أنصار السنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير سورة العنكبوت3

اذهب الى الأسفل

تفسير سورة العنكبوت3 Empty تفسير سورة العنكبوت3

مُساهمة  Admin الجمعة أكتوبر 07, 2011 9:21 am

"خلق الله السموات والأرض بالحق إن فى ذلك لآية للمؤمنين "المعنى أبدع الرب السموات والأرض للعدل إن فى الخلق لبرهان للمصدقين ،يبين الله أن الله خلق أى أنشأ أى "فطر السموات والأرض "كما قال بسورة الأنعام والسبب بالحق أى للعدل أى لينفذ فيها حكم الله وهو العدل وفى ذلك وهو الخلق آية للمؤمنين والمراد برهان على وجوب عبادة الله وحده للمصدقين بحكم الله .
"اتل ما أوحى إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون "المعنى أطع الذى ألقى لك من الوحى أى اتبع الدين إن الدين يحرم السوء أى الكفر ولطاعة الرب أفضل والرب يعرف ما تفعلون ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يتلوا ما أوحى إليه من الكتاب والمراد أن يتبع الذى ألقى له من القرآن وبيانه وهو الوحى مصداق لقوله بسورة الأنعام"اتبع ما أوحى إليك من ربك "وفسر هذا بأن يقيم الصلاة أى يطيع الدين مصداق لقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين "وهو الإسلام ،ويبين له أن الصلاة وهى الدين أى الإسلام تنهى عن الفحشاء أى المنكر والمراد يحرم الكفر أى الظلم ويبين له أن ذكر الله أكبر والمراد أن أجر طاعة حكم الرب أفضل من النار مصداق لقوله بسورة النحل"ولأجر الآخرة أكبر "ويبين له أن الله يعلم ما تصنعون والمراد أن الرب يدرى الذى تفعلون مصداق لقوله بسورة النحل"إن الله يعلم ما تفعلون " والخطاب حتى الله للنبى(ص) وما بعده للناس ويبدو أنه جزء من آية أخرى حذف بعضها .
"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذى أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون "المعنى ولا تحاوروا أصحاب الوحى السابق إلا بالتى هى أفضل إلا الذين كفروا منهم وقولوا صدقنا بالذى أوحى إليكم وأوحى إلينا وربنا وربكم واحد ونحن له مطيعون ،يطلب الله من المؤمنين ألا يجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن والمراد ألا يناقشوا أصحاب الوحى السابق إلا بالتى هى أعدل وهى القرآن ما عدا الذين ظلموا أى كفروا منهم والسبب أن النقاش لن يفيدهم لأنهم لن يؤمنوا أبدا ،ويطلب منهم أن يقولوا لأهل الكتاب :آمنا بالذى أنزل إليكم والذى أنزل إلينا والمراد صدقنا بالذى أوحى لكم والذى أوحى لنا وهذا يعنى وجوب تصديقنا بالوحى كله،وإلهكم وإلهنا واحد أى "وهو ربنا وربكم "كما قال بسورة البقرة والمراد وخالقنا وخالقكم واحد لا شريك له ونحن له مسلمون أى مطيعون لحكمه أى مخلصون مصداق لقوله بسورة البقرة "ونحن له مخلصون "والخطاب للمؤمنين.
"وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين أتيناهم الكتاب يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون"المعنى وهكذا أوحينا لك الوحى فالذين أعطيناهم الوحى يصدقون به ومن هؤلاء من يصدق به وما يكفر بأحكامنا إلا الظالمون،يبين الله لنبيه (ص)كذلك أى بتلك الطريقة وهى الإبلاغ أنزل الله إليه الكتاب والمراد أوحى له القرآن وبيانه وهو الوحى،ويبين له أن الذين أتاهم الكتاب وهم الذين أعطاهم الوحى السابق يؤمنون به أى يصدقون بالقرآن ومن هؤلاء والمراد ومن الناس الذين لا علم لهم بالوحى السابق من يؤمن أى يصدق بالقرآن ويبين له أن ما يجحد بآيات الله إلا الكافرون والمراد أن ما يكذب بأحكام الرب سوى الظالمون مصداق لقوله بسورة العنكبوت"وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون "وهم الفاسقون والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون "المعنى وما كنت تقرأ من قبله من صحيفة ولا تكتبها بيدك إذا لشك المكذبون،يبين الله لنبيه(ص)أنه ما كان يفعل التالى :يتلوا من كتاب من قبله والمراد ما كان يقرأ صحيفة من قبل القرآن ولا يخطه بيمينه والمراد ولا يكتب كتاب بيده ويبين له أنه لو كان يقرأ الصحف ويكتبها قبل نزول القرآن لأصبح لدى المبطلين وهم المكذبين سبب يجعلهم يرتابون أى يشكون فى صحة القرآن ولكنهم يعرفون أنه من عند الله .
"بل هو آيات بينات فى صدور الذين
أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون "المعنى إنه هو أحكام واضحات فى نفوس الذين أعطوا الوحى وما يكذب بأحكامنا إلا الكافرون ،يبين الله لنبيه (ص)أن القرآن هو آيات بينات فى صدور الذين أوتوا العلم والمراد أن القرآن هو أحكام مفهومات فى عقول الذين أعطوا الوحى وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون والمراد وما يكفر بأحكامنا إلا الكافرون مصداق لقوله بنفس السورة "وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون " .
"وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله إنما أنا نذير مبين "المعنى وقالوا هلا أتت له معجزات من خالقه قل إنما المعجزات لدى الرب إنما أنا مبلغ أمين ،يبين الله لنبيه أن الكفار قالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه والمراد هلا أتت له معجزات من إلهه وهذا يعنى أنهم يطلبون معجزات ليصدقوا به ،ويطلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم إنما الآيات وهى المعجزات عند أى من عند الله وليس بأمر النبى(ص) إنما أنا نذير مبين أى مبلغ أمين والمراد "ناصح أمين"كما قال بسورة الأعراف .
"أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن فى ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون "المعنى هل لم يفهمهم أنا أوحينا لك الوحى يبلغ لهم إن فى ذلك لنفع أى فائدة لناس يصدقون ،يسأل الله نبيه(ص)أو لم يكفهم والمراد هل لم يجعلهم يعقلون أنا أنزلنا الكتاب أى "أوحينا إليك قرآنا عربيا"كما قال بسورة الشورى يتلى عليهم أى يقرأ لهم أى يبلغ لهم والغرض من السؤال إخباره بكفرهم بالكتاب الذى نزوله دليل كافى على صحته،إن فى ذلك وهو إبلاغ الوحى لرحمة أى ذكرى نفع لقوم يؤمنون أى لناس يصدقون به وهم العابدون لله مصداق لقوله بسورة الأنبياء"وذكرى للعابدين ".
"قل كفى بالله بينى وبينكم شهيدا يعلم ما فى السموات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون "المعنى قل حسبى الله بينى وبينكم حاكما يعرف الذى فى السموات والأرض والذين صدقوا بالكذب أى كذبوا بحكم الله أولئك هم المعذبون،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس :كفى بالله بينى وبينكم شهيدا والمراد حسبى الله بينى وبينكم قاضيا وهذا يعنى أنه يفصل بين الكل بالعدل ،يعلم أى يعرف الذى فى السموات والأرض،والذين آمنوا بالباطل أى والذين صدقوا بالجبت أى الطاغوت وهو الكفر مصداق النساء"يؤمنون بالجبت والطاغوت"وفسر هذا بأنهم كفروا بالله أى كذبوا بنعمة وهى حكم الله مصداق لقوله بسورة النحل"وبنعمة الله هم يكفرون"أولئك هم الخاسرون أى المعذبون أى "أصحاب الجحيم "كما قال بسورة الحديد والخطاب وما قبله وما قبله وما قبله وما قبله وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون "ويطالبونك بالعقاب ولولا ميقات محدد لأتاهم العقاب وليجيئنهم فجأة وهم لا يعلمون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار يستعجلونه بالعذاب أى يطالبونه بنزول السيئة وهى العقاب الإلهى عليهم،ويبين له أن لولا أجل مسمى والمراد بسبب موعد محدد من قبل لجاءهم العذاب والمراد لأتاهم العقاب ويبين له أنه سوف يأتيهم بغتة أى يجيئهم فجأة وهم لا يشعرون أى لا يعلمون بوقت نزوله وهذا يعنى أن الموعد غير معروف لأحد منهم
"يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون"المعنى يطالبونك بالعقاب وإن النار لحافة بالمكذبين يوم يأتيهم الألم من أعلاهم ومن أسفل أقدامهم ويقول ادخلوا بما كنتم تفعلون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار يستعجلونه بالعذاب والمراد يطالبونه بنزول العقاب وهو السيئة عليهم مصداق لقوله بسورة الرعد"ويستعجلونك بالسيئة "ويبين له أن جهنم وهى النار محيطة بالكافرين أى سورها وهو سرداقها حاف بالظالمين مصداق لقوله بسورة الكهف"إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها "ويكون ذلك يوم يغشاهم العذاب من فوقهم والمراد يوم يصيبهم الظلل وهى النيران من أعلاهم ومن تحت أرجلهم والمراد ومن أسفل أقدامهم مصداق لقوله بسورة الزمر"لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل" ويقال لهم ذوقوا ما كنتم تعملون أى ادخلوا عقاب الذى كنتم تفعلون .
"يا عبادى الذين آمنوا إن أرضى واسعة فإياى فاعبدون "المعنى يا خلقى الذين صدقوا إن بلادى كثيرة فإياى فأطيعون ،ينادى الله عباده الذين آمنوا وهم خلقه الذين صدقوا حكم الله فيقول إن أرضى واسعة والمراد إن بلادى رحيبة فهاجروا فيها مصداق لقوله بسورة النساء"ألم تكن أرضى واسعة فتهاجروا فيها" فإياى فاعبدون أى"وإياى فارهبون"كما قال بسورة البقرة والمراد وإياى فأطيعوا حكمى والخطاب للناس.
"كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا يرجعون "المعنى كل فرد عارف الوفاة ثم إلينا يعودون ،يبين الله للناس مسلمهم وكافرهم أن كل نفس ذائقة الموت والمراد أن كل فرد مصاب بالوفاة ثم إلينا يرجعون أى يحشرون مصداق لقوله بسورة الملك"وإليه يحشرون"والمراد يعودون لجزاء الله والخطاب وما بعده للنبى(ص) .
"والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبؤنهم من الجنة غرفا تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون "المعنى والذين صدقوا الوحى وفعلوا الحسنات لندخلنهم فى الحديقة مساكنا تسير من أسفلها العيون مقيمين فيها حسن ثواب المطيعين الذين أطاعوا أى بطاعة حكم خالقهم يحتمون من العذاب ،يبين الله أن الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله وعملوا الصالحات والمراد وفعلوا الحسنات سوف يبوئهم من الجنة غرفا والمراد سوف يسكنهم فى الحديقة قصورا أى مساكنا طيبة مصداق لقوله بسورة الصف"ومساكن طيبة فى جنات عدن" تجرى من تحتها الأنهار والمراد تسير من أسفل أرضها العيون ذات الأشربة اللذيذة وهم خالدين فيها أى مقيمين فيها دوما ونعم أجر العاملين والمراد وحسنت دار المتقين مصداق لقوله بسورة النحل"ولنعم دار المتقين "وهم الذين صبروا أى أطاعوا حكم الله وفسرهم بأنهم على ربهم يتوكلون أى بطاعة حكم خالقهم يحتمون من عذابه .
"وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم "المعنى وكم من مخلوق لا يرفع نفعه الله ينفعه وإياكم وهو الخبير المحيط ،يبين الله أن العديد من الدواب وهم كل المخلوقات لا تحمل رزقها أى لا تقدر على نفع نفسها والله يرزقها والمراد والله ينفعها وإياكم وهو السميع العليم أى الخبير المحيط بكل شىء والخطاب للناس.
"ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون"المعنى ولئن استخبرتهم من أبدع السموات والأرض وخلق الشمس والقمر ليجيبن الله فأنى يصرفون ؟يبين الله لنبيه (ص)أنه إذا سأل أى استخبر الكفار فقال:من خلق أى "فطر السموات والأرض "كما قال بسورة الأنعام وسخر أى وخلق الشمس والقمر فإنهم يقولون الله هو الخالق المسخر،ويسأل الله فأنى يؤفكون أى يصرفون أى فكيف يكفرون مصداق لقوله بسورة يونس"فأنى تصرفون"والغرض من السؤال إخبارنا أن القوم يكذبون الوحى رغم اعترافهم بأنه خالق كل شىء والخطاب للنبى(ص).
"الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر له إن الله بكل شىء عليم "المعنى الرب يكثر العطاء لمن يريد ويقلل له إن الرب بكل أمر خبير ،يبين الله لنبيه(ص)أن الله يبسط الرزق لمن يشاء والمراد أن الرب يكثر العطاء لمن يريد من الخلق ويقدر له أى ويقلل العطاء لمن يريد والله بكل شىء عليم والمراد والرب بكل أمر خبير محيط مصداق لقوله بسورة النساء"وكان الله بكل شىء محيطا"والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون "المعنى ولئن استخبرتهم من أسقط من السحاب مطرا فبعث به اليابس بعد جدبه ليقولن الرب قل الطاعة لله إن أغلبهم لا يفهمون ،يبين الله لنبيه(ص)أنه لو سأل أى استفهم الكفار فقال من نزل من السماء ماء والمراد من أسقط من السحاب غيثا أى رزقا مصداق لقوله بسورة الجاثية "وما أنزل الله من رزق " فأحيا به الأرض بعد موتها والمراد فبعث الأرض حية بعد هلاكها وهو جدبها ؟فسوف يجيبون الله هو المنزل المحيى ويطلب منه أن يقول الحمد أى الطاعة لحكم الرب واجبة والمراد الأمر لله مصداق لقوله بسورة الرعد "لله الأمر"ويبين له أن أكثرهم لا يعقلون والمراد أن معظمهم لا يشكرون أى لا يطيعون حكم الله مصداق لقوله بسورة يونس"ولكن أكثرهم لا يشكرون" الله.
"وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون "المعنى وما هذه المعيشة الأولى إلا شغل أى عبث وإن الدار الباقية لهى الحياة لو كانوا يعرفون ،يبين الله لنبيه(ص)أن الكفار قالوا ما الحياة الدنيا وهى المعيشة الأولى إلا لهو أى لعب والمراد انشغال بالمتع حراما وحلالا ،ويبين له أن الدار الآخرة وهى جنة القيامة هى الحيوان أى المعيشة الحقيقية أى الخير الدائم مصداق لقوله بسورة الأنعام"والدار الآخرة خير للذين يتقون "وهذا لو كان الناس يعلمون أى يفقهون أى يفهمون فيطيعون حكم الله مصداق لقوله بسورة التوبة "ولو كانوا يفقهون "والقول مكون من جزئين وهو قول الكفار ما الحياة ..ولعب وأوله محذوف وما بعده للنبى(ص)
"فإذا ركبوا فى الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ليكفروا بما أتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون"المعنى فإذا استووا فى السفن نادوا الرب مقرين له بالحكم فلما أخرجهم إلى اليابس إذا هم يكفرون ليكذبوا بما أوحينا لهم أى ليتلذذوا فسوف يعرفون من الهالك،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار إذا ركبوا فى الفلك والمراد استووا أى كانوا فى السفن فى البحر وهاج عليهم موج البحر دعوا الله مخلصين له الدين والمراد نادوا الرب معترفين له بالحكم وحده وهذا يعنى أنهم لا يجدون أحد يطالبونه بالإنقاذ سوى الله وحده فإذا استجاب الله لهم فنجاهم إلى البر والمراد فأخرجهم من البحر إلى اليابس سالمين كانت النتيجة أنهم يشركون أى يبغون فى الأرض بغير الحق مصداق لقوله بسورة يونس"فلما أنجاهم إذا هم يبغون فى الأرض بغير الحق"والمراد يكفرون وهذا الشرك سببه أنهم يكفروا بما أتاهم الله والمراد أنهم يكذبوا بما أنزل الله لهم من الوحى وفسر هذا بأنهم يتمتعوا أى يتلذذوا بمتاع الدنيا فسوف يعلمون أى يعرفون من المعاقب فى الدنيا والآخرة والقول خطاب للنبى(ص)وأوله محذوف
"أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون "المعنى هل لم يعلموا أنا وضعنا بيتا ممنوعا ويؤذى الخلق من حولهم ؟أفبالكفر يصدقون وبحكم الرب يكذبون؟ يسأل الله أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم والمراد ألم يدروا أنا خلقنا مكانا ممنوعا الأذى فيه ويضر الخلق فى البلاد من بعد المكان الممنوع؟والغرض من السؤال إخبار الكفار والناس أن مكة مكان آمن أى ممنوع فيه الأذى لسرعة انتقام الله من المؤذى المقرر الأذى قبل أن يفعله فى الحرم وأما البلاد المحيطة به وهى كل بلاد الأرض فالأذى موجود فيها وهو رد على قول الكفار "إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا"كما قالوا بسورة القصص ومن ثم فالتخطف وهو الأذى ليس حجة فى عدم الإيمان لحياتهم فى المكان الآمن ،ويسأل الله أفبالباطل يؤمنون أى هل "يؤمنون بالجبت والطاغوت"كما قال بسورة النساء والمراد أيصدقون بالكفر وبنعمة وهى آيات الله يكفرون مصداق لقوله بسورة آل عمران"يكفرون بآيات الله " ؟والغرض من السؤال إخباره أن الكفار يؤمنون بالكفر ويكذبون بالحق والخطاب وما بعده للنبى(ص)
"ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس فى جهنم مثوى للكافرين "المعنى ومن أضل ممن نسب إلى الرب كفرا أو كفر بالعدل لما أتاه أليس فى النار مقام للمكذبين؟،يبين الله أن الأظلم وهو الضال مصداق لقوله بسورة القصص"ومن أضل"التى تفسر "من أظلم "هو من افترى على الله كذبا والمراد الذى قال على الله زورا وهو من اخترع دين ثم نسبه لله وفسره بأنه كذب بالحق لما جاءه أى كفر بالعدل لما بلغه من الله عن طريق الرسل (ص)ويسأل الله أليس فى جهنم مثوى للكافرين والمراد أليس فى النار مأوى للمتكبرين مصداق لقوله بسورة السجدة "فمأواهم النار "وقوله بسورة الزمر"أليس فى جهنم مثوى للمتكبرين "وهذا يعنى أن مقام الكفار هو النار .
"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين "المعنى والذين أطاعونا لندخلنهم جناتنا أى إن الرب لناصر الصابرين ،يبين الله أن الذين جاهدوا فى الله وهم الذين أطاعوا حكم الله يهديهم الله سبله والمراد يعطيهم طرق السلام وهى متع الجنة مصداق لقوله بسورة المائدة "يهدى الله من اتبع رضوانه سبل السلام "وفسر الله هذا بأنه مع المحسنين أى ناصر أى راحم الصابرين وهم المطيعين لحكمه مصداق لقوله بسورة البقرة "إن الله مع الصابرين "والخطاب للنبى(ص)


Admin
Admin

المساهمات : 3818
تاريخ التسجيل : 28/11/2009

https://ansaralsnh.ahlamontada.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى