نظرات فى كتيب آثار صفة الرحمة
صفحة 1 من اصل 1
نظرات فى كتيب آثار صفة الرحمة
نظرات فى كتيب آثار صفة الرحمة
الكتاب بقلم ماجد بن أحمد الصغير وفى مقدمته تحدث عن أن من عرف رحمة ربه حصلت له آثار الرحمة وفى هذا قال :
"تقديم
أما بعد:
فإن من عرف ربه سبحانه وتعالى بالرحمة الواسعة لابد أن يحصل له عدد من الخيرات والثمرات والآثار ..."
وبالقطع معرفة رحمة الله أو عدم معرفتها أو حتى إنكار وجود الله لا يمنع من وجود الرحمة وهى الخير الذى يبتلى به الله الكل كما يبتلى بالشر وهو الضرر وفى هذا قال:
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
ثم حدثنا عن بعص الآثار فقال :
"ومن تلك الآثار:
أنه على قدر حظ الإنسان من هذا الخلق الكريم ترتفع درجته عند الله؛ ولهذا كان الأنبياء (ص) أرحم الناس، وكان خاتمهم محمد (ص)أوفرهم نصيبا من هذا الخلق حتى كانت رسالته رحمة للعالمين قال الله سبحانه (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، (فبما رحمة من الله لنت ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك). وقد لازم هذا الخلق في أشد الأوقات،"
والخطأ عنا تفريق الصغير بين الرسل فى مقدار الرحمة وهو ما يخالف ما قصه الله علينا أن عقيدة المسلمون أن يقولوا:
" لا نفرق بين أحد من رسله"
وتحدث عما حكته الأحاديث من مواقف الرحمة المحمدية فقال:
"فلما آذاه أهل مكة وكذبوه وأخرجه أهل الطائف ورموه بالحجارة؛ خرج كسير النفس، مجروح الفؤاد يتلمس الفرج، جاءه ملك الجبال وعرض عليه إهلاكهم فقال صلى الله عليه وسلم: ((بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا)). "
والحديث هنا كاذب يتناقض مع منع الله الأذى عنه كما قال تعالى :
"والله يعصمك من الناس"
وأكمل حديثه مفرقا كما سبق فقال :
"رحمة لم تعرف البشرية نظيرا لها والمؤمن الصادق له نصيب من هذه الصفة على قدر حبه لنبيه (ص)واتباعه له وأولى الناس بالرحمة الوالدين خاصة عند الكبر: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)، ثم ضعفاء المسلمين أيتاما وأرامل، فرحمة هؤلاء باب من أوسع الأبواب التي تنال بها رحمة الله"
والرحمة التى تحدث عنها هى رحمة الناس بعضهم بعضا ثم حدثنا عن رحمة الحيوان فقال :
" وإذا كانت امرأة بغي دخلت الجنة في كلب سقته شربة ماء فكيف بالإنسان المؤمن الكريم على الله؟
قال رسول الله (ص):
(غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث قال كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك) "
الحديث لا يصح إلا إذا كانت تابت من الدعارة فالله لو غفر بالعمل الصالح فقط لدخل كل الناس الجنة حتى الكفار فما من أحد إلا وله عمل صالح أو أكثر فحتى فرعون ربى موسى(ص) وهو عمل صالح
وأكمل فقال :
"لقد كان (ص)رحيم القلب يرق للضعفاء ويرحم حتى الدواب والحيوانات ويوصي بها، فقد جاء رجل إلى النبي (ص)فقال يا رسول الله: (إني لأرحم الشاة أن أذبحها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رحمتها رحمك الله)"
الحديث باطل لمخالفته كتاب الله فى الإمساك عما أحل الله وهو ذبح الأنعام وأكلها كما قال تعالى :
" أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم"
فالحديث لم يقع لأن الرجل يمتنع عن ذبح البهيمة رحمة بها
ثم قال :
"ومن الآثار:
أن الرحمة تفتح أبواب الرجاء والأمل، وتثير مكنون الفطرة، وتبعث على صالح العمل، وتغلق أبواب الخوف واليأس، وتشعر المؤمن بالأمن والأمان؛ لأنه سبحانه الرحيم الذي سبقت رحمته غضبه، ولم يجعل في الدنيا إلا جزءا يسيرا من واسع رحمته يتراحم به الناس ويتعاطفون، وبه ترفع الدابة حافرها عن ولدها رحمة وخشية أن تصيبه
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله (ص)يقول: (جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه)
وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار) "
وهذا الكلام هو عن الرجاء فى رحمة الله والأحاديث قد لا تصح بسبب الأجزاء المقسم إليها الرحمة لأن معناها مثلا أن الجنة ستنتهى بعد 99 ضعف لمدة رحمة الدنيا وهو ما يناقض أن الجنة والنار باقيتان ومن فيهما كما قال :
" ما عندكم ينفد وما عتد الله باق"
ثم تحدث عن رحمة المذنبين مع أنهم يعصون الله بهدايتهم فقال :
"ومن الآثار:
الرحمة بالمخطئين والمذنبين بالأخذ بأيديهم إلى طريق الله بالموعظة الحسنة باللطف لا بالعنف والتعامل معهم على أنهم غرقى محتاجون من ينتشلهم فلا يتركهم يتعرضون لعذاب الله. ومن ثم النظر إليهم بعين الرحمة لا الشدة والنقمة، ومعاملتهم معاملة الرحماء لا معاملة أهل الكبر والازدراء والخيلاء."
ثم تحدث عن خوف المؤمن من النار وعمله على طاعة الله فقال :
"أن المؤمن مع تقربه إلى الله بكل عمل، وتوقيه لكل ذنب إلا أن قلبه خائف وجل من الآخرة ; متطلع إلى رحمة ربه وفضله. فهو على كل أحواله متطلع إلى رحمة الله وفضله ;مع مراقبته لله هذه المراقبة الواجفة الخاشعة.
(أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) والأخيار من خلق الله، من الملائكة، أو الجن، أو الإنس يحاولون بكل طريق أن يتقربوا إلى الله، وأن يتسابقوا إلى رضاه، يرجون رحمته ويخافون عذابه، وقد كان بعضهم يدعو عزيرا ويأمله , وبعضهم يدعو عيسى ويرجوه، وبعضهم يدعو الملائكة ويعبدهم ويسألهم , وبعضهم يدعو غير هؤلاء فأخبر الله عن أولئك جميعا: بأن أقربهم إلى الله يبتغي إليه الوسيلة , ويتقرب إليه بالعبادة , ويرجو رحمته , ويخشى عذابه - وعذاب الله شديد يحذر ويخاف
(أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا)
حتى أولئك الذين يؤذون في سبيله هم على رجاء الرحمة لا على يقين منها ; ولا ييئس منها مؤمن عامر القلب بالإيمان
(إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله ,والله غفور رحيم)
... و إذا رجا المؤمن رحمة الله فإن الله لا يخيبه أبدا. . ولقد سمع أولئك النفر المخلص من المؤمنين المهاجرين هذا الوعد الحق , فجاهدوا وصبروا , حتى حقق الله لهم وعده بالنصر أو الشهادة. وكلاهما خير. وكلاهما رحمة .. "
وتحدث عن وجوب عبادة الله وحده لنيل الرحمة فقال :
"ومن الآثار:
أن ينقطع المؤمن إلى الله تعالى وأن يعرض عما سواه عز وجل فيرتاح باله ؛ فإن الرحمة بيد الله وحده فـ (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم).
وحين تستقر هذه العقيدة في قلب إنسان تتحول تصرفاته وتعتدل موازينه؛ لأنها تقطعه عن كل قوة في السماوات والأرض وتصله بقوة الله. وتغنيه عن كل رحمة في السماوات والأرض وتصله برحمة الله. وتوصد أمامه كل باب في السماوات والأرض، وتفتح أمامه باب الله.
يجد هذه الرحمة من يفتحها الله له فيكل شيء، وفي كل حال , وفي كل مكان. . يجدها في نفسه ,ويجدها فيما حوله , حيثما كان , وكيفما كان، ولو فقد كل شيء مما يعد الناس فقده هو الحرمان. . ويفتقدها من يمسكها الله عنه في كل شيء , وفي كل وضع , وفي كل مكان، ولو وجد كل شيء مما يعده الناس علامة الوجدان والرضوان!"
وتحدث عن أن بعض الرحمات التى هى نعم قد تتحول لنقم وضرب مثلا بمن ينام على الحرير فيحسه شوك ومن ينام على الشوك فإذا هو راحة له فقال :
"وما من نعمة - يمسك الله معها رحمته - حتى تنقلب هي بذاتها نقمة وما من محنة -تحفها رحمة الله - حتى تكون هي بذاتها نعمة ينام الإنسان على الشوك - مع رحمة الله - فإذا هو مهاد وينام على الحرير - وقد أمسكت عنه - فإذا هو شوك القتاد.
ويعالج أعسر الأمور - برحمة الله - فإذا هي هوادة ويسر. ويعالج أيسر الأمور - وقد تخلت رحمة الله - فإذا هي مشقة وعسر. ويخوض بها المخاوف والأخطار فإذا هي أمن وسلام.
ويعبر بدونها المناهج والمسالك فإذا هي مهلكة وبوار! يبسط الله الرزق - مع رحمته - فإذا هو متاع طيب ورخاء ; وإذا هو رغد في الدنيا وزادإلى الآخرة. ويمسك رحمته , فإذا هو مثار قلق وخوف.
يمنح الله الذرية - مع رحمته - فإذا هي زينة في الحياة ومصدر فرح واستمتاع ,ومضاعفة للأجر في الآخرة بالخلف الصالح الذي يذكر الله. ويمسك رحمته فإذا الذرية بلاء ونكد وعنت وشقاء , وسهر بالليل وتعب بالنهار!
ويهب الله الصحة والقوة - مع رحمته - فإذا هي نعمة وحياة طيبة , والتذاذ بالحياة. ويمسك نعمته فإذا الصحة والقوة بلاء يسلطه الله على الصحيح القوي , فينفق الصحة والقوة فيما يحطم الجسم ويفسد الروح , ويدخر السوء ليوم الحساب!
ويعطي الله السلطان والجاه - مع رحمته - فإذا هي أداة إصلاح , ومصدر أمن ,ووسيلة لادخار الطيب الصالح من العمل والأثر. ويمسك الله رحمته فإذا الجاه والسلطان مصدر قلق على فوتهما , ومصدر طغيان وبغي بهما , ومثار حقد وموجدة على صاحبه مالا يقر له معهما قرار , ولا يستمتع بجاه ولا سلطان ,ويدخر بهما للآخرة رصيدا ضخما من النار! والعلم الغزير.
والعمر الطويل. والمقام الطيب. كلها تتغير وتتبدل من حال إلى حال. . . مع الإمساك ومع الإرسال. . وقليل من المعرفة يثمر وينفع , وقليل من العمر يبارك الله فيه. وزهيد من المتاع يجعل الله فيه السعادة."
والرجل هنا يتحدث عن الرحمات فقط ويبين أنها موجودة فى كل مكان وكل حال فيقول:
"ورحمة الله لا تعز على طالب في أي مكان ولا في أي حال.
وجدها إبراهيم (ص)في النار.
ووجدها يوسف (ص)في الجب كما وجدها في السجن.
ووجدها يونس (ص)في بطن الحوت في ظلمات ثلاث.
ووجدها موسى (ص)في اليم وهو طفل مجرد من كل قوة ومن كل حراسة , كما وجدها في قصر فرعون وهو عدو له متربص به ويبحث عنه.
ووجدها أصحاب الكهف في الكهف حين افتقدوها في القصور والدور. فقال بعضهم لبعض: (فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته).
ووجدها رسول الله (ص)وصاحبه في الغار والقوم يتعقبونهما ويقصون الآثار. .
ووجدها كل من آوى إليها يأسا من كل ما سواها منقطعا عن كل شبهة في قوة , وعن كل مظنة في رحمة , قاصدا باب الله وحده دون الأبواب "
الرحمة موجودة وأيضا الأضرار موجودة مع طاعة الله كما قال :
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
ثم قال مبينا أن الرحمة بيد الله يمسكها أو يرسلها:
"ومن الآثار:
إن المؤمن إذا علم أن الله إذا فتح أبواب رحمته لأحد فلا ممسك لها. ومتى أمسكها فلا مرسل لها. كانت مخافته من الله. ورجاءه في الله .. إنما هي مشيئة الله. ما يفتح الله فلا ممسك. وما يمسك الله فلا مرسل .. يقدر بلا معقب على الإرسال والإمساك. ويرسل ويمسك وفق حكمة تكمن وراء الإرسال والإمساك. (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده).
لو استقر هذا المعنى في قلب إنسان لصمد كالطود للأحداث والأشخاص والقوى والقيم. ولو تضافر عليها الإنس والجن. وهم لا يفتحون رحمة الله حين يمسكها , ولا يمسكونها حين يفتحها. . (وهو العزيز الحكيم). .
إنها رحمة الله يفتح الله بابها ويسكب فيضها في آية من آياته. آية من القرآن تفتح كوة من النور. وتفجر ينبوعا من الرحمة. وتشق طريقا ممهودا إلى الرضا والثقة والطمأنينة والراحة
قال عامر بن عبد قيس: أربع آيات من كتاب الله إذا قرأتهن فما أبالي ما أصبح عليه وأمسي (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده) (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله) (وسيجعل الله بعد عسر يسرا الطلاق) (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) "
الكتاب بقلم ماجد بن أحمد الصغير وفى مقدمته تحدث عن أن من عرف رحمة ربه حصلت له آثار الرحمة وفى هذا قال :
"تقديم
أما بعد:
فإن من عرف ربه سبحانه وتعالى بالرحمة الواسعة لابد أن يحصل له عدد من الخيرات والثمرات والآثار ..."
وبالقطع معرفة رحمة الله أو عدم معرفتها أو حتى إنكار وجود الله لا يمنع من وجود الرحمة وهى الخير الذى يبتلى به الله الكل كما يبتلى بالشر وهو الضرر وفى هذا قال:
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
ثم حدثنا عن بعص الآثار فقال :
"ومن تلك الآثار:
أنه على قدر حظ الإنسان من هذا الخلق الكريم ترتفع درجته عند الله؛ ولهذا كان الأنبياء (ص) أرحم الناس، وكان خاتمهم محمد (ص)أوفرهم نصيبا من هذا الخلق حتى كانت رسالته رحمة للعالمين قال الله سبحانه (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، (فبما رحمة من الله لنت ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك). وقد لازم هذا الخلق في أشد الأوقات،"
والخطأ عنا تفريق الصغير بين الرسل فى مقدار الرحمة وهو ما يخالف ما قصه الله علينا أن عقيدة المسلمون أن يقولوا:
" لا نفرق بين أحد من رسله"
وتحدث عما حكته الأحاديث من مواقف الرحمة المحمدية فقال:
"فلما آذاه أهل مكة وكذبوه وأخرجه أهل الطائف ورموه بالحجارة؛ خرج كسير النفس، مجروح الفؤاد يتلمس الفرج، جاءه ملك الجبال وعرض عليه إهلاكهم فقال صلى الله عليه وسلم: ((بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا)). "
والحديث هنا كاذب يتناقض مع منع الله الأذى عنه كما قال تعالى :
"والله يعصمك من الناس"
وأكمل حديثه مفرقا كما سبق فقال :
"رحمة لم تعرف البشرية نظيرا لها والمؤمن الصادق له نصيب من هذه الصفة على قدر حبه لنبيه (ص)واتباعه له وأولى الناس بالرحمة الوالدين خاصة عند الكبر: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)، ثم ضعفاء المسلمين أيتاما وأرامل، فرحمة هؤلاء باب من أوسع الأبواب التي تنال بها رحمة الله"
والرحمة التى تحدث عنها هى رحمة الناس بعضهم بعضا ثم حدثنا عن رحمة الحيوان فقال :
" وإذا كانت امرأة بغي دخلت الجنة في كلب سقته شربة ماء فكيف بالإنسان المؤمن الكريم على الله؟
قال رسول الله (ص):
(غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث قال كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك) "
الحديث لا يصح إلا إذا كانت تابت من الدعارة فالله لو غفر بالعمل الصالح فقط لدخل كل الناس الجنة حتى الكفار فما من أحد إلا وله عمل صالح أو أكثر فحتى فرعون ربى موسى(ص) وهو عمل صالح
وأكمل فقال :
"لقد كان (ص)رحيم القلب يرق للضعفاء ويرحم حتى الدواب والحيوانات ويوصي بها، فقد جاء رجل إلى النبي (ص)فقال يا رسول الله: (إني لأرحم الشاة أن أذبحها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رحمتها رحمك الله)"
الحديث باطل لمخالفته كتاب الله فى الإمساك عما أحل الله وهو ذبح الأنعام وأكلها كما قال تعالى :
" أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم"
فالحديث لم يقع لأن الرجل يمتنع عن ذبح البهيمة رحمة بها
ثم قال :
"ومن الآثار:
أن الرحمة تفتح أبواب الرجاء والأمل، وتثير مكنون الفطرة، وتبعث على صالح العمل، وتغلق أبواب الخوف واليأس، وتشعر المؤمن بالأمن والأمان؛ لأنه سبحانه الرحيم الذي سبقت رحمته غضبه، ولم يجعل في الدنيا إلا جزءا يسيرا من واسع رحمته يتراحم به الناس ويتعاطفون، وبه ترفع الدابة حافرها عن ولدها رحمة وخشية أن تصيبه
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله (ص)يقول: (جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه)
وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار) "
وهذا الكلام هو عن الرجاء فى رحمة الله والأحاديث قد لا تصح بسبب الأجزاء المقسم إليها الرحمة لأن معناها مثلا أن الجنة ستنتهى بعد 99 ضعف لمدة رحمة الدنيا وهو ما يناقض أن الجنة والنار باقيتان ومن فيهما كما قال :
" ما عندكم ينفد وما عتد الله باق"
ثم تحدث عن رحمة المذنبين مع أنهم يعصون الله بهدايتهم فقال :
"ومن الآثار:
الرحمة بالمخطئين والمذنبين بالأخذ بأيديهم إلى طريق الله بالموعظة الحسنة باللطف لا بالعنف والتعامل معهم على أنهم غرقى محتاجون من ينتشلهم فلا يتركهم يتعرضون لعذاب الله. ومن ثم النظر إليهم بعين الرحمة لا الشدة والنقمة، ومعاملتهم معاملة الرحماء لا معاملة أهل الكبر والازدراء والخيلاء."
ثم تحدث عن خوف المؤمن من النار وعمله على طاعة الله فقال :
"أن المؤمن مع تقربه إلى الله بكل عمل، وتوقيه لكل ذنب إلا أن قلبه خائف وجل من الآخرة ; متطلع إلى رحمة ربه وفضله. فهو على كل أحواله متطلع إلى رحمة الله وفضله ;مع مراقبته لله هذه المراقبة الواجفة الخاشعة.
(أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) والأخيار من خلق الله، من الملائكة، أو الجن، أو الإنس يحاولون بكل طريق أن يتقربوا إلى الله، وأن يتسابقوا إلى رضاه، يرجون رحمته ويخافون عذابه، وقد كان بعضهم يدعو عزيرا ويأمله , وبعضهم يدعو عيسى ويرجوه، وبعضهم يدعو الملائكة ويعبدهم ويسألهم , وبعضهم يدعو غير هؤلاء فأخبر الله عن أولئك جميعا: بأن أقربهم إلى الله يبتغي إليه الوسيلة , ويتقرب إليه بالعبادة , ويرجو رحمته , ويخشى عذابه - وعذاب الله شديد يحذر ويخاف
(أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا)
حتى أولئك الذين يؤذون في سبيله هم على رجاء الرحمة لا على يقين منها ; ولا ييئس منها مؤمن عامر القلب بالإيمان
(إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله ,والله غفور رحيم)
... و إذا رجا المؤمن رحمة الله فإن الله لا يخيبه أبدا. . ولقد سمع أولئك النفر المخلص من المؤمنين المهاجرين هذا الوعد الحق , فجاهدوا وصبروا , حتى حقق الله لهم وعده بالنصر أو الشهادة. وكلاهما خير. وكلاهما رحمة .. "
وتحدث عن وجوب عبادة الله وحده لنيل الرحمة فقال :
"ومن الآثار:
أن ينقطع المؤمن إلى الله تعالى وأن يعرض عما سواه عز وجل فيرتاح باله ؛ فإن الرحمة بيد الله وحده فـ (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم).
وحين تستقر هذه العقيدة في قلب إنسان تتحول تصرفاته وتعتدل موازينه؛ لأنها تقطعه عن كل قوة في السماوات والأرض وتصله بقوة الله. وتغنيه عن كل رحمة في السماوات والأرض وتصله برحمة الله. وتوصد أمامه كل باب في السماوات والأرض، وتفتح أمامه باب الله.
يجد هذه الرحمة من يفتحها الله له فيكل شيء، وفي كل حال , وفي كل مكان. . يجدها في نفسه ,ويجدها فيما حوله , حيثما كان , وكيفما كان، ولو فقد كل شيء مما يعد الناس فقده هو الحرمان. . ويفتقدها من يمسكها الله عنه في كل شيء , وفي كل وضع , وفي كل مكان، ولو وجد كل شيء مما يعده الناس علامة الوجدان والرضوان!"
وتحدث عن أن بعض الرحمات التى هى نعم قد تتحول لنقم وضرب مثلا بمن ينام على الحرير فيحسه شوك ومن ينام على الشوك فإذا هو راحة له فقال :
"وما من نعمة - يمسك الله معها رحمته - حتى تنقلب هي بذاتها نقمة وما من محنة -تحفها رحمة الله - حتى تكون هي بذاتها نعمة ينام الإنسان على الشوك - مع رحمة الله - فإذا هو مهاد وينام على الحرير - وقد أمسكت عنه - فإذا هو شوك القتاد.
ويعالج أعسر الأمور - برحمة الله - فإذا هي هوادة ويسر. ويعالج أيسر الأمور - وقد تخلت رحمة الله - فإذا هي مشقة وعسر. ويخوض بها المخاوف والأخطار فإذا هي أمن وسلام.
ويعبر بدونها المناهج والمسالك فإذا هي مهلكة وبوار! يبسط الله الرزق - مع رحمته - فإذا هو متاع طيب ورخاء ; وإذا هو رغد في الدنيا وزادإلى الآخرة. ويمسك رحمته , فإذا هو مثار قلق وخوف.
يمنح الله الذرية - مع رحمته - فإذا هي زينة في الحياة ومصدر فرح واستمتاع ,ومضاعفة للأجر في الآخرة بالخلف الصالح الذي يذكر الله. ويمسك رحمته فإذا الذرية بلاء ونكد وعنت وشقاء , وسهر بالليل وتعب بالنهار!
ويهب الله الصحة والقوة - مع رحمته - فإذا هي نعمة وحياة طيبة , والتذاذ بالحياة. ويمسك نعمته فإذا الصحة والقوة بلاء يسلطه الله على الصحيح القوي , فينفق الصحة والقوة فيما يحطم الجسم ويفسد الروح , ويدخر السوء ليوم الحساب!
ويعطي الله السلطان والجاه - مع رحمته - فإذا هي أداة إصلاح , ومصدر أمن ,ووسيلة لادخار الطيب الصالح من العمل والأثر. ويمسك الله رحمته فإذا الجاه والسلطان مصدر قلق على فوتهما , ومصدر طغيان وبغي بهما , ومثار حقد وموجدة على صاحبه مالا يقر له معهما قرار , ولا يستمتع بجاه ولا سلطان ,ويدخر بهما للآخرة رصيدا ضخما من النار! والعلم الغزير.
والعمر الطويل. والمقام الطيب. كلها تتغير وتتبدل من حال إلى حال. . . مع الإمساك ومع الإرسال. . وقليل من المعرفة يثمر وينفع , وقليل من العمر يبارك الله فيه. وزهيد من المتاع يجعل الله فيه السعادة."
والرجل هنا يتحدث عن الرحمات فقط ويبين أنها موجودة فى كل مكان وكل حال فيقول:
"ورحمة الله لا تعز على طالب في أي مكان ولا في أي حال.
وجدها إبراهيم (ص)في النار.
ووجدها يوسف (ص)في الجب كما وجدها في السجن.
ووجدها يونس (ص)في بطن الحوت في ظلمات ثلاث.
ووجدها موسى (ص)في اليم وهو طفل مجرد من كل قوة ومن كل حراسة , كما وجدها في قصر فرعون وهو عدو له متربص به ويبحث عنه.
ووجدها أصحاب الكهف في الكهف حين افتقدوها في القصور والدور. فقال بعضهم لبعض: (فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته).
ووجدها رسول الله (ص)وصاحبه في الغار والقوم يتعقبونهما ويقصون الآثار. .
ووجدها كل من آوى إليها يأسا من كل ما سواها منقطعا عن كل شبهة في قوة , وعن كل مظنة في رحمة , قاصدا باب الله وحده دون الأبواب "
الرحمة موجودة وأيضا الأضرار موجودة مع طاعة الله كما قال :
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
ثم قال مبينا أن الرحمة بيد الله يمسكها أو يرسلها:
"ومن الآثار:
إن المؤمن إذا علم أن الله إذا فتح أبواب رحمته لأحد فلا ممسك لها. ومتى أمسكها فلا مرسل لها. كانت مخافته من الله. ورجاءه في الله .. إنما هي مشيئة الله. ما يفتح الله فلا ممسك. وما يمسك الله فلا مرسل .. يقدر بلا معقب على الإرسال والإمساك. ويرسل ويمسك وفق حكمة تكمن وراء الإرسال والإمساك. (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده).
لو استقر هذا المعنى في قلب إنسان لصمد كالطود للأحداث والأشخاص والقوى والقيم. ولو تضافر عليها الإنس والجن. وهم لا يفتحون رحمة الله حين يمسكها , ولا يمسكونها حين يفتحها. . (وهو العزيز الحكيم). .
إنها رحمة الله يفتح الله بابها ويسكب فيضها في آية من آياته. آية من القرآن تفتح كوة من النور. وتفجر ينبوعا من الرحمة. وتشق طريقا ممهودا إلى الرضا والثقة والطمأنينة والراحة
قال عامر بن عبد قيس: أربع آيات من كتاب الله إذا قرأتهن فما أبالي ما أصبح عليه وأمسي (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده) (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله) (وسيجعل الله بعد عسر يسرا الطلاق) (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ) "
مواضيع مماثلة
» آثار الأقوام الهالكة
» نظرات فى كتيب إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني
» قراءة فى كتاب أسباب الرحمة
» قراءة في كتاب الرحمة مع الرجم
» سنة ترك آثار بعد الهلاك
» نظرات فى كتيب إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني
» قراءة فى كتاب أسباب الرحمة
» قراءة في كتاب الرحمة مع الرجم
» سنة ترك آثار بعد الهلاك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى