نقد كتاب أصناف الناس في القرآن
صفحة 1 من اصل 1
نقد كتاب أصناف الناس في القرآن
نقد كتاب أصناف الناس في القرآن
الكتاب تأليف أبو إسلام أحمد بن علي وهو يدور حول تصنيف الناس إلى جماعات وقد حاول أبو إسلام اختراع تصنيف جديد مع التصنيف المعروف مؤمن وكافر أى مسلم وكافر كما قال تعالى :
"هو الذى خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن"
وفى هذا قال فى المقدمة:
"وبعد :
الناس مختلفون في طباعهم وفي معاملاتهم مع الله تعالى وفي تعاملهم مع الآخرين , والله تعالى سبحانه وتعالى هو الذي أوجدهم وهو الذي يعرف كل ما يدور بخلدهم وبصدورهم , وفي هذا الكتاب تم حصر هذه الأصناف من الناس وتم تصنيفهم وترتيبهم بما يسر الله تعالى لي , وكل ما تخط الأيدي فيك شك ونقص إلا كتاب الله تعالى (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين"
وقد استهل الكتاب بذكر المؤمنين فقال :
أصناف الناس في القرآن الكريم
1- المؤمنون
{ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار }
ومن الناس فريق مؤمن يقول في دعائه: ربنا آتنا في الدنيا عافية ورزقا وعلما نافعا, وعملا صالحا, وغير ذلك من أمور الدين والدنيا, وفي الآخرة الجنة, واصرف عنا عذاب النار. وهذا الدعاء من أجمع الأدعية, ولهذا كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم, كما ثبت في الصحيحين.
{ ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد }
وبعض الناس يبيع نفسه طلبا لرضا الله عنه, بالجهاد في سبيله, والتزام طاعته. والله رءوف بالعباد, يرحم عباده المؤمنين رحمة واسعة في عاجلهم وآجلهم , فيجازيهم أحسن الجزاء.
{ ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء }
ألم تعلم- أيها النبي- أن الله سبحانه يسجد له خاضعا منقادا من في السموات من الملائكة ومن في الأرض من المخلوقات والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب؟ ولله يسجد طاعة واختيارا كثير من الناس، وهم المؤمنون، وكثير من الناس حق عليه العذاب فهو مهين، وأي إنسان يهنه الله فليس له أحد يكرمه. إن الله يفعل في خلقه ما يشاء وفق حكمته."
ثم صنف الكفرة إلى أصناف عديدة وهو ليس بتصنيف لأن الله صنفهم إلى فريقين:
الأول أهل الكتاب والثانى المشركين وفى هذا قال تعالى :
"إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها أولئك شر البرية"
لأنه يذكر صفة أو فعل من أفعالهم على كونه كل منهم فريق مختلف فأول فريق عنده المحبون للدنيا وكل الكفار محبون للدنيا وفيهم قال:
2- المحبون للدنيا
{ فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق }
فإذا أتممتم عبادتكم, وفرغتم من أعمال الحج, فأكثروا من ذكر الله والثناء عليه, مثل ذكركم مفاخر آبائكم وأعظم من ذلك. فمن الناس فريق يجعل همه الدنيا فقط, فيدعو قائلا ربنا آتنا في الدنيا صحة, ومالا وأولادا, وهؤلاء ليس لهم في الآخرة حظ ولا نصيب; لرغبتهم عنها وقصر همهم على الدنيا."
والدليل على حب الكفار جميعا للدنيا قوله تعالى :
"زين للذين كفروا الحياة الدنيا"
والصنف الثانى عنده اللاهون عن طاعة الله فى قوله:
3- الملهيون عن طاعة الله تعالى
{ ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين }
ومن الناس من يشتري لهو الحديث - وهو كل ما يلهي عن طاعة الله ويصد عن مرضاته- ليضل الناس عن طريق الهدى إلى طريق الهوى, ويتخذ آيات الله سخرية, أولئك لهم عذاب يهينهم ويخزيهم."
والله عن الطاعة فعل من أفعال الكفار كما قال تعالى :
" قالوا إن الله حرمهما على الكافرين الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا"
والصنف الثالث عنده هو الغافلون عن آيات الله وفيهم قال :
4- الغافلون عن آيات الله تعالى
{فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون }
فاليوم نجعلك على مرتفع من الأرض ببدنك, ينظر إليك من كذب بهلاكك; لتكون لمن بعدك من الناس عبرة يعتبرون بك. فإن كثيرا من الناس عن حججنا وأدلتنا لغافلون, لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون."
وفى كون الغافلون هم الكفار قال تعالى :
" وأن الله لا يهدى القوم الكافرين أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون"
والصنف الخامس عنده هم الداخلون في الإسلام على شك وضعف وفيهم قال:
5- الداخلون في الإسلام على شك وضعف
{ ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين }
ومن الناس من يدخل في الإسلام على ضعف وشك، فيعبد الله على تردده، كالذي يقف على طرف جبل أو حائط لا يتماسك في وقفته، ويربط إيمانه بدنياه, فإن عاش في صحة وسعة استمر على عبادته, وإن حصل له ابتلاء بمكروه وشدة عزا شؤم ذلك إلى دينه, فرجع عنه كمن ينقلب على وجهه بعد استقامة، فهو بذلك قد خسر الدنيا؛ إذ لا يغير كفره ما قدر له في دنياه, وخسر الآخرة بدخوله النار، وذلك خسران بين واضح."
وقطعا لا يوجد مؤمن يشترط على الله شيئا وإنما الكفار هم من يفعلون ذلك والغريب أن من ذكرهم فى الصنف الخامس هم أنفسهم الصنف السادس حيث علقوا إسلامهم على عدم أذى الناس لهم وفيهم قال:
6- المرتدون عن إيمانهم
{ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين }
ومن الناس من يقول: آمنا بالله, فإذا آذاه المشركون جزع من عذابهم وأذاهم, كما يجزع من عذاب الله ولا يصبر على الأذية منه, فارتد عن إيمانه, ولئن جاء نصر من ربك -أيها الرسول- لأهل الإيمان به ليقولن هؤلاء المرتدون عن إيمانهم: إنا كنا معكم -أيها المؤمنون- ننصركم على أعدائكم, أوليس الله بأعلم من كل أحد بما في صدور جميع خلقه؟"
الصنف السابع عنده هو المنافقون وهو كفار أيضا وفيهم قال تعالى:
7- المنافقون
{ ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين }
ومن الناس فريق يتردد متحيرا بين المؤمنين والكافرين, وهم المنافقون الذين يقولون بألسنتهم: صدقنا بالله وباليوم الآخر, وهم في باطنهم كاذبون لم يؤمنوا.
{ ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام }
وبعض الناس من المنافقين يعجبك -أيها الرسول- كلامه الفصيح الذي يريد به حظا من حظوظ الدنيا لا الآخرة, ويحلف مستشهدا بالله على ما في قلبه من محبة الإسلام, وفي هذا غاية الجرأة على الله, وهو شديد العداوة والخصومة للإسلام والمسلمين."
وفى كفر المنافقين قال تعالى :
"فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها فى الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون"
وقال :
"وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أن كفروا بالله ورسوله "
العجيب أنه جعل الكفار صنف غير السابقين فقال :
8- الكافرون
{ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب }
ومع هذه البراهين القاطعة يتخذ فريق من الناس من دون الله أصناما وأوثانا وأولياء يجعلونهم نظراء لله تعالى, ويعطونهم من المحبة والتعظيم والطاعة, ما لا يليق إلا بالله وحده. والمؤمنون أعظم حبا لله من حب هؤلاء الكفار لله ولآلهتهم; لأن المؤمنين أخلصوا المحبة كلها لله, وأولئك أشركوا في المحبة. ولو يعلم الذين ظلموا أنفسهم بالشرك في الحياة الدنيا, حين يشاهدون عذاب الآخرة, أن الله هو المتفرد بالقوة جميعا, وأن الله شديد العذاب, لما اتخذوا من دون الله آلهة يعبدونهم من دونه, ويتقربون بهم إليه.
{ ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد }
وبعض رؤوس الكفر من الناس يخاصمون ويشككون في قدرة الله على البعث; جهلا منهم بحقيقة هذه القدرة, واتباعا لأئمة الضلال من كل شيطان متمرد على الله ورسله.
{ ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير }
ومن الكفار من يجادل بالباطل في الله وتوحيده واختياره رسوله صلى الله عليه وسلم وإنزاله القرآن، وذلك الجدال بغير علم، ولا بيان، ولا كتاب من الله فيه برهان وحجة واضحة ..
{ ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء }
ألم تعلم- أيها النبي- أن الله سبحانه يسجد له خاضعا منقادا من في السموات من الملائكة ومن في الأرض من المخلوقات والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب؟ ولله يسجد طاعة واختيارا كثير من الناس، وهم المؤمنون، وكثير من الناس حق عليه العذاب فهو مهين، وأي إنسان يهنه الله فليس له أحد يكرمه. إن الله يفعل في خلقه ما يشاء وفق حكمته."
والأغرب فى الكلام السابق هو أنه ام يستدل بآية واحدة فيها لفظ الذين كفروا أو الكفار أو الكافرون أو الكافرين
والصنف التاسع عنده المجادلون فى توحيد الله وفيهم قال:
9- المجادلون في توحيد الله تعالى
{ ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير }
ألم تروا- أيها الناس- أن الله ذلل لكم ما في السموات من الشمس والقمر والسحاب وغير ذلك, وما في الأرض من الدواب والشجر والماء, وغير ذلك مما لا يحصى, وعمكم بنعمه الظاهرة على الأبدان والجوارح, والباطنة في العقول والقلوب, وما ادخره لكم مما لا تعلمونه؟ ومن الناس من يجادل في توحيد الله وإخلاص العبادة له بغير حجة ولا بيان, ولا كتاب مبين يبين حقيقة دعواه"
وقطعا المجادلون فى آيات الله هم الكافرون كما فى قوله تعالى :
"حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين"
وكما نجد الجدال فى الله نجده فى آياته كما فى قوله تعالى :
"ويعلم الذين يجادلون فى آياتنا"
والصنف العاشر عنده المكذبون بالبعث والحساب وفيهم قال :
10- المكذبون بالبعث والحساب
{أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون }
أولم يتفكر هؤلاء المكذبون برسل الله ولقائه في خلق الله إياهم, وأنه خلقهم, ولم يكونوا شيئا. ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا لإقامة العدل والثواب والعقاب, والدلالة على توحيده وقدرته, وأجل مسمى تنتهي إليه وهو يوم القيامة؟ وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لجاحدون منكرون; جهلا منهم بأن معادهم إلى الله بعد فنائهم, وغفلة منهم عن الآخرة."
العجيب هنا أنه يستشهد بآية فيها لفظ الكافرون وليس المكذبين والعجيب أيضا أن هناك تكذيب بآيات الله كما فى قوله تعالى :
"والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم فى الظلمات"
الصنف الحادى عشر السفهاء وفيهم قال :
11- السفهاء ضعاف العقول
{ سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم }
سيقول الجهال وضعاف العقول من اليهود وأمثالهم, في سخرية واعتراض: ما الذي صرف هؤلاء المسلمين عن قبلتهم التي كانوا يصلون إلى جهتها أول الإسلام; (وهي "بيت المقدس") قل لهم -أيها الرسول-: المشرق والمغرب وما بينهما ملك لله, فليست جهة من الجهات خارجة عن ملكه, يهدي من يشاء من عباده إلى طريق الهداية القويم. وفي هذا إشعار بأن الشأن كله لله في امتثال أوامره, فحيثما وجهنا توجهنا."
وقطعا السفهاء هم الكفار من أهل الكتاب فهم من اعترضوا على تغيير القبلة مع علمهم أنها الحق وفى هذا قال تعالى "وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم"
الصنف الثانى عشر هم الضالون عن الحق وفيهم قال:
12- الضالون عن الحق
{رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم }
رب إن الأصنام تسببت في إبعاد كثير من الناس عن طريق الحق, فمن اقتدى بي في التوحيد فهو على ديني وسنتي, ومن خالفني فيما دون الشرك, فإنك غفور لذنوب المذنبين -بفضلك- رحيم بهم, تعفو عمن تشاء منهم."
قطعا تفسير الرجل خاطىء فالأصنام لا تضل الناس لأنها لا تنطق حتى تطلب منهم عبادتها والضالون هم الكافرون كما قال تعالى :
"كذلك يضل الله الكافرين"
والرجل بالقطع نسى الكثير من الأصناف لم يذكرها فيما لو بدأ كما كما بدأ بالقول "ومن الناس" مثل قوله تعالى :
" "ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام"
وكل هذه التصنيفات مخالفة لكلام الله تعالى
الكتاب تأليف أبو إسلام أحمد بن علي وهو يدور حول تصنيف الناس إلى جماعات وقد حاول أبو إسلام اختراع تصنيف جديد مع التصنيف المعروف مؤمن وكافر أى مسلم وكافر كما قال تعالى :
"هو الذى خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن"
وفى هذا قال فى المقدمة:
"وبعد :
الناس مختلفون في طباعهم وفي معاملاتهم مع الله تعالى وفي تعاملهم مع الآخرين , والله تعالى سبحانه وتعالى هو الذي أوجدهم وهو الذي يعرف كل ما يدور بخلدهم وبصدورهم , وفي هذا الكتاب تم حصر هذه الأصناف من الناس وتم تصنيفهم وترتيبهم بما يسر الله تعالى لي , وكل ما تخط الأيدي فيك شك ونقص إلا كتاب الله تعالى (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين"
وقد استهل الكتاب بذكر المؤمنين فقال :
أصناف الناس في القرآن الكريم
1- المؤمنون
{ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار }
ومن الناس فريق مؤمن يقول في دعائه: ربنا آتنا في الدنيا عافية ورزقا وعلما نافعا, وعملا صالحا, وغير ذلك من أمور الدين والدنيا, وفي الآخرة الجنة, واصرف عنا عذاب النار. وهذا الدعاء من أجمع الأدعية, ولهذا كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم, كما ثبت في الصحيحين.
{ ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد }
وبعض الناس يبيع نفسه طلبا لرضا الله عنه, بالجهاد في سبيله, والتزام طاعته. والله رءوف بالعباد, يرحم عباده المؤمنين رحمة واسعة في عاجلهم وآجلهم , فيجازيهم أحسن الجزاء.
{ ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء }
ألم تعلم- أيها النبي- أن الله سبحانه يسجد له خاضعا منقادا من في السموات من الملائكة ومن في الأرض من المخلوقات والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب؟ ولله يسجد طاعة واختيارا كثير من الناس، وهم المؤمنون، وكثير من الناس حق عليه العذاب فهو مهين، وأي إنسان يهنه الله فليس له أحد يكرمه. إن الله يفعل في خلقه ما يشاء وفق حكمته."
ثم صنف الكفرة إلى أصناف عديدة وهو ليس بتصنيف لأن الله صنفهم إلى فريقين:
الأول أهل الكتاب والثانى المشركين وفى هذا قال تعالى :
"إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها أولئك شر البرية"
لأنه يذكر صفة أو فعل من أفعالهم على كونه كل منهم فريق مختلف فأول فريق عنده المحبون للدنيا وكل الكفار محبون للدنيا وفيهم قال:
2- المحبون للدنيا
{ فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق }
فإذا أتممتم عبادتكم, وفرغتم من أعمال الحج, فأكثروا من ذكر الله والثناء عليه, مثل ذكركم مفاخر آبائكم وأعظم من ذلك. فمن الناس فريق يجعل همه الدنيا فقط, فيدعو قائلا ربنا آتنا في الدنيا صحة, ومالا وأولادا, وهؤلاء ليس لهم في الآخرة حظ ولا نصيب; لرغبتهم عنها وقصر همهم على الدنيا."
والدليل على حب الكفار جميعا للدنيا قوله تعالى :
"زين للذين كفروا الحياة الدنيا"
والصنف الثانى عنده اللاهون عن طاعة الله فى قوله:
3- الملهيون عن طاعة الله تعالى
{ ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين }
ومن الناس من يشتري لهو الحديث - وهو كل ما يلهي عن طاعة الله ويصد عن مرضاته- ليضل الناس عن طريق الهدى إلى طريق الهوى, ويتخذ آيات الله سخرية, أولئك لهم عذاب يهينهم ويخزيهم."
والله عن الطاعة فعل من أفعال الكفار كما قال تعالى :
" قالوا إن الله حرمهما على الكافرين الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا"
والصنف الثالث عنده هو الغافلون عن آيات الله وفيهم قال :
4- الغافلون عن آيات الله تعالى
{فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون }
فاليوم نجعلك على مرتفع من الأرض ببدنك, ينظر إليك من كذب بهلاكك; لتكون لمن بعدك من الناس عبرة يعتبرون بك. فإن كثيرا من الناس عن حججنا وأدلتنا لغافلون, لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون."
وفى كون الغافلون هم الكفار قال تعالى :
" وأن الله لا يهدى القوم الكافرين أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون"
والصنف الخامس عنده هم الداخلون في الإسلام على شك وضعف وفيهم قال:
5- الداخلون في الإسلام على شك وضعف
{ ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين }
ومن الناس من يدخل في الإسلام على ضعف وشك، فيعبد الله على تردده، كالذي يقف على طرف جبل أو حائط لا يتماسك في وقفته، ويربط إيمانه بدنياه, فإن عاش في صحة وسعة استمر على عبادته, وإن حصل له ابتلاء بمكروه وشدة عزا شؤم ذلك إلى دينه, فرجع عنه كمن ينقلب على وجهه بعد استقامة، فهو بذلك قد خسر الدنيا؛ إذ لا يغير كفره ما قدر له في دنياه, وخسر الآخرة بدخوله النار، وذلك خسران بين واضح."
وقطعا لا يوجد مؤمن يشترط على الله شيئا وإنما الكفار هم من يفعلون ذلك والغريب أن من ذكرهم فى الصنف الخامس هم أنفسهم الصنف السادس حيث علقوا إسلامهم على عدم أذى الناس لهم وفيهم قال:
6- المرتدون عن إيمانهم
{ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين }
ومن الناس من يقول: آمنا بالله, فإذا آذاه المشركون جزع من عذابهم وأذاهم, كما يجزع من عذاب الله ولا يصبر على الأذية منه, فارتد عن إيمانه, ولئن جاء نصر من ربك -أيها الرسول- لأهل الإيمان به ليقولن هؤلاء المرتدون عن إيمانهم: إنا كنا معكم -أيها المؤمنون- ننصركم على أعدائكم, أوليس الله بأعلم من كل أحد بما في صدور جميع خلقه؟"
الصنف السابع عنده هو المنافقون وهو كفار أيضا وفيهم قال تعالى:
7- المنافقون
{ ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين }
ومن الناس فريق يتردد متحيرا بين المؤمنين والكافرين, وهم المنافقون الذين يقولون بألسنتهم: صدقنا بالله وباليوم الآخر, وهم في باطنهم كاذبون لم يؤمنوا.
{ ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام }
وبعض الناس من المنافقين يعجبك -أيها الرسول- كلامه الفصيح الذي يريد به حظا من حظوظ الدنيا لا الآخرة, ويحلف مستشهدا بالله على ما في قلبه من محبة الإسلام, وفي هذا غاية الجرأة على الله, وهو شديد العداوة والخصومة للإسلام والمسلمين."
وفى كفر المنافقين قال تعالى :
"فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها فى الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون"
وقال :
"وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أن كفروا بالله ورسوله "
العجيب أنه جعل الكفار صنف غير السابقين فقال :
8- الكافرون
{ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب }
ومع هذه البراهين القاطعة يتخذ فريق من الناس من دون الله أصناما وأوثانا وأولياء يجعلونهم نظراء لله تعالى, ويعطونهم من المحبة والتعظيم والطاعة, ما لا يليق إلا بالله وحده. والمؤمنون أعظم حبا لله من حب هؤلاء الكفار لله ولآلهتهم; لأن المؤمنين أخلصوا المحبة كلها لله, وأولئك أشركوا في المحبة. ولو يعلم الذين ظلموا أنفسهم بالشرك في الحياة الدنيا, حين يشاهدون عذاب الآخرة, أن الله هو المتفرد بالقوة جميعا, وأن الله شديد العذاب, لما اتخذوا من دون الله آلهة يعبدونهم من دونه, ويتقربون بهم إليه.
{ ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد }
وبعض رؤوس الكفر من الناس يخاصمون ويشككون في قدرة الله على البعث; جهلا منهم بحقيقة هذه القدرة, واتباعا لأئمة الضلال من كل شيطان متمرد على الله ورسله.
{ ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير }
ومن الكفار من يجادل بالباطل في الله وتوحيده واختياره رسوله صلى الله عليه وسلم وإنزاله القرآن، وذلك الجدال بغير علم، ولا بيان، ولا كتاب من الله فيه برهان وحجة واضحة ..
{ ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء }
ألم تعلم- أيها النبي- أن الله سبحانه يسجد له خاضعا منقادا من في السموات من الملائكة ومن في الأرض من المخلوقات والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب؟ ولله يسجد طاعة واختيارا كثير من الناس، وهم المؤمنون، وكثير من الناس حق عليه العذاب فهو مهين، وأي إنسان يهنه الله فليس له أحد يكرمه. إن الله يفعل في خلقه ما يشاء وفق حكمته."
والأغرب فى الكلام السابق هو أنه ام يستدل بآية واحدة فيها لفظ الذين كفروا أو الكفار أو الكافرون أو الكافرين
والصنف التاسع عنده المجادلون فى توحيد الله وفيهم قال:
9- المجادلون في توحيد الله تعالى
{ ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير }
ألم تروا- أيها الناس- أن الله ذلل لكم ما في السموات من الشمس والقمر والسحاب وغير ذلك, وما في الأرض من الدواب والشجر والماء, وغير ذلك مما لا يحصى, وعمكم بنعمه الظاهرة على الأبدان والجوارح, والباطنة في العقول والقلوب, وما ادخره لكم مما لا تعلمونه؟ ومن الناس من يجادل في توحيد الله وإخلاص العبادة له بغير حجة ولا بيان, ولا كتاب مبين يبين حقيقة دعواه"
وقطعا المجادلون فى آيات الله هم الكافرون كما فى قوله تعالى :
"حتى إذا جاءوك يجادلونك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين"
وكما نجد الجدال فى الله نجده فى آياته كما فى قوله تعالى :
"ويعلم الذين يجادلون فى آياتنا"
والصنف العاشر عنده المكذبون بالبعث والحساب وفيهم قال :
10- المكذبون بالبعث والحساب
{أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون }
أولم يتفكر هؤلاء المكذبون برسل الله ولقائه في خلق الله إياهم, وأنه خلقهم, ولم يكونوا شيئا. ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا لإقامة العدل والثواب والعقاب, والدلالة على توحيده وقدرته, وأجل مسمى تنتهي إليه وهو يوم القيامة؟ وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لجاحدون منكرون; جهلا منهم بأن معادهم إلى الله بعد فنائهم, وغفلة منهم عن الآخرة."
العجيب هنا أنه يستشهد بآية فيها لفظ الكافرون وليس المكذبين والعجيب أيضا أن هناك تكذيب بآيات الله كما فى قوله تعالى :
"والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم فى الظلمات"
الصنف الحادى عشر السفهاء وفيهم قال :
11- السفهاء ضعاف العقول
{ سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم }
سيقول الجهال وضعاف العقول من اليهود وأمثالهم, في سخرية واعتراض: ما الذي صرف هؤلاء المسلمين عن قبلتهم التي كانوا يصلون إلى جهتها أول الإسلام; (وهي "بيت المقدس") قل لهم -أيها الرسول-: المشرق والمغرب وما بينهما ملك لله, فليست جهة من الجهات خارجة عن ملكه, يهدي من يشاء من عباده إلى طريق الهداية القويم. وفي هذا إشعار بأن الشأن كله لله في امتثال أوامره, فحيثما وجهنا توجهنا."
وقطعا السفهاء هم الكفار من أهل الكتاب فهم من اعترضوا على تغيير القبلة مع علمهم أنها الحق وفى هذا قال تعالى "وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم"
الصنف الثانى عشر هم الضالون عن الحق وفيهم قال:
12- الضالون عن الحق
{رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم }
رب إن الأصنام تسببت في إبعاد كثير من الناس عن طريق الحق, فمن اقتدى بي في التوحيد فهو على ديني وسنتي, ومن خالفني فيما دون الشرك, فإنك غفور لذنوب المذنبين -بفضلك- رحيم بهم, تعفو عمن تشاء منهم."
قطعا تفسير الرجل خاطىء فالأصنام لا تضل الناس لأنها لا تنطق حتى تطلب منهم عبادتها والضالون هم الكافرون كما قال تعالى :
"كذلك يضل الله الكافرين"
والرجل بالقطع نسى الكثير من الأصناف لم يذكرها فيما لو بدأ كما كما بدأ بالقول "ومن الناس" مثل قوله تعالى :
" "ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام"
وكل هذه التصنيفات مخالفة لكلام الله تعالى
مواضيع مماثلة
» نقد كتاب فن التعامل مع الناس
» نقد كتاب أشد الناس عداوة
» قراءة فى كتاب كيف تكسب الناس
» نقد كتاب سنة التعميم في القرآن
» نقد كتاب تقييم الناس من أجل الالتحاق بالأعمال والمجالات الخاصة
» نقد كتاب أشد الناس عداوة
» قراءة فى كتاب كيف تكسب الناس
» نقد كتاب سنة التعميم في القرآن
» نقد كتاب تقييم الناس من أجل الالتحاق بالأعمال والمجالات الخاصة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى