نقد كتاب الرزق بيد الله وحده
صفحة 1 من اصل 1
نقد كتاب الرزق بيد الله وحده
نقد كتاب الرزق بيد الله وحده
الكتاب فى مكتبة الإكسير الشاملة بلا مؤلف ويستهل الكاتب الكتاب بالتفرقة بين الرزق والملكية فيقول:
"الرزق غير الملكية، لأن الرزق هو العطاء، فرزق معناها أعطى وأما الملكية فهي حيازة الشيء بكيفية من الكيفيات التي أجاز الشرع حيازة المال بها"
ثم بين الرجل ان الرزق حلال وحرام فقال:
"ويكون الرزق حلالا ويكون حراما، وكله يقال عنه إنه رزق فالمال الذي يأخذه المقامر من غيره في لعب القمار رزق، لأنه مال أعطاه الله لكل منهما حين باشر حالة من الحالات التي يحصل فيها الرزق"
قطعا الرزق من عند الله كله حلال والبشر هم من يحللونه او يحرمونه كما قال تعالى :
""قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله أذن لكم أم على الله تفترون"
ولم يطلق الله على الخمر اسم الرزق لكونها حراما فقال:
"ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا"
فسمى الحلال رزق حسن ولم يسم السيىء من المال رزقا حسنا وإنما اطلق عليه الاسم الحقيقة وهى السكر
ومن ثم كل ما أعطاه الله يكون حلالا ولكن البشر هم من يستخدمونه فى السوء فيكون حراما أو يستخدمونه فى الحلال وهو الطيب أى الحسن والحرام منه هو صناعة إنسانية فالإنسان هو من اخترع الخمور وهو من اخترع شرب الدم المسفوح وهو من اخترع أكل الميتة وهو من اخترع أكل مال اليتيم وهو من اخترع أخذ مال الأخ كصاحب النعاج الكثيرة الذى أراد أخذ نعجة أخيه الوحيدة
وتناول الكاتب مسألة كون البشر يرزقون أنفسهم فقال :
"وقد غلب على الناس الظن بأنهم هم الذين يرزقون أنفسهم، ويعتبرون الأوضاع التي يحوزون فيها الثروة- أي المال أو المنفعة - أسبابا للرزق، وإن كانوا يقولون بألسنتهم أن الرزاق هو الله فإنهم يرون أن الموظف الذي يأخذ راتبا معينا بكده وجهده هو الذي رزق نفسه، وحين يبذل مجهودا منه، أو يسعى بوسائل متعددة لزيادة راتبه، إنه هو الذي رزق نفسه هذه الزيادة، والتاجر الذي يربح مالا بسعيه في التجارة هو الذي رزق نفسه، والطبيب الذي يعالج المرضى هو الذي رزق نفسه، وهكذا يرون أن كل شخص يباشر عملا يكسب منه مالا هو الذي رزق نفسه، فأسباب الرزق عند هؤلاء محسوسة ملموسة، وهي الأوضاع التي تؤدي إلى كسب المال، والذي يقوم بهذه الأوضاع هو الذي يرزق هذا المال، سواء أكان نفس المرزوق أو غيره، وإنما جاء هذا القول للناس من كونهم لم يدركوا حقيقة الحالات التي يأتيهم فيها الرزق، فظنوها أسبابا لعدم تمييزهم بين السبب والحالة والحقيقة أن هذه الأوضاع التي يأتي فيها الرزق هي حالات حصل فيها الرزق وليست أسبابا للزرق ولو كانت أسبابا لما تخلفت مطلقا، مع أن المشاهد حسا أنها تتخلف فقد تحصل هذه الحالات ولا يأتي الرزق وقد يحصل الرزق دون حصولها فلو كانت أسبابا لنتج عنها المسبب حتما وهو الرزق، وبما أنه لا ينتج عنها حتما، وإنما يأتي حين تكون، وقد يتخلف الرزق مع وجودها، فدل على أنها ليست أسبابا وإنما هي حالات فقد يشتغل الموظف طول الشهر ثم يحجز على معاشه لسداد دين سابق، أو للإنفاق على من وجب عليه نفقته، أو لتسديد ضرائب فيكون في هذه الحالة حصل الوضع الذي يأتي بالرزق وهو عمل الموظف، ولم يحصل الرزق إذ لم يأخذ أجره وقد يكون شخص في القدس في بيته فيأتيه ساعي البريد بأن قريبه فلانا الذي في أمريكا قد مات، وأنه وارثه الوحيد، وأن أمواله قد آلت إليه فليقبضها بنفسه أو بواسطة معتبرة، فهذا رزق قد جاءه وهو لا يعلمه أو قد يهبط جانب من بيته فيجد مالا مخبوءا فيأخذه فلو كانت الأوضاع التي تحصل من الإنسان سببا للرزق لما تخلفت، ولما جاء الرزق إلا إذا وجدت والمشاهد إنها تتخلف فدل على أنها حالات، وليست أسبابا والحوادث التي يحصل فيها الرزق دون سبب ظاهر أكثر من أن تحصى، فحوادث الأكل والسفر وترك الأكل المهيأ للأكل وغير ذلك مشاهد محسوس، مما يدل على أن الأوضاع التي يحصل فيها الرزق عادة هي حالات للرزق وليست أسبابا
على أنه بالإضافة إلى ذلك لا يمكن اعتبار الحالات التي يأتي الرزق حين توجد، أسبابا للرزق، ولا الشخص الذي قام بها هو الذي أتى بالرزق بواسطتها، لأن ذلك يتعارض مع نص القرآن القطعي الثبوت والقطعي الدلالة وإذا تعارض أي شيء مع نص قطعي الدلالة قطعي الثبوت يتعين الأخذ بالنص القطعي قطعا دون أي تردد، ويرفض غيره؛ قولا واحدا لأن ما ثبت بالدليل القطعي أنه من الله يجب أن يؤخذ به ويترك غيره ولذلك فإن الحقيقة التي يجب على المسلم أن يسلم بها، هي أن الرزق من الله وليس من الإنسان"
المؤلف هنا فهم خطأ أن الرزق من الله وليس من الإنسان فالإنسان عندما يسعى وراء الرزق فهو يرزق نفسه وهذا هو رزق الله له فكل فعل إنسانى هو فعل إلهى فى نفس التوقيت كما قال تعالى :
" وما تشاءون إلا ان يشاء الله"
وقد أوجب الله السعى وهو الابتغاء من فضل الله فقال :
" فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله"
وسمى الله هذا المشى فى مناكب الأرض فقال:
"هو الذى جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه"
ومن ثم فمعنى أن الله يزرق الإنسان أن الإنسان يعمل بحكم الله فى السعى وأما الذى غاب عن المؤلف فهو أن الرزق الذى بلا سعى هو نتيجة تشريعات الله كالورث والهبة والوصية ومن ثم فالكل يدخل تحت مسمى الرزق الإلهى وهو العطاء الإلهى
وقد سمى الله عطاء البشر للبشر رزق منهم فقال :
وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه"
وقال:
"ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها"
وقال:
"وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف"
ومن ثم كما قلت المسألة أن الفعل الإنسانى أو المخلوقاتى يحدث فى نفس وقت الخلق الإلهى له كما قال تعالى :
" وما تشاءون إلا أن يشاء الله "
وحاول المؤلغ أن يثبت كلامه بنقل الآيات الدالة على كون الله هو الرازق وحده بمعنى أن الوحيد الذى يفعل الرزق أى يعطيه فقال:
وقد وردت الآيات الكثيرة التي تدل بصراحة لا تقبل التأويل، على أن الرزق من الله تعالى وحده وليس من الإنسان وهذا ما يجعلنا نجزم بأن ما نشاهده من وسائل وأساليب يأتي فيها الرزق، إنما هي حالات يحصل أن يأتي الرزق فيها فالله تعالى يقول: {وكلوا مما رزقكم الله} {الذي خلقكم ثم رزقكم} {أنفقوا مما رزقكم الله} {إن الله يرزق من يشاء} {الله يرزقها وإياكم} {ليرزقنهم الله} {يبسط الرزق لمن يشاء} {فابتغوا عند الله الرزق} {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} {إن الله هو الرزاق} فهذه الآيات وغيرها كثير، قطعية الثبوت قطعية الدلالة، ولا تحتمل إلا معنى واحدا لا يقبل التأويل، وهو أن الرزق من الله وحده لا من غيره وأن الله وحده هو الرزاق، فالرزق بيد الله وحده"
وقد غفل المؤلف عن الايات التى جعل الله فيها البشر واجب عليهم أن يرزقوا بعضهم وقد سبق أن ذكرنا بعضا منها
وقد عاد لتكرار نفس الخطأ فى الفقرة التالية فقال:
"إلا أن الله أمر عباده بالقيام بأعمال جعل فيهم القدرة على الاختيار بأن يباشروا فيها الحالات التي يأتي فيها الرزق فهم الذين يباشرون جميع الحالات التي يأتي فيها الرزق باختيارهم، ولكن ليست هذه الحالات هي سبب الرزق، وليسوا هم الذين ياتون بالرزق، كما هو صريح نص الآيات بل الله هو الذي يرزقهم في هذه الحالات، بغض النظر عن كون الرزق حلالا أو حراما وبغض النظر عن كون هذه الحالات قد أوجبها الله أو حرمها أو أباحها، وبغض النظر عن كونها قد حصل فيها الرزق أم لم يحصل غير أن الإسلام قد بين الكيفية التي يجوز للمسلم أن يباشر فيها الحالة التي يحصل فيها الرزق، والكيفية التي لا يجوز أن يباشرها فبين أسباب التملك لا أسباب الرزق، وحصر الملكية بهذه الأسباب فليس لأحد أن يملك الرزق إلا بسبب شرعي، لأنه هو الرزق الحلال وما عداه فهو رزق حرام، وإن كان الرزق كله - حلالا وحراما - من الله سبحانه وتعالى"
وتناول فى نهاية سؤال عن ما هية رزق الإنسان فقال :
"بقيت مسألة واحدة وهي: هل رزق الشخص هو كل ما يحوزه وإن لم ينتفع به، أم أن رزقه هو الذي ينتفع به فقط؟
والجواب على ذلك أن آيات القرآن تدل على أن رزق الإنسان هو كل ما حازه سواء أنتفع به أم لم ينتفع، قال الله تعالى: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} {يبسط الرزق لمن يشاء} {ومن قدر عليه رزقه} {أنفقوا مما رزقكم} {كلوا من طيبات ما رزقناكم} {وارزقوهم فيها واكسوهم} {وارزق أهله من الثمرات}{كلوا واشربوا من رزق الله} فإن هذه الآيات صريحة في إطلاق اسم الرزق على كل ما حازه، وهو بالطبع يطلق على كل ما انتفع به فلا يخصص الرزق فيما انتفع به فقط دون مخصص، لأن الآيات عامة ودلالتها عامة ولا يقال حين يأخذ أحد منك مالك سرقة أو غصبا أو اختلاسا إنه أخذ منك رزقك، بل يقال إنه أخذ رزقه منك فالإنسان حين يحوز المال فقد أخذ رزقه، وحين يؤخذ منه المال لا يكون أخذ رزقه، بل يكون من حاز المال أخذ رزقه منه، فلا يأخذ أحد رزق أحد وإنما يأخذ الشخص رزقه هو من غيره"
قطعا أدخلنا الرجل فى متاهة أخرى هى حكاية الرزق المأخوذ من الغير فهو يقول أن المأخوذ منه رزقه لم يرزق وهو ما يخالف أن من أخذ ورث أخيه فقد أخذ رزقه لأن الله حكم أن هذا رزق فلان بحكم القرآن ومن ثم ليس شرطا ان يكون المال فى حوزة الإنسان حتى يكون رزقا بدليل أن اليتامى يحرمون من أموالهم حتى لا يضيعوها حتى يرشدوا ويقوم الوصى برزقهم منها وفى هذا قال تعالى:
"ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن أنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم"
الكتاب فى مكتبة الإكسير الشاملة بلا مؤلف ويستهل الكاتب الكتاب بالتفرقة بين الرزق والملكية فيقول:
"الرزق غير الملكية، لأن الرزق هو العطاء، فرزق معناها أعطى وأما الملكية فهي حيازة الشيء بكيفية من الكيفيات التي أجاز الشرع حيازة المال بها"
ثم بين الرجل ان الرزق حلال وحرام فقال:
"ويكون الرزق حلالا ويكون حراما، وكله يقال عنه إنه رزق فالمال الذي يأخذه المقامر من غيره في لعب القمار رزق، لأنه مال أعطاه الله لكل منهما حين باشر حالة من الحالات التي يحصل فيها الرزق"
قطعا الرزق من عند الله كله حلال والبشر هم من يحللونه او يحرمونه كما قال تعالى :
""قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله أذن لكم أم على الله تفترون"
ولم يطلق الله على الخمر اسم الرزق لكونها حراما فقال:
"ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا"
فسمى الحلال رزق حسن ولم يسم السيىء من المال رزقا حسنا وإنما اطلق عليه الاسم الحقيقة وهى السكر
ومن ثم كل ما أعطاه الله يكون حلالا ولكن البشر هم من يستخدمونه فى السوء فيكون حراما أو يستخدمونه فى الحلال وهو الطيب أى الحسن والحرام منه هو صناعة إنسانية فالإنسان هو من اخترع الخمور وهو من اخترع شرب الدم المسفوح وهو من اخترع أكل الميتة وهو من اخترع أكل مال اليتيم وهو من اخترع أخذ مال الأخ كصاحب النعاج الكثيرة الذى أراد أخذ نعجة أخيه الوحيدة
وتناول الكاتب مسألة كون البشر يرزقون أنفسهم فقال :
"وقد غلب على الناس الظن بأنهم هم الذين يرزقون أنفسهم، ويعتبرون الأوضاع التي يحوزون فيها الثروة- أي المال أو المنفعة - أسبابا للرزق، وإن كانوا يقولون بألسنتهم أن الرزاق هو الله فإنهم يرون أن الموظف الذي يأخذ راتبا معينا بكده وجهده هو الذي رزق نفسه، وحين يبذل مجهودا منه، أو يسعى بوسائل متعددة لزيادة راتبه، إنه هو الذي رزق نفسه هذه الزيادة، والتاجر الذي يربح مالا بسعيه في التجارة هو الذي رزق نفسه، والطبيب الذي يعالج المرضى هو الذي رزق نفسه، وهكذا يرون أن كل شخص يباشر عملا يكسب منه مالا هو الذي رزق نفسه، فأسباب الرزق عند هؤلاء محسوسة ملموسة، وهي الأوضاع التي تؤدي إلى كسب المال، والذي يقوم بهذه الأوضاع هو الذي يرزق هذا المال، سواء أكان نفس المرزوق أو غيره، وإنما جاء هذا القول للناس من كونهم لم يدركوا حقيقة الحالات التي يأتيهم فيها الرزق، فظنوها أسبابا لعدم تمييزهم بين السبب والحالة والحقيقة أن هذه الأوضاع التي يأتي فيها الرزق هي حالات حصل فيها الرزق وليست أسبابا للزرق ولو كانت أسبابا لما تخلفت مطلقا، مع أن المشاهد حسا أنها تتخلف فقد تحصل هذه الحالات ولا يأتي الرزق وقد يحصل الرزق دون حصولها فلو كانت أسبابا لنتج عنها المسبب حتما وهو الرزق، وبما أنه لا ينتج عنها حتما، وإنما يأتي حين تكون، وقد يتخلف الرزق مع وجودها، فدل على أنها ليست أسبابا وإنما هي حالات فقد يشتغل الموظف طول الشهر ثم يحجز على معاشه لسداد دين سابق، أو للإنفاق على من وجب عليه نفقته، أو لتسديد ضرائب فيكون في هذه الحالة حصل الوضع الذي يأتي بالرزق وهو عمل الموظف، ولم يحصل الرزق إذ لم يأخذ أجره وقد يكون شخص في القدس في بيته فيأتيه ساعي البريد بأن قريبه فلانا الذي في أمريكا قد مات، وأنه وارثه الوحيد، وأن أمواله قد آلت إليه فليقبضها بنفسه أو بواسطة معتبرة، فهذا رزق قد جاءه وهو لا يعلمه أو قد يهبط جانب من بيته فيجد مالا مخبوءا فيأخذه فلو كانت الأوضاع التي تحصل من الإنسان سببا للرزق لما تخلفت، ولما جاء الرزق إلا إذا وجدت والمشاهد إنها تتخلف فدل على أنها حالات، وليست أسبابا والحوادث التي يحصل فيها الرزق دون سبب ظاهر أكثر من أن تحصى، فحوادث الأكل والسفر وترك الأكل المهيأ للأكل وغير ذلك مشاهد محسوس، مما يدل على أن الأوضاع التي يحصل فيها الرزق عادة هي حالات للرزق وليست أسبابا
على أنه بالإضافة إلى ذلك لا يمكن اعتبار الحالات التي يأتي الرزق حين توجد، أسبابا للرزق، ولا الشخص الذي قام بها هو الذي أتى بالرزق بواسطتها، لأن ذلك يتعارض مع نص القرآن القطعي الثبوت والقطعي الدلالة وإذا تعارض أي شيء مع نص قطعي الدلالة قطعي الثبوت يتعين الأخذ بالنص القطعي قطعا دون أي تردد، ويرفض غيره؛ قولا واحدا لأن ما ثبت بالدليل القطعي أنه من الله يجب أن يؤخذ به ويترك غيره ولذلك فإن الحقيقة التي يجب على المسلم أن يسلم بها، هي أن الرزق من الله وليس من الإنسان"
المؤلف هنا فهم خطأ أن الرزق من الله وليس من الإنسان فالإنسان عندما يسعى وراء الرزق فهو يرزق نفسه وهذا هو رزق الله له فكل فعل إنسانى هو فعل إلهى فى نفس التوقيت كما قال تعالى :
" وما تشاءون إلا ان يشاء الله"
وقد أوجب الله السعى وهو الابتغاء من فضل الله فقال :
" فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله"
وسمى الله هذا المشى فى مناكب الأرض فقال:
"هو الذى جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه"
ومن ثم فمعنى أن الله يزرق الإنسان أن الإنسان يعمل بحكم الله فى السعى وأما الذى غاب عن المؤلف فهو أن الرزق الذى بلا سعى هو نتيجة تشريعات الله كالورث والهبة والوصية ومن ثم فالكل يدخل تحت مسمى الرزق الإلهى وهو العطاء الإلهى
وقد سمى الله عطاء البشر للبشر رزق منهم فقال :
وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه"
وقال:
"ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها"
وقال:
"وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف"
ومن ثم كما قلت المسألة أن الفعل الإنسانى أو المخلوقاتى يحدث فى نفس وقت الخلق الإلهى له كما قال تعالى :
" وما تشاءون إلا أن يشاء الله "
وحاول المؤلغ أن يثبت كلامه بنقل الآيات الدالة على كون الله هو الرازق وحده بمعنى أن الوحيد الذى يفعل الرزق أى يعطيه فقال:
وقد وردت الآيات الكثيرة التي تدل بصراحة لا تقبل التأويل، على أن الرزق من الله تعالى وحده وليس من الإنسان وهذا ما يجعلنا نجزم بأن ما نشاهده من وسائل وأساليب يأتي فيها الرزق، إنما هي حالات يحصل أن يأتي الرزق فيها فالله تعالى يقول: {وكلوا مما رزقكم الله} {الذي خلقكم ثم رزقكم} {أنفقوا مما رزقكم الله} {إن الله يرزق من يشاء} {الله يرزقها وإياكم} {ليرزقنهم الله} {يبسط الرزق لمن يشاء} {فابتغوا عند الله الرزق} {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} {إن الله هو الرزاق} فهذه الآيات وغيرها كثير، قطعية الثبوت قطعية الدلالة، ولا تحتمل إلا معنى واحدا لا يقبل التأويل، وهو أن الرزق من الله وحده لا من غيره وأن الله وحده هو الرزاق، فالرزق بيد الله وحده"
وقد غفل المؤلف عن الايات التى جعل الله فيها البشر واجب عليهم أن يرزقوا بعضهم وقد سبق أن ذكرنا بعضا منها
وقد عاد لتكرار نفس الخطأ فى الفقرة التالية فقال:
"إلا أن الله أمر عباده بالقيام بأعمال جعل فيهم القدرة على الاختيار بأن يباشروا فيها الحالات التي يأتي فيها الرزق فهم الذين يباشرون جميع الحالات التي يأتي فيها الرزق باختيارهم، ولكن ليست هذه الحالات هي سبب الرزق، وليسوا هم الذين ياتون بالرزق، كما هو صريح نص الآيات بل الله هو الذي يرزقهم في هذه الحالات، بغض النظر عن كون الرزق حلالا أو حراما وبغض النظر عن كون هذه الحالات قد أوجبها الله أو حرمها أو أباحها، وبغض النظر عن كونها قد حصل فيها الرزق أم لم يحصل غير أن الإسلام قد بين الكيفية التي يجوز للمسلم أن يباشر فيها الحالة التي يحصل فيها الرزق، والكيفية التي لا يجوز أن يباشرها فبين أسباب التملك لا أسباب الرزق، وحصر الملكية بهذه الأسباب فليس لأحد أن يملك الرزق إلا بسبب شرعي، لأنه هو الرزق الحلال وما عداه فهو رزق حرام، وإن كان الرزق كله - حلالا وحراما - من الله سبحانه وتعالى"
وتناول فى نهاية سؤال عن ما هية رزق الإنسان فقال :
"بقيت مسألة واحدة وهي: هل رزق الشخص هو كل ما يحوزه وإن لم ينتفع به، أم أن رزقه هو الذي ينتفع به فقط؟
والجواب على ذلك أن آيات القرآن تدل على أن رزق الإنسان هو كل ما حازه سواء أنتفع به أم لم ينتفع، قال الله تعالى: {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} {يبسط الرزق لمن يشاء} {ومن قدر عليه رزقه} {أنفقوا مما رزقكم} {كلوا من طيبات ما رزقناكم} {وارزقوهم فيها واكسوهم} {وارزق أهله من الثمرات}{كلوا واشربوا من رزق الله} فإن هذه الآيات صريحة في إطلاق اسم الرزق على كل ما حازه، وهو بالطبع يطلق على كل ما انتفع به فلا يخصص الرزق فيما انتفع به فقط دون مخصص، لأن الآيات عامة ودلالتها عامة ولا يقال حين يأخذ أحد منك مالك سرقة أو غصبا أو اختلاسا إنه أخذ منك رزقك، بل يقال إنه أخذ رزقه منك فالإنسان حين يحوز المال فقد أخذ رزقه، وحين يؤخذ منه المال لا يكون أخذ رزقه، بل يكون من حاز المال أخذ رزقه منه، فلا يأخذ أحد رزق أحد وإنما يأخذ الشخص رزقه هو من غيره"
قطعا أدخلنا الرجل فى متاهة أخرى هى حكاية الرزق المأخوذ من الغير فهو يقول أن المأخوذ منه رزقه لم يرزق وهو ما يخالف أن من أخذ ورث أخيه فقد أخذ رزقه لأن الله حكم أن هذا رزق فلان بحكم القرآن ومن ثم ليس شرطا ان يكون المال فى حوزة الإنسان حتى يكون رزقا بدليل أن اليتامى يحرمون من أموالهم حتى لا يضيعوها حتى يرشدوا ويقوم الوصى برزقهم منها وفى هذا قال تعالى:
"ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن أنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم"
مواضيع مماثلة
» هل الله وحده فى القرآن يعلم بنوع الجنين ؟
» قراءة في كتاب اسم الله الصمد
» نظرات فى كتاب علو الله على خلقه
» قراءة في كتاب سب الله تعالى
» قراءة فى كتاب أحكام الله فوق كل شيء
» قراءة في كتاب اسم الله الصمد
» نظرات فى كتاب علو الله على خلقه
» قراءة في كتاب سب الله تعالى
» قراءة فى كتاب أحكام الله فوق كل شيء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى