قراءة فى كتاب من رسائل مولانا ذو الجناحين خالد النقشبندي
صفحة 1 من اصل 1
قراءة فى كتاب من رسائل مولانا ذو الجناحين خالد النقشبندي
قراءة فى كتاب من رسائل مولانا ذو الجناحين خالد النقشبندي
الكتاب منسوب لخالد النقشبندى وهو يبحث فى آداب الذكر وغيره عند السادة السنية النقشبندية وفى المقدمة قال المؤلف :
"الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين إصطفى أما بعد فهذه فائدة في بيان نبذة من آداب الذكر وغيره عند السادة السنية النقشبندية"
استهل المؤلف الكتاب ببيان طريقة الجلوس للذكر وهى أن يجلس الذاكر على ركبتيه، متوركا بعكس تورك الصلاة، بأن يخرج قدم الرجل اليمنى من تحت ساق الرجل اليسرى، ويعتمد على وركه الأيمن ثم يبدأ بالذكر وهو قول المؤلف:
"اعلم أن آداب الذكر الأول، أعني إسم الذات بالقلب، أن يجلس الذاكر على ركبتيه، متوركا بعكس تورك الصلاة، بأن يخرج قدم الرجل اليمنى من تحت ساق الرجل اليسرى، ويعتمد على وركه الأيمن، متوضئا مستقبلا للقبلة"
وهذا الكلام هو كلام بلا دليل من الوحى فهى عبادة مخترعة لم يشرعها الله تعالى مثلهم مثل الرهبان الذين قال تعالى فيهم :
" ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم"
ونأتى للجنون وهو القول:
"ويقول بلسانه: أستغفر الله، أما خمسا أو خمس عشرة أو خمسا وعشرين، ويغمض عينيه، لاصقا الأسنان بالأسنان، والشفة بالشفة، واللسان باللهات، أعني سقف الفم، موجها جميع حواسه إلى القلب، مدققا النظر الخيالي بالنفوذ إليه، منطلق النفس على حاله"
أطلب من القارىء أن يضم شفتيه ويضع فكى الأسنان على بعضهما ويلصق لسانه بلهاته ثم يستغفر الله باللسان أى يتكلم بلسانه وساعتها سيضحك ويستلقى على قفاه من الضحك لأنه لن يقدر على نطق كلمة لا استغفار ولا غيره بهذا الوضع المطلوب فيه "ويقول بلسانه: أستغفر الله"
ثم قال النقشبندى :
ثم يخطر بقلبه أنه مذنب مقصر، غير قابل لشيء، خال من الأعمال الصالحة، بحيث ييأس من أعماله،ويتكل على الله، ويعول على فضله، ثم يلاحظ الموت وأحواله، والقبر وأهواله، وكأن الموت قد دخل به الآن، وأن هذا آخر أنفاسه من الدنيا، ثم يقرأ فاتحة الكتاب مرة، والاخلاص ثلاث مرات بلسانه،ويهدي مثل ثوابها إلى حضرة إمام الطريقة، وغوث الخليقة ذي الفيض الجاري والنور الساري، الخواجه بهاء الدين نقشبند، الشيخ محمد الأويسي البخاري، قدس سره العزيز، ويستمد بالقلب منه"
الخبل هنا أن غوث الخليقة بهاء الدين لا يقدر على غوث نفسه لأنه ميت والغريب أن غوث الخليقة محتاج لاهداء الخليقة الثواب له وهو أمر خاطىء فالغوث ليس محتاج لغيره لأنه يغيث غيره وكلامى هنا عن الله وليس عن عبد ميت لا يقدر على نفع نفسه ولا غيره اسمه بهاء الدين فغوث الخليقة هو الله
وأكما المخبول كلامه قائلا:
"ثم يقرر صورة حضرة مولانا الشيخ، قدس سره العزيز، بين حاجبيه، أعني الناصية، ويعمق النظر من ناصيته إلى ناصية الشيخ، قدس سره، ويستمد في القلب منه، وهذا التقرير والتصوير يسمى (رابطة)ثم يطرح الصورة بالخيال في وسط قلبه، ويدعها، ويجمع كل حواسه إلى القلب، ويتصور بفراغ البال فيه، معنى إسم الجلالة، ومدلول كلمة (الله)، وهو ذات بلا مثل الذي يفهم من الإسم الأقدس، ويجعل قلبه مملوءا بتذكر المعنى المدلول، وهذا الجعل يسمى (وقوفا قلبيا)، ولا بد من وجوده في جميع أوقات الذكر، وفي خارجها ما يتيسر، وهو الركن الأتم للذكر"
الخبل هنا أن بهاء الدين الميت لم يره احد حتى يتخيل المغفل صورته والغريب أن يضع المغفل صورة بهاء الدين فى وسط قلبه ويربطها بمعنى اسم الجلالة وهو ما يعنى أن بهاء الدين صورته تعنى اسم الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا فالمؤلف يطلب من المغفلين أن يجعلوا الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا هو الله
ويكمل الرجل الخبل قائلا:
"والمحطة لفائدته ثم مع الوقوف يقول بلسان القلب: "اللهم أنت مقصودي، ورضاك مطلوبي"، ثم يشرع في ذكر الله تعالى بالقلب، لكن مع الوقوف القلبي المذكور، وتفريغ القلب من الخطرات مهما أمكن، وبين كل مائة، أو أقل، يكرر قوله: "اللهم أنت مقصودي، ورضاك مطلوبي" وإذا حصلت للذاكر غيبة وذهول عن الدنيا، وتعطلت حواسه، ومع بقاء قليل شعور بنفسه، يترك الذكر، ويبقى تابعا لتلك الكيفية، مستغرقا في الوقوف القلبي، منتظرا لوارد الورد، ومستحضرا قلبه لنزول الفيض، إذ قد تفيض عليه تلك المدة اليسيرة أمور غزيرة، وإن لم يدركها"
نجد هنا التناقض بين حصول الغيبة والذهول وتعطل الحواس وبين بقاء قليل شعور بنفسه فالذاهل لا يشعر بنفسه والمطلوب من المغفلين إذا أن يغيبوا عن الدنيا تاركين إياها لكبار الطريقة يأكلونها فى بطونهم هم ومن سلطوهم على المسلمين كى يضلوا ويصبحوا جماعة مغفلين
ثم أكمل المؤلف الجنون فقال:
" ثم إن شاء بها، يفتح عينيه، ويوسف لنفسه وقتا قدر ساعة، أو أقل بعد العصر يشتغل فيه بالرابطة مع الوقوف القلبي من غير ذكر "
وهذا معناه أن المطلوب من المغفلين أن يضيعوا نهارهم كاملا فى الذكر وهو ما يعنى عدم العمل بوظيفة ما اسمها السعى فى مناكب الأرضومن ثم فالمطلوب من المغفلين ترك الدنيا نهائيا فلا عمل وظيفى مطلوب ولا غيره مما فرض الله على عباده
وأكمل الضال كلامه فقال:
"وإذا إرتسخ الذكر، بحيث لو تكلف الذاكر بإحضار الغير، لم يخطر، إنتقل ذكره إلى الروح، وهي لطيفة تحت الثدي الأيمن، ثم إلى السر، وهو في يسار الصدر، فوق القلب، ثم إلى الخفي، وهو في يمينه فوق الروح، ثم إلى الأخفى، وهو في وسط الصدر وهذه اللطائف الخمس من عالم الأمر الذي خلقه الله تعالى بأمر (كن) من غير مادة، وركبها مع لطائف عالم الخلق الذي خلقه الله تعالى من مادة، هي النفس الناطقة والعناصر الأربعة، ثم إلى هذه النفس، وهي في الدماغ، والعناصر الأربعة تندرج فيها، وكل من هذه المحال، محل ذكر على الترتيب، وكذلك الرسوخ لما بعد القلب من اللطائف على الترتيب المذكور فإذا إرتسخ الذكر في لطيفة النفس، حصل سلطان الذكر، وهو أن يعم الذكر على جميع بدن الإنسان، بل على جميع الآفاق"
تخريف ما بعده تخريف فالمؤلف اخترع وجود الروح تحت الثدي الأيمن، ثم السر وهو في يسار الصدر، فوق القلب، ثم إلى الخفي، وهو في يمينه فوق الروح، ثم إلى الأخفى، وهو في وسط الصدر وأضاف أن النفس، وهي في الدماغ" وقطعا لم يذكر الله أن الإنسان فيه سر والخفى والأخفى وكذلك الروح نجد هنا القلب فوق يسار الصدر وهو تخريفوقد عارضه بقوله فى فقرة قادمة" إلى القلب الصنوبري الشكل، وهو المضغة التي في الجانب الأيسر تحت أصغر عظم من عظام الجنب" فهنا القلب للداخل وليس للخارج
والنفس لا علاقة لها بالدماغ أو غيره من الأعضاء لأنها تخرج من الجسم عند النوم ويرسلها الله عند الصحو كما قال تعالى " الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"
ثم شرح لنا ما سماه الذكر الثانى فقال:
"وأما الذكر الثاني المسمى بالنفي والإثبات بكلمة (لا إله إلا الله) الملقن للمريد، بعد اللطائف، فكيفية آدابه، أن يلتصق اللسان كالأول، ويحبس النفس تحت السرة، ويتخيل منها (لا) إلى منتهى الدماغ، ومنه (إله) إلى كتفه الأيمن، ومنه (إلا الله) إلى القلب الصنوبري الشكل، وهو المضغة التي في الجانب الأيسر تحت أصغر عظم من عظام الجنب، ضاربا عليه منفذا إلى قعره بقوة، يتأثر بحرارته جميع البدن"
وكرر المؤلف المنظر المضحك السابق فى الذكر فى الفقرة السابقة ولا أدرى كيف يمكن أن يتخيل أى عاقل فضلا عن أى مغفل تلك الطريقة لا فلا نتهى الدماغ وإله فى الكتف الأيمن و إلا الله فى القلب
ويكمل المخرف كلامه فيقول:
" وينفى بشق النفي، وجود جميع المحدثات، وينظرها بنظر الفناء، ويثبت بشق الإثبات ذات الحق سبحانه وتعالى، ناظرا إليه بنظر البقاء، فيحيط على محال اللطائف، ويلاحظ الخط الحاصل من الإنتقالات، ومعناها (أي الكلمة الطيبة) من نفي المعبودية، لأن كل معبود، مقصود، ولا عكس، ويقول في آخرها بالقلب: "محمد رسول الله"، ويريد به التقيد بالإتباع، ويكررها على قدر قوة النفس، ويطلقه من الفم على الوتر المعروف عندهم بالوقوف العددي، ويقول بقلبه أيضا، قبل إطلاق كل نفس: "اللهم أنت مقصودي، ورضاك مطلوبي" فإذا إستراح، يشرع في نفس آخر، لكن يراعي ما بين النفسين، بأن لا يغفل فيه، بل يبقى التخيل على حاله، لئلا يختل الإستمرار فإذا إنتهى العدد إلى أحد وعشرين، تظهر النتيجة، وهي النسبة المعهودة من الذهول والإستهلاك وإن لم تظهر، فمما وقع من الإخلال في الآداب، فليستأنف وليطابق الفعل القول مضمون الذكر عملا وإعتقادا وإتباعا، فإن المقصودية به فيما سواه، إذا كانت باقية، أو خلاف الإتباع في شيء كان ثابتا في الواقع، لزم الكذب، فليس بصادق، ولا حصر في العدد فمن يستعد لتقدم الجذبة، فله (الذكر الأول) ومن يستعد لتقدم السلوك، فله (الذكر الثاني) وكلاهما بالقلب فإذا
جاهد فيه حق الجهاد، وإنتفى المنفي، وثبت المثبت، وظهرت النتيجة، تصح له المراقبة حينئذ"
اخترع القوم هنا ما يسمى بالذكر التخيلى وهو ليس ذكرا لأن اللسان فيه مقيد لا ينطق
ثم طالب المغفلين ببقية المخترعات فيطلب مثلا دوام الوضوء وهى جملة مجنونة معنها أن يجلس الذاكر طوال اليوم فى الماء وطالبهم بصلاة سنة الوضوء والتى أعرفه بها لأول مرة بعد أكثر من خمسين عامة من حياتى فما أعرفه أن الوضوء يكون استعدادا للصلاة وأما أن تكون الصلاة للوضوء فخبل أعرفه لأول مرة والمهم أن يطلب أمورا كلها ليس فيها فرض وكأنها نسى الصلاة المفروضة فى قوله:
"وأما الآداب خارج الذكر: فدوام الوضوء، وصلاة سنة الوضوء والإشراق والإستخارة والضحى والأوابين والتهجد وملازمة الجماعة والرواتب وإحياء ما بين العشائين بالذكر فإن ضم ذلك إلى ما بعد العصر، وإشتغل بالذكر والرابطة، كان أتم وأكمل والعمل في ذلك كله مهم وعليه (أي المريد السالك) بإتباع الكتاب والسنة وإماتة البدعة والمكتسب الغير المجرد، لا ينقص ورده عن خمسة آلاف في اليوم والليلة، وما زاد فهو أتم والمجرد يطلب منه الإكثار على ذلك العدد، وإستغراق أوقاته في الإشتغال بها مهما أمكن والإعتزال عن غير المعتقدين بالطريقة مهما حصل يكون أحسن، إذ مخالطة المنكرين على أهل الباطن، تورث قسوة في القلب على قدرها "
الرجل يطلب لأن يقال الورد5000 مرة فى اليوم والليلة وهو كلام مجانين فلو استغرق الورد دقيقة فهذا معناه أن تكون مدته ثلاثة أيام ونصف لأن فى اليوم1440 دقيقة
ولا أدرى متى يتبع المغفل الكتاب والسنة الذى يتحدث الضال عن اتباعهما إذا كان لا يوجد عنده ثانية واحدة بغير الخبل المطلوب منه
ثم أدخلنا إلى رقعة الاعتراف والتى تذكر بكرسى الاعتراف عند النصارى فى الكنائس فقال :
"الرقعة الأولى
إلى مقام النبي صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
المعروض من العبد المذنب الظالم لنفسه، المتناسى عما يجروء عليه في غده وما اقترفه في أمسه، خالد، إلى سدة مركز دائرة السعود، وسبب ايجاد كل موجود، وصاحب المقام المحمود، وينبوع الكرم والجود، سيد الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، قائد الغر المحجلين، النبي الهاشمي الأبطحي اليثربي العربي القرشي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلوة والتسليمات عدد معلومات الله في كل بكرة وعشى"
والخبل هنا هو أن محمد(ص) هو سبب ايجاد كل موجود وهو ما يخالف أن السبب ابتلاء الناس أيهم أحسن عملا كما قال تعالى :
"وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا"
والخبل الثانى وصف محمد(ص) بسيد الأنبياء والمرسلين(ص) وهو ما يخالف أن المسلمين لا يفرقون بين الرسل(ص) كما قال تعالى على لسانهم" لا نفرق بين أحد من رسله"
ثم أكما ما يقول المعترف فقال:
" ان العبد الفقير المسكين، والمجرم الحقير المستكين، لازال يترقى في العثرات يوما بعد يوم، ويحمل أوزار الرعايا والبرايا قوما بعد قوم، فلا يوفق لترك الكل حتى يطوى البيد إلى هاتيك الحضرة العلية بالراس دون الاقدام، ولا يؤيد لاتباع شريعتكم الغراء، واحياء سنتكم السنية البيضاء بالتمام، ولا يستعد بترك الظلم وبسط بساط العدل ليستريح بسببه الانام،ويرضى عنه الرب المهيمن العلام، ويسر به ذلك الجناب عليه وعلى آله وصحبه الصلوة والسلام
ظلمت سنة من أحيا الظلم إلى
ان اشتكت قدماه الضر من ورم
فواحسرتاه على ما فرطت في جنب الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالى من أشكو سوء حالي سوى ذلك الجناب، ولدى من أبث ما أنا فيه من الاضطراب، وأنت خليفة الله على عباده، وهادي الأنام إلى سبيل سداده، ومغيث كل متحير وقائده إلى رشاده، وغوث كل مضطر وموصله إلى مراده، فالمرجو إما التخلص من هذه الورطات والتوجه مع الاخلاص إلى أرض الحجاز،
(ومن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز)
، وأما الامداد إلى للعدل والانصاف، وخفض الجناح والانتصاف وترك البدع والاعتساف، وإلا فها أنا منكوس الرأس بين يدي ربي يوم القيامة، ومتيقن للندم حين لا تنفع الندامة، وصلى الله عليكم وعلى أخوانكم النبيين، وعلى آلكم وصحبكم أجمعين، بداء كل كلام وختام "
وهنا يناقض المخبول نفسه فبعد أن جعل بهاء الدين غوث الخليقة فى أول الكتاب جعل محمد(ص) هو الغوث فى قوله بالفقرة السابقة" وأنت خليفة الله على عباده، وهادي الأنام إلى سبيل سداده، ومغيث كل متحير وقائده إلى رشاده، وغوث كل مضطر وموصله إلى مراده"
ونلاحظ الخبل فى التعبير "حتى يطوى البيد إلى هاتيك الحضرة العلية بالرأس دون الأقدام"فكيف يمشى المغفل على رأسه ؟
الكتاب منسوب لخالد النقشبندى وهو يبحث فى آداب الذكر وغيره عند السادة السنية النقشبندية وفى المقدمة قال المؤلف :
"الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين إصطفى أما بعد فهذه فائدة في بيان نبذة من آداب الذكر وغيره عند السادة السنية النقشبندية"
استهل المؤلف الكتاب ببيان طريقة الجلوس للذكر وهى أن يجلس الذاكر على ركبتيه، متوركا بعكس تورك الصلاة، بأن يخرج قدم الرجل اليمنى من تحت ساق الرجل اليسرى، ويعتمد على وركه الأيمن ثم يبدأ بالذكر وهو قول المؤلف:
"اعلم أن آداب الذكر الأول، أعني إسم الذات بالقلب، أن يجلس الذاكر على ركبتيه، متوركا بعكس تورك الصلاة، بأن يخرج قدم الرجل اليمنى من تحت ساق الرجل اليسرى، ويعتمد على وركه الأيمن، متوضئا مستقبلا للقبلة"
وهذا الكلام هو كلام بلا دليل من الوحى فهى عبادة مخترعة لم يشرعها الله تعالى مثلهم مثل الرهبان الذين قال تعالى فيهم :
" ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم"
ونأتى للجنون وهو القول:
"ويقول بلسانه: أستغفر الله، أما خمسا أو خمس عشرة أو خمسا وعشرين، ويغمض عينيه، لاصقا الأسنان بالأسنان، والشفة بالشفة، واللسان باللهات، أعني سقف الفم، موجها جميع حواسه إلى القلب، مدققا النظر الخيالي بالنفوذ إليه، منطلق النفس على حاله"
أطلب من القارىء أن يضم شفتيه ويضع فكى الأسنان على بعضهما ويلصق لسانه بلهاته ثم يستغفر الله باللسان أى يتكلم بلسانه وساعتها سيضحك ويستلقى على قفاه من الضحك لأنه لن يقدر على نطق كلمة لا استغفار ولا غيره بهذا الوضع المطلوب فيه "ويقول بلسانه: أستغفر الله"
ثم قال النقشبندى :
ثم يخطر بقلبه أنه مذنب مقصر، غير قابل لشيء، خال من الأعمال الصالحة، بحيث ييأس من أعماله،ويتكل على الله، ويعول على فضله، ثم يلاحظ الموت وأحواله، والقبر وأهواله، وكأن الموت قد دخل به الآن، وأن هذا آخر أنفاسه من الدنيا، ثم يقرأ فاتحة الكتاب مرة، والاخلاص ثلاث مرات بلسانه،ويهدي مثل ثوابها إلى حضرة إمام الطريقة، وغوث الخليقة ذي الفيض الجاري والنور الساري، الخواجه بهاء الدين نقشبند، الشيخ محمد الأويسي البخاري، قدس سره العزيز، ويستمد بالقلب منه"
الخبل هنا أن غوث الخليقة بهاء الدين لا يقدر على غوث نفسه لأنه ميت والغريب أن غوث الخليقة محتاج لاهداء الخليقة الثواب له وهو أمر خاطىء فالغوث ليس محتاج لغيره لأنه يغيث غيره وكلامى هنا عن الله وليس عن عبد ميت لا يقدر على نفع نفسه ولا غيره اسمه بهاء الدين فغوث الخليقة هو الله
وأكما المخبول كلامه قائلا:
"ثم يقرر صورة حضرة مولانا الشيخ، قدس سره العزيز، بين حاجبيه، أعني الناصية، ويعمق النظر من ناصيته إلى ناصية الشيخ، قدس سره، ويستمد في القلب منه، وهذا التقرير والتصوير يسمى (رابطة)ثم يطرح الصورة بالخيال في وسط قلبه، ويدعها، ويجمع كل حواسه إلى القلب، ويتصور بفراغ البال فيه، معنى إسم الجلالة، ومدلول كلمة (الله)، وهو ذات بلا مثل الذي يفهم من الإسم الأقدس، ويجعل قلبه مملوءا بتذكر المعنى المدلول، وهذا الجعل يسمى (وقوفا قلبيا)، ولا بد من وجوده في جميع أوقات الذكر، وفي خارجها ما يتيسر، وهو الركن الأتم للذكر"
الخبل هنا أن بهاء الدين الميت لم يره احد حتى يتخيل المغفل صورته والغريب أن يضع المغفل صورة بهاء الدين فى وسط قلبه ويربطها بمعنى اسم الجلالة وهو ما يعنى أن بهاء الدين صورته تعنى اسم الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا فالمؤلف يطلب من المغفلين أن يجعلوا الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا هو الله
ويكمل الرجل الخبل قائلا:
"والمحطة لفائدته ثم مع الوقوف يقول بلسان القلب: "اللهم أنت مقصودي، ورضاك مطلوبي"، ثم يشرع في ذكر الله تعالى بالقلب، لكن مع الوقوف القلبي المذكور، وتفريغ القلب من الخطرات مهما أمكن، وبين كل مائة، أو أقل، يكرر قوله: "اللهم أنت مقصودي، ورضاك مطلوبي" وإذا حصلت للذاكر غيبة وذهول عن الدنيا، وتعطلت حواسه، ومع بقاء قليل شعور بنفسه، يترك الذكر، ويبقى تابعا لتلك الكيفية، مستغرقا في الوقوف القلبي، منتظرا لوارد الورد، ومستحضرا قلبه لنزول الفيض، إذ قد تفيض عليه تلك المدة اليسيرة أمور غزيرة، وإن لم يدركها"
نجد هنا التناقض بين حصول الغيبة والذهول وتعطل الحواس وبين بقاء قليل شعور بنفسه فالذاهل لا يشعر بنفسه والمطلوب من المغفلين إذا أن يغيبوا عن الدنيا تاركين إياها لكبار الطريقة يأكلونها فى بطونهم هم ومن سلطوهم على المسلمين كى يضلوا ويصبحوا جماعة مغفلين
ثم أكمل المؤلف الجنون فقال:
" ثم إن شاء بها، يفتح عينيه، ويوسف لنفسه وقتا قدر ساعة، أو أقل بعد العصر يشتغل فيه بالرابطة مع الوقوف القلبي من غير ذكر "
وهذا معناه أن المطلوب من المغفلين أن يضيعوا نهارهم كاملا فى الذكر وهو ما يعنى عدم العمل بوظيفة ما اسمها السعى فى مناكب الأرضومن ثم فالمطلوب من المغفلين ترك الدنيا نهائيا فلا عمل وظيفى مطلوب ولا غيره مما فرض الله على عباده
وأكمل الضال كلامه فقال:
"وإذا إرتسخ الذكر، بحيث لو تكلف الذاكر بإحضار الغير، لم يخطر، إنتقل ذكره إلى الروح، وهي لطيفة تحت الثدي الأيمن، ثم إلى السر، وهو في يسار الصدر، فوق القلب، ثم إلى الخفي، وهو في يمينه فوق الروح، ثم إلى الأخفى، وهو في وسط الصدر وهذه اللطائف الخمس من عالم الأمر الذي خلقه الله تعالى بأمر (كن) من غير مادة، وركبها مع لطائف عالم الخلق الذي خلقه الله تعالى من مادة، هي النفس الناطقة والعناصر الأربعة، ثم إلى هذه النفس، وهي في الدماغ، والعناصر الأربعة تندرج فيها، وكل من هذه المحال، محل ذكر على الترتيب، وكذلك الرسوخ لما بعد القلب من اللطائف على الترتيب المذكور فإذا إرتسخ الذكر في لطيفة النفس، حصل سلطان الذكر، وهو أن يعم الذكر على جميع بدن الإنسان، بل على جميع الآفاق"
تخريف ما بعده تخريف فالمؤلف اخترع وجود الروح تحت الثدي الأيمن، ثم السر وهو في يسار الصدر، فوق القلب، ثم إلى الخفي، وهو في يمينه فوق الروح، ثم إلى الأخفى، وهو في وسط الصدر وأضاف أن النفس، وهي في الدماغ" وقطعا لم يذكر الله أن الإنسان فيه سر والخفى والأخفى وكذلك الروح نجد هنا القلب فوق يسار الصدر وهو تخريفوقد عارضه بقوله فى فقرة قادمة" إلى القلب الصنوبري الشكل، وهو المضغة التي في الجانب الأيسر تحت أصغر عظم من عظام الجنب" فهنا القلب للداخل وليس للخارج
والنفس لا علاقة لها بالدماغ أو غيره من الأعضاء لأنها تخرج من الجسم عند النوم ويرسلها الله عند الصحو كما قال تعالى " الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"
ثم شرح لنا ما سماه الذكر الثانى فقال:
"وأما الذكر الثاني المسمى بالنفي والإثبات بكلمة (لا إله إلا الله) الملقن للمريد، بعد اللطائف، فكيفية آدابه، أن يلتصق اللسان كالأول، ويحبس النفس تحت السرة، ويتخيل منها (لا) إلى منتهى الدماغ، ومنه (إله) إلى كتفه الأيمن، ومنه (إلا الله) إلى القلب الصنوبري الشكل، وهو المضغة التي في الجانب الأيسر تحت أصغر عظم من عظام الجنب، ضاربا عليه منفذا إلى قعره بقوة، يتأثر بحرارته جميع البدن"
وكرر المؤلف المنظر المضحك السابق فى الذكر فى الفقرة السابقة ولا أدرى كيف يمكن أن يتخيل أى عاقل فضلا عن أى مغفل تلك الطريقة لا فلا نتهى الدماغ وإله فى الكتف الأيمن و إلا الله فى القلب
ويكمل المخرف كلامه فيقول:
" وينفى بشق النفي، وجود جميع المحدثات، وينظرها بنظر الفناء، ويثبت بشق الإثبات ذات الحق سبحانه وتعالى، ناظرا إليه بنظر البقاء، فيحيط على محال اللطائف، ويلاحظ الخط الحاصل من الإنتقالات، ومعناها (أي الكلمة الطيبة) من نفي المعبودية، لأن كل معبود، مقصود، ولا عكس، ويقول في آخرها بالقلب: "محمد رسول الله"، ويريد به التقيد بالإتباع، ويكررها على قدر قوة النفس، ويطلقه من الفم على الوتر المعروف عندهم بالوقوف العددي، ويقول بقلبه أيضا، قبل إطلاق كل نفس: "اللهم أنت مقصودي، ورضاك مطلوبي" فإذا إستراح، يشرع في نفس آخر، لكن يراعي ما بين النفسين، بأن لا يغفل فيه، بل يبقى التخيل على حاله، لئلا يختل الإستمرار فإذا إنتهى العدد إلى أحد وعشرين، تظهر النتيجة، وهي النسبة المعهودة من الذهول والإستهلاك وإن لم تظهر، فمما وقع من الإخلال في الآداب، فليستأنف وليطابق الفعل القول مضمون الذكر عملا وإعتقادا وإتباعا، فإن المقصودية به فيما سواه، إذا كانت باقية، أو خلاف الإتباع في شيء كان ثابتا في الواقع، لزم الكذب، فليس بصادق، ولا حصر في العدد فمن يستعد لتقدم الجذبة، فله (الذكر الأول) ومن يستعد لتقدم السلوك، فله (الذكر الثاني) وكلاهما بالقلب فإذا
جاهد فيه حق الجهاد، وإنتفى المنفي، وثبت المثبت، وظهرت النتيجة، تصح له المراقبة حينئذ"
اخترع القوم هنا ما يسمى بالذكر التخيلى وهو ليس ذكرا لأن اللسان فيه مقيد لا ينطق
ثم طالب المغفلين ببقية المخترعات فيطلب مثلا دوام الوضوء وهى جملة مجنونة معنها أن يجلس الذاكر طوال اليوم فى الماء وطالبهم بصلاة سنة الوضوء والتى أعرفه بها لأول مرة بعد أكثر من خمسين عامة من حياتى فما أعرفه أن الوضوء يكون استعدادا للصلاة وأما أن تكون الصلاة للوضوء فخبل أعرفه لأول مرة والمهم أن يطلب أمورا كلها ليس فيها فرض وكأنها نسى الصلاة المفروضة فى قوله:
"وأما الآداب خارج الذكر: فدوام الوضوء، وصلاة سنة الوضوء والإشراق والإستخارة والضحى والأوابين والتهجد وملازمة الجماعة والرواتب وإحياء ما بين العشائين بالذكر فإن ضم ذلك إلى ما بعد العصر، وإشتغل بالذكر والرابطة، كان أتم وأكمل والعمل في ذلك كله مهم وعليه (أي المريد السالك) بإتباع الكتاب والسنة وإماتة البدعة والمكتسب الغير المجرد، لا ينقص ورده عن خمسة آلاف في اليوم والليلة، وما زاد فهو أتم والمجرد يطلب منه الإكثار على ذلك العدد، وإستغراق أوقاته في الإشتغال بها مهما أمكن والإعتزال عن غير المعتقدين بالطريقة مهما حصل يكون أحسن، إذ مخالطة المنكرين على أهل الباطن، تورث قسوة في القلب على قدرها "
الرجل يطلب لأن يقال الورد5000 مرة فى اليوم والليلة وهو كلام مجانين فلو استغرق الورد دقيقة فهذا معناه أن تكون مدته ثلاثة أيام ونصف لأن فى اليوم1440 دقيقة
ولا أدرى متى يتبع المغفل الكتاب والسنة الذى يتحدث الضال عن اتباعهما إذا كان لا يوجد عنده ثانية واحدة بغير الخبل المطلوب منه
ثم أدخلنا إلى رقعة الاعتراف والتى تذكر بكرسى الاعتراف عند النصارى فى الكنائس فقال :
"الرقعة الأولى
إلى مقام النبي صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
المعروض من العبد المذنب الظالم لنفسه، المتناسى عما يجروء عليه في غده وما اقترفه في أمسه، خالد، إلى سدة مركز دائرة السعود، وسبب ايجاد كل موجود، وصاحب المقام المحمود، وينبوع الكرم والجود، سيد الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، قائد الغر المحجلين، النبي الهاشمي الأبطحي اليثربي العربي القرشي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلوة والتسليمات عدد معلومات الله في كل بكرة وعشى"
والخبل هنا هو أن محمد(ص) هو سبب ايجاد كل موجود وهو ما يخالف أن السبب ابتلاء الناس أيهم أحسن عملا كما قال تعالى :
"وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا"
والخبل الثانى وصف محمد(ص) بسيد الأنبياء والمرسلين(ص) وهو ما يخالف أن المسلمين لا يفرقون بين الرسل(ص) كما قال تعالى على لسانهم" لا نفرق بين أحد من رسله"
ثم أكما ما يقول المعترف فقال:
" ان العبد الفقير المسكين، والمجرم الحقير المستكين، لازال يترقى في العثرات يوما بعد يوم، ويحمل أوزار الرعايا والبرايا قوما بعد قوم، فلا يوفق لترك الكل حتى يطوى البيد إلى هاتيك الحضرة العلية بالراس دون الاقدام، ولا يؤيد لاتباع شريعتكم الغراء، واحياء سنتكم السنية البيضاء بالتمام، ولا يستعد بترك الظلم وبسط بساط العدل ليستريح بسببه الانام،ويرضى عنه الرب المهيمن العلام، ويسر به ذلك الجناب عليه وعلى آله وصحبه الصلوة والسلام
ظلمت سنة من أحيا الظلم إلى
ان اشتكت قدماه الضر من ورم
فواحسرتاه على ما فرطت في جنب الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فالى من أشكو سوء حالي سوى ذلك الجناب، ولدى من أبث ما أنا فيه من الاضطراب، وأنت خليفة الله على عباده، وهادي الأنام إلى سبيل سداده، ومغيث كل متحير وقائده إلى رشاده، وغوث كل مضطر وموصله إلى مراده، فالمرجو إما التخلص من هذه الورطات والتوجه مع الاخلاص إلى أرض الحجاز،
(ومن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز)
، وأما الامداد إلى للعدل والانصاف، وخفض الجناح والانتصاف وترك البدع والاعتساف، وإلا فها أنا منكوس الرأس بين يدي ربي يوم القيامة، ومتيقن للندم حين لا تنفع الندامة، وصلى الله عليكم وعلى أخوانكم النبيين، وعلى آلكم وصحبكم أجمعين، بداء كل كلام وختام "
وهنا يناقض المخبول نفسه فبعد أن جعل بهاء الدين غوث الخليقة فى أول الكتاب جعل محمد(ص) هو الغوث فى قوله بالفقرة السابقة" وأنت خليفة الله على عباده، وهادي الأنام إلى سبيل سداده، ومغيث كل متحير وقائده إلى رشاده، وغوث كل مضطر وموصله إلى مراده"
ونلاحظ الخبل فى التعبير "حتى يطوى البيد إلى هاتيك الحضرة العلية بالرأس دون الأقدام"فكيف يمشى المغفل على رأسه ؟
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتاب الفلك عند ابن رشد
» نقد كتاب الإنسان الجامع مولانا جلال الدين
» قراءة فى كتاب الزيادات في كتاب الفتن والملاحم الطارقات
» قراءة في كتاب جزء فيه أحاديث مستخرجة من كتاب الخلافة
» قراءة فى كتاب القدر
» نقد كتاب الإنسان الجامع مولانا جلال الدين
» قراءة فى كتاب الزيادات في كتاب الفتن والملاحم الطارقات
» قراءة في كتاب جزء فيه أحاديث مستخرجة من كتاب الخلافة
» قراءة فى كتاب القدر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى