "إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا "
وقال "وعلى هذه الطريقة عاش العرب دهورا خاملى الذكر غامضى الشأن أناسا ذوى مناقب جليلة وصفات كبيرة"ص22
مدح الرجل للعرب بالمناقب الجليلة والصفات الكبيرة يناقض مدحه لمحمد (ص)لأن الدين الذى اتبعه محمد(ص) كان مناقضا لما عند القوم
وقال "وأنا لست أدرى ماذا أقول عن ذلك الراهب سرجياس "بحيرا " الذى يزعم أن ابا طالب ومحمدا سكنا معه فى دار ولا ماذا ص23عساه يتعلمه غلام فى هذه السن صغيرة من أى راهب ما فإن محمدا لم يكن يتجاوز إذ ذاك الرابعة عشر ولم يعرف إلا لغته "ص24
الرجل يدافع عن زعم كون محمد(ص) تعلم دينه من بحيرا بسبب صغر سنه وبسبب عدم معرفته لغة بحيرا ومع هذا هو يضع السم فى العسل بذكر عمر محمد(ص) فى الرحلة 14 سنة فهذا العمر هو عمر بداية الرجولة والعقل وهو سن الرغبة فى المعرفة ولا شك أن المنطقة التى سكنها بحيرا تاريخيا كانت منطقة تتكلم العربية أو الآرامية وهى لغات قريبة من بعضها كما أنه ليس معقولا أن يكون أبا طالب لا يعرف لغة بحيرا فقد تكرر سفره بحسب التاريخ كل عام للشام تقريبا
ومع هذا فإن الرجل ناقض نفسه فكرر أن محمد(ص) لم يصل لعلمه شىء من الأخرين فى قوله :
"نعم أنه لم يعرف من العالم ولا من علومه إلا ما تيسر له أن يبصره بنفسه أو يصل إلى سمعه فى ظلمات صحراء العرب "ص25وكرر الرجل المقولة نفسها بألفاظ أخرى تنفى تعلمه من بحيرا وغيره فقال :
" ولم يقتبس محمد من نور أى إنسان أخر ولم يغترف من مناهل غيره "ص25
وأيضا كرر نفس المقولة فى قوله :
"أمية محمد ثم لا ننسى شيئا أخر وهو أنه لم يتلق دروسا على أستاذ أبدا وكانت صناعة الخط حديثة العهد إذ ذاك فى بلاد العرب "ص25
والخطأ هنا أن صناعة الخط حديثة العهد إذ ذاك فى بلاد العرب فالعرب يكتبون منذ أقدم العصور وحسب التاريخ والنقوش المنسوبة للعرب البائدة فقد عرفها القوم منذ عهود سحيقة دليلها الخط المسندى فى تلك الآثار الصفوية واللحيانية والثمودية
وقال "وإنى لأحب فى جبينه ذلك العرق الذى كان ينتفخ ويسود فى حال غضبه كالعرق المقوس الوارد فى قصة القفازة الحمراء لوالتر سكوت وكان هذا العرق خصيصة فى بنى هاشم"ص26
الرجل هنا يأتينا بشىء لا يعرفه المسلمون ولا كتب تاريخهم الحقيقية والمزورة وهى وجود عرق فى كل أفراد بنى هاشم ينتفخ ويسود عند الغضب والرجل يتكلم هنا وكأنه عاش فى عهد محمد(ص)ورآه رؤية العين وهو كلام غير علمى ولا يعتمد على أساس ويبدو أن هذا العرق هو وسيلة للحط من شأن النبى(ص) بطريقة مضحكة وهى حب الرجل لذلك العرق
وقال " وهو مع ذلك سهل الجانب لين العريكة جم البشر والطلاقة حميد العشرة "25
هنا الرجل يصف النبى(ص) بالرحمة والليونة والبشر وهو ما يناقض وصفه له بحدة الطبع ونارية المزاج فى قوله :
"نعم لقد كان هذا الرجل حاد الطبع نارى المزاج"ص26
"ولم يك إلا بعد الأربعين أن تحدث برسالة سماوية ومن هذا التاريخ تبتدىء حوادثه وشواذه حقيقة كانت أو مختلقة وفى هذا التاريخ توفيت خديجة "ص27
هنا الرجل جعل خديجة تتوفى فى بداية الرسالة ومع هذا عاشت خديجة وآمنت به فترة فى قوله :
"ويخيل إلينا أن خديجة أصغت إليه فى دهشة وشك ثم آمنت وقالت أى وربى إنه لحق "ونتخيل أن محمدا شكر لها هذا الصنيع "ص33
ونلاحظ قوله "أصغت إليه فى دهشة وشك ثم آمنت"فكيغ تدهش وتشك ثم تؤمن كلام غير متوافق ؟
وقال "ولم يكن لى فى هذا العالم إلا صديق واحد وهذا الصديق هى وقد آمن به مولاه زيد بن حارثة وعلى وهؤلاء الثلاثة أول من آمن به"ص34
الرجل هنا جعل أول من آمن به خديجة وزيد وعلى وهو ما ينافى التاريخ المعروف لدينا وهو كون أبى بكر أول من آمن الرجال
وقال "وبعد هذه السنين الثلاثة أدب مأدبة لأربعين من ذوى قرابته ثم قام بينهم خطيبا فذكر دعوته وأنه يريد أن يذيعها فى سائر أنحاء الكون"ص35
الرجل هنا يخترع تاريخ من عنده أو هو يصدق تخاريف القسس والكتاب النصارى فيقول أن الرجل عمل مأدبة ودعا لها 40 من أقاربه لدعوتهم للإسلام وهو أمر ينافى التاريخ المعروف من صعوده على الجبل ودعوته للقوم
"وبينما القوم صامتون يرة دهشة وثب على وكان غلاما فى السادسة عشرة وكان قد غاظه سكوت الجماعة فصاح ص34فى أحد لهجة أنه ذاك النصير والظهير ولا يحتمل أن القوم كانوا منابذين محمدا ومعاديه وكلهم من ذوى قرابته "35
وقال " وكانت أقاربه تحميه وتدافع عنه ولكنه عزم هو وأتباعه على الهجرة إلى الحبشة فوقع خبر ذلك من قريش أسوأ المواقع "ص36
الرجل هنا يأتينا بتاريخ خاطىء وهو كون أقاربه بلا استثناء كانوا يحمونه ويدافعون عنه وهو ما يناقض التاريخ المعروف من كون خديجة وأبو طالب هم من كانوا يدافعون عنه والاثنان يخالفان كون الله قد عصمه أى حماه من أذى الناس فقال " والله يعصمك من الناس "
وأيضا الخطأ أن الرجل أراد الهجرة للحبشة فالمعروف أنه أمر أتباعه الذين نالهم الكثير من الأذى بالهجرة للحبشة
وقال "ولكن اعرفوا معى أن حاله إذ ذاك من الشدة والبلاء لم ير مثلها إنسان قط فلقد كان يختبىء فى الكهوف ويفر متنكرا إلى هذا المكان وإلى ذاك لا مأوى ولا مجير ولا ناصر تتهدده الهلكات "ص37
الرجل هنا يخترع تاريخ من عنده أو هو معلومات استقاها من مصادر غير دقيقة وهو اختباء النبى(ص) فى الكهوف وفراره متنكرا مرات كثيرة وهو هو ما يناقض عصمة وهى حماية الله له من أذى الكفار بقوله " والله يعصمك من الناس "
وقال " وما كلمة مثل هذا الرجل إلا صوت خارج من صميم قلب الطبيعة فإذا تكلم فكل الآذان برغمها صاغية وكل القلوب واعية وكل كلام ما عدا ذلك هباء وكل قول جفاء"ص28
الخطأ الأول أن كلام النبى(ص) صوت خارج من صميم قلب الطبيعة وهو كلام يناقض قوله أن من الأبدية المجهولة وهى الله "" فهو رسول مبعوث من الأبدية المجهولة برسالة إلينا فقد نسميه شاعرا أو نبيا أو إلها وسواء هذا أو ذاك "ص14
والغرض من اختلاف الكلام هنا وهناك هو تحيير الناس فلا يعرفون حقيقة الدين
والخطأ أن كل الآذان برغمها صاغية لمحمد(ص) وكل القلوب واعية له وهو كلام يعنى أن الناس آمنوا به وهو ما يناقض قوله أنه فر من ظلمهم وآذاهم ""ولكن اعرفوا معى أن حاله إذ ذاك من الشدة والبلاء لم ير مثلها إنسان قط فلقد كان يختبىء فى الكهوف ويفر متنكرا إلى هذا المكان وإلى ذاك لا مأوى ولا مجير ولا ناصر تتهدده الهلكات "ص37
قال "وما زال منذ الأعوام الطوال من أيام رحلاته وأسفاره يجول بخاطره آلاف من الأفكار ماذا أنا وما ذلك الشىء العديم النهاية الذى أعيش فيه والذى يسميه الناس كونا؟"ص28
الرجل هنا يتخيل محمد(ص) يتكلم مخالفا ما جاء فى دينه فهو يقول أن الكون عديم النهاية وهو ما يناقض هلاك الكون فى يوم القيامة
وقال "فهل أجابته عن ذلك صخور جبل حراء أو شماريخ طود الطور أو تلك القفار والفلوات ؟ كلا ولا قبة الفلك الدوار .....وما للجواب عن ذلك إلا روح الرجل وإلا ما أودع الله فيه من سره "ص28
الرجل هنا يناقض نفسه فهو يقول أن روح محمد(ص) هى التى اجابت عن أسئلته ويقول أن الله هو الذى وضع أى أوحى له من سره
وقال "وكان يقول فى نفسه هذه الأوثان التى يعبدها القوم لابد من أن يكون وراءها ودونها شىء ما هى إلا رمز له وإشارة إليه وإلا فهى باطل "ص29
نلاحظ هنا أن الرجل يفترى على النبى(ص) فى قوله أن الأوثان هى رمز وإشارة لشىء ورغم هذا يناقض نفسه أن الأوثان إن لم تكن رمز فهى باطلة وكأن وجود إشارة خلف الأوثان يعنى كونها حق
وقال "وما نحن وسائر الخلق والكائنات إلا ظل له ص30 ستار يحجب النور الأبدى "ص31
الرجل جعل الخلق هنا ظل لله ويناقض نفسه فيجعلنا ستار له فهل نحن ظل أم ستار فالظل لا يخفى النور بينما الستار يخفى النور وهو كلام يدخلنا فى نظريات التصوف الغريبة التى لا يقرها الإسلام
قال "والإسلام لو تفقهون ضرب من النصرانية والإسلام والنصرانية يأمراننا أن نتوكل على الله قبل كل شىء"ص32
" وعلى كل حال فهذا الدين ضرب من النصرانية "ص54
الرجل جعل الإسلام نوع من النصرانية وكأنه مذهب فيها وهو كلام ينافى اختلاف الدينين فى آلاف الأحكام خاصة فى الألوهية والعقوبات وغير ذلك وهذه المقولة تعنى أن على النصارى أن يبقوا على دينهم لكونه لا يخالف النصرانية
وقال" فلما كان العام الثالث عشر من رسالته وقد وجد أعداءه متألبين عليه وكانوا 40 رجلا كل رجل من قبيلة ائتمروا به ليقتلوه وألفى المقام بمكة مستحيلا هاجر إلى يثرب حيث التف به الأنصار...ومن هذه الهجرة يبتدىء التاريخ فى المشرق والسنة الأولى من الهجرة توافق622 م وفى السنة الخامسة والخمسون من عمر محمد"ص37
هنا الرجل هاجر فى العام 13 من رسالته ومع هذا بلغ 55 سنة فى ذلك العام وهو ما يخالف كونه رسالته ابتدأت فى الأربعين أى 40+13=53 سنة كما قال "ولم يك إلا بعد الأربعين أن تحدث برسالة سماوية ومن هذا التاريخ تبتدىء حوادثه وشواذه حقيقة كانت أو مختلقة وفى هذا التاريخ توفيت خديجة "ص27
كما نلاحظ أن المتألبين عليه كان عددهم40 رجل وهو كلام يخالف أن الكثير من أهل مكة وهم بالآلاف كانوا متألبين عليه ولكن الأربعين هم اختارتهم قريش كما يحكى التاريخ المعروف وليس الحقيقى لقتل النبى(ص)
وقال " ما كان الدين لانتشر لولا السيف ولكن ما هو الذى أوجد السيف؟ هو قوة ذلك الدين وأنه حق"ص38
الخطأ هنا أن الرجل أراد الدفاع عن زعم انتشار الإسلام بالقوة وهى السيف فبدلا من أن يفندها الرجل أثبتها وهو كلام لا يتفق مع أعلنه من كون تلك زعم
وقال " والقرآن خارج من فؤاد محمد فهو جدير أن يصل إلى أفئدة سامعيه وقارئيه "ص43وقال " والقرآن لو تبصرون ما هو إلا جمرات ذاكيات قذفت بها نفس رجل كبير النفس بعد أن أوقدتها الأفكار الطوال "ص43
الرجل هنا يقرر أن محمد اخترع القرآن من قلبه وهو نفسه وهو ما يعنى كونه دين بشرى لم يوحى الله به وهو ما يناقض كلامه من قبل أنه رسالة من الله الذى سماه الأبدية المجهولة " فهو رسول مبعوث من الأبدية المجهولة برسالة إلينا"ص14
" وكل عزم مقدس يهم به يخاله جبريل ووحيه "ص44
نفس الإتهام السابق وهو كون الإسلام هو تخيلات من محمد(ص) وهو كلام يدل على أن الرجل قصد بتناقض كلامه فى الإسلام أن يضل الناس فهم هنا لا يعرفون المصدر
وقال" ومن العجب أن نرى فى القرآن عرقا من الشعر يجرى فيه من بدايته إلى نهايته ثم يتخلله نظرات نافذات نظرات نبى وحكيم "ص44
وقال "وكذلك أرى فى محمد دلائل شاعرية كبيرة "ص46
وقال "ماذا ترون كل هذا إلا ظلا تمثل فى خيال النبى الشاعر للحقيقة الروحانية الكبرى رأس الحقائق "ص54
الأقوال الثلاثة تجعل النبى(ص)شاعرا وتصويره بالشاعر هو حط من شأنه لأن الناس يعرفون أن الشعراء معظمهم كاذبون متوهمون وهم لا يقولون الحق والصواب كما أن القرآن نفسه نفى كون محمد شاعر وكون القرآن شعر حيث قال " وما علمناه الشعر وما ينبغى له "
قال "فإن الذى أباحه محمد مما تحرمه المسيحية لم يكن من تلقاء نفسه إنما كان جاريا متبعا لدى العرب من قديم الأزل وقد قلل محمد هذه الأشياء جهده "ص47
الرجل يجعل محمد(ص) مجاريا للعرب فى بعض تشريعاته وهو ما يعنى كونه بشر يقتبس من بشر وهو كلام يناقض كونه رسالته من الله الأبدية المجهولة التى قاله بها كارليل
وقال "إن الله ربما كان خلق الناس بلا رحمة "ص45
الرجل هنا يبدو كالمجنون فهو يقوول أن الله ربما خلق الناس بلا رحمة وهو كلام مجانين يتنافى حتى مه ديانته المسيحية التى تقوم على الرحمة والعطف كما يقولون
وقال " والدين المحمدى بعد ذلك ليس بالسهل ولا بالهين "ص47
يصف كارليل الإسلام بالدين المحمدى متبعا فى ذلك النصارى واليهود وهى نسبة تعنى أنه من اختراع محمد(ص) وهى مقولة تناقض اعتراف كارليل بكون رسالة من الله البدية المجهولة
وقا " وكان محمد لا يعتذر عن الأولى ولا يفتخر بالثانية إذ كان يراها من وحى وجدانه وأوامر شعوره ولم يكن وجدانه لديه بالمتهم ولا شعوره بالظنين "ص50
كارليل يقر هنا أن محمد(ص) اخترع الدين من وحى وجدانه وأوامر شعوره وهو ما يناقض كونه رسالة من الله كما قال فى موضع أخر وهو مصر بتلك الطريقة على جعل الناس حيارى مثله فى ذلك مثل الكفار الين زعموا أنه سحر مرة وأساطير الأولين مرة ومرة من أقوال محمد(ص) ومرة قول كاهن ومرة قول شاعر ..... حتى يصلوا للحق
"وكان رجلا ماضى العزم لا يؤخر عمل اليوم إلى الغد وطالما كان يذكر بيوم تبوك إذ أبى رجاله السير إلى موطن القتال واحتجوا بأنه أوان الحصيد وبالحر "ص51
الخطأ هنا أن رجال محمد(ص)أبوا السير للقتال فى تبوك وهو كلام يخالف التاريخ المعروف والقرآن حيث يقول" لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ"فالمسلمون ذهبوا معه أو أرادوا ولم يتمكنوا بسبب فقرهم وأما المنافقون وهم الأغنياء فهم من تعللوا بالحر
وقال "والإسلام لا يكتفى بجعل الصدقة سنة محبوبة بل يجعلها فرضا على كل مسلم وقاعدة من قواعد الإسلام ثم يقدرها بالنسبة إلى ثروة الرجل فتكون جزء من40 من الثروة "ص52
الخطأ الأول كون بجعل الصدقة فرض على كل مسلم فهى معلومة خاطئة فهى فرض على الأغنياء لأنها لو كانت على الجميع فمن سيأخذها؟
والخطأ الثانى أن الصدقة مقدارها جزء من40 من الثروة وطبقا لما هو معروف فهذا ما يسمى زكاة المال النقدى وهو ما يخالف زكاة الزروع وزكاة الحيوان وغير ذلك ومن ثم فهى معلومة ناقصة
وقال "وكذلك أمر رمضان سواء أكان مقصودا من محمد معينا أو كان وحى الغريزة وإلهاما فطريا"ص53
نفس الزعم الخاطىء المتكرر والتناقض فى كون كلام محمد (ص) مقصود منه أو كلام وحى
توماس كارليل فيلسوف ومؤرخ انجليزى عنى بالزعماء والشخصيات القيادية فكتب عدة كتب منها الأبطال والبطولة وهو من رجال التاسع عشر الميلادى
وفى البداية أقول :
من المحال أن يكتب كاتب على دين أخر غير الإسلام كتاب فى مدح رسول أو زعيم فى دين أخر فيكون عادلا عدلا تاما إما بسبب الجهل وإما بسبب الأحقاد الكامنة وإما بسبب ما تربى عليه ضد الدين الأخر
كتاب محمد لتوماس كارليل هو من ضمن تلك الكتب التى كتبها نصرانى فى مدح رسول الإسلام الأخير محمد(ص) والكتاب رغم ما فيه من أقوال مدح ومحاولة للدفاع عن النبى(ص) فإنه طافح رغم صغر حجمه بالأخطاء والتناقضات والمعلومات الخاطئة
الكتاب ترجمه محمد السباعى والد الأديب المعروف يوسف السباعى وزير الإعلام المصرى السابق وكان محمد السباعى مهتما بالترجمة على وجه الخصوص وقد جمع ابنه ما ترجمه والده ونشره فى مجلد واحد
وقد ترجم الكتاب محمد السباعى بلغة اعتمد فيها على كلمات من الفصحى ربما لا يستسيغ بعضنا قراءتها حاليا
والآن إلى ما فى كتاب كارليل :
أراد كارليل إثبات أن دين الإسلام صادق فقال:
"أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التى عاشت بها وماتت عليها الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة ؟أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأى أبدا "ص10
الرجل هنا يستدل على صدق الدين بكثرة أتباعه عبر العصور وهو كلام يعنى الجنون لأن كل الأديان الكبرى فى العالم النصرانية واليهودية والهندوسية والطاوية والبوذية والشنتو ...آمن بها الملايين عبر العصور ولو صدقنا دليل الرجل لكانت كل تلك الديانات وغيرها صادقة رغم اختلافها وهو كلام لا يقول به عاقل فلا يحتمل غير وجود دين واحد هو الصادق والباقى كذب وخداع
وقال مدافعا عن صدق محمد(ص):
"الرجل الكاذب لا يستطيع أن يبنى بيتا من طوب فكيف يوجد دينا ؟وهل رأيتم قط معشر الاخوان أن رجلا كاذبا يستطيع أن يوجد دينا وينشره "ص11
بالطبع إيجاد الدين ونشره أمر يفعله الكاذبون فكل الأديان عدا دين واحد أوجدها الكاذبون المحرفون فلا يمكن أن تكون كل الأديان المنتشرة فى العالم صادقة
الاستدلال بعدم قدرة الكاذب على بناء بيت من طوب كدليل على كذبه هو ضرب من الخبل فالبيوت يبنيها الكاذبون كما الصادقون بل بيوت الكاذبين أفضل من بيوت الصادقين فى البناء المادى
وأما نسبة إيجاد الدين لمحمد(ص)فهو من بقايا ما تعلمه الرجل من أهل دينه فهنا الرجل يجعل الدين دين بشرى من وضع محمد(ص)وليس وضع الله وهو ما يناقض قوله تعالى "قل نزله روح القدس من ربك"
وقال كارليل :
"وإنى لأعلم أنه على المرء أن يسير فى جميع أمره طبق قوانين الطبيعة "ص12
الرجل هنا ينفى كل الأديان حتى نصرانيته مطالبا الكل بالسير طبق قوانين الطبيعة وهو لا يعرفنا بتلك القوانين وهى قوانين لا يعرفها كثير من الخلق بل إن أعظم علماء الدنيا بالدنيا لا يعرف قوانين تخصصه كلها ومن هنا جاءت النظريات والظنون
وقال كارليل عن حب الخير :
"وعندى أنه ما كان ميرابو أو نابليون أو بارنز أو كرومويل كفؤا للقيام بعمل ما إلا وكان الصدق والاخلاص وحب الخير أول باعثاته على محاولة ما يحاول "ص12
بالقطع الرجل يتكلم عن رجال سبقوه فى الزمن وماتوا وكأنه قد دخل فى قلوبهم وأحس ما فيها والسؤال هل حب الخير يتضمن احتلال بلاد الأخرين كما فعل نابليون وشن حروبا كثيرة قتل فيها الألوف المؤلفة وهل كان غزوه لما يسمى مصر الحالية خيرا لأهلها أم أنها كانت مصيبة دمر فيها البلاد وقتل الكثير من العباد ؟وهل كان كرومويل قاطع رقاب الآلاف يحب الخير بقطعه لتلك الرقاب وأما ميرابو فقد قرأت عنه فى أحد كتب الثانوية العامة فى مصر فى ثمانينات القرن العشرين الميلادى منذ عقود أنه كان مدافعا عن حقوق الطبقات الفقيرة فى فرنسا أيام الحكم الملكى وأما بارنز فلم أسمع عنه من قبل
لا أحد يقدر على أن يعرف نوايا الأخرين من أفعالهم سوى الله
وقال كارليل "أو بعبارة أخرى أقول إن إخلاصه غير متوقف على إرادته فهو مخلص لى الرغم من نفسه سواء أراد أم لم يرد "ص13
نلاحظ هنا مقولة الجبرية فمحمد(ص)أو الشخص الصادق الكبير مخلص سواء أراد أم لم يرد وهو كلام ينافى حقيقة كون إرادة الإنسان حرة كما قال الله "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
وقال كارليل " فهو رسول مبعوث من الأبدية المجهولة برسالة إلينا فقد نسميه شاعرا أو نبيا أو إلها وسواء هذا أو ذاك "ص14
نلاحظ التناقض الداخلى فالرسول قد يكون شاعرا أو نبيا أو إلها وهو إله مع أنه مبعوث من الإله الذى سماه الأبدية المجهولة ؟
وكيف يكون الشاعر رسولا والشعراء منهم من هو صادق وهم قلة وكثرة كافرة ؟
وقال "ثم إذا نظرت إلى كلمات العظيم شاعرا كان أو فيلسوفا أو نبيا أو فارسا أو ملكا ألا تراها ضربا من الوحى "ص14
نلاحظ هنا جنون الرجل فهو جعل كلام الشعراء والفلاسفة والأنبياء والفرسان والملوك نوعا من الوحى والسؤال هل يختلف الوحى فى مضمونه أم يتحد ؟ بالقطع الوحى يتحد فكيف يكون كل هؤلاء موحى لهم وهم مختلفون متناقضون فى أقوالهم فى كل مسألة تقريبا؟
الرجل بكلامه هنا وقبل ذلك وفيما بعد يبدو أنه يريد أن يقول لنا أن الناس كلهم سيدخلون الجنة وأنهم كلهم صادقون رغم التناقض والاختلاف
وقال " وما الرسالة التى أداها إلا حق صراح وما كلامه إلا صوت صادق صادر من العالم المجهول ما محمد ص14 بالكاذب ولا الملفق "ص15
الرجل هنا يعترف بكون رسالة محمد(ص) صادقة وكونه صادق
وقال "ألم يرتكب داود أفظع الجرائم وأشنع الآثام "ص15
الرجل كاليهود والنصارى يصدقون أن داود(ص) ارتكب الجرائم الفظيعة المنسوبة له فى العهد القديم من زناه بامرأة أوريا الحثى وتعمده قتله بإرساله للقتال عدة مرات وهو كلام لا يمكن تصديقه فى حكاية الزنى على وجه الخصوص وأما القتل فمن الممكن ولكن كقتل موسى(ص) الخطأ وهو يذكر هذا الكلام ظنا منه أنه يدافع عما يظنه من جرائم محمد(ص) الفظيعة والشنيعة والتى يجب أن تغفر له كما غفر لداود(ص) كما يظن
هذه المقولة هى من بقايا ما تربى عليه الرجل فى الكنيسة وهى تبرير لجرائم العظماء والرسل (ص) رغم كونهم غير معصومين فإنهم لا يرتكبون الجرائم الشنيعة الفظيعة
وقال "كانت عرب الجاهلية أمة كريمة تسكن بلادا كريمة وكأنما خلق الله البلاد وأهلها على تمام وفاق فكان ثمت شبه قريب بين وعورة جبالها ووعورة أخلاقهم وبين جفاء منظرها وجفاء طباعهم"ص16
نلاحظ التناقض فى وصف العرب بكونهم أمة كريمة وفى وصفهم بوعورة الأخلاق وجفاء الطباع فهذا لا يتفق مع ذاك كما نلاحظ التناقض بين كون البلاد كريمة وبين كونها وعرة الجبال جافية المنظر
ونلاحظ التناقض بين من سبق من وصفه العرب بوعورة الأخلاق وجفاء الطباع وبين مدحه لهم فى قوله :
"والحق أقول لقد كان من شدة حزمهم وقوة إرادتهم أحصن سور وأمنع حاجز وهذه وأبيكم أم الفضائل وذروة الشرف الباذخ "ص17
وهذا الكلام إما صادر من رجل مضلل للأخرين وإما صادر من رجل لا يعى ما يقول فكون العرب عندهم أم الفضائل ينافى أن الدين الذى نزل على محمد(ص) كان دين الأخلاق الحسنة فإذا كانوا على أم الفضائل والشرف فما الداعى لنزول الدين على محمد(ص)؟
وقال "وكان لهم قبل زمن محمد(ص) منافسات فى الشعر يجرونها بسوق عكاظ فى جنوب البلاد"ص17
هذه المعلومة فى كون عكاظ جنوب الجزيرة هى معلومة خاطئة ناتجة من جهل الرجل بكتب الجغرافيا والتاريخ
وقال "وأرى لهؤلاء العرب صفة من صفات الاسرائيليين واضحة فيهم وأحسنها ثمرة الفضائل والمحامد بحذافيرها أى وهى التدين فإنهم كانوا ما برحوا شديدى التمسك بدينهم كيفما كان "ص18
الرجل يعتبر تدين العرب وهو تمسكهم بأديانهم الوثنية ثمرة الفضائل والمحامد بحذافيرها وهو كلام يجعل مدحه لمحمد (ص) متناقض مع هذا فما داموا عندهم الفضائل فما جاء به محمد(ص) وهو يخالف ما عندهم يكون ثمرة الرذائل أو العكس
الرجل يبدو هنا كمجنون أو يضل الناس بالتناقض والتخريف
وقال "وقد كان لهؤلاء العرب عدة أنبياء كلهم أستار قبيلته ومرشدها حسبما يقتضيه مبلغ علمه ورأيه "ص18
الرجل هنا جعل زعماء القبائل العربية أنبياء وهى مقولة ليست مستغربة على مسيحى فالناس فى المسيحية قد يكونون أنبياء أو آلهة كما فى القولة الشهيرة "أنا قلت أنكم آلهة " وبالقطع ما يتكلم به كارليل هو كلام كما قلنا كلام رجل مجنون أو رجل يضل الناس فما دام زعماء القبائل أنبياء فما جدوى نبوة محمد(ص)؟
قال "وصميم كل أمر مادى روحانى ألا تذكرون ما جاء فيه من ذكر الفرس" الله الذى أودع الرعد حنجرته فهل ترى صهيله إلا قهقهة لرؤية الرماح" هذا والله أجود الاستعارة وما أحسب أن فى عالم التشبيه كله ما يماثل ذلك أو يقاربه "ص19
يبدو أن كارليل كان متصوفا أو قرأ فى الصوفية أو هو يتبع ما ورد فى العهدين ومن ثم فهو معجب بتشبيهات الله بخلقه فكلام الله أصبح صهيلا وله حنجرة وبالقطع هذا كلام لا يمكن أن يجوز فى الإسلام كما قال تعالى " فلا تضربوا لله الأمثال "
وقال "والحجر الأسود كان من أعظم معبودات العرب ولا يزال للآن ص19بمكة فى البناء المسمى الكعبة "ص20
الرجل هنا يظن أن المسلمين يعبدون الحجر الأسود وهو كلام توارثه من كلام الكنيسة وما يقال فى المجتمع المسيحى فحتى الروايات التى يظن أن الصحابة لم يقولها تنفى ذلك كالمقولة التالية:
رقم الحديث: 34
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا (حديث موقوف) أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّصْرِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى الرُّكْنَ ، فَقَبَّلَ ، وَقَالَ : " وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ ، لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ ، وَلَوْلا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ قَبَّلَكَ مَا قَبَّلْتُكَ "فوائد عبد الوهاب بن منده
وقال "وللحجر موجود الآن إلى جانب البئر زمزم والكعبة مبنية فوقهما "ص20
هنا المعلومة خاطئة فالحجر الأسود ليس بجانب بئر زمزم والكعبة الحالية ليست مبنية فوقهما لأن الحجر الأسود هو جزء من أحد جدران الكعبة الحالية وهى معلومة مستقاة من ظنون النصارى وقد تكررت المعلومة الخاطئة بشكل أخر فى قوله :
" أى بئر زمزم- والحجر الأسود وشادوا عليهما الكعبة منذ آلاف من السنين "ص20
"وشرف بئر زمزم وقدسية الحجر الأسود ومن حج القبائل إلى ذاك المكان كان منشأ مدينة مكة "ص21
هنا خطأ معلوماتى أخر مستقى من الظنون النصرانية التى تربى عليها الرجل أن مكة نشأت بسبب زمزم والحجر الأسود مع أنها نشأت بسبب وجود أول بيت وضع للناس كما قال تعالى "إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا "
وقال "وعلى هذه الطريقة عاش العرب دهورا خاملى الذكر غامضى الشأن أناسا ذوى مناقب جليلة وصفات كبيرة"ص22
مدح الرجل للعرب بالمناقب الجليلة والصفات الكبيرة يناقض مدحه لمحمد (ص)لأن الدين الذى اتبعه محمد(ص) كان مناقضا لما عند القوم
وقال "وأنا لست أدرى ماذا أقول عن ذلك الراهب سرجياس "بحيرا " الذى يزعم أن ابا طالب ومحمدا سكنا معه فى دار ولا ماذا ص23عساه يتعلمه غلام فى هذه السن صغيرة من أى راهب ما فإن محمدا لم يكن يتجاوز إذ ذاك الرابعة عشر ولم يعرف إلا لغته "ص24
الرجل يدافع عن زعم كون محمد(ص) تعلم دينه من بحيرا بسبب صغر سنه وبسبب عدم معرفته لغة بحيرا ومع هذا هو يضع السم فى العسل بذكر عمر محمد(ص) فى الرحلة 14 سنة فهذا العمر هو عمر بداية الرجولة والعقل وهو سن الرغبة فى المعرفة ولا شك أن المنطقة التى سكنها بحيرا تاريخيا كانت منطقة تتكلم العربية أو الآرامية وهى لغات قريبة من بعضها كما أنه ليس معقولا أن يكون أبا طالب لا يعرف لغة بحيرا فقد تكرر سفره بحسب التاريخ كل عام للشام تقريبا
ومع هذا فإن الرجل ناقض نفسه فكرر أن محمد(ص) لم يصل لعلمه شىء من الأخرين فى قوله :
"نعم أنه لم يعرف من العالم ولا من علومه إلا ما تيسر له أن يبصره بنفسه أو يصل إلى سمعه فى ظلمات صحراء العرب "ص25وكرر الرجل المقولة نفسها بألفاظ أخرى تنفى تعلمه من بحيرا وغيره فقال :
" ولم يقتبس محمد من نور أى إنسان أخر ولم يغترف من مناهل غيره "ص25
وأيضا كرر نفس المقولة فى قوله :
"أمية محمد ثم لا ننسى شيئا أخر وهو أنه لم يتلق دروسا على أستاذ أبدا وكانت صناعة الخط حديثة العهد إذ ذاك فى بلاد العرب "ص25
والخطأ هنا أن صناعة الخط حديثة العهد إذ ذاك فى بلاد العرب فالعرب يكتبون منذ أقدم العصور وحسب التاريخ والنقوش المنسوبة للعرب البائدة فقد عرفها القوم منذ عهود سحيقة دليلها الخط المسندى فى تلك الآثار الصفوية واللحيانية والثمودية
وقال "وإنى لأحب فى جبينه ذلك العرق الذى كان ينتفخ ويسود فى حال غضبه كالعرق المقوس الوارد فى قصة القفازة الحمراء لوالتر سكوت وكان هذا العرق خصيصة فى بنى هاشم"ص26
الرجل هنا يأتينا بشىء لا يعرفه المسلمون ولا كتب تاريخهم الحقيقية والمزورة وهى وجود عرق فى كل أفراد بنى هاشم ينتفخ ويسود عند الغضب والرجل يتكلم هنا وكأنه عاش فى عهد محمد(ص)ورآه رؤية العين وهو كلام غير علمى ولا يعتمد على أساس ويبدو أن هذا العرق هو وسيلة للحط من شأن النبى(ص) بطريقة مضحكة وهى حب الرجل لذلك العرق
وقال " وهو مع ذلك سهل الجانب لين العريكة جم البشر والطلاقة حميد العشرة "25
هنا الرجل يصف النبى(ص) بالرحمة والليونة والبشر وهو ما يناقض وصفه له بحدة الطبع ونارية المزاج فى قوله :
"نعم لقد كان هذا الرجل حاد الطبع نارى المزاج"ص26
"ولم يك إلا بعد الأربعين أن تحدث برسالة سماوية ومن هذا التاريخ تبتدىء حوادثه وشواذه حقيقة كانت أو مختلقة وفى هذا التاريخ توفيت خديجة "ص27
هنا الرجل جعل خديجة تتوفى فى بداية الرسالة ومع هذا عاشت خديجة وآمنت به فترة فى قوله :
"ويخيل إلينا أن خديجة أصغت إليه فى دهشة وشك ثم آمنت وقالت أى وربى إنه لحق "ونتخيل أن محمدا شكر لها هذا الصنيع "ص33
ونلاحظ قوله "أصغت إليه فى دهشة وشك ثم آمنت"فكيغ تدهش وتشك ثم تؤمن كلام غير متوافق ؟
وقال "ولم يكن لى فى هذا العالم إلا صديق واحد وهذا الصديق هى وقد آمن به مولاه زيد بن حارثة وعلى وهؤلاء الثلاثة أول من آمن به"ص34
الرجل هنا جعل أول من آمن به خديجة وزيد وعلى وهو ما ينافى التاريخ المعروف لدينا وهو كون أبى بكر أول من آمن الرجال
وقال "وبعد هذه السنين الثلاثة أدب مأدبة لأربعين من ذوى قرابته ثم قام بينهم خطيبا فذكر دعوته وأنه يريد أن يذيعها فى سائر أنحاء الكون"ص35
الرجل هنا يخترع تاريخ من عنده أو هو يصدق تخاريف القسس والكتاب النصارى فيقول أن الرجل عمل مأدبة ودعا لها 40 من أقاربه لدعوتهم للإسلام وهو أمر ينافى التاريخ المعروف من صعوده على الجبل ودعوته للقوم
"وبينما القوم صامتون يرة دهشة وثب على وكان غلاما فى السادسة عشرة وكان قد غاظه سكوت الجماعة فصاح ص34فى أحد لهجة أنه ذاك النصير والظهير ولا يحتمل أن القوم كانوا منابذين محمدا ومعاديه وكلهم من ذوى قرابته "35
وقال " وكانت أقاربه تحميه وتدافع عنه ولكنه عزم هو وأتباعه على الهجرة إلى الحبشة فوقع خبر ذلك من قريش أسوأ المواقع "ص36
الرجل هنا يأتينا بتاريخ خاطىء وهو كون أقاربه بلا استثناء كانوا يحمونه ويدافعون عنه وهو ما يناقض التاريخ المعروف من كون خديجة وأبو طالب هم من كانوا يدافعون عنه والاثنان يخالفان كون الله قد عصمه أى حماه من أذى الناس فقال " والله يعصمك من الناس "
وأيضا الخطأ أن الرجل أراد الهجرة للحبشة فالمعروف أنه أمر أتباعه الذين نالهم الكثير من الأذى بالهجرة للحبشة
وقال "ولكن اعرفوا معى أن حاله إذ ذاك من الشدة والبلاء لم ير مثلها إنسان قط فلقد كان يختبىء فى الكهوف ويفر متنكرا إلى هذا المكان وإلى ذاك لا مأوى ولا مجير ولا ناصر تتهدده الهلكات "ص37
الرجل هنا يخترع تاريخ من عنده أو هو معلومات استقاها من مصادر غير دقيقة وهو اختباء النبى(ص) فى الكهوف وفراره متنكرا مرات كثيرة وهو هو ما يناقض عصمة وهى حماية الله له من أذى الكفار بقوله " والله يعصمك من الناس "
وقال " وما كلمة مثل هذا الرجل إلا صوت خارج من صميم قلب الطبيعة فإذا تكلم فكل الآذان برغمها صاغية وكل القلوب واعية وكل كلام ما عدا ذلك هباء وكل قول جفاء"ص28
الخطأ الأول أن كلام النبى(ص) صوت خارج من صميم قلب الطبيعة وهو كلام يناقض قوله أن من الأبدية المجهولة وهى الله "" فهو رسول مبعوث من الأبدية المجهولة برسالة إلينا فقد نسميه شاعرا أو نبيا أو إلها وسواء هذا أو ذاك "ص14
والغرض من اختلاف الكلام هنا وهناك هو تحيير الناس فلا يعرفون حقيقة الدين
والخطأ أن كل الآذان برغمها صاغية لمحمد(ص) وكل القلوب واعية له وهو كلام يعنى أن الناس آمنوا به وهو ما يناقض قوله أنه فر من ظلمهم وآذاهم ""ولكن اعرفوا معى أن حاله إذ ذاك من الشدة والبلاء لم ير مثلها إنسان قط فلقد كان يختبىء فى الكهوف ويفر متنكرا إلى هذا المكان وإلى ذاك لا مأوى ولا مجير ولا ناصر تتهدده الهلكات "ص37
قال "وما زال منذ الأعوام الطوال من أيام رحلاته وأسفاره يجول بخاطره آلاف من الأفكار ماذا أنا وما ذلك الشىء العديم النهاية الذى أعيش فيه والذى يسميه الناس كونا؟"ص28
الرجل هنا يتخيل محمد(ص) يتكلم مخالفا ما جاء فى دينه فهو يقول أن الكون عديم النهاية وهو ما يناقض هلاك الكون فى يوم القيامة
وقال "فهل أجابته عن ذلك صخور جبل حراء أو شماريخ طود الطور أو تلك القفار والفلوات ؟ كلا ولا قبة الفلك الدوار .....وما للجواب عن ذلك إلا روح الرجل وإلا ما أودع الله فيه من سره "ص28
الرجل هنا يناقض نفسه فهو يقول أن روح محمد(ص) هى التى اجابت عن أسئلته ويقول أن الله هو الذى وضع أى أوحى له من سره
وقال "وكان يقول فى نفسه هذه الأوثان التى يعبدها القوم لابد من أن يكون وراءها ودونها شىء ما هى إلا رمز له وإشارة إليه وإلا فهى باطل "ص29
نلاحظ هنا أن الرجل يفترى على النبى(ص) فى قوله أن الأوثان هى رمز وإشارة لشىء ورغم هذا يناقض نفسه أن الأوثان إن لم تكن رمز فهى باطلة وكأن وجود إشارة خلف الأوثان يعنى كونها حق
وقال "وما نحن وسائر الخلق والكائنات إلا ظل له ص30 ستار يحجب النور الأبدى "ص31
الرجل جعل الخلق هنا ظل لله ويناقض نفسه فيجعلنا ستار له فهل نحن ظل أم ستار فالظل لا يخفى النور بينما الستار يخفى النور وهو كلام يدخلنا فى نظريات التصوف الغريبة التى لا يقرها الإسلام
قال "والإسلام لو تفقهون ضرب من النصرانية والإسلام والنصرانية يأمراننا أن نتوكل على الله قبل كل شىء"ص32
" وعلى كل حال فهذا الدين ضرب من النصرانية "ص54
الرجل جعل الإسلام نوع من النصرانية وكأنه مذهب فيها وهو كلام ينافى اختلاف الدينين فى آلاف الأحكام خاصة فى الألوهية والعقوبات وغير ذلك وهذه المقولة تعنى أن على النصارى أن يبقوا على دينهم لكونه لا يخالف النصرانية
وقال" فلما كان العام الثالث عشر من رسالته وقد وجد أعداءه متألبين عليه وكانوا 40 رجلا كل رجل من قبيلة ائتمروا به ليقتلوه وألفى المقام بمكة مستحيلا هاجر إلى يثرب حيث التف به الأنصار...ومن هذه الهجرة يبتدىء التاريخ فى المشرق والسنة الأولى من الهجرة توافق622 م وفى السنة الخامسة والخمسون من عمر محمد"ص37
هنا الرجل هاجر فى العام 13 من رسالته ومع هذا بلغ 55 سنة فى ذلك العام وهو ما يخالف كونه رسالته ابتدأت فى الأربعين أى 40+13=53 سنة كما قال "ولم يك إلا بعد الأربعين أن تحدث برسالة سماوية ومن هذا التاريخ تبتدىء حوادثه وشواذه حقيقة كانت أو مختلقة وفى هذا التاريخ توفيت خديجة "ص27
كما نلاحظ أن المتألبين عليه كان عددهم40 رجل وهو كلام يخالف أن الكثير من أهل مكة وهم بالآلاف كانوا متألبين عليه ولكن الأربعين هم اختارتهم قريش كما يحكى التاريخ المعروف وليس الحقيقى لقتل النبى(ص)
وقال " ما كان الدين لانتشر لولا السيف ولكن ما هو الذى أوجد السيف؟ هو قوة ذلك الدين وأنه حق"ص38
الخطأ هنا أن الرجل أراد الدفاع عن زعم انتشار الإسلام بالقوة وهى السيف فبدلا من أن يفندها الرجل أثبتها وهو كلام لا يتفق مع أعلنه من كون تلك زعم
وقال " والقرآن خارج من فؤاد محمد فهو جدير أن يصل إلى أفئدة سامعيه وقارئيه "ص43وقال " والقرآن لو تبصرون ما هو إلا جمرات ذاكيات قذفت بها نفس رجل كبير النفس بعد أن أوقدتها الأفكار الطوال "ص43
الرجل هنا يقرر أن محمد اخترع القرآن من قلبه وهو نفسه وهو ما يعنى كونه دين بشرى لم يوحى الله به وهو ما يناقض كلامه من قبل أنه رسالة من الله الذى سماه الأبدية المجهولة " فهو رسول مبعوث من الأبدية المجهولة برسالة إلينا"ص14
" وكل عزم مقدس يهم به يخاله جبريل ووحيه "ص44
نفس الإتهام السابق وهو كون الإسلام هو تخيلات من محمد(ص) وهو كلام يدل على أن الرجل قصد بتناقض كلامه فى الإسلام أن يضل الناس فهم هنا لا يعرفون المصدر
وقال" ومن العجب أن نرى فى القرآن عرقا من الشعر يجرى فيه من بدايته إلى نهايته ثم يتخلله نظرات نافذات نظرات نبى وحكيم "ص44
وقال "وكذلك أرى فى محمد دلائل شاعرية كبيرة "ص46
وقال "ماذا ترون كل هذا إلا ظلا تمثل فى خيال النبى الشاعر للحقيقة الروحانية الكبرى رأس الحقائق "ص54
الأقوال الثلاثة تجعل النبى(ص)شاعرا وتصويره بالشاعر هو حط من شأنه لأن الناس يعرفون أن الشعراء معظمهم كاذبون متوهمون وهم لا يقولون الحق والصواب كما أن القرآن نفسه نفى كون محمد شاعر وكون القرآن شعر حيث قال " وما علمناه الشعر وما ينبغى له "
قال "فإن الذى أباحه محمد مما تحرمه المسيحية لم يكن من تلقاء نفسه إنما كان جاريا متبعا لدى العرب من قديم الأزل وقد قلل محمد هذه الأشياء جهده "ص47
الرجل يجعل محمد(ص) مجاريا للعرب فى بعض تشريعاته وهو ما يعنى كونه بشر يقتبس من بشر وهو كلام يناقض كونه رسالته من الله الأبدية المجهولة التى قاله بها كارليل
وقال "إن الله ربما كان خلق الناس بلا رحمة "ص45
الرجل هنا يبدو كالمجنون فهو يقوول أن الله ربما خلق الناس بلا رحمة وهو كلام مجانين يتنافى حتى مه ديانته المسيحية التى تقوم على الرحمة والعطف كما يقولون
وقال " والدين المحمدى بعد ذلك ليس بالسهل ولا بالهين "ص47
يصف كارليل الإسلام بالدين المحمدى متبعا فى ذلك النصارى واليهود وهى نسبة تعنى أنه من اختراع محمد(ص) وهى مقولة تناقض اعتراف كارليل بكون رسالة من الله البدية المجهولة
وقا " وكان محمد لا يعتذر عن الأولى ولا يفتخر بالثانية إذ كان يراها من وحى وجدانه وأوامر شعوره ولم يكن وجدانه لديه بالمتهم ولا شعوره بالظنين "ص50
كارليل يقر هنا أن محمد(ص) اخترع الدين من وحى وجدانه وأوامر شعوره وهو ما يناقض كونه رسالة من الله كما قال فى موضع أخر وهو مصر بتلك الطريقة على جعل الناس حيارى مثله فى ذلك مثل الكفار الين زعموا أنه سحر مرة وأساطير الأولين مرة ومرة من أقوال محمد(ص) ومرة قول كاهن ومرة قول شاعر ..... حتى يصلوا للحق
"وكان رجلا ماضى العزم لا يؤخر عمل اليوم إلى الغد وطالما كان يذكر بيوم تبوك إذ أبى رجاله السير إلى موطن القتال واحتجوا بأنه أوان الحصيد وبالحر "ص51
الخطأ هنا أن رجال محمد(ص)أبوا السير للقتال فى تبوك وهو كلام يخالف التاريخ المعروف والقرآن حيث يقول" لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ"فالمسلمون ذهبوا معه أو أرادوا ولم يتمكنوا بسبب فقرهم وأما المنافقون وهم الأغنياء فهم من تعللوا بالحر
وقال "والإسلام لا يكتفى بجعل الصدقة سنة محبوبة بل يجعلها فرضا على كل مسلم وقاعدة من قواعد الإسلام ثم يقدرها بالنسبة إلى ثروة الرجل فتكون جزء من40 من الثروة "ص52
الخطأ الأول كون بجعل الصدقة فرض على كل مسلم فهى معلومة خاطئة فهى فرض على الأغنياء لأنها لو كانت على الجميع فمن سيأخذها؟
والخطأ الثانى أن الصدقة مقدارها جزء من40 من الثروة وطبقا لما هو معروف فهذا ما يسمى زكاة المال النقدى وهو ما يخالف زكاة الزروع وزكاة الحيوان وغير ذلك ومن ثم فهى معلومة ناقصة
وقال "وكذلك أمر رمضان سواء أكان مقصودا من محمد معينا أو كان وحى الغريزة وإلهاما فطريا"ص53
نفس الزعم الخاطىء المتكرر والتناقض فى كون كلام محمد (ص) مقصود منه أو كلام وحى
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتاب يوتوبيا لتوماس مور
» قراءة فى كتاب حكم النبى محمد(ص)
» قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص)
» نقد كتاب التأثيرات الزرادشتية و المانوية في فكر محمد(ص)
» نقد كتاب ألوهية محمد في العقيدة الإسلامية
» قراءة فى كتاب حكم النبى محمد(ص)
» قراءة في كتاب إنسانيّة محمد(ص)
» نقد كتاب التأثيرات الزرادشتية و المانوية في فكر محمد(ص)
» نقد كتاب ألوهية محمد في العقيدة الإسلامية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى