قراءة في كتاب التبيين لطرق حديث من حفظ من الحديث أربعين
صفحة 1 من اصل 1
قراءة في كتاب التبيين لطرق حديث من حفظ من الحديث أربعين
قراءة في كتاب التبيين لطرق حديث من حفظ من الحديث أربعين
هذا ليس كتابا وإنما فصل من كتاب العلل المتناهية لابن الجوزي خصه بدراسة حديث مشهور عن حفظ أربعين حديثا من حيث الأسانيد وانتهى فيه أنه لا تصح من روايات هذا الحديث المشهور أى رواية فكل الروايات معلولة بعلم معينة وفى هذا قال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في " العلل المتناهية "(1/129:119) :
"باب ثواب من حفظ أربعين حديثا
فيه عن : علي بن أبي طالب ، وابن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، وأبي الدرداء ، وأبي سعيد ، وأبي هريرة ، وأبي أمامة ، وابن عباس ، وابن عمر ، وابن عمرو ، وجابر بن سمرة ، وأنس ، ونويرة .
فأما حديث علي رضي الله عنه :
[ 161 ] فرواه أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال : حدثني أبي قال : حدثني علي بن موسى الرضا قال : حدثني موسى بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق قال : حدثني أبي محمد بن علي الباقر قال : حدثني أبي علي بن الحسين بن علي قال : حدثني الحسين بن علي قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما "
قال الحفاظ : هذا عبد الله بن أحمد يروي عن أبيه عن أهل البيت نسخة باطلة ، فقد روى هذا الحديث عباد بن صهيب .
وأما حديث ابن مسعود :
[ 162 ] أنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال : أنا حمد بن أحمد قال : أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال : نا سعد بن محمد بن إبراهيم الناقل قال : أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال : أنا محمد بن حفص الكرخي قال : أنا دحيم بن محمد الصيداوي قال : أنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينفعهم الله عز وجل بها ، قيل له : ادخل من أي أبواب الجنة شئت " .
وأما حديث معاذ رضي الله عنه :
[ 163 ] فأنبأنا ابن ناصر قال : أنا أبو غالب قال : أنا البرقاني قال : حدثنا الدارقطني قال : روى محمد بن إبراهيم الشامي عن عبد المجيد بن أبي رواد عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما " .
قال أبو الفرج : ورواه الحسين بن علوان عن ابن جريج عن عطاء عن معاذ ، والحسين متروك الحديث . وقال يحيى : الحسين كذاب . وقال ابن عدي : يضع الحديث . وقد رواه إسماعيل بن أبي زياد عن معاذ ، وهو مقطوع .
وأما حديث أبي الدرداء ، فله ثلاثة طرق :
[ 164 ] الطريق الأول : أنا هبة الله بن محمد بن الحصين قال : أنا أبو طالب بن غيلان قال : أنا أبو بكر الشافعي قال : أنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال : أنا الفضل بن غانم قال : حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ عن أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله فقيها ، وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا " .
[ 165 ] الطريق الثاني : أنبأنا محمد بن عبد الملك بن خيرون قال أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم بن حبان قال : أنا إبراهيم بن أبي أمية قال : حدثنا هاشم بن الوليد الهروي قال : أنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله فقيها ، وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا " .
[ 166 ] الطريق الثالث : أنبأنا محمد بن عبد الملك بن خيرون قال أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم بن حبان قال : انا إبراهيم بن أبي أميه قال : أنا هاشم بن الوليد الهروي قال : أنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء قال : سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت يا رسول الله ؛ ما حد العلم الذي إذا بلغه الرجل كان فقيها ؟ ، فقال : " من حفظ عن امتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله عز وجل فقيها ، وكنت له شافعا وشهيدا " . وأما حديث أبي سعيد الخدري :
[ 167 ] فقد روي بإسناد مظلم عن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي عن أبيه عن جده عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل من حفظ على أمتي أربعين حديثا مما ينفعهم الله به في أمر دينهم بعثه الله عز وجل يوم القيامة فقيها عالما ، وكنت له شفيعا وشهيدا " .
[ 168 ] وروي من حديث عبد الرحمن بن معاوية عن الحارث مولى ابن سباع عن أبي سعيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا من سنتي أدخلته يوم القيامة في شفاعتي " .
وأما حديث أبي هريرة ، فله طريقان :
[ 169 ] الطريق الأول : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد الخطبي قال : أنا عبد الرزاق بن عمر بن شمة قال : أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم المقريء ح وأنا محمد بن عبد الملك قال أخبرنا ابن مسعدة قال أخبرنا حمزة بن يوسف قال : أنا ابن عدي قال : أنا أبو يعلى قال : نا عمرو بن حصين قال : نا ابن علاثة قال : أنا خصيف عن مجاهد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا مما ينفعهم من دينهم بعث يوم القيامة من العلماء ، وفضل العالم على العابد سبعين درجة ، الله أعلم ما بين كل درجتين " .
قال أبو الفرج : ابن علاثة اسمه محمد بن عبد الله بن علاثة .
[ 170 ] الطريق الثاني : أخبرنا ابن السمرقندي قال : أنا ابن مسعدة قال : أنا حمزة قال : أنا ابن عدي قال : أنا عمر بن محمد بن شعيب ومحمد بن مبين قالا : أنا سعدان بن نصر قال : أنا خالد بن إسماعيل أبو الوليد قال : أنا ابن جريح عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تعلم على أمتي أربعين حديثا ينفعه الله بها في دينها كان فقيها عالما " .
قال أبو الفرج : وقد رواه أبو البختري وهب بن وهب عن ابن جريح ، ولفظه " من حفظ على أمتي أربعين حديثا مما ينفعها الله به يبعثه الله يوم القيامة فقيها عالما " .
وقد رواه إسحاق بن نجيح عن عطاء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من روي عني أربعين حديثا جاء في زمرة العلماء يوم القيامة " .
وأما حديث أبي أمامة :
[ 171 ] فأنبأنا أبو الفتح الكروخي عن عبد الله بن محمد الأنصاري قال : أنا يعقوب الحافظ قال : أنا الخليل بن أحمد قال : أنا يحيى بن صاعد قال : أنا عبد الباقي الأموي قال : أنا علي بن الحسن قال : أنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي غالب عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا فيما ينوبهم وينفعهم في أمر دينهم حشره الله يوم القيامة فقيها " .
وأما حديث ابن عباس ، فله أربعة طرق :
[ 172 ] الطريق الأول : أخبرنا محمد بن ناصر قال : أنا رابعة بنت محمود بن عبد الواحد الأصبهانية قالت : أنا أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد النيسابوري قال : أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن زكريا الجوزقي قال : أنا أبو حاتم المكي بن عبدان بن محمد قال : أنا محمد بن عقيل بن خويلد قال : أنا الحسن بن قتيبة الخزاعي قال : أنا عبد الخالق بن المنذر عن ابن نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما " .
[ 173 ] الطريق الثاني : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن السلال قال : أنا إبراهيم بن حمد بن عبدك وأنا إسماعيل بن أحمد قال : أنا ابن مسعدة قال : أنا حمزة قال : أنا أبو أحمد بن عدي قال : أنا الحسن بن سفيان قال : أنا علي بن حجر قال : أنا إسحاق بن نجيح عن ابن جريح عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة كنت له شفيعا يوم القيامة " .
[ 174 ] الطريق الثالث : أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال : أنا ابن مسعدة قال : أنا حمزة قال : أنا أبو أحمد بن عدي قال : أنا عبد الله بن محمد بن منهال قال : أنا أحمد بن بكر البالسي قال : أنا خالد بن يزيد قال : أنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة كنت له شفيعا يوم القيامة " .
[ 175 ] الطريق الرابع : أنبأنا ابن خيرون عن الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم ابن حبان قال : أنا الحسن بن سفيان قال : أنا علي بن حجر قال : أنا إسحاق بن نجيح عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله عز وجل يوم القيامة فقيها عالما " .
وأما حديث ابن عمر :
[ 176 ] فقد روى بإسنادين مظلمين فيها عن جماعة مجاهيل بلفظ : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة حتى يؤديها إليهم كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة " .
[ 177 ] وفي لفظ : " من نقل عني إلى من لم يلحقني من أمتي أربعين حديثا كتب في زمرة العلماء وحشر من جملة الشهداء " .
وأما حديث عبد الله بن عمرو :
[ 178 ] فقد رفعه محمد بن مضر عن بوري بن الفضل ولا يعرفان عن ابن المبارك عن إسماعيل بن رافع عن إسماعيل بن عبيد الله عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كتب أربعين حديثا رجاء أن يغفر الله له غفر له ، وأعطاه ثواب الشهداء الذين قتلوا بعبادان وعسقلان " .
وأما حديث جابر بن سمرة :
[ 179 ] فقد رفعه مجهول عن مجهول إلى أن ألصقه بشيبان بن فروخ عن مبارك عن الحسن عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ترك أربعين حديثا بعد موته ، فهو رفيقي في الجنة "
وأما حديث أنس ، فله أربعة طرق :
[ 180 ] الطريق الأول : أنبأنا محمد بن محمد السلال قال : أنا أحمد بن محمد بن سياووش قال : أنا أبو حامد بن أبي طاهر الإسفرائيني قال : أنا إبراهيم بن محمد بن عبدك قال : أنا الحسن بن سفيان قال : أنا حميد بن زنجويه قال : أنا الحجاج بن نصير قال : أنا حفص بن جميع عن أبان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا مما يحتاجون إليه من الحلال والحرام كتبه الله فقيها عالما " .
[ 181 ] الطريق الثاني : أنبأنا محمد بن عبد الملك قال : أنا إسماعيل بن مسعدة قال : أنا حمزة بن يوسف قال : أنا ابن عدي قال : أنا عمر بن سنان قال : أنا سليمان بن مسلمة قال : أنا ابن الليث قال : حدثني عمر بن شاكر قال : سمعت أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من حمل على أمتي أربعين حديثا بعثه الله عز وجل يوم القيامة فقيها عالما " .
[ 182 ] الطريق الثالث : روى بإسناد مظلم عن أبي داود الأعمى عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينهم بعثه الله عز وجل يوم القيامة فقيها " .
[ 183 ] الطريق الرابع : روى بإسناد مظلم عن المعلى عن السدي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حمل من أمتي أربعين حديثا لقي الله عز وجل فقيها عالما " .
أما حديث نويرة :
[ 184 ] فرواه من لا يعرف بالحديث ، وأسنده عن عمر بن هارون البلخي عن مغلس بن عبدة عن مقاتل بن حيان عن قتادة عن نويرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا في دينها حشر مع العلماء يوم القيامة " .
قال أبو الفرج : هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما حديث علي بن أبي طالب ، ففيه عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي يروي عن أبيه عن أهل البيت نسخة باطلة
وأما حديث ابن مسعود : ففيه محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، وقد كذبه عبد الله بن أحمد بن حنبل وغيره . وقد رواه دحيم هذا ، واسمه عبد الرحمن بن محمد الأسدي عن أبي بكر عن عاصم عن أبي وائل ، ولا أرى التخليط إلا من دحيم .
وأما حديث معاذ ، فقال ابن حبان : محمد بن إبراهيم الشامي يضع الحديث لا يحل الرواية عنه . وأما حسين بن علوان ، فقال ابن عدي وابن حبان : يضع الحديث . وقال الدارقطني : متروك . وقال : لا يثبت من طرقه شيء . وأما إسماعيل بن أبي زياد عن معاذ ، فقال ابن حبان : إسماعيل دجال لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه . وقال الدارقطني كذاب متروك .
وأما حديث أيي الدرداء ، ففي طرقه عبد الملك بن هارون ، قال أبو حاتم الرازي : متروك . وقال السعدي : دجال كذاب . وقال
ابن حبان : يضع الحديث .
وأما حديث أيي سعيد ، فإسناده مظلم ، ومحمد بن يزيد هو وأبوه قد ضعفهما الدارقطني . وقال يحيى : يزيد ليس بشيء . وقال النسائي : متروك . وأما عبد الرحمن بن معاوية ، فقال يحيى : لا يحتج بحديثه .
وأما حديث أبي هريرة ، ففي طريقه الأول ابن علاثة ، قال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات لا يحل الإحتجاج به ، وفيه عمرو بن حصين ، قال أبو حاتم الرازي : ليس بشيء . وقال الدارقطني : متروك . وفي الطريق الثاني خالد بن إسماعيل ، قال
ابن عدي : يضع الحديث على ثقات المسلمين ، وأما طريق أبي البختري فإنه كان من أكذب الناس ، وأما إسحاق بن نجيح
يحيى : هو معروف بالكذب ووضع الحديث .
وأما حديث أبي أمامة ، ففيه أبو غالب واسمه حزور ، قال النسائي : هو ضعيف . وقال ابن حبان لا يحتج به إلا فيما وافق الثقات ، وفيه علي بن الحسن قال ابن عدي : لا تروي أحاديثه إلا على وجه التعجب .
وأما حديث ابن عباس ، ففي الطريق الأول الحسن بن قتيبة . وفي طريقه الثاني إسحاق بن نجيح ، قال الدارقطني : كلاهما متروك الحديث . وفي الطريق الثالث أحمد بن بكر وله مناكير عن الثقات . وفي الطريق الرابع إسحاق وذكرناه .
وأما حديث ابن عمر ، ففيه جماعة مجاهيل .
وكذلك حديث ابن عمرو .
وأما حديث أنس ، ففي طريقه الأول حفص بن جميع ، قال ابن حبان : كان يخطىء حتى خرج عن حد الاحتجاج به ، وفيه أبان وهو متروك . وفي طريقه الثاني سليمان بن سلمة وقد كذبوه . وفي طريقه الثالث أبو داود الأعمى لا أعرفه ، واسمه نفيع بن الحارث كذبه قتادة . وقال يحيى : ليس بشيء . وقال النسائي والفلاس والدارقطني : هو متروك . وقال ابن حبان : يروي عن الثقات الموضوعات توهما لا يجوز الاحتجاج به . وفي طريقه الرابع السدي قد ضعفه جماعة .
وأما حديث نويرة ، ففيه مجاهيل ولا يعرف في الصحابة من اسمه نويرة . وعمر بن هارون كذاب . قال يحيى بن معين : هو كذاب خبيث ليس بشيء . وقال ابن حبان : يروي عن الثقات المعضلات ، ويدعي شيوخا لم يرهم .
قال الدارقطني : كل طرق هذا الحديث ضعاف ولا يثبت منها شيء .
قال أبو الفرج : وقد بنى على هذا الحديث الذي بينا علله جماعة من العلماء ، فصنف كل منهم أربعين حديثا ، منهم من ذكر فيها الأصول ، ومنهم من قصر على الفروع ، ومنهم من أورد فيها الرقائق ، ومنهم من جمع بين الكل .
فأولهم أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك المروزي ، وبعده أبو عبد الله محمد بن أسلم الطوسي ، وأحمد بن حرب الزاهد ، وأبو محمد الحسن بن سفيان النسوي ، وأبو بكر محمد بن أبي علي ، ومحمد بن عبد الله الجوزقي ، والحاكم أبو عبد الله النيسابوري ، ومحمد بن الحسين السلمي ، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني ، وإسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني ، وأبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري ، وأبو القاسم القشيري ، وخلق كثير . وأكثرهم لا يعرف علل الحديث ، فإنا قد ذكرنا عن الدارقطني أنه قال : لا يثبت منها شيء . ومنهم من تسامح بعد العلم لحث على خير"
ابن الجوزى أفاض في نقد أسانيد الحديث ولكنه لم يتعرض لتناقضات الروايات كعادة أهل الحديث لا يتعرضون لنص الحديث حتى ولو كان مناقض للقرآن أو مناقض حتى لواقع المشاهد أو الملموس
والتناقضات تتمثل في التالى :
التناقض ألأول في ثواب حافظ الأربعين حديثا فمرة يكون عالما في رواية :
"بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما "
وفى رواية :
"بعث يوم القيامة من العلماء "
وفى رواية :
"حشره الله يوم القيامة فقيها"
وهو ما يناقض أن ثوابه دخول الجنة في رواية :
"قيل له : ادخل من أي أبواب الجنة شئت "
وهو ما يناقض كون النبى(ص) شفيع شاهد له كما في رواية :
"وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا"
وقوله :
"كنت له شفيعا يوم القيامة"
وهو ما يناقض أن ثوابه رفقة النبى (ص) في الجنة في رواية:
"فهو رفيقي في الجنة"
والكل يناقض كونه من الشهداء في رواية :
"كتب في زمرة العلماء وحشر من جملة الشهداء"
التناقض الثانى
كونه من الشهداء يأخذ ثواب شهداء عبادان وعسقلان في رواية :
"وأعطاه ثواب الشهداء الذين قتلوا بعبادان وعسقلان"
وهو ما يناقض حشره مع الشهداء فقط في رواية :
"كتب في زمرة العلماء وحشر من جملة الشهداء"
التناقض الثالث :
فعل المسلم مع ألأربعين حديثا فمرة حفظهم كما في رواية :
"من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينتفعون بها"
ومرة مناقضة نقل الأربعين لغيره في رواية:
"من نقل عني إلى من لم يلحقني من أمتي أربعين حديثا"
ومرة مخالفة كتابته للأربعين في رواية :
"من كتب أربعين حديثا"
وهو نفس معنى تركهم بعد موته فهو يتركهم مكتوبين في رواية:
" من ترك أربعين حديثا بعد موته ،"
وبالقطع الحفظ الكلامى غير الكتابة في الصحف وفى رواية أخرى هو مجرد ناقل لهم سواء باللفظ أو بالمعنى وهى:
"من حمل على أمتي أربعين حديثا"
والخطأ في أحدى الروايات والتى تقول :
"وفضل العالم على العابد سبعين درجة ، الله أعلم ما بين كل درجتين"
هو وجود أكثر من درجتين في الجنة وهو ما يخالف كونها درجتين في قوله تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
وقال :
" ومن دونهما جنتان "
فجنة السابقين غير جنة أهل اليمين
هذا ليس كتابا وإنما فصل من كتاب العلل المتناهية لابن الجوزي خصه بدراسة حديث مشهور عن حفظ أربعين حديثا من حيث الأسانيد وانتهى فيه أنه لا تصح من روايات هذا الحديث المشهور أى رواية فكل الروايات معلولة بعلم معينة وفى هذا قال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في " العلل المتناهية "(1/129:119) :
"باب ثواب من حفظ أربعين حديثا
فيه عن : علي بن أبي طالب ، وابن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، وأبي الدرداء ، وأبي سعيد ، وأبي هريرة ، وأبي أمامة ، وابن عباس ، وابن عمر ، وابن عمرو ، وجابر بن سمرة ، وأنس ، ونويرة .
فأما حديث علي رضي الله عنه :
[ 161 ] فرواه أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال : حدثني أبي قال : حدثني علي بن موسى الرضا قال : حدثني موسى بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق قال : حدثني أبي محمد بن علي الباقر قال : حدثني أبي علي بن الحسين بن علي قال : حدثني الحسين بن علي قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما "
قال الحفاظ : هذا عبد الله بن أحمد يروي عن أبيه عن أهل البيت نسخة باطلة ، فقد روى هذا الحديث عباد بن صهيب .
وأما حديث ابن مسعود :
[ 162 ] أنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال : أنا حمد بن أحمد قال : أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال : نا سعد بن محمد بن إبراهيم الناقل قال : أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال : أنا محمد بن حفص الكرخي قال : أنا دحيم بن محمد الصيداوي قال : أنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينفعهم الله عز وجل بها ، قيل له : ادخل من أي أبواب الجنة شئت " .
وأما حديث معاذ رضي الله عنه :
[ 163 ] فأنبأنا ابن ناصر قال : أنا أبو غالب قال : أنا البرقاني قال : حدثنا الدارقطني قال : روى محمد بن إبراهيم الشامي عن عبد المجيد بن أبي رواد عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما " .
قال أبو الفرج : ورواه الحسين بن علوان عن ابن جريج عن عطاء عن معاذ ، والحسين متروك الحديث . وقال يحيى : الحسين كذاب . وقال ابن عدي : يضع الحديث . وقد رواه إسماعيل بن أبي زياد عن معاذ ، وهو مقطوع .
وأما حديث أبي الدرداء ، فله ثلاثة طرق :
[ 164 ] الطريق الأول : أنا هبة الله بن محمد بن الحصين قال : أنا أبو طالب بن غيلان قال : أنا أبو بكر الشافعي قال : أنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال : أنا الفضل بن غانم قال : حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ عن أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله فقيها ، وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا " .
[ 165 ] الطريق الثاني : أنبأنا محمد بن عبد الملك بن خيرون قال أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم بن حبان قال : أنا إبراهيم بن أبي أمية قال : حدثنا هاشم بن الوليد الهروي قال : أنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله فقيها ، وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا " .
[ 166 ] الطريق الثالث : أنبأنا محمد بن عبد الملك بن خيرون قال أنبأنا الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم بن حبان قال : انا إبراهيم بن أبي أميه قال : أنا هاشم بن الوليد الهروي قال : أنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء قال : سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت يا رسول الله ؛ ما حد العلم الذي إذا بلغه الرجل كان فقيها ؟ ، فقال : " من حفظ عن امتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله عز وجل فقيها ، وكنت له شافعا وشهيدا " . وأما حديث أبي سعيد الخدري :
[ 167 ] فقد روي بإسناد مظلم عن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي عن أبيه عن جده عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل من حفظ على أمتي أربعين حديثا مما ينفعهم الله به في أمر دينهم بعثه الله عز وجل يوم القيامة فقيها عالما ، وكنت له شفيعا وشهيدا " .
[ 168 ] وروي من حديث عبد الرحمن بن معاوية عن الحارث مولى ابن سباع عن أبي سعيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا من سنتي أدخلته يوم القيامة في شفاعتي " .
وأما حديث أبي هريرة ، فله طريقان :
[ 169 ] الطريق الأول : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد الخطبي قال : أنا عبد الرزاق بن عمر بن شمة قال : أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم المقريء ح وأنا محمد بن عبد الملك قال أخبرنا ابن مسعدة قال أخبرنا حمزة بن يوسف قال : أنا ابن عدي قال : أنا أبو يعلى قال : نا عمرو بن حصين قال : نا ابن علاثة قال : أنا خصيف عن مجاهد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا مما ينفعهم من دينهم بعث يوم القيامة من العلماء ، وفضل العالم على العابد سبعين درجة ، الله أعلم ما بين كل درجتين " .
قال أبو الفرج : ابن علاثة اسمه محمد بن عبد الله بن علاثة .
[ 170 ] الطريق الثاني : أخبرنا ابن السمرقندي قال : أنا ابن مسعدة قال : أنا حمزة قال : أنا ابن عدي قال : أنا عمر بن محمد بن شعيب ومحمد بن مبين قالا : أنا سعدان بن نصر قال : أنا خالد بن إسماعيل أبو الوليد قال : أنا ابن جريح عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تعلم على أمتي أربعين حديثا ينفعه الله بها في دينها كان فقيها عالما " .
قال أبو الفرج : وقد رواه أبو البختري وهب بن وهب عن ابن جريح ، ولفظه " من حفظ على أمتي أربعين حديثا مما ينفعها الله به يبعثه الله يوم القيامة فقيها عالما " .
وقد رواه إسحاق بن نجيح عن عطاء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من روي عني أربعين حديثا جاء في زمرة العلماء يوم القيامة " .
وأما حديث أبي أمامة :
[ 171 ] فأنبأنا أبو الفتح الكروخي عن عبد الله بن محمد الأنصاري قال : أنا يعقوب الحافظ قال : أنا الخليل بن أحمد قال : أنا يحيى بن صاعد قال : أنا عبد الباقي الأموي قال : أنا علي بن الحسن قال : أنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي غالب عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا فيما ينوبهم وينفعهم في أمر دينهم حشره الله يوم القيامة فقيها " .
وأما حديث ابن عباس ، فله أربعة طرق :
[ 172 ] الطريق الأول : أخبرنا محمد بن ناصر قال : أنا رابعة بنت محمود بن عبد الواحد الأصبهانية قالت : أنا أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد النيسابوري قال : أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن زكريا الجوزقي قال : أنا أبو حاتم المكي بن عبدان بن محمد قال : أنا محمد بن عقيل بن خويلد قال : أنا الحسن بن قتيبة الخزاعي قال : أنا عبد الخالق بن المنذر عن ابن نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما " .
[ 173 ] الطريق الثاني : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن السلال قال : أنا إبراهيم بن حمد بن عبدك وأنا إسماعيل بن أحمد قال : أنا ابن مسعدة قال : أنا حمزة قال : أنا أبو أحمد بن عدي قال : أنا الحسن بن سفيان قال : أنا علي بن حجر قال : أنا إسحاق بن نجيح عن ابن جريح عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة كنت له شفيعا يوم القيامة " .
[ 174 ] الطريق الثالث : أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال : أنا ابن مسعدة قال : أنا حمزة قال : أنا أبو أحمد بن عدي قال : أنا عبد الله بن محمد بن منهال قال : أنا أحمد بن بكر البالسي قال : أنا خالد بن يزيد قال : أنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة كنت له شفيعا يوم القيامة " .
[ 175 ] الطريق الرابع : أنبأنا ابن خيرون عن الجوهري عن الدارقطني عن أبي حاتم ابن حبان قال : أنا الحسن بن سفيان قال : أنا علي بن حجر قال : أنا إسحاق بن نجيح عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله عز وجل يوم القيامة فقيها عالما " .
وأما حديث ابن عمر :
[ 176 ] فقد روى بإسنادين مظلمين فيها عن جماعة مجاهيل بلفظ : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة حتى يؤديها إليهم كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة " .
[ 177 ] وفي لفظ : " من نقل عني إلى من لم يلحقني من أمتي أربعين حديثا كتب في زمرة العلماء وحشر من جملة الشهداء " .
وأما حديث عبد الله بن عمرو :
[ 178 ] فقد رفعه محمد بن مضر عن بوري بن الفضل ولا يعرفان عن ابن المبارك عن إسماعيل بن رافع عن إسماعيل بن عبيد الله عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كتب أربعين حديثا رجاء أن يغفر الله له غفر له ، وأعطاه ثواب الشهداء الذين قتلوا بعبادان وعسقلان " .
وأما حديث جابر بن سمرة :
[ 179 ] فقد رفعه مجهول عن مجهول إلى أن ألصقه بشيبان بن فروخ عن مبارك عن الحسن عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ترك أربعين حديثا بعد موته ، فهو رفيقي في الجنة "
وأما حديث أنس ، فله أربعة طرق :
[ 180 ] الطريق الأول : أنبأنا محمد بن محمد السلال قال : أنا أحمد بن محمد بن سياووش قال : أنا أبو حامد بن أبي طاهر الإسفرائيني قال : أنا إبراهيم بن محمد بن عبدك قال : أنا الحسن بن سفيان قال : أنا حميد بن زنجويه قال : أنا الحجاج بن نصير قال : أنا حفص بن جميع عن أبان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا مما يحتاجون إليه من الحلال والحرام كتبه الله فقيها عالما " .
[ 181 ] الطريق الثاني : أنبأنا محمد بن عبد الملك قال : أنا إسماعيل بن مسعدة قال : أنا حمزة بن يوسف قال : أنا ابن عدي قال : أنا عمر بن سنان قال : أنا سليمان بن مسلمة قال : أنا ابن الليث قال : حدثني عمر بن شاكر قال : سمعت أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من حمل على أمتي أربعين حديثا بعثه الله عز وجل يوم القيامة فقيها عالما " .
[ 182 ] الطريق الثالث : روى بإسناد مظلم عن أبي داود الأعمى عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينهم بعثه الله عز وجل يوم القيامة فقيها " .
[ 183 ] الطريق الرابع : روى بإسناد مظلم عن المعلى عن السدي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حمل من أمتي أربعين حديثا لقي الله عز وجل فقيها عالما " .
أما حديث نويرة :
[ 184 ] فرواه من لا يعرف بالحديث ، وأسنده عن عمر بن هارون البلخي عن مغلس بن عبدة عن مقاتل بن حيان عن قتادة عن نويرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا في دينها حشر مع العلماء يوم القيامة " .
قال أبو الفرج : هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما حديث علي بن أبي طالب ، ففيه عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي يروي عن أبيه عن أهل البيت نسخة باطلة
وأما حديث ابن مسعود : ففيه محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، وقد كذبه عبد الله بن أحمد بن حنبل وغيره . وقد رواه دحيم هذا ، واسمه عبد الرحمن بن محمد الأسدي عن أبي بكر عن عاصم عن أبي وائل ، ولا أرى التخليط إلا من دحيم .
وأما حديث معاذ ، فقال ابن حبان : محمد بن إبراهيم الشامي يضع الحديث لا يحل الرواية عنه . وأما حسين بن علوان ، فقال ابن عدي وابن حبان : يضع الحديث . وقال الدارقطني : متروك . وقال : لا يثبت من طرقه شيء . وأما إسماعيل بن أبي زياد عن معاذ ، فقال ابن حبان : إسماعيل دجال لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه . وقال الدارقطني كذاب متروك .
وأما حديث أيي الدرداء ، ففي طرقه عبد الملك بن هارون ، قال أبو حاتم الرازي : متروك . وقال السعدي : دجال كذاب . وقال
ابن حبان : يضع الحديث .
وأما حديث أيي سعيد ، فإسناده مظلم ، ومحمد بن يزيد هو وأبوه قد ضعفهما الدارقطني . وقال يحيى : يزيد ليس بشيء . وقال النسائي : متروك . وأما عبد الرحمن بن معاوية ، فقال يحيى : لا يحتج بحديثه .
وأما حديث أبي هريرة ، ففي طريقه الأول ابن علاثة ، قال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات لا يحل الإحتجاج به ، وفيه عمرو بن حصين ، قال أبو حاتم الرازي : ليس بشيء . وقال الدارقطني : متروك . وفي الطريق الثاني خالد بن إسماعيل ، قال
ابن عدي : يضع الحديث على ثقات المسلمين ، وأما طريق أبي البختري فإنه كان من أكذب الناس ، وأما إسحاق بن نجيح
يحيى : هو معروف بالكذب ووضع الحديث .
وأما حديث أبي أمامة ، ففيه أبو غالب واسمه حزور ، قال النسائي : هو ضعيف . وقال ابن حبان لا يحتج به إلا فيما وافق الثقات ، وفيه علي بن الحسن قال ابن عدي : لا تروي أحاديثه إلا على وجه التعجب .
وأما حديث ابن عباس ، ففي الطريق الأول الحسن بن قتيبة . وفي طريقه الثاني إسحاق بن نجيح ، قال الدارقطني : كلاهما متروك الحديث . وفي الطريق الثالث أحمد بن بكر وله مناكير عن الثقات . وفي الطريق الرابع إسحاق وذكرناه .
وأما حديث ابن عمر ، ففيه جماعة مجاهيل .
وكذلك حديث ابن عمرو .
وأما حديث أنس ، ففي طريقه الأول حفص بن جميع ، قال ابن حبان : كان يخطىء حتى خرج عن حد الاحتجاج به ، وفيه أبان وهو متروك . وفي طريقه الثاني سليمان بن سلمة وقد كذبوه . وفي طريقه الثالث أبو داود الأعمى لا أعرفه ، واسمه نفيع بن الحارث كذبه قتادة . وقال يحيى : ليس بشيء . وقال النسائي والفلاس والدارقطني : هو متروك . وقال ابن حبان : يروي عن الثقات الموضوعات توهما لا يجوز الاحتجاج به . وفي طريقه الرابع السدي قد ضعفه جماعة .
وأما حديث نويرة ، ففيه مجاهيل ولا يعرف في الصحابة من اسمه نويرة . وعمر بن هارون كذاب . قال يحيى بن معين : هو كذاب خبيث ليس بشيء . وقال ابن حبان : يروي عن الثقات المعضلات ، ويدعي شيوخا لم يرهم .
قال الدارقطني : كل طرق هذا الحديث ضعاف ولا يثبت منها شيء .
قال أبو الفرج : وقد بنى على هذا الحديث الذي بينا علله جماعة من العلماء ، فصنف كل منهم أربعين حديثا ، منهم من ذكر فيها الأصول ، ومنهم من قصر على الفروع ، ومنهم من أورد فيها الرقائق ، ومنهم من جمع بين الكل .
فأولهم أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك المروزي ، وبعده أبو عبد الله محمد بن أسلم الطوسي ، وأحمد بن حرب الزاهد ، وأبو محمد الحسن بن سفيان النسوي ، وأبو بكر محمد بن أبي علي ، ومحمد بن عبد الله الجوزقي ، والحاكم أبو عبد الله النيسابوري ، ومحمد بن الحسين السلمي ، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني ، وإسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني ، وأبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري ، وأبو القاسم القشيري ، وخلق كثير . وأكثرهم لا يعرف علل الحديث ، فإنا قد ذكرنا عن الدارقطني أنه قال : لا يثبت منها شيء . ومنهم من تسامح بعد العلم لحث على خير"
ابن الجوزى أفاض في نقد أسانيد الحديث ولكنه لم يتعرض لتناقضات الروايات كعادة أهل الحديث لا يتعرضون لنص الحديث حتى ولو كان مناقض للقرآن أو مناقض حتى لواقع المشاهد أو الملموس
والتناقضات تتمثل في التالى :
التناقض ألأول في ثواب حافظ الأربعين حديثا فمرة يكون عالما في رواية :
"بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما "
وفى رواية :
"بعث يوم القيامة من العلماء "
وفى رواية :
"حشره الله يوم القيامة فقيها"
وهو ما يناقض أن ثوابه دخول الجنة في رواية :
"قيل له : ادخل من أي أبواب الجنة شئت "
وهو ما يناقض كون النبى(ص) شفيع شاهد له كما في رواية :
"وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا"
وقوله :
"كنت له شفيعا يوم القيامة"
وهو ما يناقض أن ثوابه رفقة النبى (ص) في الجنة في رواية:
"فهو رفيقي في الجنة"
والكل يناقض كونه من الشهداء في رواية :
"كتب في زمرة العلماء وحشر من جملة الشهداء"
التناقض الثانى
كونه من الشهداء يأخذ ثواب شهداء عبادان وعسقلان في رواية :
"وأعطاه ثواب الشهداء الذين قتلوا بعبادان وعسقلان"
وهو ما يناقض حشره مع الشهداء فقط في رواية :
"كتب في زمرة العلماء وحشر من جملة الشهداء"
التناقض الثالث :
فعل المسلم مع ألأربعين حديثا فمرة حفظهم كما في رواية :
"من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينتفعون بها"
ومرة مناقضة نقل الأربعين لغيره في رواية:
"من نقل عني إلى من لم يلحقني من أمتي أربعين حديثا"
ومرة مخالفة كتابته للأربعين في رواية :
"من كتب أربعين حديثا"
وهو نفس معنى تركهم بعد موته فهو يتركهم مكتوبين في رواية:
" من ترك أربعين حديثا بعد موته ،"
وبالقطع الحفظ الكلامى غير الكتابة في الصحف وفى رواية أخرى هو مجرد ناقل لهم سواء باللفظ أو بالمعنى وهى:
"من حمل على أمتي أربعين حديثا"
والخطأ في أحدى الروايات والتى تقول :
"وفضل العالم على العابد سبعين درجة ، الله أعلم ما بين كل درجتين"
هو وجود أكثر من درجتين في الجنة وهو ما يخالف كونها درجتين في قوله تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
وقال :
" ومن دونهما جنتان "
فجنة السابقين غير جنة أهل اليمين
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي
» قراءة فى كتاب حديث مع زائر كريم
» قراءة فى كتاب إبهاج أهل الصناعة بدراسة حديث(بعثت بالسيف بين يدي الساعة)
» قراءة فى كتاب الجواب الحزم عن حديث التكبير جزم
» قراءة فى كتاب الإيماء إلى علة حديث من قال جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء
» قراءة فى كتاب حديث مع زائر كريم
» قراءة فى كتاب إبهاج أهل الصناعة بدراسة حديث(بعثت بالسيف بين يدي الساعة)
» قراءة فى كتاب الجواب الحزم عن حديث التكبير جزم
» قراءة فى كتاب الإيماء إلى علة حديث من قال جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى