نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام
صفحة 1 من اصل 1
نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام
نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام
صاحب البحث محمد ناصر الدين الألبانى وهو يدور حول موضوع واحد وهو :
أن من أحب أن يقف الناس عند حضوره أو عند جلوسه فى جهنم والمعنى مما لا شك فيه هو معنى صحيح لأن محب ذلك هو متكبر لا يريد رحمة من حوله باجلاسهم وإنما يريد إذلالهم بوقوفهم فى المكان المتواجد فيه
والألبانى اعتمد فى كتابه حديث واحد حاول فيه إثبات صحة الحديث فقال :
"قال رسول الله (ص): «من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار» .
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (977) ، وأبو داود (5229) ، والترمذي (2/125) ، والطحاوي في «مشكل الآثار» (2/40) واللفظ له، وأحمد (4/93 100) والدولابي في «الكنى» (1/95) والمخلص في «الفوائد المنتقاة» (ق 196/2) وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (ق 51/2) والبغوي في «حديث علي بن الجعد» (7/69/2) وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (1/219) "
وبعد أن ذكر بعض الكتب التى خرجت الحديث تحدث عن طرق الحديث فقال :"من طرق عن حبيب بن الشهيد عن أبي مجلز قال: دخل معاوية بيتا فيه عبدالله بن الزبير وعبدالله بن عامر فقام ابن عامر وثبت ابن الزبير وكان أدر بهما فقال معاوية: اجلس يا ابن عامر فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: (فذكره) . وقال الترمذي: «حديث حسن» .
قلت: بل هو حديث صحيح؛ رجال إسناده ثقات رجال الشيخين وأبو مجلز اسمه لاحق بن حميد وهو ثقة وحبيب بن الشهيد ثقة ثبت كما في «التقريب» فلا وجه للاقتصار على تحسينه وإن سكت عليه الحافظ في «الفتح» (11/42) لاسيما وله طريق أخرى فقال المخلص في «الفوائد» : حدثنا عبدالله نا داود: نا مروان نا مغيرة بن مسلم السراج عن عبدالله بن بريدة قال: «خرج معاوية فرآهم قياما لخروجه فقال لهم: اجلسوا فإن رسول الله (ص) قال: من سره أن يقوم له بنو آدم وجبت له النار» .
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير شيخ المخلص عبدالله وهو الحافظ أبو القاسم البغوي ومغيرة بن مسلم السراج وهما ثقتان بلا خلاف وداود هو ابن رشيد ومروان هو ابن معاوية الفزاري الكوفي الحافظ.
وقد تابعه شبابة بن سوار حدثني المغيرة بن مسلم به إلا أنه قال: «من أحب أن يستجم (2) له الرجال...» والباقي مثله.
أخرجه الطحاوي (2/38-39) والخطيب في «تاريخ بغداد» (13/193) ."
والرواية الأولى التى اعتمدها الألبانى وجعلها صحيحة لا يمكن أن تكون صحيحة المعنى فلا أحد يدخل نفسه النار بنفسه فى القيامة كما فى القول" فليتبوأ مقعده من النار"
يناقض الحديث أن الملائكة تسوق الكفار إلى جهنم والمقصود تدفعهم دفها لدخولهم كما قال تعالى :
" وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا"
وقال تعالى :
" ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا "
وأما رواية " من سره أن يقوم له بنو آدم وجبت له النار"فمعناها صحيح
لم يكتف الألبانى بذكر الروايات وإنما ذكر حكايات تاريخية كاذبة ألفها من ألفها كحكايات المأمون والمتوكل وعمر بن عبد العزيز التالية:
"وللحديث عنده (11/361) شاهد مرسل في قصة طريفة.
أخرجه من طريق عبدالرزاق بن سليمان بن علي بن الجعد قال: سمعت أبي يقول: «لما أحضر المأمون أصحاب الجوهر فناظرهم على متاع كان معهم ثم نهض المأمون لبعض حاجته ثم خرج فقام كل من كان في المجلس إلا ابن الجعد فإنه لم يقم قال: فنظر إليه المأمون كهيئة المغضب ثم استخلاه فقال له: يا شيخ ما منعك أن تقوم لي كما قام أصحابك؟ قال: أجللت أمير المؤمنين للحديث الذي نأثره عن النبي (ص) قال: وما هو؟ قال علي بن الجعد: سمعت المبارك بن فضالة يقول: سمعت الحسن يقول قال النبي (ص): (فذكره باللفظ الأول) قال: فأطرق المأمون متفكرا في الحديث ثم رفع رأسه فقال: لا يشترى إلا من هذا الشيخ قال: فاشترى منه في ذلك اليوم بقيمة ثلاثين ألف دينار» .
قلت: فصدق في علي بن الجعد (وهو ثقة ثبت) قول الله عز وجل: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) .
ونحو هذه القصة ما أخرج الدينوري في «المنتقى من المجالسة» (ق 8/1-نسخة حلب) : حدثنا أحمد بن علي البصري قال: «وجه المتوكل إلى أحمد بن المعذل وغيره من العلماء فجمعهم في داره ثم خرج عليهم فقام الناس كلهم إلا أحمد بن المعذل فقال المتوكل لعبيد الله: إن هذا الرجل لا يرى بيعتنا فقال له: بلى يا أمير المؤمنين ولكن في بصره سوء فقال أحمد بن المعذل: يا أمير المؤمنين ما في بصري من سوء ولكنني نزهتك من عذاب الله تعالى قال النبي (ص): «من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار» فجاء المتوكل فجلس إلى جنبه» .
وروى ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (19/170/2) بسنده عن الأوزاعي حدثني بعض حرس عمر بن عبدالعزيز قال: «خرج علينا عمر بن عبدالعزيز ونحن ننتظره يوم الجمعة فلما رأيناه قمنا فقال: إذا رأيتموني فلا تقوموا ولكن توسعوا» "
وحدثنا الألبانى عما يفهم من الحديث فقال :
"فقه الحديث:
دلنا هذا الحديث على أمرين:
الأول: تحريم حب الداخل على الناس القيام منهم له وهو صريح الدلالة بحيث أنه لا يحتاج إلى بيان.
الآخر: كراهة القيام من الجالسين للداخل ولو كان لا يحب القيام وذلك من باب التعاون على الخير وعدم فتح باب الشر وهذا معنى دقيق دلنا عليه راوي الحديث معاوية رضي الله عنه وذلك بإنكاره على عبدالله بن عامر قيامه له واحتج عليه بالحديث وذلك من فقهه في الدين وعلمه بقواعد الشريعة التي منها (سد الذرائع) ومعرفته بطبائع البشر وتأثرهم بأسباب الخير والشر فإنك إذا تصورت مجتمعا صالحا كمجتمع السلف الأول لم يعتادوا القيام بعضهم لبعض فمن النادر أن تجد فيهم من يحب هذا القيام الذي يرديه في النار وذلك لعدم وجود ما يذكره به وهو القيام نفسه وعلى العكس من ذلك إذا نظرت إلى مجتمع كمجتمعنا اليوم قد اعتادوا القيام المذكور فإن هذه العادة لاسيما مع الاستمرار عليها فإنها تذكره به ثم إن النفس تتوق إليه وتشتهيه حتى تحبه فإذا أحبه هلك فكان من باب التعاون على البر والتقوى أن يترك هذا القيام حتى لمن نظنه أنه لا يحبه خشية أن يجره قيامنا له إلى أن يحبه فنكون قد ساعدناه على إهلاك نفسه وذا لا يجوز.
ومن الأدلة الشاهدة على ذلك أنك ترى بعض أهل العلم الذين يظن فيهم حسن الخلق تتغير نفوسهم إذا ما وقع نظرهم على فرد لم يقم له هذا إذا لم يغضبوا عليه ولم ينسبوه إلى قلة الأدب ويبشروه بالحرمان من بركة العلم بسبب عدم احترامه لأهله بزعمهم. بل إن فيهم من يدعوهم إلى القيام ويخدعهم بمثل قوله: (أنتم لا تقومون لي كجسم من عظم ولحم وإنما تقومون للعلم الذي في صدري) !! كأن النبي (ص) عنده لم يكن لديه علم!! لأن الصحابة كانوا لا يقومون له أو أن الصحابة كانوا لا يعظمونه عليه السلام التعظيم اللائق به! فهل يقول بهذا أو ذاك مسلم؟!
ومن أجل هذا الحديث وغيره ذهب جماعة من أهل العلم إلى المنع من القيام للغير كما في «الفتح» (11/41) ثم قال: «ومحصل المنقول عن مالك إنكار القيام ما دام الذي يقام لأجله لم يجلس ولو كان في شغل نفسه فإنه سئل عن المرأة تبالغ في إكرام زوجها فتتلقاه وتنزع ثيابه وتقف حتى يجلس؟ فقال: أما التلقي فلا بأس به وأما القيام حتى يجلس فلا فإن هذا فعل الجبابرة وقد أنكره عمر بن عبدالعزيز» .
وتحريم الألبانى القيام للناس حتى ولو لم يكونوا يحبون القيام لهم خطأ والغريب أنه اعترف بوجود أحاديث أخرى بعضها صحيح وبعضها ضعيف عنده تبيح القيام فى أحوال معينة فقال :
"قلت: وليس في الباب ما يعارض دلالة هذا الحديث أصلا والذين خالفوا فذهبوا إلى جواز هذا القيام بل استحبابه استدلوا بأحاديث بعضها صحيح وبعضها ضعيف والكل عند التأمل في طرقها ومتونها لا ينهض للاستدلال على ذلك :
ويؤيده ويوضحه: كراهته (ص) قيام الناس له:
«ما كان في الدنيا شخص أحب إليهم رؤية من رسول الله (ص) وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له لما كانوا يعلمون من كراهيته لذلك» .
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (946) والترمذي (2/125) والطحاوي في «مشكل الآثار» (2/39) وأحمد (3/132) وأبو يعلى في «مسنده» (ق 183/2) واللفظ له. من طرق عن حماد بن سلمة عن حميد عن أنس به.
وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه» .
قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وهذا الحديث مما يقوي ما دل عليه الحديث السابق: من المنع من القيام للإكرام؛ لأن القيام لو كان إكراما شرعا لم يجز له (ص) أن يكرهه من أصحابه له وهو أحق الناس بالإكرام وهم أعرف الناس بحقه عليه الصلاة والسلام.
وأيضا؛ فقد كره الرسول (ص) هذا القيام له من أصحابه فعلى المسلم- خاصة إذا كان من أهل العلم وذوي القدوة- أن يكره ذلك لنفسه اقتداء به (ص) وأن يكره لغيره من المسلمين لقوله (ص): «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير» فلا يقوم له أحد ولا هو يقوم لأحد بل كراهتهم لهذا القيام أولى بهم من النبي عليه الصلاة والسلام ذلك لأنهم إن لم يكرهوه اعتادوا القيام بعضهم لبعض وذلك يؤدي بهم إلى حبهم له وهو سبب يستحقون عليه النار كما في الحديث السابق وليس كذلك رسول الله (ص) فإنه معصوم من أن يحب مثل هذه المعصية فإذا كان مع ذلك قد كره القيام له كان واضحا أن المسلم أولى بكراهته له .
ولقد جمع النبي (ص) الأدب الجم في قوله (ص): «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويعرف لعالمنا حقه» ، فمعرفة حق العالم يستلزم التأدب معه في حضرته وغيبته لكن هذا لا يستلزم العبودية له كما هو شأن بعض الصوفية والغلاة من المشايخ، ومن ذلك: القيام للعالم إذا دخل المجلس، فهذا لا ينبغي أن يكون في المجتمع الإسلامي المنقى المصفى، لأن جهد الدعاة الإسلاميين حقا هو أن يقتربوا من المجتمع الإسلامي الأول الذي لا يمكن أن يعاد كما كان، وإنما الأمر كما قيل:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ***إن التشبه بالكرام فلاح
فنحن نحاول أن نتشبه بأولئك الأفراد الأخيار، ونحاول أن نوجد مجتمعا يكون شبيها بذلك المجتمع الأول الأزهر في ذلك العصر الأنور فلا بد أن يكون دائما نصب أعيننا فعل ما فعلوا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، لأن الحقيقة كما أشار إليها قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «ما أمرتكم من شيء فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه» فالأشياء العملية محصورة لا تقبل الزيادة فمن ذلك إكرام العلماء ببعض المظاهر منها القيام له ولغيره إذا دخل مجلسا من مجالس، ما أقول مجالس العلم، فهذا واضح جدا أن طلاب العلم حينذاك ما ينبغي أن يقوموا لهذا العالم لكن إذا دخل مجلسا ليس مجلس علم هل من العلم النافع ومن العمل الصالح أن يقوم أهل المجلس لذاك العالم الداخل إلى المجلس؟
الجواب: فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم، ومن هو الشخص الوحيد الفريد الذي ينبغي أن يحتذى به دون غيره، هو كما نعلم جميعا محمد رسول الله (ص)، وأهل العلم يعلمون وليس هذا مما فيه يختلفون. "
والملاحظ فيما سبق هو تناقض كلام الألبانى فهو يعترف بوجود أحاديث صحيحة تبيح القيام وهو قوله :
"فذهبوا إلى جواز هذا القيام بل استحبابه استدلوا بأحاديث بعضها صحيح وبعضها ضعيف"
ومع هذا أفتى بالحرمة فقال" فقد كره الرسول (ص) هذا القيام له من أصحابه" وهناك جمل اخرى
المهم أنه لم يذكر أحاديث المعترضين ونعى على الناس عدم عملهم بالحديث رغم وجود احاديث مناقضة له فقال :
"الآن العالم الإسلامي كله مخالف - إلا من رحمه الله - للهدي النبوي المتقدم في ذلك، أهل العلم لا ينكرون على أصحابهم وعلى عامة الناس فيما إذا دخل أحدهم مجلسا وقاموا له والذين قاموا له إكراما وتعظيما زعموا ما هكذا كان المجتمع الأول. إذا علينا نحن أن نتوجه دائما إلى التشبه عمليا بالمجتمع الأول.
وهذه من الأمور التي يجب على أهل العلم بل على طلاب العلم أن يهتموا بها، لأنك إذا كنت صادقا في تشبهك بالرسول (ص) فانشر بين أصحابك أنك تكره هذه الظاهرة؛ أي: تواضع كما تواضع الرسول عليه السلام. وكان الرسول يكره هذا القيام؛ فتجاوب الناس معه؛ لأنه كان حقيقة يكره هذا الشيء، فإذا كان العالم مقتديا بالرسول عليه السلام فلينشر بين أصحابه. هذا أولا.
وثانيا: من باب سد الذريعة؛ أي العالم إذا اعتاد الناس أن يقومون له تشوقت نفسه لهذا القيام فقد يأتي زمن حينما يرى تلميذه البار المحب له المخلص له كان يقوم له ثم إذا به لا يقوم، فستجري مناقشة ثم معاتبة ثم ربما أكثر من ذلك بين العالم وبين التلميذ، لأن هذا العالم اعتادت نفسه حب هذا القيام فأوقعه في هذا الحب المكروه المحرم اعتياد الناس له.
وقد أردت: أن أذكر العلماء وطلاب العلم ألا يسايروا المجتمعات، لأن هذه المسايرة ليس لها حدود اليوم فقد تخرج بدعة فنقول: هناك ما هو أهم من ذلك، وغدا بدعة أخرى، ونقول: كما قلنا في الأولى حتى يصبح المجتمع بعيدا عن العمل بما جاء به الإسلام بمثل هذه التأويلات وهذه التسويغات الباطلة."
قطعا القيام ليس فيه شىء طالما كان تعبيرا عن المحبة بين الأفراد أو عن حسن استقبال الضيف كما حدث من امرأة ابراهيم(ص) عندما كانت قائمة وهى تخدم الضيوف كما قال تعالى :
" وامرأته قائمة "
ومن الروايات المضادة :
أخرج البخاري (4/175) وأبو داود (5215) وأحمد (2/22 71) وأبو يعلى في «مسنده» (ق 77/2) من حديث أبي سعيد الخدري: «أن أهل قريظة نزلوا على حكم سعد فأرسل النبي (ص) إليه فجاء فقال: قوموا إلى سيدكم أو قال: خيركم فقعد عند النبي (ص) فقال: هؤلاء نزلوا على حكمك قال: فإني أحكم أن تقتل مقاتلهم وتسبى ذراريهم فقال: لقد حكمت بما حكم به الملك» .
والحديث هو الأخر مناقض للقرآن فلا سبى فى الإسلام لأن الله جعل السبى وهو استحياء النساء سوء عذاب من قبل البشر فقال :
"وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم"
كما أمر باطلاق سراح كل الأسرى بعد انتهاء الحرب فقال :
"فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا"
صاحب البحث محمد ناصر الدين الألبانى وهو يدور حول موضوع واحد وهو :
أن من أحب أن يقف الناس عند حضوره أو عند جلوسه فى جهنم والمعنى مما لا شك فيه هو معنى صحيح لأن محب ذلك هو متكبر لا يريد رحمة من حوله باجلاسهم وإنما يريد إذلالهم بوقوفهم فى المكان المتواجد فيه
والألبانى اعتمد فى كتابه حديث واحد حاول فيه إثبات صحة الحديث فقال :
"قال رسول الله (ص): «من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار» .
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (977) ، وأبو داود (5229) ، والترمذي (2/125) ، والطحاوي في «مشكل الآثار» (2/40) واللفظ له، وأحمد (4/93 100) والدولابي في «الكنى» (1/95) والمخلص في «الفوائد المنتقاة» (ق 196/2) وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» (ق 51/2) والبغوي في «حديث علي بن الجعد» (7/69/2) وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (1/219) "
وبعد أن ذكر بعض الكتب التى خرجت الحديث تحدث عن طرق الحديث فقال :"من طرق عن حبيب بن الشهيد عن أبي مجلز قال: دخل معاوية بيتا فيه عبدالله بن الزبير وعبدالله بن عامر فقام ابن عامر وثبت ابن الزبير وكان أدر بهما فقال معاوية: اجلس يا ابن عامر فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: (فذكره) . وقال الترمذي: «حديث حسن» .
قلت: بل هو حديث صحيح؛ رجال إسناده ثقات رجال الشيخين وأبو مجلز اسمه لاحق بن حميد وهو ثقة وحبيب بن الشهيد ثقة ثبت كما في «التقريب» فلا وجه للاقتصار على تحسينه وإن سكت عليه الحافظ في «الفتح» (11/42) لاسيما وله طريق أخرى فقال المخلص في «الفوائد» : حدثنا عبدالله نا داود: نا مروان نا مغيرة بن مسلم السراج عن عبدالله بن بريدة قال: «خرج معاوية فرآهم قياما لخروجه فقال لهم: اجلسوا فإن رسول الله (ص) قال: من سره أن يقوم له بنو آدم وجبت له النار» .
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير شيخ المخلص عبدالله وهو الحافظ أبو القاسم البغوي ومغيرة بن مسلم السراج وهما ثقتان بلا خلاف وداود هو ابن رشيد ومروان هو ابن معاوية الفزاري الكوفي الحافظ.
وقد تابعه شبابة بن سوار حدثني المغيرة بن مسلم به إلا أنه قال: «من أحب أن يستجم (2) له الرجال...» والباقي مثله.
أخرجه الطحاوي (2/38-39) والخطيب في «تاريخ بغداد» (13/193) ."
والرواية الأولى التى اعتمدها الألبانى وجعلها صحيحة لا يمكن أن تكون صحيحة المعنى فلا أحد يدخل نفسه النار بنفسه فى القيامة كما فى القول" فليتبوأ مقعده من النار"
يناقض الحديث أن الملائكة تسوق الكفار إلى جهنم والمقصود تدفعهم دفها لدخولهم كما قال تعالى :
" وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا"
وقال تعالى :
" ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا "
وأما رواية " من سره أن يقوم له بنو آدم وجبت له النار"فمعناها صحيح
لم يكتف الألبانى بذكر الروايات وإنما ذكر حكايات تاريخية كاذبة ألفها من ألفها كحكايات المأمون والمتوكل وعمر بن عبد العزيز التالية:
"وللحديث عنده (11/361) شاهد مرسل في قصة طريفة.
أخرجه من طريق عبدالرزاق بن سليمان بن علي بن الجعد قال: سمعت أبي يقول: «لما أحضر المأمون أصحاب الجوهر فناظرهم على متاع كان معهم ثم نهض المأمون لبعض حاجته ثم خرج فقام كل من كان في المجلس إلا ابن الجعد فإنه لم يقم قال: فنظر إليه المأمون كهيئة المغضب ثم استخلاه فقال له: يا شيخ ما منعك أن تقوم لي كما قام أصحابك؟ قال: أجللت أمير المؤمنين للحديث الذي نأثره عن النبي (ص) قال: وما هو؟ قال علي بن الجعد: سمعت المبارك بن فضالة يقول: سمعت الحسن يقول قال النبي (ص): (فذكره باللفظ الأول) قال: فأطرق المأمون متفكرا في الحديث ثم رفع رأسه فقال: لا يشترى إلا من هذا الشيخ قال: فاشترى منه في ذلك اليوم بقيمة ثلاثين ألف دينار» .
قلت: فصدق في علي بن الجعد (وهو ثقة ثبت) قول الله عز وجل: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) .
ونحو هذه القصة ما أخرج الدينوري في «المنتقى من المجالسة» (ق 8/1-نسخة حلب) : حدثنا أحمد بن علي البصري قال: «وجه المتوكل إلى أحمد بن المعذل وغيره من العلماء فجمعهم في داره ثم خرج عليهم فقام الناس كلهم إلا أحمد بن المعذل فقال المتوكل لعبيد الله: إن هذا الرجل لا يرى بيعتنا فقال له: بلى يا أمير المؤمنين ولكن في بصره سوء فقال أحمد بن المعذل: يا أمير المؤمنين ما في بصري من سوء ولكنني نزهتك من عذاب الله تعالى قال النبي (ص): «من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار» فجاء المتوكل فجلس إلى جنبه» .
وروى ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (19/170/2) بسنده عن الأوزاعي حدثني بعض حرس عمر بن عبدالعزيز قال: «خرج علينا عمر بن عبدالعزيز ونحن ننتظره يوم الجمعة فلما رأيناه قمنا فقال: إذا رأيتموني فلا تقوموا ولكن توسعوا» "
وحدثنا الألبانى عما يفهم من الحديث فقال :
"فقه الحديث:
دلنا هذا الحديث على أمرين:
الأول: تحريم حب الداخل على الناس القيام منهم له وهو صريح الدلالة بحيث أنه لا يحتاج إلى بيان.
الآخر: كراهة القيام من الجالسين للداخل ولو كان لا يحب القيام وذلك من باب التعاون على الخير وعدم فتح باب الشر وهذا معنى دقيق دلنا عليه راوي الحديث معاوية رضي الله عنه وذلك بإنكاره على عبدالله بن عامر قيامه له واحتج عليه بالحديث وذلك من فقهه في الدين وعلمه بقواعد الشريعة التي منها (سد الذرائع) ومعرفته بطبائع البشر وتأثرهم بأسباب الخير والشر فإنك إذا تصورت مجتمعا صالحا كمجتمع السلف الأول لم يعتادوا القيام بعضهم لبعض فمن النادر أن تجد فيهم من يحب هذا القيام الذي يرديه في النار وذلك لعدم وجود ما يذكره به وهو القيام نفسه وعلى العكس من ذلك إذا نظرت إلى مجتمع كمجتمعنا اليوم قد اعتادوا القيام المذكور فإن هذه العادة لاسيما مع الاستمرار عليها فإنها تذكره به ثم إن النفس تتوق إليه وتشتهيه حتى تحبه فإذا أحبه هلك فكان من باب التعاون على البر والتقوى أن يترك هذا القيام حتى لمن نظنه أنه لا يحبه خشية أن يجره قيامنا له إلى أن يحبه فنكون قد ساعدناه على إهلاك نفسه وذا لا يجوز.
ومن الأدلة الشاهدة على ذلك أنك ترى بعض أهل العلم الذين يظن فيهم حسن الخلق تتغير نفوسهم إذا ما وقع نظرهم على فرد لم يقم له هذا إذا لم يغضبوا عليه ولم ينسبوه إلى قلة الأدب ويبشروه بالحرمان من بركة العلم بسبب عدم احترامه لأهله بزعمهم. بل إن فيهم من يدعوهم إلى القيام ويخدعهم بمثل قوله: (أنتم لا تقومون لي كجسم من عظم ولحم وإنما تقومون للعلم الذي في صدري) !! كأن النبي (ص) عنده لم يكن لديه علم!! لأن الصحابة كانوا لا يقومون له أو أن الصحابة كانوا لا يعظمونه عليه السلام التعظيم اللائق به! فهل يقول بهذا أو ذاك مسلم؟!
ومن أجل هذا الحديث وغيره ذهب جماعة من أهل العلم إلى المنع من القيام للغير كما في «الفتح» (11/41) ثم قال: «ومحصل المنقول عن مالك إنكار القيام ما دام الذي يقام لأجله لم يجلس ولو كان في شغل نفسه فإنه سئل عن المرأة تبالغ في إكرام زوجها فتتلقاه وتنزع ثيابه وتقف حتى يجلس؟ فقال: أما التلقي فلا بأس به وأما القيام حتى يجلس فلا فإن هذا فعل الجبابرة وقد أنكره عمر بن عبدالعزيز» .
وتحريم الألبانى القيام للناس حتى ولو لم يكونوا يحبون القيام لهم خطأ والغريب أنه اعترف بوجود أحاديث أخرى بعضها صحيح وبعضها ضعيف عنده تبيح القيام فى أحوال معينة فقال :
"قلت: وليس في الباب ما يعارض دلالة هذا الحديث أصلا والذين خالفوا فذهبوا إلى جواز هذا القيام بل استحبابه استدلوا بأحاديث بعضها صحيح وبعضها ضعيف والكل عند التأمل في طرقها ومتونها لا ينهض للاستدلال على ذلك :
ويؤيده ويوضحه: كراهته (ص) قيام الناس له:
«ما كان في الدنيا شخص أحب إليهم رؤية من رسول الله (ص) وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له لما كانوا يعلمون من كراهيته لذلك» .
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (946) والترمذي (2/125) والطحاوي في «مشكل الآثار» (2/39) وأحمد (3/132) وأبو يعلى في «مسنده» (ق 183/2) واللفظ له. من طرق عن حماد بن سلمة عن حميد عن أنس به.
وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه» .
قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وهذا الحديث مما يقوي ما دل عليه الحديث السابق: من المنع من القيام للإكرام؛ لأن القيام لو كان إكراما شرعا لم يجز له (ص) أن يكرهه من أصحابه له وهو أحق الناس بالإكرام وهم أعرف الناس بحقه عليه الصلاة والسلام.
وأيضا؛ فقد كره الرسول (ص) هذا القيام له من أصحابه فعلى المسلم- خاصة إذا كان من أهل العلم وذوي القدوة- أن يكره ذلك لنفسه اقتداء به (ص) وأن يكره لغيره من المسلمين لقوله (ص): «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير» فلا يقوم له أحد ولا هو يقوم لأحد بل كراهتهم لهذا القيام أولى بهم من النبي عليه الصلاة والسلام ذلك لأنهم إن لم يكرهوه اعتادوا القيام بعضهم لبعض وذلك يؤدي بهم إلى حبهم له وهو سبب يستحقون عليه النار كما في الحديث السابق وليس كذلك رسول الله (ص) فإنه معصوم من أن يحب مثل هذه المعصية فإذا كان مع ذلك قد كره القيام له كان واضحا أن المسلم أولى بكراهته له .
ولقد جمع النبي (ص) الأدب الجم في قوله (ص): «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويعرف لعالمنا حقه» ، فمعرفة حق العالم يستلزم التأدب معه في حضرته وغيبته لكن هذا لا يستلزم العبودية له كما هو شأن بعض الصوفية والغلاة من المشايخ، ومن ذلك: القيام للعالم إذا دخل المجلس، فهذا لا ينبغي أن يكون في المجتمع الإسلامي المنقى المصفى، لأن جهد الدعاة الإسلاميين حقا هو أن يقتربوا من المجتمع الإسلامي الأول الذي لا يمكن أن يعاد كما كان، وإنما الأمر كما قيل:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ***إن التشبه بالكرام فلاح
فنحن نحاول أن نتشبه بأولئك الأفراد الأخيار، ونحاول أن نوجد مجتمعا يكون شبيها بذلك المجتمع الأول الأزهر في ذلك العصر الأنور فلا بد أن يكون دائما نصب أعيننا فعل ما فعلوا ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، لأن الحقيقة كما أشار إليها قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «ما أمرتكم من شيء فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه» فالأشياء العملية محصورة لا تقبل الزيادة فمن ذلك إكرام العلماء ببعض المظاهر منها القيام له ولغيره إذا دخل مجلسا من مجالس، ما أقول مجالس العلم، فهذا واضح جدا أن طلاب العلم حينذاك ما ينبغي أن يقوموا لهذا العالم لكن إذا دخل مجلسا ليس مجلس علم هل من العلم النافع ومن العمل الصالح أن يقوم أهل المجلس لذاك العالم الداخل إلى المجلس؟
الجواب: فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم، ومن هو الشخص الوحيد الفريد الذي ينبغي أن يحتذى به دون غيره، هو كما نعلم جميعا محمد رسول الله (ص)، وأهل العلم يعلمون وليس هذا مما فيه يختلفون. "
والملاحظ فيما سبق هو تناقض كلام الألبانى فهو يعترف بوجود أحاديث صحيحة تبيح القيام وهو قوله :
"فذهبوا إلى جواز هذا القيام بل استحبابه استدلوا بأحاديث بعضها صحيح وبعضها ضعيف"
ومع هذا أفتى بالحرمة فقال" فقد كره الرسول (ص) هذا القيام له من أصحابه" وهناك جمل اخرى
المهم أنه لم يذكر أحاديث المعترضين ونعى على الناس عدم عملهم بالحديث رغم وجود احاديث مناقضة له فقال :
"الآن العالم الإسلامي كله مخالف - إلا من رحمه الله - للهدي النبوي المتقدم في ذلك، أهل العلم لا ينكرون على أصحابهم وعلى عامة الناس فيما إذا دخل أحدهم مجلسا وقاموا له والذين قاموا له إكراما وتعظيما زعموا ما هكذا كان المجتمع الأول. إذا علينا نحن أن نتوجه دائما إلى التشبه عمليا بالمجتمع الأول.
وهذه من الأمور التي يجب على أهل العلم بل على طلاب العلم أن يهتموا بها، لأنك إذا كنت صادقا في تشبهك بالرسول (ص) فانشر بين أصحابك أنك تكره هذه الظاهرة؛ أي: تواضع كما تواضع الرسول عليه السلام. وكان الرسول يكره هذا القيام؛ فتجاوب الناس معه؛ لأنه كان حقيقة يكره هذا الشيء، فإذا كان العالم مقتديا بالرسول عليه السلام فلينشر بين أصحابه. هذا أولا.
وثانيا: من باب سد الذريعة؛ أي العالم إذا اعتاد الناس أن يقومون له تشوقت نفسه لهذا القيام فقد يأتي زمن حينما يرى تلميذه البار المحب له المخلص له كان يقوم له ثم إذا به لا يقوم، فستجري مناقشة ثم معاتبة ثم ربما أكثر من ذلك بين العالم وبين التلميذ، لأن هذا العالم اعتادت نفسه حب هذا القيام فأوقعه في هذا الحب المكروه المحرم اعتياد الناس له.
وقد أردت: أن أذكر العلماء وطلاب العلم ألا يسايروا المجتمعات، لأن هذه المسايرة ليس لها حدود اليوم فقد تخرج بدعة فنقول: هناك ما هو أهم من ذلك، وغدا بدعة أخرى، ونقول: كما قلنا في الأولى حتى يصبح المجتمع بعيدا عن العمل بما جاء به الإسلام بمثل هذه التأويلات وهذه التسويغات الباطلة."
قطعا القيام ليس فيه شىء طالما كان تعبيرا عن المحبة بين الأفراد أو عن حسن استقبال الضيف كما حدث من امرأة ابراهيم(ص) عندما كانت قائمة وهى تخدم الضيوف كما قال تعالى :
" وامرأته قائمة "
ومن الروايات المضادة :
أخرج البخاري (4/175) وأبو داود (5215) وأحمد (2/22 71) وأبو يعلى في «مسنده» (ق 77/2) من حديث أبي سعيد الخدري: «أن أهل قريظة نزلوا على حكم سعد فأرسل النبي (ص) إليه فجاء فقال: قوموا إلى سيدكم أو قال: خيركم فقعد عند النبي (ص) فقال: هؤلاء نزلوا على حكمك قال: فإني أحكم أن تقتل مقاتلهم وتسبى ذراريهم فقال: لقد حكمت بما حكم به الملك» .
والحديث هو الأخر مناقض للقرآن فلا سبى فى الإسلام لأن الله جعل السبى وهو استحياء النساء سوء عذاب من قبل البشر فقال :
"وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم"
كما أمر باطلاق سراح كل الأسرى بعد انتهاء الحرب فقال :
"فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا"
مواضيع مماثلة
» نقد كتاب تلقيح الأفهام في وصايا خير الأنام
» نقد كتاب الإعلام بأحكام زيارة خير الأنام
» نظرات فى كتاب إرشاد الأنام لما جاء في الإسلام من حقوق ورحمة بالحيوان
» قراءة فى كتاب مسألة في الإرادة
» قراءة في كتاب تنبيه الغافلين عن عصمة المرسلين
» نقد كتاب الإعلام بأحكام زيارة خير الأنام
» نظرات فى كتاب إرشاد الأنام لما جاء في الإسلام من حقوق ورحمة بالحيوان
» قراءة فى كتاب مسألة في الإرادة
» قراءة في كتاب تنبيه الغافلين عن عصمة المرسلين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى