قراءة في كتاب المقالات الطرابلسية في تنزيه الله عن الجهة والمكان
صفحة 1 من اصل 1
قراءة في كتاب المقالات الطرابلسية في تنزيه الله عن الجهة والمكان
قراءة في كتاب المقالات الطرابلسية في تنزيه الله عن الجهة والمكان
الكتاب صادر عن مكتبة الصوفية وهو يدور حول الاستدلال بسبعة رجال على صحة إحدى العقائد وهى :
تنزه الله عن الجهة والمكان
والاستشهاد بكلام الرجال على صحة شىء أو بطلانه يخالف كتاب الله فالأدلة وهى البراهين هى براهين وهى أقوال الله في الموضوع كما قال تعالى :
" قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"
فهمهما بلغ القوم من العلم فهم جائز عليهم الصواب والخطأ ومن ثم لا يستدل على صحة شىء أو بطلانه إلا بالكلام المنزل من عند الله كما قال تعالى:
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"
وقد استهل المؤلف وهو من أهل طرابلس لبنان بالحديث عن مسألة تنزه الله عن الجهة والمكان وبين أنه جمع أقوال الرجال السبعة في المسألة وكلهم من أهل طرابلس فقال :
"أما بعد: فقد اعتنى العلماء من السلف والخلف بهذا العلم تدريسا وتحفيظا وتفهيما وأولوه اهتماما كبيرا وألفوا فيه المؤلفات والرسائل وعقدوا لذلك المجالس وناظروا أهل البدع وكشفوا فساد معتقداتهم وردوا شبههم وتمويهاتهم.
واقتداء بهؤلاء الأعلام درج علماء طرابلس الشام على تعليم أبناء مدينتهم العقيدة الحقة وتأليف الرسائل في إرشادهم إليها ورد تمويهات المنحرفين حفظا لعقائد شبان هذه الأمة من الوقوع في الزيغ والضلال.
ومن أكثر ما اعتنوا به جزاهم الله خيرا مسئلة تنزيه الله عن المكان والجهة، لأنها أصل عظيم من أصول الدين وهي عقيدة كل المسلمين، فقد اتفق المسلمون عامة سلفهم وخلفهم على أن الله تعالى لا يحل في مكان أو جهة ولا يحويه مكان أو جهة ولا يسكن السماء، ولا يسكن العرش، لأن الله تعالى موجود قبل العرش وقبل السماء وقبل المكان والجهة، ويستحيل على الله التغير من حال إلى حال ومن صفة إلى صفة أخرى، فهو تبارك وتعالى كان موجودا في الأزل بلا مكان ولا جهة، وبعد أن خلق المكان والجهة لا يزال موجودا بلا مكان ولا جهة.
وقد من الله علينا فجمعنا في هذا الكتيب مختارات من أقوال هؤلاء العلماء في تنزيه الله عن المكان والجهة، لتطمئن بها القلوب ويظهر لكل طالب هدى أن هذه المدينة العريقة بعلمائها وأصالتها كانت ولا تزال على عقيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عقيدة مئات الملايين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها."
وقد ذكر الطرابلسى الرجال السبعة فنقل من بعض كتبه أو أقواله ما قاله في المسالة فقال :
"وليظهر أن ما خالف هذه العقيدة فهو شاذ عن عقيدة علماء الحق وأئمة الهدى والله المستعان وهو الهادي إلى الإيمان, فنقول:
1 ـ قال الشيخ الشريف حسين الجسر الحسيني رحمه الله في كتابه الحصون الحميدية:
إعلم أن علم التوحيد هو علم يبحث فيه عن إثبات العقائد الدينية بالأدلة اليقينية وثمرته هي معرفة صفات الله تعالى ورسله بالبراهين القطعية والفوز بالسعادة الأبدية، وهو أصل العلوم الدينية وأفضلها، وقد جاءت به جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام من لدن سيدنا ءادم إلى سيدنا محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام.
ولما كان الشيخ أبو منصور الماتريدي والشيخ أبو الحسن الأشعري أشهر من دون كتب هذا العلم وأقام الأدلة والبراهين على رد ما قاله المخالفون شاع أنهما الواضعان له. ويفترض تعلمه على كل مكلف من ذكر وأنثى ولو بأدلة إجمالية""
وهذا الرجل لم يذكر له شىء في المسألة ,أنما اكتفى بذكر أنه يعتنق عقيدة الماتريدى والأشعرى فقط ثم ترجم للثانى ونقله بعض أقواله بقوله:
2 ـ الشيخ الشريف مسند طرابلس أبو المحاسن محمد بن خليل القاوقجي الحسني (توفي سنة 1305هـ)
كان رحمه الله تعالى مسند بلاد الشام في وقته وعلى أسانيده المدار في غالب بلاد الشام ومصر والحجاز نشأ يتيما في كنف أخواله من ءال الحامدي ومن ثم سافر إلى مصر وتابع تحصيله العلمي في أزهرها، وأمضى أكثر من سبع وعشرين سنة يقرأ الفنون ويتلقى العلوم على جماعة من العلماء المشهورين في مصر وغيرها وبعد أن أتم التحصيل عاد إلى بلده طرابلس وعكف على التدريس في مساجدها وبخصوص في مسجد الطحام، إلى جانب الاشتغال بالتأليف أولى عنايته لتعليم أبناء مدينته العقيدة الحقة التي توارثها العلماء عن سلفهم الصالح فوضع عدة رسائل في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في الله وصفاته ورسله الكرام، منها (كفاية الصبيان فيما يجب من عقائد الإيمان)، و (الاعتماد في الاعتقاد)، و (سفينة النجاة في معرفة الله)، و (بغية الطالبين فيما يجب من أحكام الدين).
وقد ضمن كتبه تنزيه الله عن المكان والجهة والجسمية فقال رحمه الله في كتابه (الاعتماد في الاعتقاد) ص/5 ما نصه:
"فإذا قال لك أين الله؟ فقل: مع كل أحد بعلمه: – أي لا بذاته -، وفوق كل أحد بقدرته، منزه عن الجهة والجسمية، فلا يقال: له يمين ولا شمال ولا خلف ولا أمام ولا فوق العرش ولا تحته ولا عن يمينه ولا عن شماله، ولا داخل في العالم ولا خارج عنه ولا يقال: لا يعلم مكانه إلا هو فإذا قال لك: ما دليلك على ذلك؟ فقل: لأنه لو كان له جهة أو هو في جهة لكان متحيزا وكل متحيز حادث، والحدوث عليه محال:
وكلام القاوقجى متناقض فنفيه للجسمية والجهة يستلزم وجوده خارج العالم وهو الكون وهو ما نفاه بقوله " ولا داخل في العالم ولا خارج عنه" لأن الجسمية متعلقة بوجوده داخل العالم وهو الكون وهو ما نقلع الطرابلسى من كتابه ألأخر في قوله" أو يحل بمكان "وهو في قوله :
"وقال في كتابه: (سفينة النجاة في معرفة الله وأحكام الصلاة) ص/7 ما نصه:
"نعتقد بأن ذاته تعالى لا يشبه الذوات ولا صفاته تشبه الصفات ولا أفعاله تشبه الأفعال، ويستحيل عليه المماثلة للحوادث بأن يكون ذاته كالذوات يأخذ مقدارا من الفراغ، أو يتصف بالأعراض كالبياض، أو يكون في جهة كالفوق والتحت واليمين والشمال والخلف والأمام، أو يكون جهة كالأعلى والأسفل، أو يحل بمكان أو يقيد بزمان، أو يتصف بالصغر أو بالكبر أو التوسط، أو النور –أي الضوء- أو الظلمة"."
وهو ما أثبته أيضا في الفقرة التالية التى نقلها وهى :
"وقال في كتابه (بغية الطالبين فيما يجب من أحكام الدين) ص/12 ما نصه:
"وأما تنزهه تعالى عن الجهة فللزوم الحد في ذاته فالجهات كلها من توابع الأجسام وإضافاتها، فلو كان تعالى في جهة، أو له تعالى جهة لكان مشابها للحوادث وهو باطل وأما رفع الأيدي عند الدعاء فلأن السماء منزل البركات وقبلة الدعوات، والله فوق كل موجود بالقهر والإستيلاء، وهو القاهر فوق عباده وهو اللطيف الخبير وأما تنزهه عن المكان فلأن المكان مخلوق ولازم للتحديد، فالمكان ما استقر عليه الجسم لا فيه، والحيز ما ملأ الجسم، فالمكان والحيز أمران نسبيان من لواحق الأجسام وتوابعها، والله تعالى كان ولا زمان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان، خلق المتمكن والمكان، وأنشأ الخلق والزمان"
والمقصود جملة" وأما تنزهه عن المكان" ثم نقل التالى وهو تأكيد على ذلك فقال :
"وفي ص/35 قال ما نصه:"فيرى سبحانه وتعالى لا في مكان ولا جهة من مقابلة أو اتصال شعاع أو ثبوت مسافة بين الرائي وبين الله تعالى"
وفي كتابه (البدر المنير على حزب الشاذلي الكبير) ص/21 يقول ما نصه:
" {الرحمن على العرش استوى} استواء يليق به، بدون وصف التمكن والاستقرار، فإنه تعالى كان ولا مكان ولا عرش ولا زمان فإذا خالق الخلق لا يحتاج إلى مكان) "
وفي ص/101 قال ما نصه:
"وقربه تعالى ليس قرب مسافة ولا مساحة، لأنه يتعالى عن الحدود والأقطار والنهاية""
ثم تحدث عن حسين الجسر فقال :
3 ـ الشيخ الشريف العالم العامل الولي الكبير حسين الجسر (توفي سنة 1327هـ):
هو والد الشيخ محمد الجسر الذي تولى رئاسة مجلس النواب اللبناني وجد الشيخ نديم الجسر الذي تولى منصب الإفتاء في طرابلس، ولد في طرابلس وتلقى فيها علومه الأولية عن عدة شيوخ أبرزهم الشيخ أحمد عبد الجليل والشيخ عبد القادر الرافعي والشيخ عبد الرزاق الرافعي سافر إلى مصر وجاور بالأزهر الشريف مدة خمس سنوات انكب خلالها على تحصيل العلم، ثم عاد إلى بلده طرابلس وتولى التدريس في الجامع المنصوري الكبير وفي جامع طينال وعليه تخرج نخبة من علماء طرابلس أمثال الشيخ كامل الميقاتي أمين الفتوى، والشيخ عبد المجيد المغربي أمين فتوى طرابلس، والشيخ وهيب البارودي والشيخ عبد الكريم عويضة له عدة تآليف من أهمها (الرسالة الحميدية في حقية الشريعة المحمدية) رد فيها افتراءات المستشرقين على الشريعة الإسلامية ظهرت عنايته بإرشاد أبناء مدينته إلى علم التوحيد في قصيدته التي وضعها لتعليم الأطفال محاسن الأخلاق وحث فيها على تعلم علم العقيدة الحقة واعتبره من أوائل ما يلقن للأطفال فقال في رسالته (هدية الألباب في جواهر الآداب) ص/2 ما نصه:
"فأول الكمال للأولاد ... معرفة المولى العظيم الهادي
وصحة الإيمان والإقرار ... بكل ما صح عن المختار
ثم أداء واجب العبادة ... فإنها علامة السعادة" اهـ
ولما انتشرت بعض الأفكار الهدامة والعقائد الزائغة سارع الشيخ حسين إلى وضع كتاب في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ورد تلك الشبه حفاظا على عقيدة أبناء المسلمين من الزيغ والضلال وأسماه (الحصون الحميدية للدفاع عن العقيدة الإسلامية).
ذكر في مقدمته أنه نشأت شبه لم تكن معهودة في غابر الأعوام وصار كل عاقل يخشى على إيمان الضعفاء من غوائل هذه الشبه الجديدة وعلى عقائد شبان الأمة الزيغ والوقوع في الضلالات، فتجدد الاحتياج إلى استئناف الردود السديدة وتأليف كتب في حفظ الإيمان مفيدة وقد نبه في كتابه هذا على تنزيه الله عن المكان والجهة فقال رحمه الله في ص/19 ما نصه "يجب لله تعالى المخالفة للحوادث ويستحيل عليه المماثلة للحوادث بأن يكون تعالى مشابها لهذه الموجودات الحادثة في خاصة من خواصها ... وذلك كالجوهرية والجسمية والعرضية والتحيز والتركيب والتجزؤ والتولد عن الغير وولادة الغير والاتصال والانفصال والانتقال من حيز إلى حيز".
ويقول في ص/20 ما نصه:"يجب لله تعالى قيامه بنفسه ويستحيل عليه قيامه بغيره، بمعنى احتياجه إلى مكان يقوم فيه أو محل يحل فيه، أو مخصص يخصصه، أو موجد يوجده.
والدليل على ذلك أنه قد ثبت في دليل المخالفة للحوادث أنه تعالى ليس جوهرا ولا جسما فلا يحتاج إلى مكان يقوم فيه، لأن الاحتياج إلى المكان من خواص الجواهر والأجسام وثبت هناك انه تعالى ليس عرضا فلا يحتاج إلى محل يحل فيه ويقوم به كما تحتاج الأعراض كالألوان والطعوم"ويقول في ص/40 ما نصه:
"فاستواؤه تعالى على العرش هو صفة من صفاته تعالى اللائقة به ليس كاستواء الحادث المستلزم للجسمية والجهة". "
ثم ذكر الرابع وأقواله وهو :
4 ـ الشيخ الشريف عبد القادر الأدهمي الحسيني الطرابلسي (توفي سنة 1328 هـ):
ولد بطرابلس وتلقى فيها علومه على الشيخ أبي المحاسن القاوقجي والشيخ محمود نشابة والشيخ عبد الرزاق الرافعي رحل إلى المدينة المنورة وأقام فيها مجاورا، ثم توجهت إليه من قبل السلطان عبد الحميد وظيفة الخدمة في الحجرة الشريفة وضع عدة رسائل في أنواع من العلوم منها رسالة (وسيلة النجاة والإسعاد في معرفة ما يجب من التوحيد والاعتقاد).
قال في مقدمتها: "هذه رسالة وجيزة غزيرة الفضائل فيما يجب اعتقاده في التوحيد على كل مكلف من العبيد"وفي ص/4 يقول ما نصه: "وهو تعالى لا ابتداء لوجوده ولا انتهاء له، ولا يشبه شيئا من الحوادث، ولا يشبهه شئ منها، ولا يحتاج إلى مكان ومحل، ولا يغيره زمان، ولا ثاني له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، قائم بنفسه، مستغن عن جميع خلقه، قادر مريد يفعل ما يشاء، أبدع خلق العوالم وسائر الأشياء، ويعلم الواجبات والمستحيلات والجائزات، ويرى كل شيء ويسمعه، لا يشغله شأن عن شأن""
ثم ترجم للخامس ونقل كلامه فقال :
5 ـ الشيخ الشريف عبد المجيد المغربي الطرابلسي (توفي سنة 1352 هـ)
ينتمي إلى عائلة تسلسل منها القضاة والمفتون والعلماء الأعلام تلقى علومه من نخبة من علماء طرابلس كالشيخ أبي المحاسن القاوقجي والشيخ حسين الجسر وغيرهما. اشتغل بالتدريس في مدارس طرابلس و في الجامع المنصوري الكبير تولى منصب أمين الفتوى في طرابلس، حتى أقيل في عهد الانتداب الفرنسي بسبب مواقفه السياسية و الوطنية. شغله أمر إصلاح عقائد أبناء المسلمين وتطهيرها من شبه الملحدين قال في كتابه (المنهاج في المعراج) وقد نشر حديثا تحت عنوان (رسالة علمية في الإسراء والمعراج) ص/26:
"وكم ذا وجدتني وأنا في ذاك الجمع يرجف قلبي رجفانا مزعجا حين يستمع المستمعون من تالي القصة قوله حكاية لقول موسى عليه السلام في مسئلة تخفيف أعداد الصلوات ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فيرجع ثم يعود إلى موسى بالحط خمسا فخمسا من ذاك العدد، مما قد يوهم المكان و الجهة في حقه، سبحانه و تعالى عن ذلك علوا كبيرا". ا. هـ
لذلك وضع عدة تآليف في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة منها:
* علم العقائد وضعه بتكليف رسمي من المشيخة الإسلامية في اسطنبول.
* حسن البيان في واجبات الإنسان كتبه بأمر من السلطان عبد الحميد.
* اللآلئ الثمان في شرح رسالة شيخه أبي المحاسن القاوقجي التي سماها كفاية الصبيان فيما يجب من عقائد الإيمان.
* نيل الأماني على هداية الدجاني في علم التوحيد.
* شرح الرسالة السنوسية في العقائد.
قال في رسالته (المنهاج في المعراج) ص/24 ما نصه:
"ولا فرق بين جوف حوت يونس وطور موسى ومستمى محمد عليهم السلام بالنسبة إليه تعالى، حيث لا يحويه مكان ولا تحصره جهة، لا فوق ولا تحت، كان الله تعالى في الأزل ولم يكن شيء من الكائنات والأمكنة والجهات على الإطلاق" ا. هـ.
وقال في كتابه (الكوكب الشرقي في رد نظرية لابلاس ورفقائه) ص/55 ما نصه:
"قام البرهان القاطع على أن الله تعالى واجب الوجود فهو القديم بذاته وصفاته، وعلى أن كل ما سواه حادث وجد بعد العدم، فكان الله ولم يكن شيء غيره". ا. هـ.
ثم قال ص/57 ما نصه:"وليعلم ههنا أن الله تعالى صانع الكائنات ومحدثها يجب عقلا أن لا يكون مماثلا لشيء منها من كل وجه، ولا شيء من هذه الكائنات إلا ويحصره المكان وتحده الجهة، وكل مكان محدود، وكل محدود ومحصور حادث، والله عز وجل قديم فلا يجوز عقلا أن يكون في مكان أو تحده جهة فهذه المنطقة الواسعة العظيمة المبتدأة بالعرش إلى السماء الدنيا كون من الأكوان المخلوقة، ومكان من الأمكنة الحادثة مقر لمخلوق لا لخالق موجدها، وقد كان في الأزل ولم يكن شيء منها".
ثم ترجم للسادس ونقل حديثه فقال :
6 ـ الشيخ الشريف العالم عبد الفتاح الزعبي القادري الحسني نقيب السادة الأشراف في طرابلس (توفي سنة 1354هـ)من أكابر مشايخ السادة الزعبية في طرابلس تولى الخطابة والإمامة والتدريس في الجامع المنصوري الكبير ثم عين نقيبا للسادة الأشراف، ومن بعده تولى خطابة الجامع المنصوري ولده الشيخ علي ثم حفيده الشيخ معتصم بالله الزعبي جمعت خطبه التي كان يلقيها من على منبر المسجد المنصوري وغيره في كتاب سمي (المواعظ الحميدية في الخطب الجمعية).
يقول في ص/ 84 ما نصه:
"الحمد لله المقدس في ذاته عن المدارك العقلية، المنزه في صفاته عن النقائص البشرية".
وفي ص/85 يقول: "وتفكروا في ءالائه ولا تتفكروا في ذاته العلي، واعلموا أن خطرات الأفكار في ذلك وهمية، وكيف يحيط العقل بمن تقدس عن الكمية والكيفية والأينية، فنزهوا ربكم وقدسوه عن الخواطر الفكرية". ا. هـ.
وفي ص/86 يقول:"كل ذلك يدل على وجود صانع منزه عن الكيفية والمثلية، ومقدس عن خطرات الأوهام ومزاعم الحلولية". ا. هـ
وفي ص/96 تحدث عن معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء الذي ليس المقصود به وصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكان ينتهي وجود الله تعالى إليه، ويكفر من اعتقد ذلك، إنما القصد من المعراج هو تشريف الرسول باطلاعه على عجائب في العالم العلوي، وتعظيم مكانته ورؤيته للذات المقدس بفؤاده من غير أن يكون الذات في مكان فقال: "مع شهود منزه عن الكيفية وقرب مقدس عن المكان والأينية، إذ الحق لم يفتقر إلى شيء فيتخذ له تعالى محلا، ولكن دعاه الحق تعالى إلى ذلك المكان ليريه من آياته عجائب بدائع الإمكان". "
وتحدث عن سيرة السابع وكلامه فقال :
7 ـ الشيخ الشريف محمد بن إبراهيم الحسيني (توفي سنة 1362 هـ)
تلقى علومه الأولية في بعض مدارس طرابلس ثم سافر إلى الأزهر وأتم دراسته هناك ثم عاد إلى طرابلس واشتغل بالتدريس وتولى وظيفة ختم البخاري في جامع طينال تلقى علومه من مفتي طرابلس الشيخ عبد الغني الرافعي والشيخ محمود منقارة والشيخ حسين الجسر ومن أشهر تلامذته الشيخ بشير بن عبد الغني جوهرة والشيخ سعيد طنبوزة الحسيني والشيخ جميل عدرة.
وضع عدة تآليف منها تفسيره للقرءان الكريم وقد طبع منه الجزء الأول، يقول في تفسيره هذا ص/62 ما نصه:
"سبحانه ما أعظم سلطانه، لا تلاحظه العيون بأنظارها، ولا تطالعه العقول بأفكارها". ا. هـ.
وفي ص/101 يقول في تفسير قوله تعالى: {وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون} ما نصه:
"ظنوا أنه سبحانه وتعالى مما يشبه الأجسام ويتعلق به الرؤيا تعلقها بها –أي الأجسام- على طريق المقابلة في الجهات والأحياز ولا ريب في استحالته، وإنما الممكن في شأنه تعالى الرؤية المنزهة عن الكيفيات بالكلية وذلك للمؤمنين في الآخرة". ا. هـ.
وفي ص/227 يقول: "قال عليه الصلاة والسلام:" ءاية الكرسي سيدة ءاي القرءان "، لما ترى من انطوائها على أمهات المسائل الإلهية المتعلقة بالذات العلي والصفات الجلية فإنها ناطقة بأنه تعالى واجب لذاته موجد لغيره، لما أن القيوم القائم بذاته المقيم لغيره منزه عن التحيز والحلول، مبرأ عن التغير والفتور، لا مناسبة بينه وبين الأشباح ولا يعتريه ما يعتري النفوس والأرواح، متعال عما تناله الأوهام عظيم لا تحدق به الأفهام". "
وأنهى حديثه بالثامن وكلامه فقال :
8 ـ الشيخ الشريف رامز بن محمود الملك الحسني الطرابلسي (توفي سنة 1408 هـ):
اشتغل بالعلم وتحصيله حتى كان يعد في وقته من أعلم علماء طرابلس وكان من أبرز مشايخه الشيخ محي الدين الخطيب والشيخ وهيب البارودي والشيخ عبد المجيد المغربي والشيخ محمود نشابة والشيخ عبد الكريم عويضة انتسب إلى كلية أصول الدين بالأزهر ثم عاد إلى طرابلس مدرسا في بعض مساجدها وجامعها الكبير تحول إلى أمانة فتوى طرابلس ومن ثم إلى إفتاء طرابلس بعد وفاة الشيخ نديم الجسر له عدة رسائل في الوقف ومصطلح الحديث، وتفسير الجزء التاسع من القرءان الكريم في أيامه قام البعض بنشر عقائد فاسدة كنحو القول بفناء النار وعدم تكفير ساب الله أو الرسول صلى الله عليه وسلم وإطلاق بعض العبارات التي فيها نسبة التشبيه لله تعالى. فقام بعض الغيورين من أبناء طرابلس بعمل رسائل يرد فيها هذه التحريفات وينصر عقيدة أهل السنة والجماعة في أن النار باقية لا تفنى ولا يفنى أهلها كما ورد في القرءان الكريم، والتنبيه على أن ساب الله أو الرسول صلى الله عليه وسلم كافر ولو كان في حال الغضب، وذكر عقيدة السلف والخلف في تنزيه الله عن المشابهة للخلق.
وقدمت هذه الرسائل إلى الشيخ رامز الملك الذي كان مفتيا في ذلك الوقت لتوزع كمنشورات، فعمل على نشرها بين أبناء مدينته وهي تحمل توقيعه وموافقته ومنها إمساكية صدرت في شهر رمضان سنة 1403 هـ وهذا نصها:
"إن تنزيه الله تعالى عن مشابهة المخلوقين أفضل عمل يقوم به العبد وقد اعتنى به العلماء سلفا وخلفا رحمهم الله وقد جاء في ذلك عن الإمام علي كرم الله وجهه أنه قال: كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان أي أنه تعالى موجود بلا مكان لأنه هو خالق المكان فلا يحتاج إليه.
قال الإمام أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه: غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان.
وقال الإمام علي أيضا: إن الله خلق العرش إظهارا لقدرته ولم يتخذه مكانا لذاته.
أي أن الله خلق العرش الذي هو أكبر المخلوقات حجما وهو سقف الجنة، وهو غني عنه فلا يحتاج إليه ولا إلى السماء التي هي مسكن للملائكة فلذلك لا يجوز تفسير ءاية {الرحمن على العرش استوى} بمعنى الجلوس، بل كما قال أبو حنيفة والغزالي وغيرهما، الله مستو على العرش استواء منزها عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال لا يحمله العرش، بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته تعالى"
والخطأ في الحديث السابق هو كون العرش سقف الجنة لأن الجنة والنار الموعودتين موجودتان حاليا في السماء كما قال تعالى:
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"
زمن ثم إما سقف الاثنين وإما ليس لهما بسقف لأن الكرسى داخل السماء والملائكة يطوفون حوله ولو كان سقفا لك يكن هناك مجال للطواف حوله لأنه نهاية المكان وإنما لكى يطوفوا حوله لابد أن يكون داخل الكون وليس حافته النهائية
والعرش في القرآن على معانى :
الأول العرش بمعنى الكون وهو ما خلقه من ماء بقوله :
" وكان عرشه على الماء"
الثانى كرسى العرش وهو المحمول فوق الملائكة وهو رمز لملك الله للكون فقط
الثالث العرش وهى البيوت المصنوعة
وأنهى الطرابلسى كتابه بأن تشبيه الله بخلقه بالحلول في مكان كفر بوحى الله فقال :
"فائدة مهمة:
يجب على من شبه الله بخلقه أن يقلع عن هذا الكفر وينطق بالشهادتين وهما: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله بنية الدخول في الإسلام، كالذي يسب الله أو نبيا أو ملكا من الملائكة أو يستهزئ بهم، أو يعتقد فناء جهنم، وذلك كفر بإجماع الأئمة". "
وكما استهل الكتاب أنهاه بذكره اعتماده في المسألة على الرجال السبعة دون كتاب الله فقال :
"نحمد الله أن وفقنا إلى جمع سبعة تراجم لأعلام عرفوا في تاريخ طرابلس الشام على مدى مائة سنة، وتضمنت هذه التراجم نصوصا في تنزيه الله عن المكان والجهة وقد قمنا بذلك للدلالة على أن هذه العقيدة هي عقيدة أهل طرابلس التي نشأوا عليها وتوارثوها من علمائهم خلفا عن سلف طيلة مائة سنة وما قبل ذلك، سمعوها منهم على منابر مساجد المدينة وفي مدارسها ودرجوا على تعليمها أبنائهم في كتاتيبها ونحن ندعو أهل طرابلس وغيرهم من المسلمين في أقطار الأرض إلى التمسك بهذه العقيدة النقية"
الكتاب صادر عن مكتبة الصوفية وهو يدور حول الاستدلال بسبعة رجال على صحة إحدى العقائد وهى :
تنزه الله عن الجهة والمكان
والاستشهاد بكلام الرجال على صحة شىء أو بطلانه يخالف كتاب الله فالأدلة وهى البراهين هى براهين وهى أقوال الله في الموضوع كما قال تعالى :
" قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"
فهمهما بلغ القوم من العلم فهم جائز عليهم الصواب والخطأ ومن ثم لا يستدل على صحة شىء أو بطلانه إلا بالكلام المنزل من عند الله كما قال تعالى:
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"
وقد استهل المؤلف وهو من أهل طرابلس لبنان بالحديث عن مسألة تنزه الله عن الجهة والمكان وبين أنه جمع أقوال الرجال السبعة في المسألة وكلهم من أهل طرابلس فقال :
"أما بعد: فقد اعتنى العلماء من السلف والخلف بهذا العلم تدريسا وتحفيظا وتفهيما وأولوه اهتماما كبيرا وألفوا فيه المؤلفات والرسائل وعقدوا لذلك المجالس وناظروا أهل البدع وكشفوا فساد معتقداتهم وردوا شبههم وتمويهاتهم.
واقتداء بهؤلاء الأعلام درج علماء طرابلس الشام على تعليم أبناء مدينتهم العقيدة الحقة وتأليف الرسائل في إرشادهم إليها ورد تمويهات المنحرفين حفظا لعقائد شبان هذه الأمة من الوقوع في الزيغ والضلال.
ومن أكثر ما اعتنوا به جزاهم الله خيرا مسئلة تنزيه الله عن المكان والجهة، لأنها أصل عظيم من أصول الدين وهي عقيدة كل المسلمين، فقد اتفق المسلمون عامة سلفهم وخلفهم على أن الله تعالى لا يحل في مكان أو جهة ولا يحويه مكان أو جهة ولا يسكن السماء، ولا يسكن العرش، لأن الله تعالى موجود قبل العرش وقبل السماء وقبل المكان والجهة، ويستحيل على الله التغير من حال إلى حال ومن صفة إلى صفة أخرى، فهو تبارك وتعالى كان موجودا في الأزل بلا مكان ولا جهة، وبعد أن خلق المكان والجهة لا يزال موجودا بلا مكان ولا جهة.
وقد من الله علينا فجمعنا في هذا الكتيب مختارات من أقوال هؤلاء العلماء في تنزيه الله عن المكان والجهة، لتطمئن بها القلوب ويظهر لكل طالب هدى أن هذه المدينة العريقة بعلمائها وأصالتها كانت ولا تزال على عقيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عقيدة مئات الملايين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها."
وقد ذكر الطرابلسى الرجال السبعة فنقل من بعض كتبه أو أقواله ما قاله في المسالة فقال :
"وليظهر أن ما خالف هذه العقيدة فهو شاذ عن عقيدة علماء الحق وأئمة الهدى والله المستعان وهو الهادي إلى الإيمان, فنقول:
1 ـ قال الشيخ الشريف حسين الجسر الحسيني رحمه الله في كتابه الحصون الحميدية:
إعلم أن علم التوحيد هو علم يبحث فيه عن إثبات العقائد الدينية بالأدلة اليقينية وثمرته هي معرفة صفات الله تعالى ورسله بالبراهين القطعية والفوز بالسعادة الأبدية، وهو أصل العلوم الدينية وأفضلها، وقد جاءت به جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام من لدن سيدنا ءادم إلى سيدنا محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام.
ولما كان الشيخ أبو منصور الماتريدي والشيخ أبو الحسن الأشعري أشهر من دون كتب هذا العلم وأقام الأدلة والبراهين على رد ما قاله المخالفون شاع أنهما الواضعان له. ويفترض تعلمه على كل مكلف من ذكر وأنثى ولو بأدلة إجمالية""
وهذا الرجل لم يذكر له شىء في المسألة ,أنما اكتفى بذكر أنه يعتنق عقيدة الماتريدى والأشعرى فقط ثم ترجم للثانى ونقله بعض أقواله بقوله:
2 ـ الشيخ الشريف مسند طرابلس أبو المحاسن محمد بن خليل القاوقجي الحسني (توفي سنة 1305هـ)
كان رحمه الله تعالى مسند بلاد الشام في وقته وعلى أسانيده المدار في غالب بلاد الشام ومصر والحجاز نشأ يتيما في كنف أخواله من ءال الحامدي ومن ثم سافر إلى مصر وتابع تحصيله العلمي في أزهرها، وأمضى أكثر من سبع وعشرين سنة يقرأ الفنون ويتلقى العلوم على جماعة من العلماء المشهورين في مصر وغيرها وبعد أن أتم التحصيل عاد إلى بلده طرابلس وعكف على التدريس في مساجدها وبخصوص في مسجد الطحام، إلى جانب الاشتغال بالتأليف أولى عنايته لتعليم أبناء مدينته العقيدة الحقة التي توارثها العلماء عن سلفهم الصالح فوضع عدة رسائل في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في الله وصفاته ورسله الكرام، منها (كفاية الصبيان فيما يجب من عقائد الإيمان)، و (الاعتماد في الاعتقاد)، و (سفينة النجاة في معرفة الله)، و (بغية الطالبين فيما يجب من أحكام الدين).
وقد ضمن كتبه تنزيه الله عن المكان والجهة والجسمية فقال رحمه الله في كتابه (الاعتماد في الاعتقاد) ص/5 ما نصه:
"فإذا قال لك أين الله؟ فقل: مع كل أحد بعلمه: – أي لا بذاته -، وفوق كل أحد بقدرته، منزه عن الجهة والجسمية، فلا يقال: له يمين ولا شمال ولا خلف ولا أمام ولا فوق العرش ولا تحته ولا عن يمينه ولا عن شماله، ولا داخل في العالم ولا خارج عنه ولا يقال: لا يعلم مكانه إلا هو فإذا قال لك: ما دليلك على ذلك؟ فقل: لأنه لو كان له جهة أو هو في جهة لكان متحيزا وكل متحيز حادث، والحدوث عليه محال:
وكلام القاوقجى متناقض فنفيه للجسمية والجهة يستلزم وجوده خارج العالم وهو الكون وهو ما نفاه بقوله " ولا داخل في العالم ولا خارج عنه" لأن الجسمية متعلقة بوجوده داخل العالم وهو الكون وهو ما نقلع الطرابلسى من كتابه ألأخر في قوله" أو يحل بمكان "وهو في قوله :
"وقال في كتابه: (سفينة النجاة في معرفة الله وأحكام الصلاة) ص/7 ما نصه:
"نعتقد بأن ذاته تعالى لا يشبه الذوات ولا صفاته تشبه الصفات ولا أفعاله تشبه الأفعال، ويستحيل عليه المماثلة للحوادث بأن يكون ذاته كالذوات يأخذ مقدارا من الفراغ، أو يتصف بالأعراض كالبياض، أو يكون في جهة كالفوق والتحت واليمين والشمال والخلف والأمام، أو يكون جهة كالأعلى والأسفل، أو يحل بمكان أو يقيد بزمان، أو يتصف بالصغر أو بالكبر أو التوسط، أو النور –أي الضوء- أو الظلمة"."
وهو ما أثبته أيضا في الفقرة التالية التى نقلها وهى :
"وقال في كتابه (بغية الطالبين فيما يجب من أحكام الدين) ص/12 ما نصه:
"وأما تنزهه تعالى عن الجهة فللزوم الحد في ذاته فالجهات كلها من توابع الأجسام وإضافاتها، فلو كان تعالى في جهة، أو له تعالى جهة لكان مشابها للحوادث وهو باطل وأما رفع الأيدي عند الدعاء فلأن السماء منزل البركات وقبلة الدعوات، والله فوق كل موجود بالقهر والإستيلاء، وهو القاهر فوق عباده وهو اللطيف الخبير وأما تنزهه عن المكان فلأن المكان مخلوق ولازم للتحديد، فالمكان ما استقر عليه الجسم لا فيه، والحيز ما ملأ الجسم، فالمكان والحيز أمران نسبيان من لواحق الأجسام وتوابعها، والله تعالى كان ولا زمان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان، خلق المتمكن والمكان، وأنشأ الخلق والزمان"
والمقصود جملة" وأما تنزهه عن المكان" ثم نقل التالى وهو تأكيد على ذلك فقال :
"وفي ص/35 قال ما نصه:"فيرى سبحانه وتعالى لا في مكان ولا جهة من مقابلة أو اتصال شعاع أو ثبوت مسافة بين الرائي وبين الله تعالى"
وفي كتابه (البدر المنير على حزب الشاذلي الكبير) ص/21 يقول ما نصه:
" {الرحمن على العرش استوى} استواء يليق به، بدون وصف التمكن والاستقرار، فإنه تعالى كان ولا مكان ولا عرش ولا زمان فإذا خالق الخلق لا يحتاج إلى مكان) "
وفي ص/101 قال ما نصه:
"وقربه تعالى ليس قرب مسافة ولا مساحة، لأنه يتعالى عن الحدود والأقطار والنهاية""
ثم تحدث عن حسين الجسر فقال :
3 ـ الشيخ الشريف العالم العامل الولي الكبير حسين الجسر (توفي سنة 1327هـ):
هو والد الشيخ محمد الجسر الذي تولى رئاسة مجلس النواب اللبناني وجد الشيخ نديم الجسر الذي تولى منصب الإفتاء في طرابلس، ولد في طرابلس وتلقى فيها علومه الأولية عن عدة شيوخ أبرزهم الشيخ أحمد عبد الجليل والشيخ عبد القادر الرافعي والشيخ عبد الرزاق الرافعي سافر إلى مصر وجاور بالأزهر الشريف مدة خمس سنوات انكب خلالها على تحصيل العلم، ثم عاد إلى بلده طرابلس وتولى التدريس في الجامع المنصوري الكبير وفي جامع طينال وعليه تخرج نخبة من علماء طرابلس أمثال الشيخ كامل الميقاتي أمين الفتوى، والشيخ عبد المجيد المغربي أمين فتوى طرابلس، والشيخ وهيب البارودي والشيخ عبد الكريم عويضة له عدة تآليف من أهمها (الرسالة الحميدية في حقية الشريعة المحمدية) رد فيها افتراءات المستشرقين على الشريعة الإسلامية ظهرت عنايته بإرشاد أبناء مدينته إلى علم التوحيد في قصيدته التي وضعها لتعليم الأطفال محاسن الأخلاق وحث فيها على تعلم علم العقيدة الحقة واعتبره من أوائل ما يلقن للأطفال فقال في رسالته (هدية الألباب في جواهر الآداب) ص/2 ما نصه:
"فأول الكمال للأولاد ... معرفة المولى العظيم الهادي
وصحة الإيمان والإقرار ... بكل ما صح عن المختار
ثم أداء واجب العبادة ... فإنها علامة السعادة" اهـ
ولما انتشرت بعض الأفكار الهدامة والعقائد الزائغة سارع الشيخ حسين إلى وضع كتاب في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ورد تلك الشبه حفاظا على عقيدة أبناء المسلمين من الزيغ والضلال وأسماه (الحصون الحميدية للدفاع عن العقيدة الإسلامية).
ذكر في مقدمته أنه نشأت شبه لم تكن معهودة في غابر الأعوام وصار كل عاقل يخشى على إيمان الضعفاء من غوائل هذه الشبه الجديدة وعلى عقائد شبان الأمة الزيغ والوقوع في الضلالات، فتجدد الاحتياج إلى استئناف الردود السديدة وتأليف كتب في حفظ الإيمان مفيدة وقد نبه في كتابه هذا على تنزيه الله عن المكان والجهة فقال رحمه الله في ص/19 ما نصه "يجب لله تعالى المخالفة للحوادث ويستحيل عليه المماثلة للحوادث بأن يكون تعالى مشابها لهذه الموجودات الحادثة في خاصة من خواصها ... وذلك كالجوهرية والجسمية والعرضية والتحيز والتركيب والتجزؤ والتولد عن الغير وولادة الغير والاتصال والانفصال والانتقال من حيز إلى حيز".
ويقول في ص/20 ما نصه:"يجب لله تعالى قيامه بنفسه ويستحيل عليه قيامه بغيره، بمعنى احتياجه إلى مكان يقوم فيه أو محل يحل فيه، أو مخصص يخصصه، أو موجد يوجده.
والدليل على ذلك أنه قد ثبت في دليل المخالفة للحوادث أنه تعالى ليس جوهرا ولا جسما فلا يحتاج إلى مكان يقوم فيه، لأن الاحتياج إلى المكان من خواص الجواهر والأجسام وثبت هناك انه تعالى ليس عرضا فلا يحتاج إلى محل يحل فيه ويقوم به كما تحتاج الأعراض كالألوان والطعوم"ويقول في ص/40 ما نصه:
"فاستواؤه تعالى على العرش هو صفة من صفاته تعالى اللائقة به ليس كاستواء الحادث المستلزم للجسمية والجهة". "
ثم ذكر الرابع وأقواله وهو :
4 ـ الشيخ الشريف عبد القادر الأدهمي الحسيني الطرابلسي (توفي سنة 1328 هـ):
ولد بطرابلس وتلقى فيها علومه على الشيخ أبي المحاسن القاوقجي والشيخ محمود نشابة والشيخ عبد الرزاق الرافعي رحل إلى المدينة المنورة وأقام فيها مجاورا، ثم توجهت إليه من قبل السلطان عبد الحميد وظيفة الخدمة في الحجرة الشريفة وضع عدة رسائل في أنواع من العلوم منها رسالة (وسيلة النجاة والإسعاد في معرفة ما يجب من التوحيد والاعتقاد).
قال في مقدمتها: "هذه رسالة وجيزة غزيرة الفضائل فيما يجب اعتقاده في التوحيد على كل مكلف من العبيد"وفي ص/4 يقول ما نصه: "وهو تعالى لا ابتداء لوجوده ولا انتهاء له، ولا يشبه شيئا من الحوادث، ولا يشبهه شئ منها، ولا يحتاج إلى مكان ومحل، ولا يغيره زمان، ولا ثاني له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، قائم بنفسه، مستغن عن جميع خلقه، قادر مريد يفعل ما يشاء، أبدع خلق العوالم وسائر الأشياء، ويعلم الواجبات والمستحيلات والجائزات، ويرى كل شيء ويسمعه، لا يشغله شأن عن شأن""
ثم ترجم للخامس ونقل كلامه فقال :
5 ـ الشيخ الشريف عبد المجيد المغربي الطرابلسي (توفي سنة 1352 هـ)
ينتمي إلى عائلة تسلسل منها القضاة والمفتون والعلماء الأعلام تلقى علومه من نخبة من علماء طرابلس كالشيخ أبي المحاسن القاوقجي والشيخ حسين الجسر وغيرهما. اشتغل بالتدريس في مدارس طرابلس و في الجامع المنصوري الكبير تولى منصب أمين الفتوى في طرابلس، حتى أقيل في عهد الانتداب الفرنسي بسبب مواقفه السياسية و الوطنية. شغله أمر إصلاح عقائد أبناء المسلمين وتطهيرها من شبه الملحدين قال في كتابه (المنهاج في المعراج) وقد نشر حديثا تحت عنوان (رسالة علمية في الإسراء والمعراج) ص/26:
"وكم ذا وجدتني وأنا في ذاك الجمع يرجف قلبي رجفانا مزعجا حين يستمع المستمعون من تالي القصة قوله حكاية لقول موسى عليه السلام في مسئلة تخفيف أعداد الصلوات ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فيرجع ثم يعود إلى موسى بالحط خمسا فخمسا من ذاك العدد، مما قد يوهم المكان و الجهة في حقه، سبحانه و تعالى عن ذلك علوا كبيرا". ا. هـ
لذلك وضع عدة تآليف في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة منها:
* علم العقائد وضعه بتكليف رسمي من المشيخة الإسلامية في اسطنبول.
* حسن البيان في واجبات الإنسان كتبه بأمر من السلطان عبد الحميد.
* اللآلئ الثمان في شرح رسالة شيخه أبي المحاسن القاوقجي التي سماها كفاية الصبيان فيما يجب من عقائد الإيمان.
* نيل الأماني على هداية الدجاني في علم التوحيد.
* شرح الرسالة السنوسية في العقائد.
قال في رسالته (المنهاج في المعراج) ص/24 ما نصه:
"ولا فرق بين جوف حوت يونس وطور موسى ومستمى محمد عليهم السلام بالنسبة إليه تعالى، حيث لا يحويه مكان ولا تحصره جهة، لا فوق ولا تحت، كان الله تعالى في الأزل ولم يكن شيء من الكائنات والأمكنة والجهات على الإطلاق" ا. هـ.
وقال في كتابه (الكوكب الشرقي في رد نظرية لابلاس ورفقائه) ص/55 ما نصه:
"قام البرهان القاطع على أن الله تعالى واجب الوجود فهو القديم بذاته وصفاته، وعلى أن كل ما سواه حادث وجد بعد العدم، فكان الله ولم يكن شيء غيره". ا. هـ.
ثم قال ص/57 ما نصه:"وليعلم ههنا أن الله تعالى صانع الكائنات ومحدثها يجب عقلا أن لا يكون مماثلا لشيء منها من كل وجه، ولا شيء من هذه الكائنات إلا ويحصره المكان وتحده الجهة، وكل مكان محدود، وكل محدود ومحصور حادث، والله عز وجل قديم فلا يجوز عقلا أن يكون في مكان أو تحده جهة فهذه المنطقة الواسعة العظيمة المبتدأة بالعرش إلى السماء الدنيا كون من الأكوان المخلوقة، ومكان من الأمكنة الحادثة مقر لمخلوق لا لخالق موجدها، وقد كان في الأزل ولم يكن شيء منها".
ثم ترجم للسادس ونقل حديثه فقال :
6 ـ الشيخ الشريف العالم عبد الفتاح الزعبي القادري الحسني نقيب السادة الأشراف في طرابلس (توفي سنة 1354هـ)من أكابر مشايخ السادة الزعبية في طرابلس تولى الخطابة والإمامة والتدريس في الجامع المنصوري الكبير ثم عين نقيبا للسادة الأشراف، ومن بعده تولى خطابة الجامع المنصوري ولده الشيخ علي ثم حفيده الشيخ معتصم بالله الزعبي جمعت خطبه التي كان يلقيها من على منبر المسجد المنصوري وغيره في كتاب سمي (المواعظ الحميدية في الخطب الجمعية).
يقول في ص/ 84 ما نصه:
"الحمد لله المقدس في ذاته عن المدارك العقلية، المنزه في صفاته عن النقائص البشرية".
وفي ص/85 يقول: "وتفكروا في ءالائه ولا تتفكروا في ذاته العلي، واعلموا أن خطرات الأفكار في ذلك وهمية، وكيف يحيط العقل بمن تقدس عن الكمية والكيفية والأينية، فنزهوا ربكم وقدسوه عن الخواطر الفكرية". ا. هـ.
وفي ص/86 يقول:"كل ذلك يدل على وجود صانع منزه عن الكيفية والمثلية، ومقدس عن خطرات الأوهام ومزاعم الحلولية". ا. هـ
وفي ص/96 تحدث عن معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء الذي ليس المقصود به وصول الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكان ينتهي وجود الله تعالى إليه، ويكفر من اعتقد ذلك، إنما القصد من المعراج هو تشريف الرسول باطلاعه على عجائب في العالم العلوي، وتعظيم مكانته ورؤيته للذات المقدس بفؤاده من غير أن يكون الذات في مكان فقال: "مع شهود منزه عن الكيفية وقرب مقدس عن المكان والأينية، إذ الحق لم يفتقر إلى شيء فيتخذ له تعالى محلا، ولكن دعاه الحق تعالى إلى ذلك المكان ليريه من آياته عجائب بدائع الإمكان". "
وتحدث عن سيرة السابع وكلامه فقال :
7 ـ الشيخ الشريف محمد بن إبراهيم الحسيني (توفي سنة 1362 هـ)
تلقى علومه الأولية في بعض مدارس طرابلس ثم سافر إلى الأزهر وأتم دراسته هناك ثم عاد إلى طرابلس واشتغل بالتدريس وتولى وظيفة ختم البخاري في جامع طينال تلقى علومه من مفتي طرابلس الشيخ عبد الغني الرافعي والشيخ محمود منقارة والشيخ حسين الجسر ومن أشهر تلامذته الشيخ بشير بن عبد الغني جوهرة والشيخ سعيد طنبوزة الحسيني والشيخ جميل عدرة.
وضع عدة تآليف منها تفسيره للقرءان الكريم وقد طبع منه الجزء الأول، يقول في تفسيره هذا ص/62 ما نصه:
"سبحانه ما أعظم سلطانه، لا تلاحظه العيون بأنظارها، ولا تطالعه العقول بأفكارها". ا. هـ.
وفي ص/101 يقول في تفسير قوله تعالى: {وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون} ما نصه:
"ظنوا أنه سبحانه وتعالى مما يشبه الأجسام ويتعلق به الرؤيا تعلقها بها –أي الأجسام- على طريق المقابلة في الجهات والأحياز ولا ريب في استحالته، وإنما الممكن في شأنه تعالى الرؤية المنزهة عن الكيفيات بالكلية وذلك للمؤمنين في الآخرة". ا. هـ.
وفي ص/227 يقول: "قال عليه الصلاة والسلام:" ءاية الكرسي سيدة ءاي القرءان "، لما ترى من انطوائها على أمهات المسائل الإلهية المتعلقة بالذات العلي والصفات الجلية فإنها ناطقة بأنه تعالى واجب لذاته موجد لغيره، لما أن القيوم القائم بذاته المقيم لغيره منزه عن التحيز والحلول، مبرأ عن التغير والفتور، لا مناسبة بينه وبين الأشباح ولا يعتريه ما يعتري النفوس والأرواح، متعال عما تناله الأوهام عظيم لا تحدق به الأفهام". "
وأنهى حديثه بالثامن وكلامه فقال :
8 ـ الشيخ الشريف رامز بن محمود الملك الحسني الطرابلسي (توفي سنة 1408 هـ):
اشتغل بالعلم وتحصيله حتى كان يعد في وقته من أعلم علماء طرابلس وكان من أبرز مشايخه الشيخ محي الدين الخطيب والشيخ وهيب البارودي والشيخ عبد المجيد المغربي والشيخ محمود نشابة والشيخ عبد الكريم عويضة انتسب إلى كلية أصول الدين بالأزهر ثم عاد إلى طرابلس مدرسا في بعض مساجدها وجامعها الكبير تحول إلى أمانة فتوى طرابلس ومن ثم إلى إفتاء طرابلس بعد وفاة الشيخ نديم الجسر له عدة رسائل في الوقف ومصطلح الحديث، وتفسير الجزء التاسع من القرءان الكريم في أيامه قام البعض بنشر عقائد فاسدة كنحو القول بفناء النار وعدم تكفير ساب الله أو الرسول صلى الله عليه وسلم وإطلاق بعض العبارات التي فيها نسبة التشبيه لله تعالى. فقام بعض الغيورين من أبناء طرابلس بعمل رسائل يرد فيها هذه التحريفات وينصر عقيدة أهل السنة والجماعة في أن النار باقية لا تفنى ولا يفنى أهلها كما ورد في القرءان الكريم، والتنبيه على أن ساب الله أو الرسول صلى الله عليه وسلم كافر ولو كان في حال الغضب، وذكر عقيدة السلف والخلف في تنزيه الله عن المشابهة للخلق.
وقدمت هذه الرسائل إلى الشيخ رامز الملك الذي كان مفتيا في ذلك الوقت لتوزع كمنشورات، فعمل على نشرها بين أبناء مدينته وهي تحمل توقيعه وموافقته ومنها إمساكية صدرت في شهر رمضان سنة 1403 هـ وهذا نصها:
"إن تنزيه الله تعالى عن مشابهة المخلوقين أفضل عمل يقوم به العبد وقد اعتنى به العلماء سلفا وخلفا رحمهم الله وقد جاء في ذلك عن الإمام علي كرم الله وجهه أنه قال: كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان أي أنه تعالى موجود بلا مكان لأنه هو خالق المكان فلا يحتاج إليه.
قال الإمام أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه: غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان.
وقال الإمام علي أيضا: إن الله خلق العرش إظهارا لقدرته ولم يتخذه مكانا لذاته.
أي أن الله خلق العرش الذي هو أكبر المخلوقات حجما وهو سقف الجنة، وهو غني عنه فلا يحتاج إليه ولا إلى السماء التي هي مسكن للملائكة فلذلك لا يجوز تفسير ءاية {الرحمن على العرش استوى} بمعنى الجلوس، بل كما قال أبو حنيفة والغزالي وغيرهما، الله مستو على العرش استواء منزها عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال لا يحمله العرش، بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته تعالى"
والخطأ في الحديث السابق هو كون العرش سقف الجنة لأن الجنة والنار الموعودتين موجودتان حاليا في السماء كما قال تعالى:
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"
زمن ثم إما سقف الاثنين وإما ليس لهما بسقف لأن الكرسى داخل السماء والملائكة يطوفون حوله ولو كان سقفا لك يكن هناك مجال للطواف حوله لأنه نهاية المكان وإنما لكى يطوفوا حوله لابد أن يكون داخل الكون وليس حافته النهائية
والعرش في القرآن على معانى :
الأول العرش بمعنى الكون وهو ما خلقه من ماء بقوله :
" وكان عرشه على الماء"
الثانى كرسى العرش وهو المحمول فوق الملائكة وهو رمز لملك الله للكون فقط
الثالث العرش وهى البيوت المصنوعة
وأنهى الطرابلسى كتابه بأن تشبيه الله بخلقه بالحلول في مكان كفر بوحى الله فقال :
"فائدة مهمة:
يجب على من شبه الله بخلقه أن يقلع عن هذا الكفر وينطق بالشهادتين وهما: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله بنية الدخول في الإسلام، كالذي يسب الله أو نبيا أو ملكا من الملائكة أو يستهزئ بهم، أو يعتقد فناء جهنم، وذلك كفر بإجماع الأئمة". "
وكما استهل الكتاب أنهاه بذكره اعتماده في المسألة على الرجال السبعة دون كتاب الله فقال :
"نحمد الله أن وفقنا إلى جمع سبعة تراجم لأعلام عرفوا في تاريخ طرابلس الشام على مدى مائة سنة، وتضمنت هذه التراجم نصوصا في تنزيه الله عن المكان والجهة وقد قمنا بذلك للدلالة على أن هذه العقيدة هي عقيدة أهل طرابلس التي نشأوا عليها وتوارثوها من علمائهم خلفا عن سلف طيلة مائة سنة وما قبل ذلك، سمعوها منهم على منابر مساجد المدينة وفي مدارسها ودرجوا على تعليمها أبنائهم في كتاتيبها ونحن ندعو أهل طرابلس وغيرهم من المسلمين في أقطار الأرض إلى التمسك بهذه العقيدة النقية"
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتاب خمس لا يعلمهن إلا الله
» قراءة فى كتاب أحكام الله فوق كل شيء
» قراءة فى كتاب أربعون حديثا في فضل قل هو الله أحد
» قراءة فى كتاب الله الغيب الأكبر
» قراءة في كتاب اسم الله الصمد
» قراءة فى كتاب أحكام الله فوق كل شيء
» قراءة فى كتاب أربعون حديثا في فضل قل هو الله أحد
» قراءة فى كتاب الله الغيب الأكبر
» قراءة في كتاب اسم الله الصمد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى