أنصار السنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قراءة فى كتاب المكي والمدني

اذهب الى الأسفل

قراءة فى كتاب المكي والمدني Empty قراءة فى كتاب المكي والمدني

مُساهمة  Admin الأحد مارس 01, 2020 3:28 pm

قراءة فى كتاب المكي والمدني
مؤلف الكتاب هو محمد شفاعت رباني وهو كاتب من أهل العصر ويبدو أنه من سكان باكستان ويبين الرجل موضوع كتابه فيقول:
"أما بعد: فهذا تعريف بعلم المكي والمدني
إن هذا القرآن الكريم لم ينزله الله -تعالى- على نبيه (ص)جملة واحدة، بل أنزله منجما ومفرقا بحسب الوقائع التي تقتضي نزول ما ينزل منه
قال تعالى: وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا أي: أنزلناه كذلك لتثبيت فؤادك بالوحي المتتابع الذي تتجدد به صلتك بالله عز وجل
وكان نزول القرآن على نبيه (ص)في مدى ثلاث وعشرين سنة تقريبا، فبعضه نزل في مكة، وبعضه الآخر نزل بالمدينة بعد الهجرة، فكان ينزل عليه القرآن أينما أقام في السفر والحضر، فكان منه المكي والمدني
إن علم المكي والمدني بدأ بشكل روايات يتناقلها الصحابة والتابعون، "ولم يرد في ذلك بيان عن النبي (ص)وذلك لأن المسلمين في زمانه لم يكونوا في حاجة إلى هذا البيان، كيف وهم يشاهدون الوحي والتنزيل ويشهدون مكانه وزمانه وأسباب نزوله عيانا، (وليس بعد العيان بيان) "
والرجل هنا يعترف أن هذا العلم لم يكن فى عهد النبى(ص) ولا المؤمنين به والذين نسميهم الصحابة والسبب كما يزعم لأنهم" يشاهدون الوحي والتنزيل ويشهدون مكانه وزمانه وأسباب نزوله عيانا"
وهذا التعليل ليس سببا لإنشاء علم لا وجود له إلا فى مخيلة البعض خاصة أنه فى المرحلة المدنية كانت هناك زيارات وحروب ورحلات لمكة كما أنه نزل فى أماكن أخرى غيرهما خاصة فى الحروب
استهل الرجل كتابه بتعريف المكى والمدنى فقال:
"تعريفات للمكي والمدني
التعريف الأول: أن المكي ما نزل من القرآن قبل هجرة الرسول (ص) إلى المدينة حتى ولو نزل بغير مكة، والمدني ما نزل من القرآن بعد الهجرة وإن كان نزوله بمكة وهذا التعريف روعي فيه الزمان
التعريف الثاني: أن المكي ما نزل من القرآن بمكة ولو بعد الهجرة، والمدني ما نزل بالمدينة، ويدخل في مكة ضواحيها كالمنزل على النبي (ص) بمنى وعرفات والحديبية، ويدخل في المدينة ضواحيها أيضا كالمنزل عليه في بدر، وأحد، وسلع
وهذا التعريف لوحظ فيه مكان النزول، لكن يرد عليه أنه غير ضابط ولا حاصر؛ لأنه لا يشمل ما نزل بغير مكة والمدينة وضواحيهما، كقوله -تعالى- في سورة التوبة: لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك الآية فإنها نزلت بتبوك، وقوله تعالى في سورة الزخرف: واسأل من أرسلنا من قبلك الآية، فإنها نزلت ببيت المقدس ليلة الإسراء
التعريف الثالث: أن المكي ما وقع خطابا لأهل مكة، والمدني ما وقع خطابا لأهل المدينة وهذا التعريف لوحظ فيه المخاطبون، لكن يرد عليه أنه غير ضابط ولا حاصر، فإن في القرآن ما نزل غير مصدر بأحدهما، نحو قوله تعالى في فاتحة سورة الأحزاب: يا أيها النبي اتق الله الآية، وقوله تعالى في سورة الكوثر: إنا أعطيناك الكوثر الآية وغيرهما
ويرد عليه أن هناك سورا مدنية ورد فيها الخطاب بصيغة يا أيها الناس وسورا مكية ورد فيها الخطاب بصيغة يا أيها الذين آمنوا مثال الأولى سورة البقرة، فإنها مدنية وفيها يا أيها الناس اعبدوا ربكم الآية، ومثال الثانية سورة الحج، فإنها مكية عند بعض أهل العلم، وفيها يا أيها الذين آمنوا اركعوا الآية"
ذكر الرجل ثلاث تعريفات وقد اختار التعريف الأول فقال :
"فالراجح من هذه التعريفات الثلاثة هو التعريف الأول للأسباب الآتية:
1- أنه ضابط وحاصر ومطرد لا يختلف، واعتمده العلماء واشتهر بينهم
2- أن الاعتماد عليه يقضي على معظم الخلافات التي أثيرت حول تحديد المكي والمدني
3- أنه أقرب إلى فهم الصحابة -رضي الله عنهم- حيث إنهم عدوا من المدني سورة التوبة، وسورة الفتح وسورة المنافقون، ولم تنزل سورة التوبة كلها بالمدينة، فقد نزل كثير من آياتها على رسول الله (ص)وهو في طريق عودته من تبوك، ونزلت سورة الفتح على النبي (ص)وهو عائد من صلح الحديبية، ونزلت سورة المنافقون عليه، وهو في عزوة المصطلق"
أما السبب الأول وكونه ضابط وحاصر ومطرد لا يختلف فكلام ليس مسلما به لأن هناك كلام خاصة فيما يسمونه العقيدة متحد فى المدنى والمكى ولا يمكن أن نقول أين نزل وكذلك ما ورد من قصص لا يمكن تحديد كونها مدنية أو مكية
والسبب الثانى فى رأيه أنه يقضى على معظم الخلافات التي أثيرت حول تحديد المكي والمدني وكلمة معظم تناقض قوله فى السبب ألأول حاصر ومطرد لا يختلف فلو كان هذا صحيحا لقال الكل وليس المعظم
والسبب الثالث وهو كونه أقرب إلى فهم الصحابة -رضي الله عنهم- حيث إنهم عدوا من المدني سورة التوبة، وسورة الفتح وسورة المنافقون، ولم تنزل سورة التوبة كلها بالمدينة يناقض قوله أن الصحابة لم يكون هذا العلم فى زمانهم وهو قوله فى مقدمة الكتاب" ولم يرد في ذلك بيان عن النبي (ص)وذلك لأن المسلمين في زمانه لم يكونوا في حاجة إلى هذا البيان"وأيضا قوله فى فقرة أسباب الاختلاف " توهم قطعية بعض الضوابط وخصائص المكي والمدني"
ثم أورد الكاتب عنوانا يدل الخلاف والتناقض فى تعيين الاثنين فقال:
"أسباب الاختلاف في تعيين المكي والمدني :
هناك أسباب أدت إلى اختلاف أهل العلم حول تعيين المكي والمدني، وتنحصر تلك الأسباب فيما يلي:
أولا: عدم التنصيص من الرسول - (ص) - على هذا الأمر، فلم يرد عن النبي (ص)أنه قال: هذه السورة أو الآية مكية، وتلك السورة أو الآية مدنية
ثانيا: الاختلاف في تحديد مصطلح المكي والمدني
ثالثا: عدم التمييز بين ما هو صريح في السببية وما هو غير صريح فيها يعني أنه وقع من بعض الرواة لأسباب النزول -لعدم تمييزهم بين القصة الصريحة في السببية وبين القصة التي ذكرت كتفسير للآية وبيان معناها- أن ألحق بعض الآيات المكية في السور المدنية، كما ألحق بعض الآيات المدنية في السور المكية، اعتمادا على تلك الأسباب غير الصريحة
رابعا: توهم قطعية بعض الضوابط وخصائص المكي والمدني، مع أن تلك الضوابط والخصائص مبناها على الغالبية، لا على التحديد القاطع الذي لا يقبل التخلف أو الاستثناء
خامسا: الاعتماد على الروايات الضعيفة التي لا ترتقي بمستوى الاحتجاج رغم وجود روايات صحيحة في الموضوع"
وما ذكره هنا يجعل العلم هنا ليس علما وإنما ظن والظن لا يغنى من الحق شيئا والذى يقضى على هذا العلم المزعوم هو أن القرآن نزل قبل الرسول الخاتم (ص) كما قال تعالى " وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين وإنه لفى زبر الأولين أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بنى إسرائيل "
فعلم علماء بنى إسرائيل به قبل نزوله يعنى أنه لا مدنى ولا مكى ولا غيرهم
ثم حدثنا الرجل عن فوائد معرفة العلم فقال:
"فوائد معرفة المكي والمدني:
1- معرفة الناسخ والمنسوخ، فالمدني ينسخ المكي؛ إذ أن المتأخر ينسخ المتقدم
2- الاستعانة به في تفسير القرآن الكريم؛ إذ أن معرفة مكان نزول الآية تعين على فهم المراد بالآية ومعرفة مدلولاتها، وما يراد فيها
3- معرفة تاريخ التشريع وتدرجه الحكيم بوجه عام، وذلك يترتب عليه الإيمان بسمو السياسة الإسلامية في تربية الشعوب والأفراد
4- استخراج سيرة الرسول (ص)وذلك بمتابعة أحواله بمكة المكرمة ومواقفه في الدعوة، ثم أحواله في المدينة وسيرته في الدعوة إلى الله فيها
5- بيان عناية المسلمين بالقرآن الكريم واهتمامهم به حيث إنهم لم يكتفوا بحفظ النص القرآني فحسب، بل تتبعوا أماكن نزوله، ما كان قبل الهجرة وما كان بعدها، ما نزل بالليل وما نزل بالنهار، ما نزل في الصيف وما نزل في الشتاء، إلى غير ذلك من الأحوال
6- معرفة أسباب النزول، إذ أن معرفة مكان نزول الآية توقفنا على الأحوال والملابسات التي احتفت بنزول الآية
7- الثقة بهذا القرآن وبوصوله إلينا سالما من التغيير والتحريف"
وهذا الكلام ليس مسلما به لمعرفة الناسخ من المنسوخ لا تقتصر على المكى والمدنى لأن من المدنى ما نسخ المدنى والفائدة الثانية وهى الاستعانة على تفسير القرآن بمكان النزول هو خبل لأن القرآن يفسره القرآن وليس المكان كما قال تعالى :
"ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا"
كما أن حكاية التدرج التشريعى وهى من الناسخ والمنسوخ ليست مسلم بها فما نسميه منسوخات حاليا فى زمن ما قد يعود هو التشريع الأساسى ففى حياتنا الحالية نعيش فى مجتمعات غير إسلامية فليس هناك دولة للمسلمين لأنه لا يوجد دولة تطبق حكم الله ومن عادت التشريعات قبل الهجرة للعمل بها فلا بيت مال ولا جيش يدافع عن المسلمين ولا تعليم للإسلام الحق فنحن نحيى جميعا حاليا فى دول علمانية فيها شركاء لله يسمونهم الملوك والرؤساء والمجالس النيابية يشرعون التشريعات على حسب أهوائهم وعندما تعود دولة المسلمين وهى دولة وحيدة ليس لها أخت يتم العمل بالتشريع بعد الهجرة لأن المجتمع سيحكم بحكم الله
وأما الكلام عن استخراج السيرة فالذى فى القرآن بعض قليل جدا مما حدث فى تلك العقود لا يمثل ما لا يزيد عن عدة شهور قليلة
وأما عناية المسلمين بالقرآن من حيث تتبع أزمنة وأماكن النزول فهذا شىء لا يحمى القرآن ولا يحفظه لأن الله هو حافظه كما قال تعالى :
"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
وبعد ذلك ذكر المؤلف بعض الكتب التى ألفت فى عصر التابعين فقال :
"ذكر بعض المؤلفات التي تتضمن المكي والمدني:
وفي عصر التابعين ظهرت مؤلفات لعلم المكي والمدني، وأصبح هذا العلم علما مستقلا، له مصادره الأصلية، وكان من الكتب المؤلفة فيه
1- "نزول القرآن" للضحاك بن مزاحم الهلالي (ت /104 هـ)
2- "نزول القرآن" لعكرمة أبي عبد الله القرشي البربري (ت /105 هـ)
3- "نزول القرآن" للحسن بن أبي الحسن البصري (ت /110 هـ)
4- "تنزيل القرآن" لمحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (ت /124 هـ) ، مطبوع
5- "التنزيل في القرآن " لعلي بن الحسن بن فضال الكوفي (ت /224 هـ)
6- "فضائل القرآن وما أنزل من القرآن بمكة وما أنزل بالمدينة" لأبي عبد الله محمد بن أيوب بن الضريس البجلي (ت /294 هـ) ، مطبوع
7- "بيان عدد سور القرآن وآياته وكلماته ومكيه ومدنيه" لأبي القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافي (ت /400هـ تقريبا) ، وهو من الكتب التي اعتمدت عليها اللجنة التي أشرفت على طباعة "مصحف المدينة النبوية"
8- "تنزيل القرآن" لأبي زرعة عبد الرحمن بن زنجلة المقرئ (ت /403 هـ تقريبا) ، مخطوط
9- "التنزيل وترتيبه" لأبي القاسم الحسن بن محمد النيسابوري (ت /406 هـ) ، مخطوط، وهو جزء من كتابه الكبير "التنبيه على فضل علوم القرآن"
10- "كتاب المكي والمدني" لمكي بن أبي طالب القيسي (ت /437هـ)
11- "المكي والمدني في القرآن واختلاف المكي والمدني في آيه" لأبي عبد الله محمد بن شريح الرعيني المقرئ (ت/476 هـ)
12- "يتيمة الدرر في النزول وآيات السور" لأبي عبد الله محمد بن أحمد الحنبلي المقرئ (ت/656 هـ) ، مخطوط
13- "كتاب المكي والمدني في القرآن" لعبد العزيز بن أحمد الديريني (ت/694 هـ)
14- "الأرجوزة المتضمنة معرفة المكي والمدني من سور القرآن الكريم" لبدر الدين محمد بن أيوب التاذفي الحنفي (ت /705 هـ) مخطوط
15- "تقريب المأمول في ترتيب النزول" لبرهان الدين إبراهيم بن عمر الجعبري المقرئ (ت/732 هـ) ، مخطوط
16- "الكلام على أماكن من التنزيل" لابن أبي شريف برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الشافعي (ت/923 هـ) ، مخطوط
17- "رسالة العوفي في المكي والمدني والناسخ والمنسوخ وعدد الآي" لمحمد بن أحمد العوفي (ت /1050 هـ) ، مخطوط
18- "أرجوزة في القرآن المكي والمدني وما في تعداده من الخلاف" لمحمد بن أحمد بوزان الخزاني (حيا 1216 هـ) مخطوط
هذا عدا المؤلفات التي خصصت بابا لعلم المكي والمدني، منها:
1- "فضائل القرآن ومعالمه وأدبه" لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت/224 هـ) ن مطبوع
2 "المصنف في الأحاديث والآثار" لعبد الله بن محمد بن أبي شيبة (ت /235 هـ) ، مطبوع
3- "فهم القرآن" لحارث بن أسد المحاسبي (ت /243 هـ) ، مطبوع
4- "البيان في عد آي القرآن" لأبي عمرو الداني (ت /444 هـ) ، مطبوع
5- "دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة" للإمام البيهقي (ت/458 هـ) ، مطبوع
6- "فنون الأفنان في عيون علوم القرآن" لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (ت/ 597هـ) ، مطبوع
7- "جمال القراء وكمال الإقراء" لعلم الدين السخاوي (ت/643 هـ) ، مطبوع
8- "الموافقات في أصول الشريعة" لأبي إسحاق بن موسى الشاطبي (ت/790 هـ) ، مطبوع
9- "البرهان في علوم القرآن" للإمام الزركشي ((ت/794 هـ) ، مطبوع
10- "كشف الأستار عن زوائد البزار على الكتب الستة ومسند أحمد" للهيثمي (ت/807) ، مطبوع
11- "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للإمام البقاعي (ت/885 هـ) ، مطبوع
12- "الإتقان في علوم القرآن" للإمام السيوطي (ت/911 هـ) ، مطبوع"
يعد ذلك ذكر بعض الدراسات المعاصرة فقال:
"وهناك دراسات معاصرة أغلبها مبني على الدارسات المتقدمة ومن أهمها كتاب "مناهل العرفان في علوم القرآن" لمحمد عبد العظيم الزرقاني (ت/1367 هـ) مطبوع؛ حيث يشتمل على مناقشة شبهات المستشرقين في أسلوب القرآن المكي والمدني بردود مقنعة
ومن أهم الرسائل العلمية المتعلقة بالمكي والمدني:
1- " أهم خصائص السور والآيات المكية ومقاصدها" رسالة دكتوراه للدكتور أحمد عباس البدوي
2- "خصائص السور والآيات المدنية ضوابطها ومقاصدها" رسالة ماجستير للدكتور عادل أبي العلا مطبوع
3- "المكي والمدني في القرآن الكريم: دراسة تأصيلية نقدية للسور والآيات من أول القرآن إلى نهاية سورة الإسراء" رسالة ماجستير للباحث عبد الرزاق حسين أحمد، مطبوع"
ثم ذكر الرجل ما سماه روايات تحديد الماكن فى الروايات فقال:
"الروايات التي حددت السور المكية والمدنية
قد وردت مجموعة من الروايات عن الصحابة والتابعين التي حددت السور المكية والمدنية وفيما يلي نسرد هذه الروايات مع بيان درجتها من حيث الصحة والضعف ثم نذكر على ضوئها السور المتفق علي مكيتها أو مدنيتها والسور المختلف فيها
أ) الرواية الأولى عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقد جاءت من خمس طرق:
1- طريق أبي عبيد في كتابه «فضائل القرآن…» : "قال أبو عبيد: حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة قال: نزلت بالمدينة سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والحج، والنور، والأحزاب، والذين كفروا والفتح، والحديد، والحديد والمجادلة والحشر، والممتحنة، والحواريون- يريد الصف-، والتغابن، ويا أيها النبي إذا طلقتم، ويا أيها النبي لم تحرم، والفجر، والليل إذا يغشي، وإنا أنزلناه في ليلة القدر، ولم يكن، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله، وسائر ذلك بمكة"
وهذا إسناد صحيح، وأغلب مرويات علي بن أبي طلحة في التفسير عن ابن عباس، إلا أنه لم يلقه، لكنه حمل عن ثقات أصحابه مثل مجاهد وعكرمة
فالسور المدنية فيها خمس وعشرون سورة، وقال أبو عمرو الداني بعد أن ذكر هذه الرواية: "ولم يذكر علي بن أبي طلحة في المدني الحجرات، والجمعة، والمنافقين وهن ثلاثتهن مدنيات بإجماع"
الرجل هنا يعلنها بكل صراحة أن ابن عباس لم يقل شىء لأن الراوى علي بن أبي طلحة لم يقابله فى حياته بقوله" وأغلب مرويات علي بن أبي طلحة في التفسير عن ابن عباس، إلا أنه لم يلقه"
ثم ذكر المؤلف الطريق الثانى فقال:
"2- طريق ابن الضريس في كتابه «فضائل القرآن…» : قال ابن الضريس: "أخبرنا أحمد قال: حدثنا محمد قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي قال: قال عمر بن هارون قال: حدثنا عمر بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "أول ما نزل من القرآن بمكة، وما أنزل منه بالمدينة الأول، فكانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة فكتبت بمكة، ثم يزيد الله فيها ما يشاء، وكان أول ما أنزل من القرآن: اقرأ باسم ربك الذي خلق… " ثم سرد السور المكية وهي ست وثمانون سورة، والسور المدنية وهي ثمان وعشرون سورة، وهي: البقرة ثم الأنفال، ثم آل عمران ثم الأحزاب، ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم الزلزلة، ثم الحديد، ثم سورة محمد، ثم الرعد، ثم الرحمن، ثم الإنسان، ثم الطلاق، ثم البينة، ثم الحشر، ثم النصر، ثم الحج، ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات، ثم التحريم، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم الصف، ثم الفتح، ثم المائدة ثم التوبة وإسناده ضعيف من أجل عمر بن هارون، ولكن رواية الزركشي والتي بسند آخر تعد شاهدا لهذا الطريق "
وأعلن المؤلف صراحة أن الطريق الثانى هو الآخر ليس صحيحا لضعف عمر بن هارون وأما ما أقوله هنا فالطريقان متناقضان فى العدد ففى الأول114-25=89 سورة مكية وفى الثانى كما قال86 سورة مكية
بعد هذا ذكر المؤلف الطريق الثالث فقال:
"3- طريق النحاس في كتابه «الناسخ والمنسوخ…»
قال أبو جعفر النحاس: "حدثني يموت بن المزروع، قال: حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني، قال: حدثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي، قال: حدثنا يونس بن حبيب، قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: سألت مجاهدا عن تلخيص آي المدني من المكي، فقال: سألت ابن عباس عن ذلك فقال: سورة الأنعام نزلت بمكة جملة واحدة، فهي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة، فهن مدنيات قل تعالوا أتل ما حرم ربكم إلى تمام الآيات الثلاث… وما تقدم من السور فهن مدنيات، أعني سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة…"
وساقها السيوطي منسوبة إلى كتابه «الناسخ والمنسوخ» سياقا أكمل منها، وفيها تعداد للسور المكية والمدنية، ثم قال: "هكذا أخرجه بطوله وإسناده جيد، رجاله كلهم ثقات من علماء العربية المشهورين"
والحقيقة أن الإسناد فيه ضعف من أجل السجستاني وأبي عبيدة"
وهنا الرجل أعلنها صراحة طريق فاسد أخر من أجل السجستاني وأبي عبيدة كما أن تلك السور فيها آيات مكية عن الحج كما أن آيات الوضوء لا يمكن أن تكون مدنية فى النساء والمائدة لأن الوضوء من أوائل الأحكام النازلة فى مكة لأن لا صلاة بلا وضوء وكذلك هناك آيات الحروب فى أحد وغيرها فضلا عن أية إكمال الدين التى نزلت كما هو معروف فى مكة فى حجة الوداع وهناك أمور عديدة فى تلك السور لا يمكن أن تكون نزلت فى المدينة كزواج الكتابيات الذى كان مباحا فى المرحلة المكية لعدم وجود مسلمات عددهن كاف لعدد الرجال المسلمين فى مكة
ثم ذكر ربانى الطريق الرابع فقال:
"4- طريق ابن عبد الكافي في كتابه: "بيان عدد سور القرآن وآياته"
قال ابن عبد الكافي: "سمعت الإمام أبا الحسن الفارسي رحمه الله قال: سمعت الإمام أبا بكر أحمد بن الحسين أنه قال: روي عن عبد الله بن عمير عن أبيه عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه عن ابن عباس…" فذكر السور المكية والمدنية معا"
وهنا لم يبين ربانى شيئا لا السور والرواية ولا الاسناد وسكت فذكر الطريق الخامس عن ابن عباس ولكنه ليس عن ابن عباس ومن ثم يكون عدد الطرق اربعة فقط عن ابن عباس وذكر طريفا أخر فقال:
"5- طريق البيهقي في كتابه: «دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة»
روى البيهقي الرواية بإسنادين وصحح أحدهما، وهو الإسناد:
"قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو محمد بن زياد العدل، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال: حدثنا أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي، قال: علي بن الحسين بن الواقد، عن أبيه قال: حدثنا يزيد النحوي عن عكرمة والحسن بن أبي الحسن" ثم ذكر السور المكية…، والسور المدنية
والسور المدنية هي: المطففين، والبقرة، وآل عمران، والأنفال، والأحزاب، والمائدة، والممتحنة، والنساء، والزلزلة، والحديد، ومحمد، والرعد، والرحمن، والإنسان، والطلاق، والبينة، والحشر، والنصر، والنور، والحج، والمنافقون، والمجادلة، والحجرات، والتحريم، والصف، والجمعة، والتغابن، والفتح، والتوبة
وهي تسع وعشرون سورة، وإسناد الرواية صحيح
ب) الرواية الثانية عن قتادة، وقد جاءت من ثلاث طرق كلها صحيحة إلى قتادة
1- طريق حارث المحاسبي في كتابه: «فهم القرآن»
قال الحارث -رحمه الله-: "حدثنا شريح، قال: حدثنا سفيان عن معمر عن قتادة قال: "السور المدنية: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والرعد، والحجر، والنحل، والنور، والأحزاب، وسورة محمد ((ص)) والفتح، والحجرات، والحديد، والمجادلة، والممتحنة، والصف، والجمعة، والمنافقون، والتغابن، والنساء الصغرى، و "يا أيها النبي لم تحرم"، و "لم يكن"، و "إذا جاء نصر الله والفتح"، و "قل هو الله أحد"، وهو يشك في "أرأيت"
وهي سبع وعشرون سورة، وما عداها كلها مكية
2- طريق ابن الأنباري في كتابه: «الرد على من خالف مصحف عثمان» قال ابن الأنباري -رحمه الله-: "حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا همام عن قتادة قال: نزل بالمدينة من القرآن البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، وبراءة، والرعد، والنحل، والحج، والنور، والأحزاب، ومحمد، والفتح، والحجرات، والرحمن، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والصف، والجمعة، والمنافقون، والتغابن، والطلاق، ويأيها النبي لم تحرم إلى رأس العشر، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله هؤلاء السور نزلت بالمدينة، وسائر القرآن نزل بمكة"
فهذه سبع وعشرون سورة مدنية، ويؤيد هذه الرواية المذكورة من الطريقين ما رواه ابن سعد في الطبقات:
قال: "أنبأنا الواقدي حدثني قدامة بن موسى، عن أبي سلمة الحضرمي سمعت ابن عباس، قال: سألت أبي بن كعب عما نزل من القرآن بالمدينة، فقال نزل بها سبع وعشرون سورة، وسائرها بمكة"
3- طريق أبي عمرو الداني في كتابه: «البيان في عد آي القرآن»
قال الحافظ: "أخبرنا فارس بن أحمد، قال: أنا أحمد بن محمد، قال: أنا أحمد بن عثمان، قال: أنا الفضل بن شاذان، قال: أنا إبراهيم بن موسى، قال: أنا يزيد بن زريع قال: أنا سعيد، عن قتادة، قال: المدني البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، وبراءة، والرعد، والحج، والنور، والأحزاب، و "الذين كفروا"، و "إنا فتحنا لك فتحا مبينا"، و "يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله"، والمسبحات من سورة الحديد إلى "يا أيها النبي إذا طلقتم النساء" ، و "يا أيها النبي لم تحرم"، و "لم يكن الذين كفروا"، و "إذا زلزلت"، و "إذا جاء نصر الله" مدني، وما بقي مكي فهي خمس وعشرون سورة، ثم ذكر السور التي بعضها مكي وبعضها مدني
ج) الرواية الثالثة عن جابر بن زيد التابعي رواها عنه أبو عمرو الداني بإسناده: "قال: أخبرنا فارس بن أحمد، قال: أنا أحمد بن محمد، قال: أنا أحمد بن عثمان، قال: أنا الفضل، قال: أنا أحمد بن يزيد، قال: أنا أبو كامل فضيل بن حسين، قال: أنا حسان بن إبراهيم، قال: أنا أمية الأزدي، عن جابر بن زيد قال:… "ثم سرد السور المكية على ترتيب نزولها وهي خمس وثمانون سورة، ثم قال:
"وأنزل عليه بعد ما قدم المدينة سورة البقرة، ثم آل عمران، ثم الأنفال، ثم الأحزاب، ثم المائدة، ثم الممتحنة، ثم النساء، ثم "إذا زلزلت"، ثم الحديد، ثم سورة محمد ((ص)) ، ثم الرعد، ثم الرحمن، ثم "هل أتى على الإنسان"، ثم سورة النساء القصرى، ثم "لم يكن الذين كفروا"، ثم الحشر، ثم "إذا جاء نصر الله والفتح"، ثم النور، ثم الحج، ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات، ثم "يا أيها النبي لم تحرم"، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم سبح الحواريون، ثم "إنا فتحنا لك فتحا"، ثم التوبة، ثم خاتمة الفرقان، فذلك ثمان وعشرون سورة"
د) الرواية الرابعة عن الإمام الزهري في كتابه: «تنزيل القرآن بمكة والمدينة» إلا أنها ضعيفة جدا
ويضم إلى هذه الروايات بعض أقوال أهل العلم:
1- ذكر أبو داود سليمان بن نجاح في «مختصر التبيين لهجاء التنزيل» أن السور المدنية إحدى وعشرون سورة، وهن: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والنور، والأحزاب، والقتال، والفتح، والحجرات، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة، والجمعة، والمنافقون، والطلاق، والتحريم، ولم يكن، والنصر
والمختلف فيها تسع عشرة سورة، وهن: الحمد، والرعد، والنحل، والحج، وص، والرحمن، والصف، والتغابن، والإنسان، والمطففين، وسبح، والفجر، والليل، والقدر، والزلزلة، والعاديات، والإخلاص، والمعوذتان
وما عداهما مكية، وجملتهن أربع وسبعون سورة، فصار المجموع مائة وأربع عشرة سورة
2- قول هبة الله بن سلامة المفسر في كتابه: «الناسخ والمنسوخ» فالسور المدنية المتفق عليها عنده إحدى وعشرون سورة، وهي: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنفال، التوبة، النور، الأحزاب، الفتح، الحجرات، المجادلة، الحشر، الممتحنة، الصف، الجمعة، المنافقون، التغابن، الطلاق، التحريم، القدر، البينة
والسور المختلف فيها عنده سبع عشرة سورة، وهي: الفاتحة، والرعد، النحل، الحج، العنكبوت، محمد ((ص)) ، الرحمن، الحديد، الإنسان، عبس، المطففين، الليل، الزلزلة، النصر، الإخلاص، الفلق، الناس، وما عداها مكية
3- قول أبي الحسن بن الحصار في كتابه: «الناسخ والمنسوخ» فالسور المدنية باتفاق عشرون سورة، وهن: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنفال، التوبة، النور، الأحزاب، محمد ((ص)) ، الفتح، الحجرات، الحديد، المجادلة، الحشر، الممتحنة، المنافقون، الجمعة، الطلاق، التحريم، النصر
والسور المختلف فيها اثنتا عشرة سورة، وهي: الفاتحة، الرعد، الرحمن، الصف، التغابن، المطففين، القدر، البينة، الزلزلة، الإخلاص، الفلق، الناس وما عدا ذلك فهو مكي
وهن: الحديد، والمجادلة، والممتحنة، والصف، والجمعة، والمنافقون، والتغابن، والطلاق"
ومما سبق نجد تناقضا فى أعداد السور المكية والمدنية فمرة 17 ومرة 25 ومرة 28 ومرة 29 سورة مدنية ومن ثم لا يمكن أن يكون الكلام صحيحا لاختلاف الأعداد حتى مع اتفاق بعض الروايات كونها عن واحد كقتادة فقد روى عنه تناقضا عدديا 27 و25
ومن قم فكل الروايات فيها عيوب فى الإسناد وحتى القليل جدا يتناقض مع بعضه البعض فى العدد ومن ثم فلا أصل لهذا العلم يعول عليه
ثم تناول ربانى ما سماه قواعد علم المكي والمدني فقال:
"القواعد التي يقوم عليها علم المكي والمدني
القاعدة الأولى:
القول في تفاصيل المكي والمدني موقوف على النقل عمن شاهدوا الوحي والتنزيل
قال ابن الحصار: "وكل نوع من المكي والمدني منه آيات مستثناة، إلا أن من الناس من اعتمد في الاستثناء على الاجتهاد دون النقل"
قاعدة فاسدة حسب كلام ربانى حيث لم يثبت شىء من النقل عن الصحابة فى الموضوع كما قال فى أول الكتاب" ولم يرد في ذلك بيان عن النبي (ص)وذلك لأن المسلمين في زمانه لم يكونوا في حاجة إلى هذا البيان، كيف وهم يشاهدون الوحي والتنزيل ويشهدون مكانه وزمانه وأسباب نزوله عيانا"
ثم ذكر القاعدة الثانية:
"القاعدة الثانية:
الأصل في السورة المكية أن تكون كل آياتها مكية، ولا يقبل القول بمدينة بعض آياتها إلا بدليل استثنائي صحيح، كما أن السورة المدنية يحكم بجميع آياتها بأنها مدنية، إلا ما خرج بدليل استثنائي صحيح"
قاعدة لا تبين ماهية الدليل الاستثنائى ثم ذكر القاعدة الثالثة:
"القاعدة الثالثة:
القرآن المدني ينسخ المدني الذي نزل قبله، وينسخ المكي أيضا، ولا يجوز أن ينسخ المكي المدني"
المكى الذى نزل فى وقت المدنى يجوز أن ينسخ المدنى كآية تحريم دخول المسجد الحرام على المشركين بعد عام فتح مكة وهى "يا أيها الذين أمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد بعد عامهم هذا" فقد نسخ المدنى الذى نزل فى المدينة مبيحا عمارتهم المسجد الحرام بحكم واقع القوة وهو قوله "أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن أمن بالله واليوم الآخر وجاهد فى سبيل الله لا يستوون عند الله"
ثم ذكر القاعدة الرابعة:
"القاعدة الرابعة:
المدني من السور ينبغي أن يكون منزلا في الفهم على المكي، وكذلك المكي بعضه مع بعض، والمدني بعضه مع بعض على حسب ترتيبه في التنزيل، كما يقول الشاطبي في الموافقات"
قاعدة غامضة تحتاج لتوضيح لعبارة منزلا في الفهم ثم ذكر القاعدة الخامسة وهى:
"القاعدة الخامسة:
قد يستمر نزول السورة فتنزل في أثناء مدة نزولها سور أخرى
هذا ويلاحظ الفرق بين القاعدة والضابط، فالقاعدة لا تختص بباب معين، بخلاف الضابط فإنه خاص بباب معين"
وهذه القاعدة ليست قاعدة لأنها لا تبين مكيا ولا مدنيا
ثم ذكر ما سماه ضوابطا للعلم قائلا أنها غير القواعد فقال:
"الضوابط التي يعرف بها المكي والمدني
لمعرفة المكي والمدني طريقان:
1- سماعي: وهو النقل الصحيح عن الصحابة أو التابعين
2- قياسي: وهو ضوابط كلية، وهذه الضوابط مبناها على التتبع والاستقراء المبني على الغالب"
والكلام عن النقل الصحيح عن الصحابة والتابعين قضى عليه ربانى بقوله" رابعا: توهم قطعية بعض الضوابط وخصائص المكي والمدني، مع أن تلك الضوابط والخصائص مبناها على الغالبية، لا على التحديد القاطع الذي لا يقبل التخلف أو الاستثناء"
ضوابط السور المكية وخصائصها:
ضوابط السور المدنية وخصائصها
أولا: الضوابط:
1- كل سورة فيها إذن بالجهاد أو ذكر له وبيان لأحكامه فهي مدنية
2- كل سورة فيها تفاصيل لأحكام الحدود والفرائض والحقوق، والقوانين المدنية والاجتماعية والدولية فهي مدنية
3- كل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية ما عدا سورة العنكبوت، إلا أن الآيات الإحدى عشرة الأولى منها مدنية وفيها ذكر المنافقين
4- كل آية بدأ فيها الخطاب بقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا فهي مدنية"
ضوابط خاطئة فالجهاد ذكر فى سورة المزمل وهى مكية فقد ذكر الله ان المجاهدون سيكونون فى المستقبل قبل تشريع الجهاد وهو القتال فقال "إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار "علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وأخرون يضربون فى الأرض يبتغون من فضل الله وأخرون يقاتلون فى سبيل الله"
والحقوق كانت موجودة هى وبعض الفرائض فى المرحلة المكية مثل الحق المعلوم فى فوله تعالى " والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" قبل نزول حكم الصدقات وهى الزكاة وكذلك أحكام الزواج كانت موجودة كقوامة الرجل والمهر فلا يمكن أن يتزوج المسلمون والمسلمات دون أن يكون هناك أحكام طوال أكثر من عقد من الزمن تحكم علاقاتهم
وأما القول أن الآية التى تبدأ بيا أيها الذين آمنوا مكية فخطأ لأن أية الوضوء لا يمكن أن تكون مدنية حتى لو تواجدت فى سور مدنية لأن هذا معناه أن الصلاة والوضوء لم يفرضوا إلا بعد 13 سنة حسب التاريخ المعروف
ثم ذكر ربانى ما سماه الخصائص فقال:
"ثانيا: الخصائص:
1- سلوك الإطناب والتطويل في آياته وسوره
2- سهولة ألفاظها وخلوها من الغريب اللغوي في الغالب
3- الأسلوب الهادئ والحجة الباهرة عند مناقشة أهل الكتاب، والأسلوب التهكمي عند مجادلة أهل الكتاب وفضح نواياهم الخبيثة
4- التحدث عن التشريعات التفصيلية والأحكام العملية في العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية
5- بيان قواعد التشريع الخاصة بالجهاد، وحكمة تشريعه، وذكر الأحكام المتعلقة بالحروب والغزوات والمعاهدات والصلح والغنائم والفيء والأسارى
6- دعوة أهل الكتاب إلى الإسلام ومناقشتهم في عقائدهم الباطلة وبيان ضلالهم فيها
7- بيان ضلال المنافقين وإظهار ما تكنه نفوسهم من الحقد والعداوة على الإسلام والمسلمين هذه الأربعة من الخصائص الموضوعية"
وهو كلام ليس سليما تماما فالإطناب ملاحظ فى سور مكية كالأنعام والنحل واستعمال الأسلوب الهادىء يعنى أن الأسلوب العنيف كان فى المرحلة المكية وهو كلام خاطىء فمنهج الله واحد فى كل القرآن كما ان أهل مكة لم يكونوا جميعا على دين واحد فكان منهم يهود ونصارى ومجوس وغيرهم
ثم بعد ذلك ذكر ما سماه السورة المدنية والمكية والمختلف فيها فقال:
"ونرى الآن وعلى ضوء الروايات السابقة، وأقوال أهل العلم، والضوابط المذكورة ما هي السور المدنية المتفق عليها، ثم نرى التي اختلف بين مكيتها ومدنيتها مع ذكر القول الراجح فيها، والله الموفق
السور المدنية المتفق عليها:
1- البقرة 2- آل عمران 3- النساء
4- المائدة 5- الأنفال 6- التوبة
7- النور 8- الأحزاب 9- الفتح
10- الحجرات 11- الحديد 12- المجادلة
13- الحشر 14- الممتحنة 15- الجمعة
16- المنافقون 17- الطلاق 18- التحريم
السور المختلف فيها:
1- الفاتحة 2- الرعد 3- النحل
4- الحج 5- العنكبوت 6- محمد ((ص))
7- الرحمن 8- الصف 9- التغابن
10- الإنسان 11- عبس 12- المطففين
13- الفجر 14- الليل 15- القدر
16 - البينة 17- الزلزلة 18- النصر
19- الإخلاص 20 - الفلق 21- الناس
وما عدا ذلك مكي، وعددها خمس وسبعون سورة
بيان القول الراجح في السور المختلف فيها
سورة الفاتحة: مكية في جميع الروايات والأقوال المذكورة
سورة الرعد: مكية لاشتمالها على خصائص السور المكية، وكذا في رواية أبي عبيد، والنحاس، وهذا لا يمنع وجود آيات مدنية فيها
سورة النحل: مكية لما جاء في معظم الروايات، ولاشتمالها على خصائص السورة المكية
سورة الحج: مكية، بها آيات مدنية
سورة العنكبوت: مكية لما جاء في معظم الروايات، ولاشتمالها على خصائص السور المكية، لكن في أولها آيات مدنية
سورة محمد ((ص)) : مدنية لما جاء في معظم الروايات، ولاشتمالها على خصائص السور المدنية
سورة الرحمن: قال السيوطي: الجمهور على أنها مكية، وهو الصواب وتتميز بمزايا السور المكية أسلوبا وموضوعا
سورة الصف: مدنية في معظم الروايات، وهي تعالج موضوع الجهاد الذي لم يفرض على الأمة المؤمنة إلا بالمدينة المنورة
سورة التغابن: مدنية في أغلب الروايات والأقوال
سورة الإنسان: مكية لاشتمالها على خصائص السور المكية، وهو الذي رجحه بعض الباحثين
سورة الفجر: مكية لما جاء في معظم الروايات، ولاشتمالها على خصائص السور المكية
سورة الليل: مكية في أغلب الروايات والأقوال
سورة القدر: مكية عند الأكثر
سورة البينة: مدنية في معظم الروايات
سورة الزلزلة: مدنية في أغلب الروايات والأقوال
سورة النصر: مدنية في جميع الروايات
سورة الإخلاص: مكية في معظم الروايات
سورتا الفلق والناس: مدنيتان على الراجح "
ومن ثم فهذا الكلام علم غير مفيد لن يفيدنا بشىء أن نعرف كون السورة مدنية أو مكية

Admin
Admin

المساهمات : 4032
تاريخ التسجيل : 28/11/2009

https://ansaralsnh.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى