أنصار السنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير سورة الأنبياء2

اذهب الى الأسفل

تفسير سورة الأنبياء2 Empty تفسير سورة الأنبياء2

مُساهمة  Admin الخميس مايو 05, 2011 9:00 pm

"
أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون "المعنى هل لهم أرباب تحفظهم من غيرنا لا يقدرون على إنقاذ أنفسهم ولا هم منا يصادقون ،يسأل الله :أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا والمراد هل لهم أرباب تصونهم من سوانا ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الآلهة المزعومة لا تقدر على حفظ الناس من أمر الله وقد بين الله غرضه فقال :لا يستطيعون نصر أنفسهم أى لا يقدرون على منع أنفسهم وهذا يعنى أن الآلهة المزعومة لا تقدر على رد الأذى عن نفسها ولا هم يصحبون أى يصادقون والمراد يشاركون الله فى ملكه والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"بل متعنا هؤلاء وأباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون "المعنى لقد أعطينا هؤلاء وأباءهم حتى امتد بهم السن أفلا يعلمون أنا نجىء الأرض نكورها من نواحيها أفهم المنتصرون ؟يبين الله لنا أنه متع أى أعطى والمراد لذذ الكفار وأباءهم حتى طال عليهم العمر أى حتى امتدت بهم الحياة ثم ماتوا وهم كفار ،ويسأل الله أفلا يرون أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها والمراد أفلا يعرفون أنا نجىء الأرض نقللها من جهاتها ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن الأرض على شكل كرة منقوصة الجهات والمراد مدورة النواحى ويسأل أفهم الغالبون أى المنتصرون ؟والغرض من السؤال هو إخبار الكل أن الكفار هم المهزومون فى الدنيا والأخرة .
"قل إنما أنذركم بالوحى ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون "المعنى قل إنما أخبركم بالقرآن ولا يعلم الكفار الوحى حينما يخبرون ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس:إنما أنذركم بالوحى والمراد إنما أبلغكم بالقرآن مصداق لقوله بسورة الأنعام"وأوحى إلى هذا القرآن لأنذركم به"،ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون والمراد ولا يطيع الكفار الإنذار حين يخبرون وهذا يعنى أن الكفار لا يسمعون الدعاء والمراد لا يتبعون الهدى إذا أبلغوا به مصداق لقوله بسورة الأعراف"وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا " والخطاب وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين "المعنى ولئن أصابهم بعض من عقاب إلهك ليقولن يا عذابنا إنا كنا كافرين ،يبين الله لنبيه(ص)أن الكفار إن مستهم نفحة من عذاب الرب والمراد إن نزل بهم بعض من عقاب الله فيقول الكفار :يا ويلنا أى يا عذابنا إنا كنا ظالمين أى طاغين مصداق لقوله بسورة القلم"يا ويلنا إنا كنا طاغين "وهذا يعنى أنهم لا يعترفون بكفرهم إلا ساعة نزول العذاب عليهم .
"ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين "المعنى ونصدر الحكم العدل فى يوم البعث فلا تنقص نفسا حقا وإن كان قدر حبة من خردل جئنا بها وحسبنا أنا حاكمين ،يبين الله للنبى(ص) أنه يضع الموازين القسط ليوم القيامة والمراد أنه يقضى بالأحكام المقسطة فى يوم البعث مصداق لقوله بسورة يونس"وقضى بينهم بالقسط"ويبين لنا أنه لا تظلم نفس شيئا والمراد أنه لا تنقص نفس حقا من حقوقها وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها والمراد وإن كان قدر حبة من خردل جئنا بها أى أعطيناها لصاحب الحق ،ويبين لنا أنه كفى به حاسبين أى حسبه أنه حاكم عادل .
"ولقد أتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون "المعنى ولقد أوحينا لموسى (ص)وهارون (ص)الفاصل أى نور أى حكم للمطيعين الذين يخافون إلههم بالخفاء وهم من العذاب خائفون ،يبين الله لنا أنه أتى أى أوحى لموسى (ص)وهارون (ص)الفرقان أى التوراة وهو حكم الله أى الكتاب مصداق لقوله بسورة الإسراء"وأتينا موسى الكتاب" أى الضياء وهو نور الله أى ذكر أى قضاء أى حكم للمتقين وهم المطيعين لوحى الله وهم الذين يخشون ربهم بالغيب أى وهم الذين يخافون عذاب خالقهم بالخفاء مصداق لقوله بسورة المعارج"والذين هم من عذاب ربهم مشفقون "وهذا يعنى أنهم رغم عدم مشاهدتهم لعذاب الله فهم يخافون منه وفسر الله هذا بأنهم من الساعة مشفقون أى من عذاب القيامة خائفون .
"وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون "المعنى وهذا حكم دائم أوحيناه أفأنتم له مكذبون ؟يبين الله للناس أن هذا وهو القرآن ذكر مبارك أى كتاب دائم الوجود مصداق لقوله بسورة الأنعام"وهذا كتاب أنزلناه مبارك"ويسألهم الله أفأنتم له منكرون والمراد هل أنتم له مكذبون ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم بكفرهم حتى يرجعوا عنه والخطاب للناس.
"ولقد أتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين إذ قال لأبيه ما هذه التماثيل التى أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا أباءنا لها عابدين "المعنى ولقد أعطينا إبراهيم (ص) ذكره من قبل وكنا به عالمين حين قال لوالده وشعبه ما هذه الأصنام التى أنتم لها عابدون قالوا لقينا أباءنا مطيعين ،يبين الله للنبى(ص) أن الله أتى إبراهيم (ص)رشده والمراد أن أوحى لإبراهيم (ص)حجته وهو هداه أى كتابه من قبل وكان به عالما أى خبيرا إذ قال لأبيه والمراد حين قال لوالده :ما هذه التماثيل أى الأصنام التى أنتم لها عاكفون أى عابدون ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن عبادتهم للأصنام خطا كبير ،فقالوا له:وجدنا أباءنا لها عابدين والمراد لقينا أباءنا لها مطيعين وهذا يعنى أنهم يقتدون بالأباء فى الدين .
"قال لقد كنتم وأباؤكم فى ضلال مبين قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين قال بل ربكم رب السموات والأرض الذى فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين "المعنى قال لقد كنتم وأباؤكم فى كفر عظيم قالوا هل أتيتنا بالعدل أم أنت من الساخرين ؟قال بل إلهكم إله السموات والأرض الذى خلقهن وأنا على ذلكم من المقرين ،يبين الله للنبى(ص)أن إبراهيم (ص)قال لقومه :لقد كنتم وأباؤكم فى ضلال مبين أى كفر واضح أى جنون ظاهر وهذا يعنى أنه يتهمهم بالكفر والبعد عن دين الله وهم الأباء فقالوا له :أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين والمراد هل أتيتنا بالعدل أم أنت من اللاهين ؟والغرض من السؤال هو الإستفهام عن هدف إبراهيم (ص)من قوله هل هو الحق أم اللهو معهم وقال لهم إبراهيم (ص)بل ربكم رب أى إن إلهكم إله السموات والأرض الذى فطرهن أى خلقهن وأنا على ذلكم من الشاهدين أى المقرين وهذا يعنى أنه أخبرهم أن ربهم هو الله الخالق لكل شىء وأما غيره فليسوا آلهة والخطاب وما قبله وما بعده من القصة للنبى(ص)ومنه للناس.
"وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم إليه يرجعون "المعنى وتا لله لأمكرن بأوثانكم بعد أن تذهبوا منصرفين فجعلهم حطاما إلا عظيما لهم لعلهم إليه يعودون ،يبين الله لنا أن إبراهيم (ص)لما وجد كلامه لا يأتى بفائدة قال لنفسه:وتا لله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين والمراد والله لأحطمن أوثانكم بعد أن تذهبوا منصرفين ،وهذا يعنى أنه أقسم أنه يكسر الأوثان بعد أن يخرج القوم من معبدهم وقد نفذ كلامه فجعل الأصنام جذاذا أى حطاما سوى كبير لهم والمراد سوى صنم عظيم لهم والسبب فى إبقاءه عليه هو أن يرجعوا أى يعودوا له وكان الهدف من كل ذلك إخبارهم أن آلهتهم لا تقدر على حماية نفسها ولا تقدر على الكلام الذى يشرع الأحكام لكونها ميتة .
"قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون "المعنى قالوا من صنع هذا بأربابنا إنه لمن الكافرين قالوا علمنا شاب يعيبهم يقال له إبراهيم (ص)قالوا فهاتوه أمام أبصار الناس لعلهم يعلمون ،يبين الله لنا أن القوم قالوا لما وجدوا أصنامهم محطمة :من فعل هذا بآلهتنا أى من صنع هذا بأربابنا إنه لمن الظالمين أى الكافرين ؟فقال بعض القوم :سمعنا فتى يذكرهم والمراد عرفنا رجل يعيبهم يقال أى يدعى إبراهيم وهذا يعنى أنهم عرفوا دعوة إبراهيم (ص)وعيبه لعبادة الأصنام ،فقال كبار القوم لهم :فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون والمراد فأحضروه أمام أبصار الخلق لعلهم يعتبرون وهذا يعنى أنهم ينوون الإنتقام منه ويريدون إحضار الناس حتى يخافوا من أن يحدث لهم نفس العقاب إذا فكروا مثل إبراهيم (ص).
"قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم قال بل فعله كبيرهم هذا فسئلوهم إن كانوا ينطقون "المعنى قالوا هل أنت صنعت التحطيم لأربابنا قال بل صنعه عظيمهم هذا فاستخبروهم إن كانوا يتحدثون ،يبين الله لنا أن القوم لما أحضروا إبراهيم (ص)للمعبد سألوه :أأنت فعلت هذا بآلهتنا والمراد هل أنت صنعت التكسير لأصنامنا يا إبراهيم ؟والغرض من السؤال هو العلم بفاعل التحطيم الحقيقى ،فقال لهم :بل فعله كبيرهم هذا أى لقد صنعه عظيمهم هذا فسئلوهم إن كانوا ينطقون أى فاستفهموا منهم إن كانوا يتكلمون ،وكذبة إبراهيم (ص)الغرض منها هنا إخبار الكفار أن الأصنام لا تتكلم فمن أين جاءت الأحكام التى يتبعونها ؟ومن هنا نعلم أن الكذب مباح فى الدعوة للإسلام ما دام الغرض منه هو إفهام الكفار الحق .
"فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون "المعنى فعادوا إلى عقولهم فقالوا إنكم أنتم الكافرون ،ثم ارتدوا على أعقابهم لقد عرفت ما هؤلاء يتحدثون،يبين الله لنا أن القوم رجعوا إلى أنفسهم والمراد عادوا إلى عقولهم والمراد عاد الحق إلى عقولهم فقالوا لأنفسهم :إنكم أنتم الظالمون أى الكافرون وهذا اعتراف منهم بأنهم عادوا إلى الحق لحظات ولكنهم ما لبثوا أن نكسوا على رءوسهم والمراد أن ارتدوا على أعقابهم والمراد عادوا إلى كفرهم فقالوا :لقد علمت ما هؤلاء ينطقون أى لقد عرفت ما هؤلاء يتكلمون ،وهذا اعتراف منهم بأن الأصنام لا تتكلم وحيا أو غيره .
"قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون "المعنى قال أفتألهون من غير الله الذى لا يفيدكم رزقا ولا يؤذيكم ،ويل لكم وللذى تطيعون من سوى الله أفلا تؤمنون؟يبين الله لنا أن إبراهيم (ص)قال للقوم :أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم والمراد هل تألهون من سوى الرب الذى لا يفيدكم فائدة ولا يؤذيكم ؟والغرض من السؤال هو إخبار القوم أنهم يألهون من ليس إلها لأنه لا يقدر على إفادتهم أو إضرارهم ،وقال لهم أف لكم والمراد العذاب لكم وفسر هذا بأن العذاب للذين يعبدون من دون الله وهم الذين يطيعون من غير الله وهو أهواء أنفسهم وسألهم إبراهيم (ص)أفلا تعقلون أى "أفلا يؤمنون "والمراد أن المطلوب منهم أن يفهموا الوحى ويتبعوه .
"قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين ونجيناه ولوطا إلى الأرض التى باركنا فيها للعالمين "المعنى قالوا أهلكوه وعظموا أربابكم إن كنتم منتقمين قلنا يا لهب أصبح خيرا ونفعا لإبراهيم (ص)وشاءوا به هلاكا فجعلناهم الهالكين وأنقذناه ولوطا إلى الأرض التى قدسناها للناس ،يبين الله لنا أن القوم طلبوا من بعضهم التالى فقالوا :حرقوه أى ضعوا إبراهيم (ص)فى النار الموقدة وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين والمراد وخذوا حق أربابكم إن كنتم منتقمين منه ،وبالفعل صنعوا له محرقة ورموه فيها فقال الله لها :يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم (ص)والمراد يا لهب أصبح نفعا أى خيرا لإبراهيم (ص)وهذا يعنى معجزة فالنار المضرة للجسم تحولت لشىء نافع للجسم ،ويبين لنا أنهم أرادوا بها كيدا والمراد أحبوا لإبراهيم (ص) هلاكا أى ضررا فكانت النتيجة أن جعلهم الله هم الأخسرين أى المعذبين أى الهالكين وهم الأسفلين مصداق لقوله بسورة العنكبوت"فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين "ويبين لنا أنه أنجى والمراد أنقذ إبراهيم (ص)ولوطا (ص)من العذاب إلى الأرض التى بارك الله فيها للعالمين والمراد إلى البلد التى قدسها الله للبشر والمراد أنه طلب منهم الذهاب لمكة المقدسة قبل أن ينزل العذاب على قومهما .
"ووهبنا له إسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين "المعنى وأعطيناه إسحق (ص)ويعقوب (ص)خلفة وكلا جعلنا محسنين وجعلناهم رسلا يعملون بحكمنا وألقينا لهم عمل الحسنات أى طاعة الدين أى إعطاء الحق أى كانوا لنا مطيعين ،يبين الله لنا أنه وهب أى أعطى إبراهيم (ص) إسحق (ص)وأعطى إسحق (ص)يعقوب (ص)نافلة أى خلفة أى ابن ويبين لنا أن كلاهما جعله الله من الصالحين وهم المحسنين ويبين لنا أنهم جعلهم أئمة يهدون بأمر الله والمراد عينهم حكاما يحكمون بحكم الله ويبين لنا أنه أوحى إليهم فعل الخيرات والمراد أنه ألقى لهم عمل الصالحات وفسره بأنه إقام الصلاة أى طاعة الدين مصداق لقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين "وفسره بأنه إيتاء الزكاة أى إعطاء الحق وفسر هذا بأنهم كانوا لله عابدين أى خاشعين أى مطيعين مصداق لقوله بسورة الأنبياء"وكانوا لنا خاشعين ".
"ولوطا أتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التى كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوما فاسقين وأدخلناه فى رحمتنا إنه من الصالحين "المعنى ولوطا أعطيناه وحيا أى معرفة وأنقذناه من البلدة التى كانت تصنع الفواحش إنهم كانوا شعبا كافرين وأدخلناه فى جنتنا إنه من المحسنين ،يبين الله للنبى(ص) أنه أتى أى أعطى لوطا (ص)حكما أى علما والمراد وحيا ،ونجاه أى أنقذه والمراد نصره من القرية أى القوم مصداق لقوله بسورة الأنبياء"ونصرناه من القوم "التى كانت تعمل بالخبائث أى الذين كانوا يصنعون الفواحش ويبين لنا أنهم كانوا قوم سوء فاسقين أى كانوا شعب شر كافرين أى مجرمين مصداق لقوله بسورة الدخان "إن هؤلاء قوم مجرمون "ويبين أنه أدخل لوط (ص)فى رحمته والمراد أنه أسكن لوط (ص)فى جنته والسبب إنه من الصالحين أى المسلمين .
"ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين "المعنى ونوحا إذ دعا من قبل فاستمعنا له فأنقذناه وشيعته من العذاب الكبير وساعدناه على الشعب الذين كفروا بعلاماتنا إنهم كانوا شعب كفار فأهلكناهم كلهم ،يبين الله للنبى(ص) أن نوح (ص)قد نادى أى دعا الله من قبل أن ينتصر له من الكفار فاستجاب أى فاستمع الله والمراد فحقق له ما أراد حيث نجاه وأهله من الكرب العظيم والمراد حيث أنقذه وشيعته المؤمنين من الطوفان الكبير وفسر الله هذا بأنه نصره من القوم الذين كذبوا بآياتنا والمراد أنه نجاه من أهل القرية الذين كفروا بأحكامنا مصداق لقوله بسورة الأنبياء"ونجيناه من القرية "ويبين أنهم كانوا قوم سوء أى كافرين أى شعب خصمون مصداق لقوله بسورة الزخرف"بل هم قوم خصمون" فكانت النتيجة أنه أغرقهم جميعا أى أهلكهم كلهم بالطوفان.
"وداود وسليمان إذ يحكمان فى الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا أتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون"المعنى وداود (ص)وسليمان (ص)حين يقضيان فى الزرع حين أفسدت فيه غنم الناس وكنا لقضاءهم عارفين ففقهناها سليمان(ص)وكلا أعطينا وحيا أى معرفة وسيرنا مع داود(ص)الرواسى يرددن والطير وكنا صانعين وعرفناه حرفة دروع لكم لتحميكم من سلاحكم فهل أنتم مطيعون؟يبين الله للنبى(ص) أن داود(ص)وسليمان (ص)كان الله لحكمهم وهو قضاءهم شاهد أى عالم حين يحكمان فى الحرث حين نفشت فيه غنم القوم والمراد حين يقضيان فى الزرع حين أفسدت فيه غنم الناس ،وهذا يعنى أن بعض الناس كان لهم زرع وكان لبعض الناس غنم فنزلت الغنم الأرض المزروعة فأكلت الزرع فتحاكم الناس إلى داود(ص)فحكم بحكم وعلم سليمان (ص)بالقضية فحكم حكم أخر ويبين الله لنا أنه فهمها سليمان (ص)والمراد يسر له فقه القضية فحكم الحكم السليم وهو أن يزرع أصحاب الغنم الأرض حتى ينمو الزرع كما كان وقت الأكل ويأخذ أصحاب الأرض الغنم للإنتفاع بها لحين وصول الزرع إلى ما كان عليه وقت أكل الغنم له وبعد ذلك يأخذ كل جماعة ملكهم فصاحب الزرع الزرع وصاحب الغنم الغنم وأما حكم داود(ص)فهو إعطاء الغنم لأصحاب الأرض المزروعة مع بقاء أرضهم معهم ويبين الله لنا أنه أتى أى أعطى داود(ص)وسليمان (ص)حكما أى علما أى وحيا ومن هنا يتضح أن القاضى قد يخطىء فى الحكم دون قصد لعدم فهمه للقضية كما يتضح لنا أن عقول البشر تتفاوت فى فهم القضية الواحدة ،ويبين لنا أنه سخر مع داود (ص)الجبال يسبحن والطير والمراد أمر كل من الرواسى والطير أن يذكرن أى يرددن ذكر الله الكلامى مع داود(ص)وكان لذلك فاعل أى صانع والمراد محقق ويبين أنه علمه صنعة لبوس للناس والمراد عرفه حرفة دروع للناس أنه عرفه صنعة هى صناعة الدروع للناس لتحصنهم من بأسهم أى لتحميهم من أذى أسلحتهم ويسأل الله الناس فهل أنتم شاكرون أى "فهل أنتم مسلمون " كما قال بسورة الأنبياء والغرض من السؤال هو أن يشكر الناس الله .
"ولسليمان الريح عاصفة تجرى بأمره إلى الأرض التى باركنا فيها وكنا بكل شىء عالمين ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين "المعنى ولسليمان(ص)الرياح سائرة تسير بقوله إلى الأرض التى قدسناها وكنا بكل أمر عارفين ومن الجن من يبحثون له ويفعلون فعلا سوى ذلك وكنا لهم مراقبين ،يبين الله للنبى(ص) أنه سخر لسليمان(ص)الريح عاصفة أى جارية بأمره إلى الأرض التى بارك فيها والمراد سائرة بقول سليمان(ص)إلى البلد التى قدسها الرب ويبين لنا أنه كان بكل شىء عالمين أى كان بكل أمر خبير ويبين لنا أن من الشياطين وهم الجن من يغوصون له أى يبحثون له عما يريد من الأشياء ومنهم من يعمل عملا دون ذلك والمراد ومنهم من يفعل فعلا غير البحث وهو البناء مصداق لقوله بسورة سبأ"ومن الجن من يعمل بين يديه "وقوله بسورة ص"والشياطين كل بناء وغواص"ويبين لنا أنه كان لهم حافظا أى مراقبا يعذب من يخالف منهم أمر سليمان(ص)مصداق لقوله بسورة سبأ"ومن يزغ عن أمرنا نذقه من عذاب السعير".
"وأيوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وأتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين "المعنى وأيوب(ص)حين دعا خالقه أنى أصابنى الأذى وأنت أنفع النافعين فاستمعنا له فأزلنا الذى به من أذى وأعطيناه أهله وعددهم معهم نفع من لدينا وعبرة للطائعين ،يبين الله للنبى(ص)أن أيوب (ص)نادى ربه والمراد دعا إلهه فقال :ربى أنى مسنى الضر والمراد أنى أصابنى النصب وهو المرض مصداق لقوله بسورة ص"أنى مسنى الشيطان بنصب وعذاب "وأنت أرحم الراحمين أى وأنت أحسن النافعين فإكشفه ،ويبين لنا أنه استجاب له أى علم بمطالبه فكشف ما به من ضر والمراد فأزال الذى به من أذى والمراد محا منه المرض الذى أصابه وزاد الله على هذا أنه أتاه أهله ومثلهم معهم والمراد أعاد له أفراد أسرته وعدد مماثل لهم ولدوا بعد شفاء الرجل وهذا رحمة منه أى نفع من لدى الله وذكرى للعابدين أى وعظة للمطيعين لله وهم أولى الألباب مصداق لقوله بسورة ص"وذكرى لأولى الألباب".
"وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم فى رحمتنا إنهم من الصالحين "المعنى وإسماعيل (ص)وإدريس (ص)وصاحب الكفل (ص)كل من المطيعين وأسكناهم فى جنتنا إنهم من المحسنين ،يبين الله للنبى(ص) أن رسله إسماعيل (ص)وإدريس(ص)وذا الكفل (ص)من الصابرين وهم المطيعين أى الأخيار مصداق لقوله بسورة ص"وكل من الأخيار "ويبين لنا أنه أدخلهم فى رحمته والمراد أنه أسكنهم فى جنته لأنهم من الصالحين وهم المحسنين أى المسلمين .
"وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى فى الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجى المؤمنين "المعنى وصاحب الحوت حين خرج ثائرا فأعتقد أن لن نعاقبه فدعا فى الحالكات أن لا رب إلا أنت طاعتك إنى كنت من الكافرين فاستمعنا له و أنقذناه من العقاب وهكذا ننقذ المصدقين ،يبين الله لنا أن ذا النون وهو يونس صاحب الحوت (ص)قد ذهب مغاضبا والمراد قد خرج ثائرا فظن أن لن نقدر عليه أى فإعتقد أن لن نستطيعه والمراد فاعتقد أن لن نعاقبه على غضبه وظنه الخاطىء فنادى فى الظلمات والمراد دعا الله فى سوادات البحر فقال :أن لا إله أى لا رب إلا أنت ،سبحانك أى طاعتك إنى كنت من الظالمين أى الكافرين وهذا إعتراف من يونس(ص)بذنبه فاستجاب له أى استمع له والمراد علم بدعاء يونس(ص)فأنجاه من الغم والمراد فأنقذه من العقاب الممثل فى سجنه فى بطن الحوت وكذلك أى وبتلك الطريقة ينجى أى ينقذ الله المؤمنين وهم المصدقين بوحى الله .
"وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرنى فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين "المعنى وزكريا (ص)حين دعا إلهه :إلهى لا تتركنى وحيدا وأنت أحسن المالكين فاستمعنا له وأعطينا له يحيى (ص)وحسنا له امرأته إنهم كانوا يتسابقون فى الحسنات ويطيعوننا حبا وخوفا وكانوا لنا طائعين،يبين الله لنا أن زكريا (ص)نادى ربه أى دعا خالقه فقال :رب أى إلهى لا تذرنى فردا والمراد لا تتركنى وحيدا وأنت خير الوارثين أى وأنت أحسن المالكين ،وهذا الدعاء يطلب فيه من الله أن يرزقه ولدا يرثه وقد استجاب له أى علم بطلب زكريا (ص)فوهب له أى فأعطاه يحيى (ص)ولدا له وأصلح له زوجه والمراد وحسن له امرأته وهذا يعنى أنه أزال عقمها وجعلها صالحة لإنجاب يحيى (ص)،ويبين لنا أن زكريا (ص)وزوجته ويحيى (ص)كانوا يسارعون فى الخيرات والمراد كانوا يتسابقون فى عمل الحسنات وفسر هذا بأنهم كانوا يدعون الله رغبا ورهبا أى أنهم كانوا يطيعون الله حبا فى جنته وخوفا من عذابه وفسر هذا بأنهم كانوا له خاشعين أى مطيعين لحكم الله .
"والتى أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين "المعنى والتى حمت عرضها فخلقنا فيها من رحمتنا وجعلناها وولدها معجزة للناس ،يبين الله لنا أن مريم (ص)أحصنت فرجها أى حفظت عرضها من الزنى فنفخ الله فيها من رحمته والمراد فوضع الله فى رحمها من روحه وهو نفعه ابنها وقد جعل الله مريم (ص)وابنها وهو ولدها عيسى (ص)آية للعالمين أى معجزة للناس والقول وما سبقه من قصص خطاب للنبى(ص).
"إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون "المعنى إن هذه جماعتكم جماعة واحدة وأنا إلهكم فأطيعون ،يبين الله للمؤمنين أن الناس كانوا أمة أى فرقة واحدة أى فرقة متحدة الدين ويبين لنا أنه ربنا فاعبدون أى "وأنا ربكم فاتقون "كما قال بسورة المؤمنون والمراد فأطيعوا حكم الله والخطاب للمؤمنين.
"وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون "المعنى وتفرقوا حكمهم بينهم كل إلينا عائدون فمن يصنع من الحسنات وهو مصدق فلا ضياع لعمله وإنا له مسجلون ،يبين الله لنا أن الناس بعد أن كانوا أمة واحدة تقطعوا أمرهم بينهم أى تفرقوا دينهم بينهم والمراد انقسموا لأحزاب كل حزب يفسر الدين حسب هواه مصداق لقوله بسورة المؤمنون"فتقطعوا أمرهم بينهم كل حزب بما لديهم فرحون" ويبين لنا أن الكل إليه راجع والمراد أن الجميع إلى جزاء الله عائد سواء ثواب أو عقاب ويبين لنا أن من يعمل من الصالحات وهو مؤمن والمراد أن من يصنع من الحسنات وهو مصدق بوحى الله فلا كفران لسعيه أى فلا ضياع لعمله وهذا يعنى أن الله سيشكره على عمله مصداق لقوله بسورة الإسراء"فأولئك كان سعيهم مشكورا "وإنا له كاتبون أى مسجلون أى ساطرون مصداق لقوله بسورة القمر"وكل صغير وكبير مستطر"والخطاب للمؤمنين.
"وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون"المعنى وممنوع على بلدة أمتناها أنهم لا يعودون ،يبين الله لنا أن الله جعل من الحرام وهو الممنوع أن كل قرية أهلكها لا يرجعون والمراد أن كل أهل بلدة أماتها لا يعودون إلى الحياة مرة أخرى فى الدنيا وهذا يعنى أن الله حرم بعث الناس إلى الحياة مرة أخرى فى الدنيا والخطاب وما بعده للمؤمنين
"حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق فإذا هى شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا فى غفلة من هذا بل كنا ظالمين "المعنى حتى إذا خرجت يأجوج ومأجوج وهم من كل مكان يخرجون ووقع الخبر الصدق فإذا هى مذلولة نفوس الذين كذبوا يا عذابنا قد كنا فى سهوة من هذا بل كنا كافرين،يبين الله لنا أن يأجوج ومأجوج وهما القبيلتان المحبوستان تحت سد ذو القرنين (ص)إذا فتحت أى خرجت والمراد انفلق سدهما إذا هم من كل حدب ينسلون والمراد إذا هم من كل مكان يخرجون لأرض الناس ،ويبين لنا أن الوعد الحق وهو الخبر الصادق قد اقترب أى وقع فإذا هى شاخصة أبصار الذين كفروا والمراد فإذا هى مذلولة نفوس الذين كذبوا يقولون يا ويلنا أى يا عذابنا قد كنا فى غفلة أى سهوة أى غمرة من هذا والمراد قد كنا فى تكذيب بالقيامة مصداق لقوله بسورة المؤمنون"بل قلوبهم فى غمرة من هذا"بل كنا ظالمين أى كافرين أى ضالين مصداق لقوله بسورة المؤمنون"وكنا قوما ضالين "وهذا اعتراف منهم بكفرهم فى الدنيا .
"إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون "المعنى إنكم وما تطيعون من غير الله وقود النار أنتم لها ذائقون لو كان هؤلاء أرباب ما دخلوها وكل فيها باقون لهم فيها عذاب وهم فيها لا يستجاب ،يبين الله للمؤمنين أن الكفار وفسرهم أنهم ما يعبدون من دون الله وهو الذى يطيعون من سوى الله وهو أهواء أنفسهم حصب جهنم أى وقود النار مصداق لقوله بسورة البقرة "النار التى وقودها الناس"وهم لها واردون أى داخلون ،ويبين لنا أن لو كان هؤلاء وهم أهواء الأنفس –وليس المعبودين كأسماء مثل عيسى (ص)- ما وردوها أى ما دخلوا النار ،ويبين الله لنا أن الكل وهم الكفار أهواء أنفسهم المطاعة فى النار خالدون أى باقون لا يخرجون ولهم فى النار زفير أى عذاب وهم فى النار لا يسمعون أى لا يستجاب لهم والمراد أن الله لا يحقق لهم ما يطلبون فى أدعيتهم .
"إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذى كنتم توعدون "المعنى إن الذين مضت لهم منا الجنة أولئك عنها منفصلون لا يعلمون صوتها وهم فيما أحبت أنفسهم باقون لا يغمهم الغم الأعظم وتقابلهم الملائكة هذا ميعادكم الذى كنتم تخبرون،يبين الله لنا أن الذين سبقت لهم من الله الحسنى والمراد إن الذين فرضت لهم الجنة من الله أولئك عن النار مبعدون أى منفصلون والمراد لا يمسهم السوء مصداق لقوله بسورة الزمر"لا يمسهم السوء"وهم لا يسمعون حسيسها أى لا يعلمون بصوت النار وهذا يعنى أنهم لا يدخلون النار أبدا بدليل إبعادهم وعدم سماعهم لحسها وهو صوتها المتلظى وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون والمراد أنهم فيما أحبت أنفسهم باقون وهذا يعنى أنهم يتمتعون فى الجنة بكل ما يطلبون ولا يخرجون منها أبدا ،والمسلمون لا يحزنهم الفزع الأكبر والمراد لا يصيبهم العذاب العظيم وتتلقاهم أى وتقابلهم الملائكة فتقول :هذا يومكم الذى كنتم توعدون أى تخبرون فى الدنيا .
"يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين "المعنى يوم نضم السموات كضم الكتاب للصحف ،كما أنشأنا أسبق خلق نرجعه ،واجبا علينا إنا كنا صانعين ،يبين الله لنا أن فى يوم القيامة يطوى السماء كطى السجل للكتب أى يضم السماء كضم الكتاب الكبير للصحف الصغرى والمراد أن السموات السبع يضغطها فتعود سماء واحدة كما أن السجل يضغط الصحف الصغرى المفرقة فى كتاب واحد ويبين لنا أنه كما بدأ أول خلق يعيده أى كما خلق أسبق مرة المخلوق يرجعه حيا فى يوم القيامة فهذا وعد عليه أى فرض فرضه على نفسه وهو له فاعل أى عامل أى صانع فى يوم القيامة والخطاب وما قبله وما بعده للمؤمنين.
"ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون إن فى هذا لبلاغا لقوم عابدين "المعنى ولقد قلنا فى الوحى من بعد الأحكام أن الأرض يملكها خلقى المحسنون إن فى هذا لبيانا لناس طائعين ،يبين الله لنا أنه كتب فى الزبور أى قال فى الوحى أى سجل فى الصحف من بعد الذكر وهو الحكم أى أحكام الشريعة:أن الأرض يرثها عبادى الصالحون أى أن البلاد يحكمهما خلقى العادلون وهذا يعنى استخلاف الله لهم فى البلاد مصداق لقوله بسورة النور"وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض"فهذا يعنى أنه يتحكم المؤمنين بحكم الله فى بلاد الأرض ،ويبين لنا أن فى هذا وهو ما ذكره فى القول بلاغ أى بيان مصداق لقوله بسورة آل عمران "هذا بيان للناس"والبيان هو لقوم عابدين أى لناس مطيعين لحكم الله
"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين قل إنما يوحى إلى إنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون"المعنى وما بعثناك إلا منفعة للخلق قل إنما يلقى إلى أنما ربكم رب واحد فهل أنتم مطيعون ؟يبين الله لنبيه(ص)أنه أرسله رحمة للعالمين والمراد أنه بعثه كافة للناس أى بعثه نافع أى مانع للضرر عن الخلق بالوحى مصداق لقوله بسورة سبأ"وما أرسلناك إلا كافة للناس"ويطلب منه أن يقول لهم :إنما يوحى أى يلقى لى :إنما إلهكم إله واحد والمراد إنما ربكم رب واحد فهل أنتم مسلمون أى "فهل أنتم شاكرون" كما قال بنفس السورة والغرض من السؤال إخبار الناس بالواجب عليهم وهو أن يسلموا لله .
"فإن تولوا فقل أذنتكم على سواء وإن أدرى أقريب أم بعيد ما توعدون "المعنى فإن كفروا فقل أبلغتكم على استقامة ولا أعلم أدانى أم قاصى الذى تخبرون ؟يبين الله لنبيه (ص)أن الناس إن تولوا أى كفروا بوحى الله فعليه أن يقول لهم :أذنتكم على سواء أى أبلغتكم فى استقامة والمراد قلت لكم فى صدق ما أبلغ لى ،وإن أدرى أقريب أم بعيد ما توعدون أى ولا أعرف أدانى أم قاصى الذى تخبرون ؟والمراد أن النبى (ص)لا يعرف موعد العذاب هل هو بعد عدد قليل من الزمن أم بعد مدة طويلة مصداق لقوله بسورة الجن"قل إن أدرى أقريب ما توعدون أم يجعل له ربى أمدا ".
"إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون "المعنى إنه يعرف العلن من الحديث ويعرف الذى تخفون ،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس:إن الله يعلم الجهر من القول والمراد يعرف الظاهر من الكلام ويعلم ما تكتمون أى ويعرف ما تسرون أى الذى تخفون،والغرض من علمهم بهذا أن يعرفوا أن الله يدرى بكل عملهم وسيحاسبهم عليه والخطاب وما قبله وما قبله وما بعده للنبى(ص) ومنه للكفار.
"وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين "المعنى وإن أعلم لعله اختبار لكم ونفع حتى وقت ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس :وإن أدرى والمراد وإنى أعرف لعله فتنة أى امتحان لكم ومتاع إلى حين أى ونفع حتى وقت الموت ،والغرض من السؤال هو إخبارهم أن الدنيا هى فتنة أى اختبار لهم ونفع حتى وقت الموت .
"قل رب احكم بالحق وربنا المستعان على ما تصفون "المعنى قل إلهى اقض بالعدل وإلهنا المستقوى على الذى تزعمون ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول له :رب احكم بالحق والمراد خالقى اقض بالعدل والمراد أن الله يفصل بين الناس بالقسط ،وأن يقول للناس :وربنا المستعان على ما تصفون والمراد وإلهنا الذى نستقوى بطاعته على الذى تزعمون من الأباطيل .

Admin
Admin

المساهمات : 3818
تاريخ التسجيل : 28/11/2009

https://ansaralsnh.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى