قراءة فى كتاب المعاشرة والطاعة بالمعروف
صفحة 1 من اصل 1
قراءة فى كتاب المعاشرة والطاعة بالمعروف
قراءة فى كتاب المعاشرة والطاعة بالمعروف رسالة إلى كل زوج وزوجة
معد الكتاب فهد بن محمد الحميزي وقد بين المؤلف فى المقدمة أن الكتاب نصائح للمقبلين على الزواج فقال:
"وبعد : -
فإن الإسلام حث على الزواج ورغب فيه ووضح حكمه وأحكامه وما فيه من ثمرات وفضائل ، وفي هذه الرسالة أحببت أن أذكر شيئا من الوصايا لمن أقبل على الزواج ذكورا واناثا ، وهي من باب التذكير لمن نسيها والتعليم لمن جهلها "
وقد استهل الحميزى الكتاب بذكر حقوق الزوجة على الزوج فقال :
"أولا : حقها عليك :
* صورة مشرقة من بيت النبوة :
عن الأسود قال : سألت عائشة: " ما كان النبي (ص)– يصنع في بيته ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله – تعني خدمة أهله – فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة " رواه البخاري "
الرواية لا تصح فالرجل فى بيته لا يكون فى شىء واحد اسمه خدمة أهله وإنما يكون فى أمور كثيرة الأكل والشرب والنوم والجماع وأما حكاية خدمة ألأهل فهذا حسب ما يتيسر فما لا تقدر على عمله النساء فى البيت يعمله الرجال وأما الطبخ والكنس والتنظيف وما شابه فهذه واجبات المرأة والحميزى هنا لم يذكر حقوقا للمرأة كالنفقة عليها وكسوتها وإسكانها وهو ما ذكره كتاب الله
ثم قال :
" السعادة في الاختيار الصحيح :
إن مما شرع الله عز وجل من أسباب السعادة وجبل النفوس عليه الارتباط برباط الزوجية ، فإنه من أعظم أسباب السعادة في هذه الحياة ، وحصول الطمأنينة ، والسعادة ، والسكينة ، متى تحقق الوئام بين الزوجين ، وكتب التوفيق لهما ، ولذا امتن الله تعالى على عباده بهذه النعمة فقال : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله (ص)قال : " الدنيا متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة " "
وحكاية الاختيار الصحيح لا وجود لها فالتحرى واجب وأما أى مسلم أو مسلمة فمقبول للزواج وقد نتحرى ومع هذا تأتى التجربة بالفشل وإلا لماذا شرع الله الطلاق؟
ومن ثم فلا يوجد شىء اسمه الاختيار الصحيح وإنما هو ما عبر عنه العامة بالقسمة والنصيب وبالبطيخة التى لا يعرف داخلها حلو أو غير حلو إلا بكسرها ثم قال :
" الزواج تاج الفضيلة :
قال بكر أبو زيد: ( الزواج صلة شرعية تبرم بعقد بين الرجل والمرأة بشروطه وأركانه المعتبرة شرعا ، ولأهميتة قدمه أكثر المحدثين والفقهاء على الجهاد ، لأن الجهاد لا يكون إلا بالرجل ، ولا طريق له إلا بالزواج ، وهو يمثل مقاما أعلى في إقامة الحياة ، واستقامتها ، لما ينطوي عليه من المصالح العظيمة ، والحكم الكثيرة ، والمقاصد الشريفة )
وقد عظم الله تعالى من شأن الزواج ، حتى سماه بالميثاق الغليظ ، أي العهد الشديد -الوفاء والالتزام القائم على الإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان - فقال سبحانه وتعالى : ( وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذ منكم ميثاقا غليظا )
فاعلم يا أخي أن زوجتك أمانة في عنقك سوف تسأل عنها يوم القيامة ، قال عليه الصلاة والسلام : ( استوصوا بالنساء خيرا ) متفق عليه
وإن تزوجت فكن حاذقا *** واسأل عن الغصن وعن منبته
واسأل عن الصهر وأحواله *** من جيرة وذي قربته"
الزواج المفروض أنه يقى من الزنى ولكن هذا لا يمنع وقوع بعض الزوجات والأزواج فى الزنى ثم تحدث عن تبادل الهدايا بين الأزواج فقال:
" تبادل الهدية :
تبادل الهدية بين الأزواج سيما هدايا الزوج للزوجة إحدى أسباب غرس أسباب المحبة بينهما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ( تهادوا تحابوا ) حسنه الألباني في الإرواء"
قطعا هذا عند الأغنياء وأما فى معظم المجتمع فمن أين تأتى الهدايا وهم يعيشون بالكاد على طعام لا يكفيهم
وحدثنا الحميزى عن حقوق الزوجة على الزوج فقال :
حقوق الزوجة على الزوج :
" الزواج في حقيقته عبارة عن شركة بين رجل وامرأة من أجل بناء الجيل الصالح ، الذي يعبد ربه ويبني ويعمر الحياة ، فأصل الزواج في الإسلام هو حلول المودة والألفة والإيثار بين اثنين ، ومن أجل دوام العشرة بينهما جعل الله تعالى لكل من الرجل والمرأة حقوقا لدى الآخر يجب القيام بها "
" منقول من كتابه خمسون وصية من وصايا الرسول للنساء "
أولا : الإحسان في المعاملة والمعاشرة بالمعروف :
الزوجة أمانة عند الزوج ، فيجب عليه إحسان معاملتها قولا : بكلام حسن وعفة لسان ، وفعلا : بمعاملة كريمة لقوله تعالى :
" وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا " ، وقول النبي (ص)- : " لا يفرك مؤمن مؤمنة ، أن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر " أخرجه مسلم وروى أبو هريرة في الحديث المتفق عليه عن النبي –(ص)– أنه قال : " استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء "
وقال (ص) : " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهله " –صححه الألباني –
ثانيا : صون الزوجة والغيرة عليها واحترامها :
الغيرة على الزوجة أمر فطري في النفوس ، سأل سعد بن عبادة رسول الله (ص) قال : " لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح ، فقال النبي (ص): " أتعجبون من غيرة سعد ، لأنا أغير منه ، والله أغير مني ، ومن أجل غيرة الله ، حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن " أخرجه البخاري "
الرواية خاطئة لا يقولها النبى(ص) فالغيرة هى أن تطبق كلام الله والرسول (ص) لا يمكن أن يقر سوى تطبيق حد الزنى وليس القتل بالسيف دون إشهاد وشهادة ثم نقل الحميزى التالى:
"قال الإمام ابن القيم في كتابه روضة المحبين ، بعد أن ذكر أنواعا من الغيرة منها المحمود والمذموم : وملاك الغيرة وأعلاها ثلاثة أنواع :
1 – غيرة العبد لربه أن تنتهك محارمه وتضيع حدوده
2 – وغيرته على قلبه أن يسكن إلى غيره وأن يأنس بسواه
3 – وغيرته على حرمته أن يطلع عليها غيره
فالغيرة التي يحببها الله ورسوله دارت على هذه الأنواع الثلاثة وما عداها فإما من خدع الشيطان ، وإما بلوى من الله كغيرة المرأة على زوجها أن يتزوج عليها
ثالثا : إعفاف الزوجة :
وهذا حق مقرر للزوجة ، ثابت في السنة النبوية ، ففي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله (ص)- : " يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل ؟ فقلت بلى يا رسول الله ، قال : فلا تفعل ، صم وأفطر ، وقم ونم ، فإن لجسدك عليك حقا ، وإن لعينيك عليك حقا ، وإن لزوجك عليك حقا ، فأعط كل ذي حق حقه " فأخبر (ص) أن للزوجة على زوجها حقا "
والحديث لم يقله النبى(ص) فهو لا يمكن أن يأمر بالصوم فى غير رمضان لأن الصةوم هو عقوبة على الكثير من الذنوب ثم قال :
بل إن هذا الحق يعد أيضا من أنواع العبادة التي يثاب عليها الرجل ، فعن أبي ذر الغفاري عن النبي (ص)أنه قال : " وفي بضع أحدكم صدقة ، قالوا : يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ، ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في حرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال ، كان له أجر " أخرجه مسلم
رابعا : حفظ أسرار الزوجة :
وهذا الحق يعد من الحقوق المشتركة بين الزوجين
أخرج مسلم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله (ص)-: " إن من أشر الناس منزلة يوم القيامة : الرجل يفضي إلى المرأة ، وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها "
خامسا :النفقة الزوجية :
قال الله تعالى : " أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن " وقوله سبحانه : " وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف " والآيتان وإن كانتا في إيجاب النفقة للمعتدة فهي للزوجة التي لم تطلق أولى وألزم
وقال الله تعالى : " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم "
قال الإمام ابن كثير : معلقا على هذه الآية ( " وبما أنفقوا من أموالهم " أي : المهور والنفقات والكلف التي أوجبها الله عليهم لهن في كتابه وسنة نبيه (ص) صححه الألباني
وعند أبي داود ، أن النبي (ص)سئل عن حق الزوجة فقال : " أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ، و لا تضرب الوجه ، ولا تهجر إلا في البيت "
وعند هذا الحق يتبادر إلى الذهن ما أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها : أن هندا زوجة أبي سفيان قالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه ، وهو لا يعلم ، فقال : " خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف " "
الرواية تناقض كتاب الله فى وجوب النفقة فإن لم ينفق فقد وجب قتله لردته وهى امتناعه عن حكم أوجبه الله عليه ومن ثم لا يمكن أن تكون المعيشة قائمة على الخوف والأخذ فى الخفاء ثم قال :
"وأخرج مسلم أن رسول الله - (ص)- قال في حجة الوداع : " ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف "
سادسا : احتمال هفوات الزوجة وغض الطرف عنها :
أخي الزوج : ينبغي أن تعلم أنه ليس من سمة البشر الكمال ، بل الأصل في البشر الخطأ والزلل ، ولذلك من الحق والعدل أن تغض طرفك عن الأخطاء الصغيرة والهفوات العابرة ، كما قال (ص) : " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر " أخرجه مسلم
فالزوج العاقل الكريم إذا لا يعاتب زوجته عند أدنى هفوة ، ولا يؤاخذها بأول زلة ، بل يلتمس لها المعاذير ، ويحملها على أحسن المحامل ، ومن ثم يقدم لها النصح بقدر المستطاع
سابعا : تعليمها أمور دينها :
قال الحق سبحانه : " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها "
قال ابن كثير في تفسير الآية : " أي : استنقذهم من عذاب الله بإقام الصلاة واصبر أنت على فعلها
روى مسلم في صحيحه : أن النبي (ص)، إذا أوتر يقول : " قومي يا عائشة "
وفسر ابن عباس قوله تعالى " قوا أنفسكم وأهليكم نارا " بقوله : اعملوا بطاعة الله ، واتقوا معاصي الله ، وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار
وكان (ص)يعلم نساءه أمور دينهن ، وزوج رجلا من الصحابة امرأة على ما معه من القرآن
ثامنا : العدل بين النساء إن كن أكثر من واحدة :
والأصل في هذا الحق قوله تعالى : " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا "
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله (ص) : " إن المقسطين عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه – يمين – الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا " صححه الألباني في الجامع الصغير "
الرواية خاطئة فلا يوجد شىء اسمه منابر من نور واليدين لا يمكن أن يكونا يمين والله أساسا ليس جسم حتى يكون له أيدى أى أذرع لهم جهة ثم قال :
"وجاء في الطبقات لأبن سعد – وأصله في البخاري - : أن النبي (ص)كان يطاف به محمولا في مرضه كل يوم وكل ليلة فيبيت عند كل واحدة منهن ، ويقول
أين أنا غدا ؟ ففطنت لذلك امرأة منهن فقالت : إنما يسأل عن يوم عائشة ، فقلنا يا رسول الله : قد أذنا لك أن تكون في بيت عائشة ، فإنه يشق عليك أن تحمل في كل ليلة ، فقال : وقد رضيتن ؟ فقلن : نعم ، قال : فحولوني إلى بيت عائشة –"
وهذه الرواية خاطئة فالمريض لا يمكن نقله كل ليلة حفاظا على صحته لقوله تعالى :
"ولا على المريض حرج"
وهو يرتاح فى أى مكان يريده حتى ولو كان متعدد الزوجات ثم قال:
* تذكر :
تذكر أيها الزوج قول المصطفى (ص) في الحديث المتفق عليه : " إن أحق الشروط أن توفوا بها ما استحللتم به الفروج " "
ثم تحدث عن العلاقة بأقارب الزوجة فقال:
" العلاقة بذوي القربى :
على الزوج القدوة أن يحرص على احترام أسرة الزوجة وإكرامها وخاصة والديها بحيث يشعرون وكأنه ابنهم وذلك بجانب بره وإحسانه لأسرته وخاصة والديه ، قال الله تعالى : " واعبدوا الله تعالى ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى "
* قيل :
-أنت تسب امرأتك إذا امتدحت امرأة أخرى أمامها
-الزوج الصالح أب بعد أب
* حذاري =
احذر أخي الزوج أن تكون من الناس الذين هم داخل بيوتهم من أفظ الناس وأغلظهم ، وهم خارجها من ألطف الناس وآنسهم "
ثم تحدث عن حق الزوج على الزوجة فقال:
"ثانيا : حقه عليك :
• الزوجة الحكيمة :
إن الزوجة الحكيمة فعلا هي التي تنصر الزوج على نفسه ، فتذكره بالله دائما وذلك طمعا في استمرار السعادة الأسرية ، كما كانت نساء الصحابة يقلن لأزواجهن عند الخروج من البيت : "بالله عليك لا تدخل علينا حراما ، واتق الله فينا "
* الاحترام المتبادل :
ما أجمل أن يكون الاحترام المتبادل بين الزوجين قائما على الدوام ، وأن يكون عن طيب خاطر وراحة نفس والواجب عليك احترامك زوجك والاعتراف له بالقوامة وعدم منازعته في الاختصاصات التي يجب أن ينفرد بها ، وإنزاله منزلته التي أنزله الله إياها ، من كونه رب الأسرة وسيدها وحاميها والمسؤول الأول عنها
ولله در أم هانئ حين خطبها النبي (ص)فأبت ، لا لعدم رغبتها أو موافقتها ، بل لانشغالها وهي أم أطفال صغار ، أن يطغى أحد الواجبين على الآخر : واجب الزوج ، وواجب الأطفال
* كوني له أرضا يكن لك سماء :
أختي المسلمة ! اقرئي وصية أسماء بنت خارجة امرأة عوف الشيباني ، إلى ابنتها قبل زفافها ، تجدي فيها كلمة جامعة لأصول المعاملات الزوجية ، والآداب التي يجب أن تتحلى بها كل فتاة مقبلة على الزواج
تقول أسماء لابنتها :
" أي بنية ! إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك منك ، ولكنها تذكرة للغافل ، ومعونة للعاقل ، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى والديها وشدة حاجتها إليها كنت أغنى الناس عنه ، ولكن النساء للرجال خلقن ، ولهن خلق الرجال
أي بنية ! أنك تفارقين بيتك الذي منه خرجت وتتركين عشك الذي فيه درجت ، إلى رجل لم تعرفيه ، وقرين لم تألفيه ، فكوني له أرضا يكن لك سماء ، وكوني له مهادا يكن لك عمادا ، وكوني له أمة يكن لك عبدا واحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا
- أما الأولى والثانية : فالخشوع له بالقناعة ، وحسن السمع والطاعة
- وأما الثالثة والرابعة : فالتفقد لموضع عينه وأنفه ، فلا تقع عينه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح
- وأما الخامسة والسادسة : فالتفقد لوقت منامه وطعامه ، فإن الجوع ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبة
- وأما السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله ، والادعاء على حشمه وعياله ، فملاك الأمر في المال حسن التقدير ، وفي العيال حسن التدبير
- وأما التاسعة والعاشرة : فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سرا ، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره ، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره
ثم إياك والفرح بين يديه إن كان ترحا ، أو الترح بين يديه إن كان فرحا ، فإن الخصلة الأولى من التقصير ، والأخرى من التكدير
وكوني ما تكونين له إعظاما ، يكن أشد ما يكون لك إكراما ، وأشد ما تكونين له موافقة ، يكن أطول ما يكون لك مرافقة ، واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك ، وهواه على هواك ، فيما أحببت أو كرهت ـ والله يخير لك "
فما أجمل أن تزود كل أم عاقلة ابنتها بمثل تلك الآداب القيمة والنصائح النيرة ، والتي حوت حقوق الزوج برمتها "
هذه الوصايا تتكرر وكأنها ليست فى كتاب الله والمفروض فى أى مسلم أن يستشهد بكتاب الله وليس بكلام بشر قد يكون فيه أخطاء كطاعة كل أمر للزوج فهذا خطأ فالمفروض الطاعة فى كل خير وحكاية أسماء غالبها مخالف لكلام فالزوج والزوج ليس مطلوب منهما طاعة أحدهما للأخر والرضا وإنما طاعة أوامر الله ونواهيه وهى التى تحكم أى علاقة بين أى فردين مسلمين كما قال تعالى:
" أطيعوا الله"
ثم عاد وذكر عنوان أخر عن حقوق الزوج على الزوجة مقررا ما قلته من أن الغرض هو طاعة الله فى الخير والبعد عن طاعته فى الشر فقال :
"حقوق الزوج على الزوجة :
أولا : الطاعة بالمعروف :
والمراد بالمعروف : ما أقره الشرع وأمر به ، فهي تطيعه في غير ما نهى الله عنه قال تعالى : " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم " وقال سبحانه : " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم "
بل اعلمي أختي المسلمة أن رفضك طاعة زوجك يعرضك لغضب الله تعالى ولعنته ، فعن أبي هريرة قال : قال رسول(ص) " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ، فأبت أن تجيء ، فبات غضبان عليها ، لعنتها الملائكة حتى تصبح " متفق عليه "
الرواية خاطئة فهناك أوقات يجب أن ترفض المرأة دعوة زوجها للجماع كنهار رمضان ووقت الحيض ووقت النفاس وكذلك فى أوقات دخول وخروج أهل البيت عليهما ثم نقل عن ابن الجوزى التالى :
"واسمعي إلى ما قال ابن الجوزي بهذا الصدد : قال : " وينبغي للمرأة العاقلة إن وجدت زوجا يلائمها ، أن تجتهد في مرضاته ، وتتجنب كل ما يؤذيه ، فإنها متى آذته أو تعرضت لما يكرهه أوجبت ملالته ، وبقي ذلك في نفسه ، فربما وجد فرصته فتركها أو آثر عليها ، فإنه قد يجد وقد لا تجد هي ومعلوم أن الملل للمستحسن قد يقع ، فكيف للمكروه "
ثانيا : القرار في المنزل وترك الخروج منه إلا بإذن الزوج :
قال الله تعالى : " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " وهذا وإن كان خطابا لنساء النبي (ص)فهو إرشاد لبقية نساء الأمة بالتأسي بهن ، والتأدب بآدبهن
ثالثا : صون العرض والمال :
لقوله (ص) : " والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها " أخرجه البخاري
رابعا : خدمة البيت :
والدليل على المطالبة لخدمة الزوج في البيت ما ذكره ابن القيم في كتابه الزاد من أن النبي (ص) قسم الأمر بين علي وفاطمة ، حين اشتكيا إليه الخدمة ، فحكم على فاطمة بالخدمة الباطنية ( أي الخدمة داخل البيت ) وحكم على علي بالخدمة الظاهرة ( أي خارج المنزل ) "
وهذا الكلام يناقض رواية كون الزوج وهو النبى (ص)فى الخدمة الداخلية وفى الإسلام الخدمة فى الداخل على الزوجة إلا أن يساعدها الزوج من عنده لأنه لن يقدر على العمل خارج البيت وداخله معا ثم قال:
"خامسا : التزين للزوج :
عن جابر بن عبد الله قال : كنا مع النبي (ص)في غزوة ، فلما قدمنا ذهبنا لندخل ، فقال : أمهلوا حتى ندخل ليلا – أي عشاء – لكي تمتشط الشعثة ، وتستحد المغيبة " رواه البخاري ومسلم
سادسا : مراعاة مشاعر الزوج :
عليك أن تبتعد عما يؤذيه من قول أو فعل أو خلق ، وعليك كذلك مراعاة ظروفه المالية والاجتماعية
قال الشاعر :
إنك إن كلفتني ما لم أطق *** ساءك ما سرك مني من خلق
سابعا : حفظ أسرار الزوج وعدم إفشاءها :
وهذا الحق يعد من الحقوق المشتركة بين الزوجين ، قال الله تعالى : " فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله " فسر بعض المفسرين قوله " حافظات للغيب بما حفظ الله " أنهن الحافظات بما يجري بينهن وبين أزواجهن مما يجب كتمه ويتحتم ستره من بواطن وأسرار ، وفي الحديث : " إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر أحدهما سر صاحبه"
قطعا هذا التفسير خاطىء فالمراد هو حفظ المرأة نفسها من الزنى وأشباهه من النظرات المحرمة فى أثناء غياب الزوج عن المنزل ثم حكى لنا التالى:
" قصة !!!
ذهبت أم كلثوم بنت جعفر بن أبي طالب وهي ابنة خمس سنين ، في حاجة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وكان ثوبها يجر ورائها شبرا أو يزيد ، فأراد عمر أن يمازحها ، فرفع ثوبها حتى بدت قدماها ، فقالت : مه ، أما لو لم تكن أمير المؤمنين لضربت وجهك "
حكاية من الحكايات التى لا أصل لها فلا يمكن أن يبلغ عقل طفلة ذات خمس سنوات لم تبلغ بعد إلى هذا الكلام ثم ذكر فتوى فقال :
" فتوى :
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز عن ما يسمى ( بدبلة الخطوبة ) فأجاب : لا يجوز التختم بالدبلة لأنه تشبه بالكفار ، فقد جاءت هذه العادة من الكفار ، وكما جاء في الحديث : " من تشبه بقوم فهو منهم " أخرجه أبو داود وصححه الألباني"
هذا الكلام ليس تشبه وإنما هو من التحلى الذى أباحه الله فقال :
"وتستخرجون منه حلية تلبسونها "
ثم قال :
* ذكرى
تذكري أختي المسلمة قول النبي (ص)عند البخاري : لما عرضت عليه النار ورأى أكثر أهلها النساء ، فقال : "رأيت أكثر أهلها النساء قالوا : بم يا رسول الله ؟ قال : يكفرن قيل : يكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير – الزوج – ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ، ثم رأت منك شيئا قالت : ما رأيت منك خيرا قط " "
الرواية خاطئة تخالف كتاب الله وهو كفر أكثر الناس رجالا ونساءكما قال تعالى :
" ولكن أكثر الناس لا يشكرون" " لا يؤمنون" ... ثم قال :
"كوني لبقة :
اللباقة تعني بكل بساطة : الكلمة المناسبة ، ورد الفعل الذكي
أو بعبارة أخرى : أن المرأة اللبقة هي التي تلبس لكل حال لبوسها ، وتستطيع أن تحول الموقف المضاد بذكاء الكلمة والفعل إلى صالحها
ومما نقش في ذاكرة التاريخ مما يدل على لباقة بعض النساء :
أن خالد بن يزيد بن معاوية وقع يوما في عبد الله بن الزبير منافس بني أمية اللدود ، وأقبل يصفه بالبخل ، وكانت زوجته رملة بنت الزبير أخت عبد الله بن الزبير جالسة فأطرقت ولم تتكلم بكلمة ، فقال لها خالد : ما لك لا تتكلمين ؟! أرضى بما قلته أم تنزها عن جوابي ؟! فقالت : لا هذا ولا ذاك ، ولكن المرأة لم تخلق للدخول بين الرجال ؟ إنما نحن رياحين للشم والضم ! فأعجبه قولها ورجاحة عقلها "
حكايات الخلافات بين بنى أمية وبنى على وبنى الزبير وغيرها كلهم أحاديث كاذبة لم تحدث وقد وضعها الكفار بتفريق المسلمين فرقا كافرة كل واحد يتعصب لفريق يظن أنه من نسله ثم قال :
" أخية :
احذري الصفات غير المرغوبة لدى الزوج ، واحرصي على تقديره وتوقيره
جاء في تفسير ابن الجوزي عند قوله تعالى : " وللرجال عليهن درجة " قالت ابنة سعيد بن المسيب : " ما كنا نكلم أزواجنا إلا كما تكلمون أمراءكم "
فهل لك في ابنة ابن المسيب أسوة "
قطعا لا أسوه للمسلمة فى امرأة تطلب التشبه بالأمراء الكفار ومخاطبة الناس لهم وأما الأمير فى الإسلام فهو واحد من البشر المسلمين كما كان النبى(ص) الذى أمره الله أن يقول:
" قل إنما أنا بشر مثلكم"
فالمسلمون يتخاطبون جميها كإخوة وأخوات وليس فيهم من هو أعلى من الثانى ثم قال :
"يقول ابن الجوزي وينبغي للمرأة أن تصبر على أذى الزوج كما يصبر المملوك قال بعض العرب : لا تنكحوا من النساء ستة :
( لا أنانة ، ولا منانة ، ولا حنانة – وهي التي تحن إلى زوج آخر - ، ولا حداقة – وهي التي ترمي إلى كل شيء بحدقتها فتشتهيه وتكلف الزوج شراءه ، ولا براقة – وهي التي تكون طوال النهار في تزيين وجهها ليكون براقا -، و لا شداقة – وهي كثيرة الكلام -)
* من كنوز الحكم :
قيل : المرأة الجميلة تملك القلوب لكن المرأة الفاضلة تسرق العقول
قيل : رب جميلة بدون دين يصونها جرت على أسرتها الويلات
قيل : جمال الوجه مع قبح النفوس كقنديل على قبر مجوسي !
قيل : قال عبد الله بن جعفر لابنته : يا بنية إياك والغيرة ، فإنه مفتاح الطلاق وإياك والمعاتبة فإنها تورث الضغينة
قيل : ثلاثة أشياء تسقط قيمة المرأة : حب المال ، والأنانية ، وحب السيطرة ، وثلاثة ترفعها : التضحية ، والوفاء ، والفضيلة
قال رجل للحسن : فمن أزواج ابنتي ؟ قال ممن يتقي الله ؟ فإن أحبها أكرمها ، وإن أبغضها لم يظلمها "
قطعا هذا الكلام كلام بشر منه الصحيح ومنه الخطأ وإنما ما يطاع هو كلام الله لأنه فيه تفصيل كل حكم كما قال تعالى :
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"
ثم كانت النصيحة الأخيرة فى قوله:
" وأخيرا :
أخي الزوج : لتقف قليلا مع نفسك بعد أن أصبحت ربا لأسرة وعلى عتبة مرحلة جديدة في حياتك لا بد أن تكون واعيا لحجم ومقدرات الأمانة والمسؤولية التي صرت مكلفا بها
أخي الزوج : لئن كنت بالأمس وحدك فالآن أتى من يشاركك ، ولئن كنت في الماضي تفكر لنفسك فالآن تفكر لك ولغيرك ، ومنذ العقد وإلى أن تخلوا بزوجتك ليلة الزفاف فإنه يحدوك الأمل المشرق والمستقبل الباسم في السعادة فخذ بزمام الأمر ، وابحث عنها في مظانها "
معد الكتاب فهد بن محمد الحميزي وقد بين المؤلف فى المقدمة أن الكتاب نصائح للمقبلين على الزواج فقال:
"وبعد : -
فإن الإسلام حث على الزواج ورغب فيه ووضح حكمه وأحكامه وما فيه من ثمرات وفضائل ، وفي هذه الرسالة أحببت أن أذكر شيئا من الوصايا لمن أقبل على الزواج ذكورا واناثا ، وهي من باب التذكير لمن نسيها والتعليم لمن جهلها "
وقد استهل الحميزى الكتاب بذكر حقوق الزوجة على الزوج فقال :
"أولا : حقها عليك :
* صورة مشرقة من بيت النبوة :
عن الأسود قال : سألت عائشة: " ما كان النبي (ص)– يصنع في بيته ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله – تعني خدمة أهله – فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة " رواه البخاري "
الرواية لا تصح فالرجل فى بيته لا يكون فى شىء واحد اسمه خدمة أهله وإنما يكون فى أمور كثيرة الأكل والشرب والنوم والجماع وأما حكاية خدمة ألأهل فهذا حسب ما يتيسر فما لا تقدر على عمله النساء فى البيت يعمله الرجال وأما الطبخ والكنس والتنظيف وما شابه فهذه واجبات المرأة والحميزى هنا لم يذكر حقوقا للمرأة كالنفقة عليها وكسوتها وإسكانها وهو ما ذكره كتاب الله
ثم قال :
" السعادة في الاختيار الصحيح :
إن مما شرع الله عز وجل من أسباب السعادة وجبل النفوس عليه الارتباط برباط الزوجية ، فإنه من أعظم أسباب السعادة في هذه الحياة ، وحصول الطمأنينة ، والسعادة ، والسكينة ، متى تحقق الوئام بين الزوجين ، وكتب التوفيق لهما ، ولذا امتن الله تعالى على عباده بهذه النعمة فقال : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله (ص)قال : " الدنيا متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة " "
وحكاية الاختيار الصحيح لا وجود لها فالتحرى واجب وأما أى مسلم أو مسلمة فمقبول للزواج وقد نتحرى ومع هذا تأتى التجربة بالفشل وإلا لماذا شرع الله الطلاق؟
ومن ثم فلا يوجد شىء اسمه الاختيار الصحيح وإنما هو ما عبر عنه العامة بالقسمة والنصيب وبالبطيخة التى لا يعرف داخلها حلو أو غير حلو إلا بكسرها ثم قال :
" الزواج تاج الفضيلة :
قال بكر أبو زيد: ( الزواج صلة شرعية تبرم بعقد بين الرجل والمرأة بشروطه وأركانه المعتبرة شرعا ، ولأهميتة قدمه أكثر المحدثين والفقهاء على الجهاد ، لأن الجهاد لا يكون إلا بالرجل ، ولا طريق له إلا بالزواج ، وهو يمثل مقاما أعلى في إقامة الحياة ، واستقامتها ، لما ينطوي عليه من المصالح العظيمة ، والحكم الكثيرة ، والمقاصد الشريفة )
وقد عظم الله تعالى من شأن الزواج ، حتى سماه بالميثاق الغليظ ، أي العهد الشديد -الوفاء والالتزام القائم على الإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان - فقال سبحانه وتعالى : ( وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذ منكم ميثاقا غليظا )
فاعلم يا أخي أن زوجتك أمانة في عنقك سوف تسأل عنها يوم القيامة ، قال عليه الصلاة والسلام : ( استوصوا بالنساء خيرا ) متفق عليه
وإن تزوجت فكن حاذقا *** واسأل عن الغصن وعن منبته
واسأل عن الصهر وأحواله *** من جيرة وذي قربته"
الزواج المفروض أنه يقى من الزنى ولكن هذا لا يمنع وقوع بعض الزوجات والأزواج فى الزنى ثم تحدث عن تبادل الهدايا بين الأزواج فقال:
" تبادل الهدية :
تبادل الهدية بين الأزواج سيما هدايا الزوج للزوجة إحدى أسباب غرس أسباب المحبة بينهما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ( تهادوا تحابوا ) حسنه الألباني في الإرواء"
قطعا هذا عند الأغنياء وأما فى معظم المجتمع فمن أين تأتى الهدايا وهم يعيشون بالكاد على طعام لا يكفيهم
وحدثنا الحميزى عن حقوق الزوجة على الزوج فقال :
حقوق الزوجة على الزوج :
" الزواج في حقيقته عبارة عن شركة بين رجل وامرأة من أجل بناء الجيل الصالح ، الذي يعبد ربه ويبني ويعمر الحياة ، فأصل الزواج في الإسلام هو حلول المودة والألفة والإيثار بين اثنين ، ومن أجل دوام العشرة بينهما جعل الله تعالى لكل من الرجل والمرأة حقوقا لدى الآخر يجب القيام بها "
" منقول من كتابه خمسون وصية من وصايا الرسول للنساء "
أولا : الإحسان في المعاملة والمعاشرة بالمعروف :
الزوجة أمانة عند الزوج ، فيجب عليه إحسان معاملتها قولا : بكلام حسن وعفة لسان ، وفعلا : بمعاملة كريمة لقوله تعالى :
" وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا " ، وقول النبي (ص)- : " لا يفرك مؤمن مؤمنة ، أن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر " أخرجه مسلم وروى أبو هريرة في الحديث المتفق عليه عن النبي –(ص)– أنه قال : " استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء "
وقال (ص) : " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهله " –صححه الألباني –
ثانيا : صون الزوجة والغيرة عليها واحترامها :
الغيرة على الزوجة أمر فطري في النفوس ، سأل سعد بن عبادة رسول الله (ص) قال : " لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح ، فقال النبي (ص): " أتعجبون من غيرة سعد ، لأنا أغير منه ، والله أغير مني ، ومن أجل غيرة الله ، حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن " أخرجه البخاري "
الرواية خاطئة لا يقولها النبى(ص) فالغيرة هى أن تطبق كلام الله والرسول (ص) لا يمكن أن يقر سوى تطبيق حد الزنى وليس القتل بالسيف دون إشهاد وشهادة ثم نقل الحميزى التالى:
"قال الإمام ابن القيم في كتابه روضة المحبين ، بعد أن ذكر أنواعا من الغيرة منها المحمود والمذموم : وملاك الغيرة وأعلاها ثلاثة أنواع :
1 – غيرة العبد لربه أن تنتهك محارمه وتضيع حدوده
2 – وغيرته على قلبه أن يسكن إلى غيره وأن يأنس بسواه
3 – وغيرته على حرمته أن يطلع عليها غيره
فالغيرة التي يحببها الله ورسوله دارت على هذه الأنواع الثلاثة وما عداها فإما من خدع الشيطان ، وإما بلوى من الله كغيرة المرأة على زوجها أن يتزوج عليها
ثالثا : إعفاف الزوجة :
وهذا حق مقرر للزوجة ، ثابت في السنة النبوية ، ففي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله (ص)- : " يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل ؟ فقلت بلى يا رسول الله ، قال : فلا تفعل ، صم وأفطر ، وقم ونم ، فإن لجسدك عليك حقا ، وإن لعينيك عليك حقا ، وإن لزوجك عليك حقا ، فأعط كل ذي حق حقه " فأخبر (ص) أن للزوجة على زوجها حقا "
والحديث لم يقله النبى(ص) فهو لا يمكن أن يأمر بالصوم فى غير رمضان لأن الصةوم هو عقوبة على الكثير من الذنوب ثم قال :
بل إن هذا الحق يعد أيضا من أنواع العبادة التي يثاب عليها الرجل ، فعن أبي ذر الغفاري عن النبي (ص)أنه قال : " وفي بضع أحدكم صدقة ، قالوا : يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ، ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في حرام ، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال ، كان له أجر " أخرجه مسلم
رابعا : حفظ أسرار الزوجة :
وهذا الحق يعد من الحقوق المشتركة بين الزوجين
أخرج مسلم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله (ص)-: " إن من أشر الناس منزلة يوم القيامة : الرجل يفضي إلى المرأة ، وتفضي إليه ، ثم ينشر سرها "
خامسا :النفقة الزوجية :
قال الله تعالى : " أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن " وقوله سبحانه : " وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف " والآيتان وإن كانتا في إيجاب النفقة للمعتدة فهي للزوجة التي لم تطلق أولى وألزم
وقال الله تعالى : " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم "
قال الإمام ابن كثير : معلقا على هذه الآية ( " وبما أنفقوا من أموالهم " أي : المهور والنفقات والكلف التي أوجبها الله عليهم لهن في كتابه وسنة نبيه (ص) صححه الألباني
وعند أبي داود ، أن النبي (ص)سئل عن حق الزوجة فقال : " أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ، و لا تضرب الوجه ، ولا تهجر إلا في البيت "
وعند هذا الحق يتبادر إلى الذهن ما أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها : أن هندا زوجة أبي سفيان قالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه ، وهو لا يعلم ، فقال : " خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف " "
الرواية تناقض كتاب الله فى وجوب النفقة فإن لم ينفق فقد وجب قتله لردته وهى امتناعه عن حكم أوجبه الله عليه ومن ثم لا يمكن أن تكون المعيشة قائمة على الخوف والأخذ فى الخفاء ثم قال :
"وأخرج مسلم أن رسول الله - (ص)- قال في حجة الوداع : " ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف "
سادسا : احتمال هفوات الزوجة وغض الطرف عنها :
أخي الزوج : ينبغي أن تعلم أنه ليس من سمة البشر الكمال ، بل الأصل في البشر الخطأ والزلل ، ولذلك من الحق والعدل أن تغض طرفك عن الأخطاء الصغيرة والهفوات العابرة ، كما قال (ص) : " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر " أخرجه مسلم
فالزوج العاقل الكريم إذا لا يعاتب زوجته عند أدنى هفوة ، ولا يؤاخذها بأول زلة ، بل يلتمس لها المعاذير ، ويحملها على أحسن المحامل ، ومن ثم يقدم لها النصح بقدر المستطاع
سابعا : تعليمها أمور دينها :
قال الحق سبحانه : " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها "
قال ابن كثير في تفسير الآية : " أي : استنقذهم من عذاب الله بإقام الصلاة واصبر أنت على فعلها
روى مسلم في صحيحه : أن النبي (ص)، إذا أوتر يقول : " قومي يا عائشة "
وفسر ابن عباس قوله تعالى " قوا أنفسكم وأهليكم نارا " بقوله : اعملوا بطاعة الله ، واتقوا معاصي الله ، وأمروا أهليكم بالذكر ينجيكم الله من النار
وكان (ص)يعلم نساءه أمور دينهن ، وزوج رجلا من الصحابة امرأة على ما معه من القرآن
ثامنا : العدل بين النساء إن كن أكثر من واحدة :
والأصل في هذا الحق قوله تعالى : " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا "
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله (ص) : " إن المقسطين عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه – يمين – الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا " صححه الألباني في الجامع الصغير "
الرواية خاطئة فلا يوجد شىء اسمه منابر من نور واليدين لا يمكن أن يكونا يمين والله أساسا ليس جسم حتى يكون له أيدى أى أذرع لهم جهة ثم قال :
"وجاء في الطبقات لأبن سعد – وأصله في البخاري - : أن النبي (ص)كان يطاف به محمولا في مرضه كل يوم وكل ليلة فيبيت عند كل واحدة منهن ، ويقول
أين أنا غدا ؟ ففطنت لذلك امرأة منهن فقالت : إنما يسأل عن يوم عائشة ، فقلنا يا رسول الله : قد أذنا لك أن تكون في بيت عائشة ، فإنه يشق عليك أن تحمل في كل ليلة ، فقال : وقد رضيتن ؟ فقلن : نعم ، قال : فحولوني إلى بيت عائشة –"
وهذه الرواية خاطئة فالمريض لا يمكن نقله كل ليلة حفاظا على صحته لقوله تعالى :
"ولا على المريض حرج"
وهو يرتاح فى أى مكان يريده حتى ولو كان متعدد الزوجات ثم قال:
* تذكر :
تذكر أيها الزوج قول المصطفى (ص) في الحديث المتفق عليه : " إن أحق الشروط أن توفوا بها ما استحللتم به الفروج " "
ثم تحدث عن العلاقة بأقارب الزوجة فقال:
" العلاقة بذوي القربى :
على الزوج القدوة أن يحرص على احترام أسرة الزوجة وإكرامها وخاصة والديها بحيث يشعرون وكأنه ابنهم وذلك بجانب بره وإحسانه لأسرته وخاصة والديه ، قال الله تعالى : " واعبدوا الله تعالى ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى "
* قيل :
-أنت تسب امرأتك إذا امتدحت امرأة أخرى أمامها
-الزوج الصالح أب بعد أب
* حذاري =
احذر أخي الزوج أن تكون من الناس الذين هم داخل بيوتهم من أفظ الناس وأغلظهم ، وهم خارجها من ألطف الناس وآنسهم "
ثم تحدث عن حق الزوج على الزوجة فقال:
"ثانيا : حقه عليك :
• الزوجة الحكيمة :
إن الزوجة الحكيمة فعلا هي التي تنصر الزوج على نفسه ، فتذكره بالله دائما وذلك طمعا في استمرار السعادة الأسرية ، كما كانت نساء الصحابة يقلن لأزواجهن عند الخروج من البيت : "بالله عليك لا تدخل علينا حراما ، واتق الله فينا "
* الاحترام المتبادل :
ما أجمل أن يكون الاحترام المتبادل بين الزوجين قائما على الدوام ، وأن يكون عن طيب خاطر وراحة نفس والواجب عليك احترامك زوجك والاعتراف له بالقوامة وعدم منازعته في الاختصاصات التي يجب أن ينفرد بها ، وإنزاله منزلته التي أنزله الله إياها ، من كونه رب الأسرة وسيدها وحاميها والمسؤول الأول عنها
ولله در أم هانئ حين خطبها النبي (ص)فأبت ، لا لعدم رغبتها أو موافقتها ، بل لانشغالها وهي أم أطفال صغار ، أن يطغى أحد الواجبين على الآخر : واجب الزوج ، وواجب الأطفال
* كوني له أرضا يكن لك سماء :
أختي المسلمة ! اقرئي وصية أسماء بنت خارجة امرأة عوف الشيباني ، إلى ابنتها قبل زفافها ، تجدي فيها كلمة جامعة لأصول المعاملات الزوجية ، والآداب التي يجب أن تتحلى بها كل فتاة مقبلة على الزواج
تقول أسماء لابنتها :
" أي بنية ! إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك منك ، ولكنها تذكرة للغافل ، ومعونة للعاقل ، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى والديها وشدة حاجتها إليها كنت أغنى الناس عنه ، ولكن النساء للرجال خلقن ، ولهن خلق الرجال
أي بنية ! أنك تفارقين بيتك الذي منه خرجت وتتركين عشك الذي فيه درجت ، إلى رجل لم تعرفيه ، وقرين لم تألفيه ، فكوني له أرضا يكن لك سماء ، وكوني له مهادا يكن لك عمادا ، وكوني له أمة يكن لك عبدا واحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا
- أما الأولى والثانية : فالخشوع له بالقناعة ، وحسن السمع والطاعة
- وأما الثالثة والرابعة : فالتفقد لموضع عينه وأنفه ، فلا تقع عينه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح
- وأما الخامسة والسادسة : فالتفقد لوقت منامه وطعامه ، فإن الجوع ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبة
- وأما السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله ، والادعاء على حشمه وعياله ، فملاك الأمر في المال حسن التقدير ، وفي العيال حسن التدبير
- وأما التاسعة والعاشرة : فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سرا ، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره ، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره
ثم إياك والفرح بين يديه إن كان ترحا ، أو الترح بين يديه إن كان فرحا ، فإن الخصلة الأولى من التقصير ، والأخرى من التكدير
وكوني ما تكونين له إعظاما ، يكن أشد ما يكون لك إكراما ، وأشد ما تكونين له موافقة ، يكن أطول ما يكون لك مرافقة ، واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك ، وهواه على هواك ، فيما أحببت أو كرهت ـ والله يخير لك "
فما أجمل أن تزود كل أم عاقلة ابنتها بمثل تلك الآداب القيمة والنصائح النيرة ، والتي حوت حقوق الزوج برمتها "
هذه الوصايا تتكرر وكأنها ليست فى كتاب الله والمفروض فى أى مسلم أن يستشهد بكتاب الله وليس بكلام بشر قد يكون فيه أخطاء كطاعة كل أمر للزوج فهذا خطأ فالمفروض الطاعة فى كل خير وحكاية أسماء غالبها مخالف لكلام فالزوج والزوج ليس مطلوب منهما طاعة أحدهما للأخر والرضا وإنما طاعة أوامر الله ونواهيه وهى التى تحكم أى علاقة بين أى فردين مسلمين كما قال تعالى:
" أطيعوا الله"
ثم عاد وذكر عنوان أخر عن حقوق الزوج على الزوجة مقررا ما قلته من أن الغرض هو طاعة الله فى الخير والبعد عن طاعته فى الشر فقال :
"حقوق الزوج على الزوجة :
أولا : الطاعة بالمعروف :
والمراد بالمعروف : ما أقره الشرع وأمر به ، فهي تطيعه في غير ما نهى الله عنه قال تعالى : " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم " وقال سبحانه : " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم "
بل اعلمي أختي المسلمة أن رفضك طاعة زوجك يعرضك لغضب الله تعالى ولعنته ، فعن أبي هريرة قال : قال رسول(ص) " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه ، فأبت أن تجيء ، فبات غضبان عليها ، لعنتها الملائكة حتى تصبح " متفق عليه "
الرواية خاطئة فهناك أوقات يجب أن ترفض المرأة دعوة زوجها للجماع كنهار رمضان ووقت الحيض ووقت النفاس وكذلك فى أوقات دخول وخروج أهل البيت عليهما ثم نقل عن ابن الجوزى التالى :
"واسمعي إلى ما قال ابن الجوزي بهذا الصدد : قال : " وينبغي للمرأة العاقلة إن وجدت زوجا يلائمها ، أن تجتهد في مرضاته ، وتتجنب كل ما يؤذيه ، فإنها متى آذته أو تعرضت لما يكرهه أوجبت ملالته ، وبقي ذلك في نفسه ، فربما وجد فرصته فتركها أو آثر عليها ، فإنه قد يجد وقد لا تجد هي ومعلوم أن الملل للمستحسن قد يقع ، فكيف للمكروه "
ثانيا : القرار في المنزل وترك الخروج منه إلا بإذن الزوج :
قال الله تعالى : " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " وهذا وإن كان خطابا لنساء النبي (ص)فهو إرشاد لبقية نساء الأمة بالتأسي بهن ، والتأدب بآدبهن
ثالثا : صون العرض والمال :
لقوله (ص) : " والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها " أخرجه البخاري
رابعا : خدمة البيت :
والدليل على المطالبة لخدمة الزوج في البيت ما ذكره ابن القيم في كتابه الزاد من أن النبي (ص) قسم الأمر بين علي وفاطمة ، حين اشتكيا إليه الخدمة ، فحكم على فاطمة بالخدمة الباطنية ( أي الخدمة داخل البيت ) وحكم على علي بالخدمة الظاهرة ( أي خارج المنزل ) "
وهذا الكلام يناقض رواية كون الزوج وهو النبى (ص)فى الخدمة الداخلية وفى الإسلام الخدمة فى الداخل على الزوجة إلا أن يساعدها الزوج من عنده لأنه لن يقدر على العمل خارج البيت وداخله معا ثم قال:
"خامسا : التزين للزوج :
عن جابر بن عبد الله قال : كنا مع النبي (ص)في غزوة ، فلما قدمنا ذهبنا لندخل ، فقال : أمهلوا حتى ندخل ليلا – أي عشاء – لكي تمتشط الشعثة ، وتستحد المغيبة " رواه البخاري ومسلم
سادسا : مراعاة مشاعر الزوج :
عليك أن تبتعد عما يؤذيه من قول أو فعل أو خلق ، وعليك كذلك مراعاة ظروفه المالية والاجتماعية
قال الشاعر :
إنك إن كلفتني ما لم أطق *** ساءك ما سرك مني من خلق
سابعا : حفظ أسرار الزوج وعدم إفشاءها :
وهذا الحق يعد من الحقوق المشتركة بين الزوجين ، قال الله تعالى : " فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله " فسر بعض المفسرين قوله " حافظات للغيب بما حفظ الله " أنهن الحافظات بما يجري بينهن وبين أزواجهن مما يجب كتمه ويتحتم ستره من بواطن وأسرار ، وفي الحديث : " إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر أحدهما سر صاحبه"
قطعا هذا التفسير خاطىء فالمراد هو حفظ المرأة نفسها من الزنى وأشباهه من النظرات المحرمة فى أثناء غياب الزوج عن المنزل ثم حكى لنا التالى:
" قصة !!!
ذهبت أم كلثوم بنت جعفر بن أبي طالب وهي ابنة خمس سنين ، في حاجة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وكان ثوبها يجر ورائها شبرا أو يزيد ، فأراد عمر أن يمازحها ، فرفع ثوبها حتى بدت قدماها ، فقالت : مه ، أما لو لم تكن أمير المؤمنين لضربت وجهك "
حكاية من الحكايات التى لا أصل لها فلا يمكن أن يبلغ عقل طفلة ذات خمس سنوات لم تبلغ بعد إلى هذا الكلام ثم ذكر فتوى فقال :
" فتوى :
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز عن ما يسمى ( بدبلة الخطوبة ) فأجاب : لا يجوز التختم بالدبلة لأنه تشبه بالكفار ، فقد جاءت هذه العادة من الكفار ، وكما جاء في الحديث : " من تشبه بقوم فهو منهم " أخرجه أبو داود وصححه الألباني"
هذا الكلام ليس تشبه وإنما هو من التحلى الذى أباحه الله فقال :
"وتستخرجون منه حلية تلبسونها "
ثم قال :
* ذكرى
تذكري أختي المسلمة قول النبي (ص)عند البخاري : لما عرضت عليه النار ورأى أكثر أهلها النساء ، فقال : "رأيت أكثر أهلها النساء قالوا : بم يا رسول الله ؟ قال : يكفرن قيل : يكفرن بالله ؟ قال : يكفرن العشير – الزوج – ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ، ثم رأت منك شيئا قالت : ما رأيت منك خيرا قط " "
الرواية خاطئة تخالف كتاب الله وهو كفر أكثر الناس رجالا ونساءكما قال تعالى :
" ولكن أكثر الناس لا يشكرون" " لا يؤمنون" ... ثم قال :
"كوني لبقة :
اللباقة تعني بكل بساطة : الكلمة المناسبة ، ورد الفعل الذكي
أو بعبارة أخرى : أن المرأة اللبقة هي التي تلبس لكل حال لبوسها ، وتستطيع أن تحول الموقف المضاد بذكاء الكلمة والفعل إلى صالحها
ومما نقش في ذاكرة التاريخ مما يدل على لباقة بعض النساء :
أن خالد بن يزيد بن معاوية وقع يوما في عبد الله بن الزبير منافس بني أمية اللدود ، وأقبل يصفه بالبخل ، وكانت زوجته رملة بنت الزبير أخت عبد الله بن الزبير جالسة فأطرقت ولم تتكلم بكلمة ، فقال لها خالد : ما لك لا تتكلمين ؟! أرضى بما قلته أم تنزها عن جوابي ؟! فقالت : لا هذا ولا ذاك ، ولكن المرأة لم تخلق للدخول بين الرجال ؟ إنما نحن رياحين للشم والضم ! فأعجبه قولها ورجاحة عقلها "
حكايات الخلافات بين بنى أمية وبنى على وبنى الزبير وغيرها كلهم أحاديث كاذبة لم تحدث وقد وضعها الكفار بتفريق المسلمين فرقا كافرة كل واحد يتعصب لفريق يظن أنه من نسله ثم قال :
" أخية :
احذري الصفات غير المرغوبة لدى الزوج ، واحرصي على تقديره وتوقيره
جاء في تفسير ابن الجوزي عند قوله تعالى : " وللرجال عليهن درجة " قالت ابنة سعيد بن المسيب : " ما كنا نكلم أزواجنا إلا كما تكلمون أمراءكم "
فهل لك في ابنة ابن المسيب أسوة "
قطعا لا أسوه للمسلمة فى امرأة تطلب التشبه بالأمراء الكفار ومخاطبة الناس لهم وأما الأمير فى الإسلام فهو واحد من البشر المسلمين كما كان النبى(ص) الذى أمره الله أن يقول:
" قل إنما أنا بشر مثلكم"
فالمسلمون يتخاطبون جميها كإخوة وأخوات وليس فيهم من هو أعلى من الثانى ثم قال :
"يقول ابن الجوزي وينبغي للمرأة أن تصبر على أذى الزوج كما يصبر المملوك قال بعض العرب : لا تنكحوا من النساء ستة :
( لا أنانة ، ولا منانة ، ولا حنانة – وهي التي تحن إلى زوج آخر - ، ولا حداقة – وهي التي ترمي إلى كل شيء بحدقتها فتشتهيه وتكلف الزوج شراءه ، ولا براقة – وهي التي تكون طوال النهار في تزيين وجهها ليكون براقا -، و لا شداقة – وهي كثيرة الكلام -)
* من كنوز الحكم :
قيل : المرأة الجميلة تملك القلوب لكن المرأة الفاضلة تسرق العقول
قيل : رب جميلة بدون دين يصونها جرت على أسرتها الويلات
قيل : جمال الوجه مع قبح النفوس كقنديل على قبر مجوسي !
قيل : قال عبد الله بن جعفر لابنته : يا بنية إياك والغيرة ، فإنه مفتاح الطلاق وإياك والمعاتبة فإنها تورث الضغينة
قيل : ثلاثة أشياء تسقط قيمة المرأة : حب المال ، والأنانية ، وحب السيطرة ، وثلاثة ترفعها : التضحية ، والوفاء ، والفضيلة
قال رجل للحسن : فمن أزواج ابنتي ؟ قال ممن يتقي الله ؟ فإن أحبها أكرمها ، وإن أبغضها لم يظلمها "
قطعا هذا الكلام كلام بشر منه الصحيح ومنه الخطأ وإنما ما يطاع هو كلام الله لأنه فيه تفصيل كل حكم كما قال تعالى :
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"
ثم كانت النصيحة الأخيرة فى قوله:
" وأخيرا :
أخي الزوج : لتقف قليلا مع نفسك بعد أن أصبحت ربا لأسرة وعلى عتبة مرحلة جديدة في حياتك لا بد أن تكون واعيا لحجم ومقدرات الأمانة والمسؤولية التي صرت مكلفا بها
أخي الزوج : لئن كنت بالأمس وحدك فالآن أتى من يشاركك ، ولئن كنت في الماضي تفكر لنفسك فالآن تفكر لك ولغيرك ، ومنذ العقد وإلى أن تخلوا بزوجتك ليلة الزفاف فإنه يحدوك الأمل المشرق والمستقبل الباسم في السعادة فخذ بزمام الأمر ، وابحث عنها في مظانها "
مواضيع مماثلة
» نظرات فى كتاب الآداب الشرعية في المعاشرة الزوجية
» قراءة فى كتاب بر الوالدين
» قراءة فى كتاب الطامة
» قراءة فى كتاب حين أكتب عن أمي
» قراءة فى كتاب عرش الرب
» قراءة فى كتاب بر الوالدين
» قراءة فى كتاب الطامة
» قراءة فى كتاب حين أكتب عن أمي
» قراءة فى كتاب عرش الرب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى