أنصار السنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير سورة الحج2

اذهب الى الأسفل

تفسير سورة الحج2 Empty تفسير سورة الحج2

مُساهمة  Admin الجمعة مايو 20, 2011 9:02 am

"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير "المعنى سمح للذين يجاهدون بأنهم بخسوا وإن الرب على تأييدهم لفاعل، يبين الله أنه أذن أى سمح أى أباح القتال للذين يقاتلون وهم من يحاربون والسبب أنهم ظلموا أى بخسوا حقوقهم من الذين يقاتلونهم ،ويبين لنا أنه على نصرهم لقدير والمراد أنه لتأييدهم فى القتال فاعل وهذا يعنى أنه يجعلهم يغلبون عدوهم .والخطاب للنبى(ص)وما بعده
"الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز "المعنى الذين طردوا من بلادهم بغير جرم إلا أن يقولوا إلهنا الرب ولولا مقاومة الرب الخلق بعضهم ببعض لدكت صوامع أى بيع أى صلوات أى مساجد يطاع فيها وحى الله دوما وليساعدن الله من يطيعه إن الله لمتين غالب ،يبين الله لنا أن المظلومين المسموح لهم بالقتال هم الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق والمراد طردوا من بلادهم بدون جريمة يستحقون عليها الطرد إلا أن يقولوا ربنا الله والمراد دين إلهنا الرب هو العدل ،ويبين الله لنا أن لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض والمراد لولا مقاومة أى صد الله الخلق بعضهم ببعض لحدث التالى :هدمت أى فسدت أى بطلت صوامع أى بيع أى صلوات أى مساجد أى بلاد أى أراضى مصداق لقوله بسورة البقرة "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض"فالأرض التى يذكر فيها اسم الله كثيرا تفسد والمراد أن بلاد الإسلام التى يتبع فيها حكم الله دوما تعصى حكم الله بسبب عدم الدفع وهو مقاومة الباطل ،ويبين الله لنا أنه ينصر من ينصره أى يعين من يطيع حكمه والمراد يدافع عن من يتبع حكمه ،والله هو القوى أى المتين أى المعز العزيز أى الغالب على أمره .
"الذين إن مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور " المعنى الذين إن حكمناهم فى البلاد أطاعوا الدين أى اتبعوا الحق أى عملوا بالحق أى بعدوا عن الباطل ولله حكم الأشياء،يبين الله أن المنصورين هم الذين إن مكنهم الله فى الأرض والمراد الذين إن حكمهم الرب فى البلاد أى الذين إن استخلفهم فى البلاد أقاموا الصلاة أى أطاعوا الدين مصداق لقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين "وهو الإسلام وفسرهم بأنهم أتوا الزكاة أى اتبعوا الحق وفسرهم بأنهم أمروا بالمعروف أى عملوا بالقسط وهو العدل مصداق لقوله بسورة آل عمران "ويأمرون بالقسط"وفسرهم بأنهم نهوا عن المنكر أى ابتعدوا عن الفساد وهو كل حكم سوى حكم الله مصداق لقوله بسورة الأعراف"وينهون عن الفساد "ويبين أن لله عاقبة الأمور والمراد له الحكم وهو الأمر فى المخلوقات مصداق لقوله بسورة الروم "لله الأمر من قبل ومن بعد " والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير "المعنى وإن يكفروا برسالتك فقد كفر قبلهم شعب نوح(ص)وعاد وثمود وشعب إبراهيم (ص)وشعب لوط(ص)وأهل مدين وكفر بموسى (ص)فاستدرجت المكذبين ثم أهلكتهم فكيف كان عقاب ؟،يبين الله لنبيه(ص)أن الناس إن يكذبوه أى يكفروا بآيات الله المنزلة عليه فقد كذبت أى كفرت بآيات الله قبلهم قوم وهم شعب نوح(ص)وعاد وثمود وقوم أى شعب إبراهيم (ص)وقوم أى شعب لوط(ص)وأهل مدين وكذب أى كفر قوم فرعون بموسى (ص)مصداق لقوله بسورة الأنفال "كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله " فكانت النتيجة أن أملى الله للكافرين أى أعطى الله المكذبين الخير فى الدنيا ليزدادوا كفرا مصداق لقوله بسورة آل عمران"ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملى لهم خيرا لأنفسهم إنما نملى لهم ليزدادوا إثما "وبعد ذلك أخذهم أى أهلكهم ويسأل الله فكيف كان نكير أى عقاب مصداق لقوله بسورة غافر "فكيف كان عقاب"والغرض من السؤال وما قبله هو إخبار الرسول (ص)أن تكذيب الناس له أمر عادى حدث مع كل الرسل ومن ثم فعليه ألا يحزن بسبب ذلك .
"فكأين من قرية أهلكناها وهى ظالمة فهى خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد "المعنى فكم من أهل بلد دمرناها وهى كافرة فهى خالية من ساكنيها ونهر مطموس وبيت مبنى ،يسأل الله :فكأين من قرية أهلكناها وهى ظالمة والمراد فكم من أصحاب بلدة قصمناها وهى مذنبة مصداق لقوله بسورة الأنعام "فأهلكناهم بذنوبهم "والغرض من السؤال إخبار الكل أن الله دمر الكثير من الأقوام بسبب ظلمهم فهذه القرى خاوية على عروشها والمراد خالية من ساكنيها لموتهم وفيها بئر معطلة أى نهر والمراد مصدر للمياه جاف وفيها قصر مشيد أى بيت مبنى والمراد بيوت مبنية ليس بها ساكنيها والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو أذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور "المعنى أفلم يسافروا فى البلاد فتصبح لهم عقول يفهمون بها أى بصائر يعقلون بها فإنها لا تؤذى العيون ولكن تؤذى البصائر التى فى النفوس ،يسأل الله أفلم يسيروا فى الأرض والمراد هل لم ينتقلوا فى البلاد فتكون لهم قلوب يعقلون بها أى أذان يسمعون بها والمراد عقول يفهمون بها ما حدث لمن سبقوهم ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الناس علموا ما حدث لمن سبقوهم ومع ذلك لم يتعظوا ،ويبين الله أن الدنيا لا تعمى الأبصار والمراد لا تخدع العيون التى تتم المشاهدة بها ولكن الدنيا تعمى القلوب التى فى الصدور أى تضل العقول التى فى النفوس والمراد أن متاع الدنيا يلغى البصائر من النفوس فتقود الشهوات النفس بدلا من العقل مصداق لقوله بسورة القيامة "بل الإنسان على نفسه بصيرة "أى عقل .
"ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون "المعنى ويطالبونك بالعقاب ولن ينقض الرب قوله وإن يوما لدى إلهك كألف عام مما تحسبون ،يبين الله لنبيه(ص)أن الكفار يستعجلونه بالعذاب والمراد يطالبونه بسرعة مجىء العقاب وهو السيئة مصداق لقوله بسورة الرعد"ويستعجلونك بالسيئة "ويبين له أنه لن يخلف وعده والمراد لن ينقض قوله بنزول العذاب عليهم ،ويبين له أن قدر اليوم عنده أى فى أم الكتاب هو ألف سنة مما يعدون أى ألف عام مما يحصى الناس .
"وكأين من قرية أمليت لها وهى ظالمة ثم أخذتها وإلى المصير "المعنى وكم من أهل بلدة أعطيت لها وهى كافرة ثم أهلكتها وإلى المرجع،يسأل الله نبيه(ص)وكأين من قرية أمليت لها وهى ظالمة والمراد وكم من أهل بلدة أعطيت لها الرزق كثيرا ثم دمرتها وهى مذنبة مصداق لقوله بسورة الأنعام"فأهلكناهم بذنوبهم "وإلى المصير أى المرجع مصداق لقوله بسورة الحديد "وإلى الله ترجع الأمور"والغرض من السؤال هو إخباره بكثرة ما أهلك الله من الأقوام الكافرة نتيجة ظلمهم والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"قل يا أيها الناس إنما أنا نذير مبين فالذين أمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم والذين سعوا فى آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم"المعنى قل يا أيها الخلق إنما أنا مبلغ أمين فالذين صدقوا الوحى وفعلوا الحسنات لهم رحمة أى نفع عظيم والذين ساروا لأحكامنا معاندين أولئك أهل النار ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس وهم الخلق :يا أيها الناس أى الخلق إنما أنا نذير مبين أى رسول أمين مصداق لقوله بسورة الشعراء"إنى لكم رسول أمين"أى مبلغ مخلص فالذين أمنوا أى صدقوا حكم الله وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات لهم مغفرة أى رحمة أى رزق كريم أى أجر كبير مصداق لقوله بسورة فاطر"لهم مغفرة وأجر كبير" والذين سعوا فى آياتنا معاجزين والمراد والذين عاشوا بأحكامنا كافرين أولئك أصحاب الجحيم أى أهل النار مصداق لقوله بسورة البقرة "والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار ".
"وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم "المعنى وما بعثنا من قبلك من مبعوث أى رسول إلا إذا أبلغ حرف الكافر فى قوله فيمحو الرب ما يقول الكافر ثم يثبت الرب أحكامه والرب خبير قاض،يبين الله لنبيه (ص)أنه ما أرسل من قبله من رسول أى نبى والمراد ما بعث من قبل وجوده من مبعوث إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته والمراد إلا إذا أبلغ الوحى غير الكافر فى كلامه وهذا يعنى أن كل الرسالات حرفت بعد أن أبلغها الرسل للناس ،وبعد التحريف كان الله ينسخ ما يلقى الشيطان أى يمحو الرب ما يقول الكافر من الباطل مصداق لقوله بسورة الشورى "ويمح الله الباطل"ثم يحكم آياته والمراد ويثبت أحكامه والمراد ويعيد أحكامه لسابق صحتها أى يحفظها من التحريف والله عليم حكيم أى خبير قاضى بالعدل والخطاب للنبى(ص) .
" ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفى شقاق بعيد "المعنى ليكون الذى يقول الكافر سقطة للذين فى نفوسهم كفر والكافرة نفوسهم وإن الكافرين لفى الضلال الكبير ،يبين الله لنبيه(ص)أن الله يجعل ما يلقى الشيطان والمراد يجعل الذى يقول الكافر وهو المحرف للوحى فتنة أى سقطة للذين فى قلوبهم مرض وهم الذين فى نفوسهم كفر وفسرهم الله بأنهم القاسية قلوبهم أى الكافرة نفوسهم وهذا يعنى أنهم يصغون لهم ويقبلوه مصداق لقوله بسورة الأنعام "ولتصغى له أفئدة الذين لا يؤمنون بالأخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون"ويبين لنا أن الظالمين وهم الكافرين فى شقاق بعيد أى فى ضلال كبير والمراد عذاب مستمر مصداق لقوله بسورة سبأ"فى العذاب والضلال البعيد"والخطاب للنبى(ص).
"وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربهم فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين أمنوا إلى صراط مستقيم "المعنى وليعرف الذين أعطوا الوحى أنه العدل من خالقهم فيصدقوا به فتعمل به نفوسهم وإن الله لمدخل الذين صدقوا إلى طريق عظيم ،يبين الله لنبيه (ص) أن الله ينسخ قول الكافر ويثبت قوله ليعلم أى ليعرف الذين أوتوا العلم وهم الذين علموا الوحى أن الوحى هو الحق من ربهم والمراد العدل من عند خالقهم فيؤمنوا به أى فيصدقوا به فتخبت له قلوبهم والمراد فتعمل به نفوسهم ويبين له أن الله هاد الذين أمنوا إلى صراط مستقيم والمراد أن الله مدخل الذين صدقوا إلى مكان عادل هو الجنة والخطاب للنبى(ص).
"ولا يزال الذين كفروا فى مرية منه حتى تأتيهم الساعة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين أمنوا وعملوا الصالحات فى جنات النعيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين "المعنى ويستمر الذين كذبوا فى كفر به حتى تحضرهم القيامة أى عقاب يوم عاقر الحكم يومذاك لله يفصل بينهم فالذين صدقوا بالوحى وفعلوا الحسنات فى حدائق المتاع والذين جحدوا أى خالفوا أحكامنا فأولئك لهم عقاب شديد،يبين الله لنبيه (ص) أن لا يزال الذين كفروا فى مرية منه والمراد أن يستمر الذين كذبوا بحكم الله فى كفر بحكم الله أى يظل الذين اختلفوا فى الإسلام فى شك منه مصداق لقوله بسورة النساء"وإن الذين اختلفوا فيه لفى شك منه " حتى تأتيهم الساعة أى حتى تجيئهم القيامة وفسرها بأنها عذاب يوم عقيم أى عقاب يوم عاقر والمراد لا يلد أى لا يجىء يوم بعده وهو يوم يكون الحكم وهو الأمر فيه لله مصداق لقوله بسورة الإنفطار "والأمر يومئذ لله"حيث يحكم أى يفصل بينهم فى المختلف فيه بينهم مصداق لقوله بسورة الحج"إن الله يفصل بينهم يوم القيامة " فيقضى الله بأن الذين أمنوا أى صدقوا حكمه وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات فى جنات النعيم والمراد حدائق المتاع الدائم وأما الذين كفروا أى كذبوا بآيات الله والمراد الذين خالفوا أحكام الله لهم عذاب مهين أى عقاب مذل والمراد عقاب عظيم مصداق لقوله بسورة الجاثية "ولهم عذاب عظيم " والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"والذين هاجروا فى سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين ليدخلهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم "المعنى والذين انتقلوا فى دين الله ثم استشهدوا أو توفوا ليعطينهم الله عطاء كبيرا وإن الرب لهو أفضل العاطين أى ليسكنهم مسكنا يقبلونه وإن الرب لخبير رحيم ،يبين الله لنبيه(ص)أن الذين هاجروا فى سبيل الله والمراد الذين انتقلوا من بلدهم لبلد الإسلام لنصر دين الله ثم قتلوا أى استشهدوا فى الحرب أو ماتوا أى توفوا الوفاة العادية يرزقهم الله رزقا حسنا وفسر هذا بأنه يدخلهم مدخلا يرضونه والمراد يسكنهم الرب رحمة كبيرة مصداق لقوله بسورة الجاثية "فيدخلهم ربهم فى رحمته" أى يسكنهم مسكنا يحبونه أى يقبلون به هو الجنة مصداق لقوله بسورة المجادلة "ويدخلهم جنات "ويبين الله له أنه خير الرازقين أى أفضل المعطين أى أحسن الواهبين وهو العليم الحليم أى الخبير الرحيم.
"ذلك ومن عوقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور "المعنى ذلك ومن اعتدى بشبه ما اعتدى عليه ثم اعتدى عليه مرة أخرى ليؤيدنه الله إن الرب لغفور تواب ،يبين الله لنبيه(ص)أن ذلك وهو إشارة أن ما سبق ذكره فى الآيات هو حق ويبين لنا أن من عاقب بمثل من عوقب به والمراد من جازى بشبه ما جوزى به والمراد من انتصر على ظالمه بنفس ما عمله الظالم فيه ليس عليه سبيل أى عقاب مصداق لقوله بسورة الشورى "ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل"فإذا بغى عليه أى عاد الظالم إلى إيذاء المظلوم فحق على الله أن ينصره أى يؤيده والمراد يعطيه الحق فى أن يقوم المسلمون معه يدا واحدا على الباغى مصداق لقوله بسورة الحجرات"فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء لأمر الله"ويبين لنا أن الله عفو أى غفور والمراد رحيم بمن يرجع عن ظلمه وهو التائب من ذنبه .
"ذلك بأن الله يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل وأن الله سميع بصير "المعنى ذلك بأن الرب يسلخ الليل من النهار ويسلخ النهار من الليل وأن الله خبير عليم ،يبين الله للنبى(ص) أن ذلك وهو نصره وعفوه وغفرانه بأن الله يفعل التالى يولج الليل فى النهار أى يكور الليل على النهار أى يسلخ الليل من النهار ويولج أى يكور النهار على الليل أى يسلخ النهار من الليل مصداق لقوله بسورة الزمر"يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل "والمراد يذهب الليل بالتدريج فكل مكان يذهب منه يصبح نهار والنهار يذهب بالتدريج فكل مكان يذهب عنه النهار يحل محله الليل والله سميع بصير أى "إن الله كان عليما خبيرا"والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلى الكبير "المعنى ذلك بأن الرب هو الإله وأن ما يعبدون من غيره هم الكذب وأن الرب هو الكبير العظيم،يبين الله للنبى(ص) أن ذلك وهو قدرته على تغيير الليل والنهار وعلمه بأن الله وهو الرب هو الحق أى الإله الموجود وحده وأما ما يدعون من دونه فهو الباطل والمراد أن ما يطيعون من سواه فهو الكذب فليس هناك آلهة سوى الله والله هو العلى الكبير أى الكبير العظيم مصداق لقوله بسورة البقرة "وهو العلى العظيم ".
"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير"المعنى ألم تعرف أن الرب أسقط من السحاب مطر فتكون الأرض منبتة إن الرب عليم عارف ،يسأل الله نبيه(ص)ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة والمراد هل لم تعرف أن الرب يسقط من السحاب مطرا فيجعل الأرض حية مصداق لقوله بسورة النحل"والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها"والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص)أن الله يحيى الأرض الميتة بواسطة الماء ومن ثم فهو قادر على إحياء الموتى والله هو اللطيف الخبير أى العليم المحيط بكل شىء مصداق لقوله بسورة النساء"إن الله كان عليما خبيرا".
"له ما فى السموات وما فى الأرض وإن الله لهو الغنى الحميد"المعنى لله الذى فى السموات والذى فى الأرض وإن الرب لهو الواسع الشاكر،يبين الله لنبيه(ص)أن له والمراد أن ملكه ما أى الذى فى السموات وما أى الذى فى الأرض مصداق لقوله بسورة المائدة "ولله ملك السموات والأرض وما فيهن "والله وهو الرب هو الغنى أى الواسع الملك الحميد أى الشاكر أى المثيب من أطاع حكمه والخطاب للنبى(ص).
"ألم تر أن الله سخر لكم ما فى الأرض والفلك التى تجرى فى البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم "المعنى ألم تعلم أن الله خلق الذى فى الأرض والسفن التى تتحرك فى الماء بحكمه ويمنع السماء أن تسقط على الأرض بحكمه إن الرب بالخلق لنافع مفيد،يسأل الله نبيه(ص)ألم تر أن الله سخر لكم ما فى الأرض والمراد هل لم تدرى أن الله خلق لكم الذى فى الأرض وهذا يعنى أنه خلق ما فى الأرض لنفع الناس ،والفلك التى تجرى فى البحر بأمره والمراد والسفن التى تسير فى الماء بأمره أى بنعمة الله وهى ما خلقه من ريح وخلافه مصداق لقوله بسورة لقمان"ألم تر أن الفلك تجرى فى البحر بنعمة الله"وهذا يعنى أنه يسير السفن فى البحر بالريح أو بما اخترع الإنسان أو بأيدى الإنسان ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه والمراد ويمنع السماء أن تسقط على الأرض إلا بحكمه وهذا يعنى أنه رفع السماء بعمد غير مرئية حتى أنها لا تسقط إلا بحكم من الله فى القيامة ؟والغرض من السؤال إخبار النبى (ص)بقدرة الله على خلق الأرض للناس وتسيير الفلك ومنع سقوط السماء على الأرض ،والله بالناس رءوف رحيم والمراد والرب للخلق نافع مفيد والخطاب للنبى(ص).
"وهو الذى أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور"المعنى وهو الذى بعثكم ثم يتوفاكم ثم يبعثكم إن الإنسان لظلوم ،يبين الله للناس أنه هو الذى أحيانا أى خلقنا أول مرة ثم يميتنا أى يتوفانا ثم يحيينا أى يبعثنا مرة ثانية أحياء مصداق لقوله بسورة الروم"الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم "ويبين لنا أن الإنسان كفور ظلوم مصداق لقوله بسورة إبراهيم "إن الإنسان لظلوم"أى مكذب بحكم الله .
"لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك فى الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم "المعنى لكل جماعة عينا منهجا هم متبعوه فلا يخالفنك فى الحكم وناد إلى إلهك إنك على دين عادل ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله جعل لكل أمة منسكا هم ناسكوه والمراد أن الله حدد لكل جماعة شرعة أى منهاج أى دين هم متبعوه مصداق لقوله بسورة المائدة "ولكل أمة جعلنا شرعة ومنهاجا"ويطلب منه ألا ينازعه أحد فى الأمر والمراد ألا يخالفه مسلم فى حكم الله وأن يدعو إلى ربه والمراد أن ينادى الناس لإتباع دين الله ويبين له أنه على هدى مستقيم أى خلق عظيم مصداق لقوله بسورة القلم "وإنك لعلى خلق عظيم "أى على صراط مستقيم مصداق لقوله بسورة الزخرف"إنك على صراط مستقيم"أى دين عادل والخطاب وما بعده للنبى(ص) .
"وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون "المعنى وإن حاجوك فقل الرب أدرى بما تصنعون الرب يفصل بينكم يوم البعث فيما كنتم به تكذبون ،يبين الله لنبيه(ص)أن الناس إن جادلوه أى حاجوه والمراد كذبوا الوحى فعليه أن يقول لهم :الله أعلم بما تعملون والمراد الرب أعرف بالذى تفعلون مصداق لقوله بسورة الزمر"وهو أعلم بما يفعلون"يحكم أى "يفصل بينكم يوم القيامة "كما قال بنفس السورة وهو يوم البعث فيما كنتم فيه تختلفون والمراد فى الذى كنتم به تكفرون وهذا يعنى أن الله يقضى بينهم بالعدل فى الدين الحق والدين الباطل .
"ألم تعلم أن الله يعلم ما فى السماء والأرض إن ذلك فى كتاب إن ذلك على الله يسير "المعنى هل لم تدرى أن الرب يدرى الذى فى السموات والأرض إن ذلك فى سجل إن ذلك على الرب هين ،يسأل الله نبيه(ص)ألم تعلم أن الله يعلم والمراد ألم تعرف أن الرب يعرف ما أى الذى فى السموات والأرض إن ذلك فى كتاب أى سجل إن ذلك وهو العلم عند الله وهو الرب يسير أى سهل أى هين والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص) أن الله عالم بكل ما فى الكون حيث أنه مسجل فى كتاب وهذا العلم هو أمر يسير أى هين مصداق لقوله بسورة مريم "هو على هين "والخطاب للنبى(ص).
"ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير "المعنى ويطيعون من سوى الرب الذى لم يوحى به وحيا أى الذى ليس فيه وحى وما للكافرين من منقذ،يبين الله لنبيه(ص)أن الناس يعبدون من دون الله والمراد يطيعون من سوى دين الله ما لم ينزل به سلطانا والمراد الذى لم يوحى بإباحة طاعته وحيا وفسر هذا بأن ليس لهم به علم والمراد الذى ليس لهم فيه وحى يثبتونه به ،ويبين لنا أن الظالمين وهم الكافرون ليس لهم نصير أى ولى ينقذهم من العذاب مصداق لقوله بسورة الشورى "والظالمون ما لهم من ولى "والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف فى وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير "المعنى وإذا تبلغ لهم أحكامنا واضحات تعلم فى نفوس الذين كذبوا الشر يهمون يبطشون بالذين يبلغون لهم أحكامنا قل هل أخبركم بأسوأ من ذلكم الجحيم أخبر بها الرب الذين كذبوا وقبح المرجع،يبين الله لنبيه(ص)أن إذا تتلى عليهم آيات الله والمراد أن إذا تقرأ للناس أحكام الله يعرف فى وجوه الذين كفروا المنكر والمراد يعلم أن فى نفوس الذين كذبوا الحكم الإلهى الشر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا والمراد يريدون يبطشون بالذين يقرئون لهم أحكامنا وهذا يعنى أنهم يريدون ضربهم ،ويطلب منه أن يسألهم أفأنبئكم بشر من ذلكم والمراد هل أخبركم بأسوأ من أذى الدنيا؟ويطلب منه أن يجيب :النار وهى جهنم وعدها الله الذين كفروا أى أخبر بها الرب الذين كذبوا أحكامه وبئس المصير أى وقبح المهاد مصداق لقوله بسورة آل عمران"وبئس المهاد".
"يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب "المعنى يا أيها الخلق قيل قول فإفهموه إن الذين تعبدون من غير الرب لن ينشئوا ذبابا ولو اتفقوا وإن يأخذ منهم الذباب بعضا لا يسترجعونه منه صغر المريد والمراد،يخاطب الله الناس وهم الخلق ويطلب منهم أن يستمعوا للمثل الذى ضربه أى أن ينصتوا للقول الذى قاله والمراد أن يفهموا الحديث الذى تحدث به وهو إن الذين يدعون أى يعبدون من دون أى غير الله مصداق لقوله بسورة العنكبوت"إن الذين تعبدون من دون الله"لن يخلقوا ذبابا أى لن يبدعوا ذبابا والمراد لن يقدروا على أن ينشئوا حشرة الذباب حتى ولو اجتمعوا له أى حتى ولو اتفقوا على خلق الذباب ويبين لهم أن الذباب إن يسلبهم شيئا أى إن يأخذ منهم جزء والمراد إن يأخذ من الآلهة المزعومة جزء فإنهم لا يستنقذوه أى لا يستعيدونه من الذباب مهما فعلوا ويبين لهم أن الطالب وهو الراغب أى إلاله المزعوم والمطلوب وهو المرغوب وهو الجزء المراد استعادته ضعيف أى هين والخطاب للناس .
"وما قدروا الله حق قدره إن الله لقوى عزيز"المعنى وما اتقوا الرب واجب تقواه إن الرب لمتين غالب، يبين الله لنبيه(ص)أن الناس ما قدروا الله حق قدره والمراد ما اتقوا الرب واجب تقاته مصداق لقوله بسورة آل عمران"واتقوا الله حق تقاته"أى ما أطاعوا حكم الرب كما يجب أن يطاع وهو القوى العزيز أى المتين الغالب على أمره.
"الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور"المعنى الرب يختار من الملائكة مبعوثين ومن الخلق إن الرب خبير عليم يعرف الذى أمامهم والذى وراءهم وإلى الرب تصير الأشياء ،يبين الله لنبيه(ص)أن الله يصطفى من الملائكة والناس رسلا والمراد أن الله يختار من الملائكة ومن البشر مبعوثين لأداء ما يريد منهم وهو سميع بصير أى عليم خبير مصداق لقوله بسورة النساء"إن الله كان عليما خبيرا" وهو يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم والمراد وهو يعرف الذى أمامهم وهو ما أعلنه الرسل (ص) وما وراءهم وهو ما أخفوه وإلى الله ترجع الأمور والمراد وإلى جزاء الرب تصير المخلوقات مصداق لقوله بسورة الشورى "ألا إلى الله تصير الأمور"والخطاب وما قبله للنبى(ص).
"يا أيها الذين أمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون "المعنى يا أيها الذين صدقوا الوحى أطيعوا أى اتبعوا أى أطيعوا إلهكم أى اصنعوا النفع لعلكم ترحمون ،يخاطب الله الذين أمنوا أى صدقوا حكمه فيطلب منهم فيقول اركعوا أى اسجدوا أى اعبدوا ربكم والمراد أطيعوا حكم خالقكم وفسره بأنه افعلوا الخير أى اعملوا الصالح لعلكم تفلحون أى تفوزون برحمة الله مصداق لقوله بسورة آل عمران"وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون "والخطاب وما بعده للمؤمنين.
"وجاهدوا فى الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم فى الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفى هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير "المعنى وأطيعوا الرب واجب طاعته هو اختاركم وما فرض عليكم فى الإسلام من أذى ،دين والدكم إبراهيم(ص)هو دعاكم المطيعين من قبل وفى القرآن ليصبح النبى (ص)عليكم مقرا وتصبحوا مقرين على الخلق فأطيعوا الدين أى اتبعوا الحق أى استمسكوا بحكم الله هو ناصركم فحسن الناصر أى حسن المؤيد،يطلب الله من المؤمنين أن يجاهدوا فى الله حق جهاده والمراد أن يطيعوا الرب واجب طاعته والمراد أن يتقوا الله حق تقاته مصداق لقوله بسورة آل عمران"واتقوا الله حق تقاته"ويبين لهم أنه ما جعل عليهم فى الدين من حرج والمراد ما فرض عليهم فى الإسلام من أذى وهذا يعنى خلو الإسلام من الأحكام الضارة بالمسلمين والإسلام هو ملة أبينا أى دين والدنا هو سمانا المسلمين من قبل والمراد هو دعانا المطيعين لله من قبل وفى هذا وهو القرآن سمانا الله المسلمين والسبب هو أن يكون الرسول(ص)علينا شهيدا والمراد أن يصبح محمد(ص)مقرا علينا بما عملنا ونكون شهداء على الناس والمراد ونصبح مقرين على الخلق بما عملوا يوم القيامة ويطلب الله منا أن نقيم الصلاة أى نطيع الدين مصداق لقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين "وفسر هذا بأن نؤتى الزكاة أى نعمل الحق وفسر هذا بأن نعتصم بالله والمراد أن نحتمى بطاعة حكم الله وهو وحيه لأنه مولانا أى ناصرنا وهو نعم المولى أى النصير والمراد المؤيد لنا فى الدنيا والأخرة .

Admin
Admin

المساهمات : 3818
تاريخ التسجيل : 28/11/2009

https://ansaralsnh.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى