ردا على مقال عشرة أدلة على حجية السنة
أنصار السنة :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: القرآن وعلومه :: قواعد علم الحديث :: كتب المتون الحديثية :: روايات الحديث الواحد :: الجرح والتعديل :: منوعات حديثية
صفحة 1 من اصل 1
ردا على مقال عشرة أدلة على حجية السنة
ردا على مقال عشرة أدلة على حجية السنة:
قال الأخ أبو جهاد "الدليل الأول: قوله تعالى: ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ) المائدة/92 .
وجوه الدلالة من الآية الكريمة:
1. ربنا سبحانه وتعالى قال: ( وأطيعوا الله ) ثم قال: ( وأطيعوا الرسول ). فهنا أثبت طاعتين ومطاعين. بمعنى أن الفعل الأول مضارع كما لا يخفى، والمضارع يتضمن مصدراً، فالمعنى: ( وأطيعوا الله تعالى طاعةً، وأطيعوا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم طاعة ). ومعلوم أن الأصل إن تعاقب نكرتان أن ذلك يدل على تغايرهما. مثال ذلك قوله تعالى: ( إن مع العسر يسراً. إن مع العسر يسراً ) أي مع العسر يسران، يسر بأجر الصبر، ويسر بالفرج. على كلٍّ، يكون المعنى هنا: ( وأطيعوا الله تعالى طاعةً، وأطيعوا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم طاعةً أخرى ).
o فإذا ثبت هذا التغاير، قلنا: ما الطاعة التي لله، وما الطاعة المغايرة التي للرسول صلى الله عليه وآله وسلم. فالجواب: أن طاعة الله هي طاعة ما بلغنا من كلامه، وهو القرآن، وأن طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي طاعة ما بلغنا من كلامه كذلك، وهي السنة النبوية."
الخطأ الأول هو قول الأخ أبو جهاد " ربنا سبحانه وتعالى قال: ( وأطيعوا الله ) ثم قال: ( وأطيعوا الرسول ). فهنا أثبت طاعتين ومطاعين "
يحتج الأخ أبو جهاد بأن الله أثبت طاعتين ومطاعين ولو كان هذا الكلام صحيحا فقد أثبت ثلاث طاعات فى قوله " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" ومن ثم فليس النبى(ص) وحده المخصوص بالطاعة وإنما أولى الأمر أيضا ومن ثم فقد بطل دليل طاعة النبى(ص) وحده مع الله
زد على هذا أن الله أبلغنا بأن المسلمين سيختلفون مع بعضهم أى مع الرسول(ص) وأولى الأمر وحتى بعضنا البعض وأخبرنا أن المرد هو إلى حكم الله فقال " وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله"
ولو قال أن الرد لله والرسول فقط لخالف قوله تعالى بسورة النساء "ولو ردوه لإلى الرسول وإلى أولى المر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم "ومن ثم يكون هنا ثلاث مطاعين وثلاث طاعات وهو ما لا يقوله مسلم
ولو علم الأخ أبو جهاد معنى إثبات طاعتين ومطاعين ما قالها لأنها أحد صور الشرك حيث نشرك الرسول (ص) مع الله فى طاعة الحكم وهو ما يخالف قوله تعالى "إن الحكم إلا الله "
الخطأ الثانى قول الأخ أبو جهاد" أن طاعة الله هي طاعة ما بلغنا من كلامه، وهو القرآن، وأن طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي طاعة ما بلغنا من كلامه كذلك، وهي السنة النبوية"
فطاعة النبى(ص) من كلامه وهى السنة النبوية هو خطأ من جهتين الأول أن الله أخبرنا كلام الرسول (ص) المطاع هو الوحى فقال " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى "فالرسول(ص)لا يتكلم من عند نفسه فى التشريع وإنما ينقل كلام الوحى زد على هذا أن الرسول(ص) تكلم بأخطاء مثل إذنه للمنافقين فعاتبه الله قائلا" عفا الله عنك لما أذنت لهم " ومثل قوله لزيد "أمسك عليك زوجك "وهو قول قاله خوفا من الناس فطالبه الله أن يخافه هو فقال " أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه " ومثل جداله وهو قوله فى الذى اتهم زورا بالسرقة فى سورة النساء حتى بين الله له الحق فى المسألة فقال "ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم" وقال "ولولا فضل الله ورحمته لهمت طائفة أن يضلوك "
والثانى أن الأخ أبو جهاد خالف معنى السنة عند الفقهاء فبين هنا أنها كلام النبى(ص) فقط بقوله " وأن طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي طاعة ما بلغنا من كلامه كذلك، وهي السنة النبوية" والمعلوم أنها عند الفقهاء ومنهم أبو جهاد قول النبى (ص)وفعله وسكوته وصفاته الخلقية والخلقية
قال الأخ أبو جهاد"2- لو كان مراد الله تعالى في هذه الآية الكريمة: ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فيما يبلغكم من القرآن )، لو كان ذاك هو المعنى لكان اللازم فصاحةً وبلاغةً أن تضمر الطاعة الثانية، إذ هي عين الأولى."
الخطأ هنا هو أن ليس معنى طاعة الرسول (ص) طاعة ما يبلغنا من القرآن
والأخ أبو جهاد يلجأ للتفسير البشرى ويترك التفسير الإلهى فمعنى طاعة الرسول هو طاعة كلام الله المنزل عليه يشهد لهذا كثير من الأقوال مثل قوله تعالى "إنا أنزلنا عليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله " وقوله " "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله" وقوله " وأن أحكم بينهم بما أنزل الله إليك" فهنا الحكم الذى يحكم به الرسول(ص) هو بما أنزل الله ولو حكم الرسول(ص) بغير ما أنزل الله فقد كفر – وهو ما لم يحدث- لقوله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " والظالمون والفاسقون
قال الأخ أبو جهاد "لم يجب ذلك؟ لأن الأفضل في كلام العرب قصر الكلام، ولا يؤتى بالتطويل إلا لفائدة زائدة. فكيف إن كان في التطويل إيهام بخلاف المقصود؟! لا شك يكون الإضمار آكد وآكد.
ولازم الإضمار أن يقال: ( أطيعوا الله ورسوله ) فيكون الثابت طاعة واحدةً لمطاعين، فالطاعة واحدة للقرآن، ونطيع المتكلم به والمبلغ له. فلما كان في القرآن الكريم مثل هذا التعبير، وعدل الله تعالى عنه إلى الأمر بطاعتين، لزم أن يكون ذلك لحكمة، وهي إثبات طاعة مستقلة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. ويشهد لذلك أنه تعالى لما أمر بطاعة ولاة الأمور قال: ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) فجعل طاعة الرسول متضمنة لطاعة ولاة الأمر، وذلك لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطاعتهم، ولم يجعل لهم طاعة مستقلة، لنهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن طاعتهم في المعصية. فالحمد لله رب العالمين ."
الخطأ هنا هو أن طاعة الرسول متضمنة لطاعة ولاة الأمر لأمر الرسول بطاعتهم والأمر بطاعتهم فى الآية من الله وليس من الرسول وكذلك الأمر بعصيانهم عند التنازع وهو بقية الآية "فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول"
زد على هذا وجود رد لأولى الأمر كما بقوله تعالى بسورة النساء"ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم "
وقال الأخ أبو جهاد "لو كان المراد هنا بطاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم طاعة ما جاء به من القرآن، لاستوى بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع غيره من آحاد البشر، بل لاستوى مع الكفرة والشياطين. كيف؟ معلوم أن طاعة كلام أي أحد يأمر بما في القرآن لازمة لا محيد عنها، فلو قال لك مثلاً: صم رمضان، للزم أنك تصومه، لا طاعة لذاته، لكن لموافقة القرآن. ومعلوم بالضرورة أن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم مزية زائدة على غيره، فما هي هذه المزية إلا أن تكون طاعته في شيء زائد على ما في القرآن؟! وهذه هي السنة. والحمد لله رب العالمين."
الخطأ الأول هنا هو قوله " لو كان المراد هنا بطاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم طاعة ما جاء به من القرآن، لاستوى بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع غيره من آحاد البشر"
نعم يا أخى فالنبى(ص) يستوى مع آحاد البشر وبذا جاءت الآيات صريحة واضحة كما فى قوله تعالى بسورة الإسراء وفصلت " قل أنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى " والمزية الزائدة هى ما فى الآية وهو أنه يوحى إليه الوحى وليس طاعة كلامه الذى من عنده والتى لا يوجد دليل قرآنى عليها
زد على هذا أن النبى(ص) نفسه قال هذا فى القرآن فقال "إن أتبع إلا ما يوحى إلى " فهو يتبع الوحى ولا يتبع شىء من عند نفسه
ولو حاكمتك إلى ما تقول أنه السنة لدلت على صحة قولى هنا فالقول المنسوب للنبى(ص) يقول "ألا إنما أوتيت الكتاب ومثله معه " فمثل الكتاب وهو ما تسمونه السنة موحى به وليس كلام الرسول (ص)من عنده
قال الأخ أبو جهاد "2-أن الله تعالى هنا علق طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على كونه ( الرسول ). وبالتالي فله من الطاعة ما يكون للرسول على قومه. فنرى في القرآن الكريم كثيراً أن الله تعالى يلزم الكافرين طاعة رسلهم في أمور غير التي في كتبهم. وذلك أشهر من أن يذكر، لكن أمثل له بمثالين واضحين.الأول قوله تعالى: ( فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ). فهنا جعل الله تعالى وحيه إلى نبيه إبراهيم أمراً، مع كونه مناماً ليس في كتاب. وكذلك نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يأمره الله ويأمر أمته بوحي ليس بقرآن. إذ ليس رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم ببدع من الرسل، قال تعالى: ( قل ما كنت بدعاً من الرسل ).
الثاني قوله تعالى: ( ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً لا تخاف دركاً ولا تخشى ).
فهنا وحي من الله تعالى إلى موسى فيه تكليف له ولقومه بالإسراء، وليس هو من التوراة، إذ التوراة نزلت بعد هذا عندما لقي موسى ربه. وكذلك يجوز لنبينا ما يجوز لموسى عليهما الصلاة والسلام. والحمد لله رب العالمين."
الخطأ فى القول " فنرى في القرآن الكريم كثيراً أن الله تعالى يلزم الكافرين طاعة رسلهم في أمور غير التي في كتبهم"
السؤال من أين علمت أن هذه الأمور المأمور بها الرسل (ص)فى غير كتبهم وكتبهم غير موجودة ؟
قطعا هذا تخمين فلا وجود لصحف إبراهيم (ص) ولا لتوراة موسى(ص) حاليا ومن ثم فقولك لا قيمة له كحجة
قال الأخ أبو جهاد "الدليل الثاني : قوله تعالى: ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ).وجوه الدلالة من الآية الكريمة:
1. أن الله تعالى أمر بأخذ الذي آتانا الرسول وترك ما نهانا عنه، والأمر يفيد الوجوب. وما آتى الرسول وما نهى عنه هو السنة النبوية، وبالتالي فهي واجبة الاتباع. ويؤكد هذا المعنى تتمة الآية: ( واتقوا الله إن الله شديد العقاب )."
الخطأ هنا هو تفسير ما أتانا الرسول (ص) بأنه السنة وهو ما يخالف أن الآية تتحدث عن أموال يوزعها الرسول (ص) ومن ثم فهى التى يؤتيها الرسول (ص) من أراد الله ويمنعها عمن أراد الله منعها وفى هذا قال تعالى" ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب"
زد على هذا أن الآية تخاطب المسلمين فى عصر الرسول (ص) لأنه بعد موته فنصيبه فى الفىء قد ألغى لعدم وجوده ولا يوجد فى الآية ولا ما قبلها ولا ما بعدها دليل على وجود سنة للنبى(ص) وإنما الآيات تتحدث كلها عن مال الفىء وتوزيعه
قال الأخ أبو جهاد "2-هنا أسند الله تعالى الإتيان والنهي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فدل على أنهما صادران منه. ولو كان المراد ما آتى القرآن ونهى، لما صح أن يسند ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذ القرآن كلام الله تعالى، وليس كلامه صلى الله عليه وآله وسلم. والكلام يسند إلى من صدر منه أولاً لا إلى ناقله ومن تكلم به بعد ذلك. فلا يقال عن القرآن أنه كلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنه بلغه، بل هو كلام الله تعالى لأنه هو من ابتدأ التكلم به. وتأمل رد الله تعالى على المشرك القائل عن القرآن: ( إن هذا إلا قول البشر ) قال: ( سأصليه سقر (
الخطأ هنا هو قول الأخ أبو جهاد " والكلام يسند إلى من صدر منه أولاً لا إلى ناقله ومن تكلم به بعد ذلك."
فالكلام يسند لناقله كما أسند الله القرآن لجبريل (ص) فى قوله تعالى بسورة التكوير "إنه لقول رسول كريم "
فال الأخ أبو جهاد "سياق الآية في معرض الحديث عن قسمة الفيء، قال تعالى: ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ). ومعلوم عقلاً واضطراراً أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب."
الخطأ هنا هو أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب والآية هنا محددة هى وما بعدها بمال الفىء ومن ثم فهى ليست عامة وإنما خاصة
زد على هذا أن الإتيان من الرسول(ص) جاء بمعنى العطاء المالى وهو الغنى فى قوله تعالى " ولو أنهم رضوا ما أتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون "
قال الأخ أبو جهاد "كما في قوله تعالى: ( قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ). فكون الله لا يضيع أجر المحسنين عامٌّ لفظاً، وإن كان في سياق الحديث عن رجلين خاصين، هما يوسف وشقيقه، لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب."
الخطأ هنا هو تحدث القائل عن اثنين وأن العبرة بعموم اللفظ
والحق أن المتكلم هنا ليس الله وإنما يوسف (ص) والعبرة هى بلفظ الله لا بلفظ النبى(ص) أضف لهذا أن يوسف (ص) لم يتكلم عن اثنين وإنما تحدث عن كل المحسنين وتحدث عن كل من يتق ويصبر
قال الأخ أبو جهاد "2-العلة في وجوب إطاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هنا أنه مبلغ عن ربه، ولذلك وصف هنا بالرسالة، إشارة إلى أن الذي يبلغه عن ربه وليس من عند نفسه. وهذه العلة كما هي موجودة في قسمة الغنائم، فهي موجودة في كل أمر ونهي صادرٍ منه صلى الله عليه وآله وسلم."
الخطأ هنا هو القول" وهذه العلة كما هي موجودة في قسمة الغنائم، فهي موجودة في كل أمر ونهي صادرٍ منه صلى الله عليه وآله وسلم."
لو كانت العلة فى كل أمر ونهى صادر منه واجبة الطاعة فلماذا عاتبه الله فى أمره لزيد "أمسك عليك زوجك" فقال "وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه "؟ولماذا عاتبه فى أمره المنافقين أن يتركوا الجهاد فقال "عفا الله عنك لما أذنت لهم ".... قطعا للنبى(ص)ذنوب " ما تقدم من ذنبك وما تأخر " فهل نطيعه ونتبعه فيما فعله من ذنوب ؟
قال الأخ أبو جهاد "2- ودليل عموم رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكل من بلغته هو الضمير المتصل في قوله تعالى: ( فخذوه ) وفي قوله: ( فانتهوا ) لأنه يفيد العموم.
الخطأ هنا هو عموم لفظ فخذوه ولفظ فانتهوا وكيف يكون عام وهو خطاب لأحياء فى عهد النبى(ص) وقد مات فى عهدنا فكيف نأخذ منه وهو ميت ؟
قال الأخ أبو جهاد "هنا علق الله تعالى طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على كونه رسولاً، فقال: ( وما آتاكم الرسول ) فدل على أن له من الطاعة ما يكون للرسول على قومه. وقد ثبت - كما مر - أن للرسول على قومه طاعة زائدة على مجرد ما في كتابه. والحمد لله رب العالمين."
الخطأ هنا هو أن الطاعة للرسول كل رسول على قومه دون تحديد والحق أن الله حدد طاعة الرسول أى رسول فقال " وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله " فهنا حدد الطاعة الطاعة بأنها بإذن وهو حكم الله وليس بأى شىء أخر
قال الأخ أبو جهاد "الدليل الثالث : قوله تعالى: ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ).
ووجوه الدلالة من الآية كما يلي:
1-على مشاقته ألواناً من أشد العذاب. ففي الدنيا يوليه الله تعالى شيطانه الذي آثر اتباعه على طاعة النبي ليزداد إثماً وضلالاً. قال تعالى: ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين ). وفي الآخرة يصليه الله تعالى جهنم ويحرمه الجنة، كما استبدل في الدنيا طاعة النبي بطاعة الشيطان.
2-أن الله تعالى هنا حرم مشاقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي الآية الأخرى حرم مشاقته نفسه سبحانه وتعالى، فقال: ( ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب ). فلو كان المراد بمشاقة الرسول مشاقته فيما جاء به من القرآن، لاستوت الآيتان ولم يكن ثمة حكمة من التفريق بينهما."
الخطأ هنا هو أن مشاقة الله غير مشاقة الرسول (ص)
لو كانت هذه غير تلك ما قال الله فى مشاقة النبى (ص)"ويتبع غير سبيل المؤمنين " فالمفروض هنا أن يكون سبيل النبى(ص) ولكنه قال سبيل المؤمنين ليعلمنا أن المراد الدين وهو الوحى المنزل الذى يتبعه المؤمنون زد على هذا قوله " بعدما تبين له الهدى" فما هو الهدى أليس "الهدى هدى الله"؟
زد على هذا أن النبى(ص)قال فى القرآن "إن أتبع إلا ما يوحى إلى " فهو يتبع الموحى له من الله ولا يتبع نفسه فقد نفى هذا بقوله "ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى"
قال الأخ أبو جهاد "وتأمل كذلك قوله تعالى: ( ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ). فلو كانت مشاقة الرسول هي مشاقته فيما جاء به من القرآن، لما كان فائدة من ذكره، ولكان القول: ( ذلك بأنهم شاقوا الله ). لكن لما كانوا قد شاقوا القرآن الذي هو كلام الله والسنة التي هي كلام الرسول، حسن النص عليهما كليهما."
الفائدة يا أخى هى تفسير الأقوال لبعضها فهذه هى الفائدة
قال الأخ أبو جهاد "أن تحريم مشاقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تقتضي تحريم مخالفته في كل أمر أو نهي صدر منه، سواء كان من القرآن أو غيره. مثال ذلك قوله تعالى: ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك ). وظاهر أن ذلك الأمر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( أمسك ) ليس من القرآن، بل قد نزل القرآن بعده."
وقعت هنا يا أخى فى تناقض ظاهر وهو قولك" أن تحريم مشاقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تقتضي تحريم مخالفته في كل أمر أو نهي صدر منه" فهنا كل أمر ونهى لا يمكن مخالفته ومع هذا قلت أن قوله أمسك ليس من القرآن وأنت بهذا تكذب وجود القول فى القرآن الحالى وتخالف معنى أمر الله للنبى (ص)أن يخشاه هو وليس الناس عندما قال هذا القول "وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه "فقوله أمسك أمر عصى فيه النبى (ص)أمر الله فهل تريد منا أن نتبعه فيما خالف فيه الله وطلب منه أن يعود للحق فيه ؟
زد على هذا أن الله طالب النبى(ص) نفسه أن يتخلى عن أمر نفسه الذى حرم فيه ما أحل الله له طلبا لرضا زوجاته فقال "يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك"
فهنا الله طالبه ألا يطيع شىء من عنده كتحريم ما أحل الله فهل هذا دليل على أن الطاعة المطلوبة منه ومنا هى طاعة الوحى كما قال هو "إن أتبع إلا ما يوحى إلى "
قال الأخ أبو جهاد "الدليل الرابع : قوله تعالى: ( حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون ).
والآية هنا ذكر لما حدث في غزوة أحد، إذ أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الرماة من أصحابه أن يلزموا الجبل وألا ينزلوا عنه لجمع الغنائم، ولو رأوا ظفر المسلمين. ثم لما ظهر المسلمون على الكفار، اختلف الرماة، فمنهم من سبق إلى الغنائم وعصى، ومنهم من ثبت وقتل. وقد عفا الله عمن أخطأ منهم فقال: ( ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين ").
الخطأ هنا هو أن الآية نزلت فى النزول من على الجبل ولا يوجد فى الآية أو غيرها ذكر لجبل أو غيره وإنما هى تتكلم عن عصيان مبهم هو عصيان فى أمر حربى
قال الأخ أبو جهاد "وجوه الدلالة من الآية الكريمة كما يلي:
أن الله تعالى أثبت أمراً لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا الأمر غير موجود في القرآن قطعاً. ثم أثبت أن من خالف هذا الأمر كان عاصياً آثماً، فدل على وجوب اتباع ذلك الأمر. فهذا دليل على وجود سنة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى وجوب اتباع تلكم السنة."
الخطأ هنا هو أن المؤمنين عصوا النبى(ص) ولا يوجد إشارة واحدة فى الآية على كون العصيان للنبى(ص) فقوله " عصيتم " لم يحدد من هو المعصى هل الله أم الرسول أم غيرهم ؟ ومن ثم خرج الاستدلال عن دائرة الحجة
قال الأخ أبو جهاد"1- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر وينهى بأوامر ونواهي زائدة على ما في القرآن الكريم. ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله ). وقوله تعالى: ( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين ). وقوله تعالى: ( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ). وكما قال تعالى: ( وعلى الثلاثة الذين خلفوا ) فدل على أن النبي أمرهم بالقتال والغزو ثم هم تخلفوا، ومعلوم أنه ليس في القرآن أمر بغزوة بعينها ولا بمكانها ولا بزمانها، وإنما كان ذلك بوحي غير قرآن، وهو السنة النبوية المطهرة."
الخطأ هنا هو مناقضة نفسك فقد قلت سابقا أن السنة هى كلام النبى(ص)وهو قولك " والسنة التي هي كلام الرسول" وناقضت نفسك بقولك " وإنما كان ذلك بوحي غير قرآن، وهو السنة النبوية المطهرة" فهنا كلام الرسول وحى غير القرآن بينما فى القول السابق كلام الرسول عامة دون تحديد فأما كلامه الموحى به فلا يمكن أن نخالفك فى وجوب طاعته
قال الأخ ابو جهاد "أن العلة في الهزيمة هنا هي عصيان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الآية الكريمة. وهذا نوع عقوبة، فدل على تحريم ذلك العصيان ووجوب ضده وهي الطاعة. ثم هذه العلة متعدية كما لا يخفى، وبالتالي فالعبرة بتعديها لا بخصوص السبب، فيحرم كل عصيان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم."
الخطأ هنا أن العلة فى الهزيمة هى عصيان النبى (ص)ولا يوجد فى الآية دليل على كون العصيان للرسول أو لغيره فقوله"عصيتم "حامل لكل الوجوه
قال الأخ أبو جهاد "1-أن الله تعالى قال بعد هذه الآية: ( إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم ). فعلق الله تعالى الأحكام الواردة في الآية على وصف ( الرسول ) وليس مجرد القائد، فدل على أن علة تحريم عصيانه كونه رسولاً، وليس لمجرد أنه قائد المعركة.
ثم تعليقه سبحانه الوصف بالرسالة دليل على أن له صلى الله عليه وآله وسلم من الطاعة ما يكون للرسول على قومه. وقد مر سابقاً أن للرسول طاعة زائدة على ما في كتابه، وهي السنة. والحمد لله رب العالمين."
الخطأ هنا هو أن الله تعالى علق الأحكام الواردة في الآية على وصف ( الرسول ) وليس مجرد القائد
والحق هو أن الرسول قائد يطاع بإذن وهو حكم الله كما قال تعالى " وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله "فلو أنه أمر بخطأ فعلى المسلمين عصيانه فيه وما تقولون أنه السنة فيه أدلة على أنه أخطأ فى الحرب فبين له أحد الصحابة الخطأ وهو أنه أقام خلف الماء فأشار عليه أن يكون الماء خلفه ومن روايات الحديث فى المستدرك للحاكم ج13ص291" 5830 - حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ، ثنا أبو العباس بن سعيد الحافظ ، ثنا يعقوب بن يوسف بن زياد ، ثنا أبو حفص الأعشى ، أخبرني بسام الصيرفي ، عن أبي الطفيل الكناني ، أخبرني حباب بن المنذر الأنصاري ، قال : « أشرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر بخصلتين ، فقبلهما مني خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة بدر فعسكر خلف الماء فقلت : يا رسول الله ، أبوحي فعلت أو برأي ؟ قال : برأي يا حباب قلت : فإن الرأي أن تجعل الماء خلفك ، فإن لجأت لجأت إليه ، فقبل ذلك مني »وورد فى دلائل النبوة للبيهقى ج 3ص 4 " ، فقال له الحباب بن المنذر : يا رسول الله ، منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه ولا نقصر عنه ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بل هو الرأي والحرب والمكيدة » ، فقال الحباب : يا رسول الله ، فإن هذا ليس بمنزل ، ولكن انهض حتى تجعل القلب كلها من وراء ظهرك ، ثم غور كل قليب بها إلا قليبا واحدا ، ثم احفر عليه حوضا ، فنقاتل القوم فنشرب ولا يشربون ، حتى يحكم الله بيننا وبينهم ، فقال : « قد أشرت بالرأي » ، ففعل ذلك ، فغورت القلب ، وبنى حوضا على القليب الذي نزل عليه فملئ ماء ، ثم قذفوا فيه الآنية .
إذا ليس القرآن وحده هو من يبين أن الرسول (ص) ليس واجب الطاعة فى كل شىء لأنه يخطىء فالسنة التى تؤمنون بها هى من بينت هذا بل إن فيها قول صريح منسوب للنبى(ص) يصرح بهذا
قال الأخ أبو جهاد "الدليل الخامس : قوله تعالى: ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلكم تتفكرون ).
وجوه الدلالة من الآيتين الكريمتين كما يلي:
1-أن الله تعالى قرر أنه أرسل مع كل نبي قبل نبينا صلى الله عليهم وسلم أمران، الأول البينات والثاني الزبر وهي الكتب. فدل على أنهم أرسلوا بشيء زائد على ما في الكتب، وهي البينات.
ثم البينات جمع بينة، وهي فعيل إما بمعنى فاعل أو مفعول، فعلى الأول بينة بمعنى بائنة أي واضحة، وعلى الثاني بينة بمعنى مبيَّنة أي موضَّحة. والواضحات هي آيات الأنبياء ومعجزاتهم، لوضوح دلالتها على صدقهم، والموضَّحات هي سننهم وشرائعهم فصلت لهم، والله أعلم.
وعلى المعنى الأول قوله تعالى: ( سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ) وعلى الثاني قوله تعالى: ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينةُ رسولٌ من الله ).
وحيث أن اللفظ هنا مشترك ولا مرجح لأحد المعنيين ولا تنافي بينهما، وجب حمله عليهما جميعاً، إذ تخصيصه في أحدهما من غير دليل تحكم.
ثم لو أردنا قرينة ترجح أحد المعنيين، لكان معنى الشرائع والسنن أولى، لأن الآيتين في مقام الحديث عن الوحي، ولأن الذي ذكر في الآية الثانية لا يحتمل معنى الدلائل والمعجزات.
فإذا ثبت بذلك أنه كان لكل نبي ممن كان قبل نبينا صلى الله عليهم أجمعين سنة زائدة على ما في كتبهم، ثبت أن لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم كذلك سنة زائدة على ما في كتابه. إذ ليس رسولنا ببدع من الرسل كما أمره تعالى أن يقول: ( قل ما كنت بدعاً من الرسل )."
الخطأ هنا هو تفسير البينات بأنها غير الزبر غير الكتاب المنير
والحق أن الكل هنا بمعنى واحد هو الوحى فكل الرسل اشتركوا فى شىء واحد هو الوحى كما قال تعالى ""إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وأتينا داود زبورا"
أضف لهذا أن الله قال فى الآيات " رجالا نوحى إليهم "فهل المعجزات وحى ؟أم أن الوحى كلام إن أصل الكلام رجالا نوحى إليهم بالبينات والزبر" وجملة "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "جملة اعتراضية كما يقال ليست من السياق
قال الأخ أبو جهاد "1-قوله تعالى: ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ). يلحظ فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أنزل الله إليه أمران، الأول القرآن الذي نزل للناس، والثاني بيان يوضح ما في القرآن. ومعلوم أن الموضِّح غير الموضَّح. فدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أنزل إليه شيء زائد على ما في القرآن، وليس ذلك إلا السنة المطهرة."
نعم يا أخى صدقت فى قولك أن النبى (ص) نزل عليه شىء غير القرآن هو الذكر ولكنها ليست السنة التى ينسبها الناس له زورا – عدا قلة فيها- بسبب أنه دخلها الكثير من المناكير والضعاف باعترافاتكم فى كتبكم بينما الذكر لا يمكن تحريفه بأى شكل من الأشكال لقوله تعالى ""إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد"إذا فالسنة أى الشىء الزائد الذى تقول به هو التفسير الإلهى أى البيان أى تفصيل القرآن والتى لا يمكن لأحد أن يحرف فيها وحى الله إلا أصابه الله بالعذاب وهو يقرر فقط فى نفسه التحريف مصداق لقوله تعالى " ومن يرد فيه بظلم بإلحاد نذقه من عذاب أليم "
قال الأخ أبو جهاد "ثم تأمل أيها القارئ الكريم أنه يمتنع حمل الآية على معنى: ( وأنزلنا إليك القرآن لتبين للناس القرآن ) ليكون القرآن بياناً للقرآن. وهذا الامتناع لأمور:
1-ان المبيَّن في هذه الآية الكريمة وصفه الله تعالى بأنه ( نُزِّل ) ولم يصفه بأنه ( أُنْزِل ). والفرق بينهما أن ما نُزِّل أي جملة واحدة، وما أنزل أي مفرقاً منجماً أو جملة واحدة.ومن ذلك قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب – أي الكتب - الذي أنزل من قبل ) فوصف القرآن بأنه منزّل لنزوله جملة واحدة، ووصف الكتب بأنها أنزلت لأنها نزلت مفرقة كل نبي بكتاب. ومثل هذا كثير في القرآن.
فإن ثبت أن المنزل هو كل القرآن، لزم أن يكون الموضح ليس بقرآن، لأن المطلوب بيان كل القرآن، فلو شرح بعضه بعضاً منه، لزم وجود شرح للبعض الشارح، وهكذا إلى أن يحصل التسلسل. فعلم أن السنة النبوية هي الشارحة لكل القرآن."
نعم يا أخى هناك شارح أى مبين للقرآن ولكنه ليس ما تدعون أنه السنة بسبب أن نصوص السنة الحالية ليس فيها تفسير لكثير جدا من آيات القرآن بل فيها اعترافات كاذبة منسوبة للنبى(ص) بأنه لا يعرف التفسير الصحيح مثل:
- (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « لا أدري : تُبَّع أَلَعِين هو ؟ - وفي نسخة : اللعين هو - أم لا ؟ ولا أدري عُزَيْر نَبيّ هو ، أم لا ؟ ». أخرجه أبو داود.(جامع الأصول ج10ص7829
قال الأخ أبو جهاد "أن الله تعالى أضاف التبيين المطلوب للقرآن إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ( لتبين ) ولم يقل ( لأبين ) أو ( لنبين ) ومعلوم أن الأصل إضافة الكلام إلى قائله المباشر، فدل على أن البيان صادر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم."
الخطأ هنا أن التبيين أى البيان صادر من النبى(ص) والأخ أبو جهاد نسى أن المنزل الأخر هو من عند الله فهو من يبين ولذا قال تعالى "ثم إن علينا بيانه " أى على الله وهناك أقوال عديدة دالة على هذا مثل"قد بينا لكم الآيات "
قال الأخ أبو جهاد "والقرآن الكريم لا يصح أن يضاف إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة، كما قال تعالى حاكياً قول المشركين: ( إن هذا إلا قول البشر ) فرد عليه بقوله تعالى: ( سأصليه سقر )."
الخطأ هنا هو أن القرآن لا يصح إضافته للنبى(ص) مع أن الله أضافه لجبريل (ص) فى قوله تعالى "إنه لقول رسول كريم " وأضافه للنبى(ص) كنطق فقال " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى"
قال الأخ أبو جهاد "أن الأمرين النازلين من الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم موصوفان بوصفين مختلفين في سياق واحد. الأول منزَل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم والثاني منزَّل إلى الناس كافة. فدل على أن أحدهما أكثر اختصاصاً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم من الآخر."
الخطأ هنا أن الكتابين النازلين واحد للنبى(ص)وواحد للناس والحق هو أن كلاهما للنبى (ص)وللناس كما قال تعالى "وإنه ذكر لك ولقومك "
الأخ أبو جهاد هنا يبين أن الذكر منزل خاص بالنبى(ص)بينما القرآن منزل للناس كافة وهو قول لا يدرى معناه لأن معناه أن القرآن أوحى للناس كلهم والذكر أوحى للنبى(ص)فقط وهو كلام لا يقره أبو جهاد نفسه زد على هذا أن الله قال أن الذكر موحى للناس أى جاء به للناس كما جاء بالقرآن فى قوله " إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم"
قال الأخ أبو جهاد "أما القرآن الكريم فليس بعضه أكثر اختصاصاً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فدل على أنه ليس هو الموضِّح المقصود هنا، فبطل أن يكون هو الموضَّح والموضِّح. وإنما الذي يختص بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من اختصاصه بغيره هو السنة النبوية المطهرة. فالحمد لله رب العالمين."
سبق مناقشة هذه النقطة بقولنا" نعم يا أخى صدقت فى قولك أن النبى (ص) نزل عليه شىء غير القرآن هو الذكر ولكنها ليست السنة التى تنسبونها له زورا بسبب أنه دخلها الكثير من المناكير والضعاف باعترافاتكم فى كتبكم بينما الذكر لا يمكن تحريفه بأى شكل من الأشكال لقوله تعالى ""إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد"إذا فالسنة أى الشىء الزائد الذى تقول به هو التفسير الإلهى أى البيان أى تفصيل القرآن والتى لا يمكن لأحد أن يحرف فيها وحى الله إلا أصابه الله بالعذاب وهو يقرر فقط فى نفسه التحريف مصداق لقوله تعالى " ومن يرد فيه بظلم بإلحاد نذقه من عذاب أليم "
قال الأخ أبو جهاد "الدليل السادس : قوله تعالى: ( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً ).
وجه الاستدلال من الآية كما يلي:
1. أن الله تعالى جعل طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم طاعة له، ورتب على من تولى عن طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الوعيد. وهذا يدل صراحة على وجوب الائتمار بأمره صلى الله عليه وآله وسلم فعلاً وتركاً. وهو المطلوب ولله الحمد."
الخطأ هنا هو أن المراد بكون طاعة الرسول هى طاعة الله هى طاعة النبى(ص) خارج طاعة الله فى الوحى وهو ما يخالف قول النبى(ص) فى القرآن "إن أتبع إلا ما يوحى إلى" ويخالف أمر الله للنبى (ص)بإتباع وحيه بقوله ""واتبع ما يوحى إليك"
قال الأخ أبو جهاد "2- أن الله تعالى هنا علق المدح على طاعة الرسول. فالطاعة هنا قيدت بمطاع هو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا يعني أن المطاع فيه صدر منه لا من غيره. إذ لو كانت صادرة عن غيره وكان هو المبلغ لما كان هو المطاع، ولكان المطاع هو المبلغ عنه، إذ الأصل في إضافة الطاعة إلى مطاع أن يكون هو المباشر للأمر والنهي."
الخطأ هنا أن الأمر المطاع صدر من الرسول لا من غيره وهى قولة لو دريت أخى معناها لعرفت أنها الشرك لأن معناها أن الرسول (ص) يشرع من عند نفسه مساويا بهذا الله الذى لا مشرع سواه وقد نفى النبى (ص) عن نفسه هذا فقال "قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى أن أتبع إلا ما يوحى " فهو لا يقول إلا قول الوحى
قال الأخ أبو جهاد "أن الآية لم تخص أمراً للرسول صلى الله عليه وآله وسلم دون أمر، ولا نهياً دون نهي، وإنما هي عامة في كل من أطاع الرسول في أمٍه أمر به أو في نهي نهى عنه. بيان العموم هو كلمة ( من ) الشرطية، إذ هي من صيغ العموم. وعليه فلا تخصص الآية بمن أطاع القرآن الذي جاء به، ولا تخصص بما كان مسكوتاً عنه في القرآن، بل تعم كل ما صدر منه، سواء كان مخصصاً أو مقيداً أو مبيناً أو زائداً أو ناسخاً لكتاب الله، ولا فرق. ومن فرق فقد خالف الآية"
الأخ أبو جهاد يقول أن فى الآية مدح ولا يوجد فيها أى لفظ دال على هذا
كما يقول أن المطاع فيه صدر منه لا من غيره وهو قول يخالف القرآن لأن معناه أن نطيع الرسول(ص) فى الأخطاء أى الذنوب التى عملها والتى نص عليها فى أقوال عدة منها " ما تقدم من ذنبك وما تأخر " و" واستغفر لذنبك " كما نطيعه فى الصالحات من الأعمال
ولو أدرك الأخ معنى قوله لعرف أنه الشرك نفسه حيث يشرك النبى(ص) مع الله فى الحكم من عنده وهو ما يخالف قوله تعالى "إن الحكم إلا لله "
قال الأخ أبو جهاد "أن الله تعالى علق المدح على من ( يطيع ) رسوله. والفعل المضارع يفيد التجدد والحدوث. فيكون ذلك دليلاً على حجية سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أي زمان. فكما أن الآية تتناول أهل كل زمان بعموم لفظ ( من ) الشرطية، فهي كذلك تتناوله بفعل ( يطيع ) المضارع وفي هذا الفعل المضارع كذلك تأكيد على المعنى الذي ذكرته في الوجه الثاني، وهو أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو الآمر المباشر، وليس هو مبلغ، بمعنى أن الكلام الذي فيه الأمر صدر منه هو ابتداء، وإن كان معناه وحي من الله تعالى إليه. وجه التأكيد أن الله تعالى علق المدح على المطيع متى كان زمانه. فإذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيموت، وأن من جاء بعده سيطيعه لينال من الأجر مثل ما نال الصحابي، علمنا أن الطاعة لم تكن لناقل الحديث كالبخاري ومسلم، وإنما بقيت للرسول صلى الله عليه وآله وسلم. وهذا يدل على أن الطاعة إنما هي لمن صدر منه الكلام الآمر أو الناهي وليس للناقل. وهذا قوي محكم لا مجال لرده."
الخطأ هنا أن الفعل المضارع يفيد التجدد والحدوث وهو ما يخالف أنه حسب السياق كما فى قوله تعالى " يومئذ يتبعون الداعى لا عوج له"فيتبعون الداعى هنا غير متجددة حيث يستجيب الأموات لصوت الداعى وهو الصور مرة واحدة
قال الأخ أبو جهاد "2-أن الله تعالى علق الطاعة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم على وصف له، وهو الرسول. فدل على أمرين:
الأول : أن له صلى الله عليه وآله وسلم من الطاعة ما يكون للرسول، وقد تبين مراراً مما سبق أنه قد كان للرسل على أقوامهم من الطاعة أكثر مما فيه كتبهم، فكذلك يكون لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم."
الأخ أبو جهاد هنا يقول" قد كان للرسل على أقوامهم من الطاعة أكثر مما فيه كتبهم، فكذلك يكون لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم."
والسؤال كيف يطاع نبى أى رسول كموسى(ص)فى غير كتابه والله يقول فيه "وكتبنا له فى الألواح من كل شىء موعظة وتفصيلا لكل شىء"فإذا كان كل شىء حكمه فى الألواح فهل يتبقى لموسى (ص)شىء إذا كان فيها كل شىء ؟قطعا لا يتبقى
قال الأخ أبو جهاد "لو كان المراد أن من أطاع الرسول فقد أطاع الله لأن قول الرسول لا يخرج عن أن يكون أمراً بما في القرآن، لكان المعنى فاسداً. لأن كل من أمر بما في القرآن كان طاعته في ذلك واجبة، ولا مزية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومعلوم ضرورة أن له مزية ليست لغيره.
فإن قيل: المزية أن قوله لا يخرج عن القرآن، بخلاف غيره فيأمر بالقرآن تارة ويخالف تارة. قلنا: وهذا كذلك محجوج، إذ يلزم عليه أن ميزة الرسول هي مجرد العدالة، وهي حاصلة لغيره، فليس مزية له. كما يرده ما مر من الأدلة على أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بغير ما في كتاب الله تعالى."
الخطأ هنا هو القول" أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بغير ما في كتاب الله تعالى."
لا يوجد دليل على كونه كان يأمر بغير ما فى كتاب الله فى القرآن عندما ينطق بالوحى بدليل قوله "إن اتبع إلا ما يوحى إلى "
ويجب أن نفرق بين أمرين :
الأول نطقه بالوحى فهذا لا يمكن أن يكون كذب على الله فيه
الثانى نطقه فى حياته وعمله فهذان يمكن أن يذنب فيهما كقوله لزيد "أمسك عليك زوجك " وكتحريمه لما أحل الله على نفسه ليرضى زوجاته
قال الأخ أبو جهاد "الدليل السابع : قوله تعالى: ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ).
أوجه الدلالة منه كما يلي:
1-أن الله تعالى أثتب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أمراً. والأمر كلام، والكلام لفظ ومعنى. فالأمر الصادر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفظاً ومعنىً هو السنة. ثم الأصل إضافة الكلام إلى الصادر منه ابتداء لا إلى ناقله كما مر غير مرة. ثم حذر الله تعالى عن مخالفة هذا الأمر، فدل على وجوب اتباعه، والحمد لله رب العالمين."
سبق مناقشة الخطأ وهو القول "الأصل إضافة الكلام إلى الصادر منه ابتداء لا إلى ناقله كما مر غير مرة" فقلنا أن القرآن مع كونه كلام الله فإنه نسبه لجبريل (ص)فقال "إنه لقول رسول كريم "
قال الأخ أبو جهاد "2- لو كان المراد بأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أمره بما في القرآن، لما كان له على غيره مزية، والضرورة حاصلة على أن له مزية ليست لغيره، ولا يصح أن تكون أنه لا يأمر إلا بما في القرآن كما مر سابقاً. فلزم أن تكون مزيته وجوب اتباعه فيما أمر به ابتداءً. والحمد لله رب العالمين."
الخطأ هو القول " فلزم أن تكون مزيته وجوب اتباعه فيما أمر به ابتداءً."
لو كان الواجب اتباعه فى كل أمر ما قال الله "وشاورهم فى الأمر " وما قال " وأمرهم شورى بينهم " والمراد بالأمر هو الأمور الاختيارية مثل وضع خطط الحرب ومثل عمل المشاريع وما تسمونه السنة ملىء باتباعه لمشورة أصحابه كالحباب بن المنذر فالله جعل الأمر شركة بين الرسول (ص)والمسلمين
قال الأخ أبو جهاد "1-أن هذه الآية جاءت تابعة للآية السابقة لها، وهي قوله تعالى: ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين آمنوا بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فائذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم ). ويتضح منها أمور:
الأول : أن الله أثبت وجوب اتباع أمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم المباشر المغاير للقرآن، فإذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمؤمن المعين ليس بقرآن قطعاً، وإنما يكون من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابتداءً، فدل على أن له علينا أن يطاع فيما أمر به ابتداءً.
الثاني : أن الله سمى هذا الإذن وعدمه في الآية الثانية ( أمراً ) وأضافه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فدل على أنه صادر منه ابتداءً، وليس هو اتباع لما في القرآن.
الثالث : أن الله تعالى أثنى على مؤمنين استأذنوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل نزول الآية الكريمة، فدل على أن طاعتهم للرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الاستئذان كانت محمودة قبل نزول القرآن بما فعلوا. فدل ذلك قطعاً على أن اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم محمود مطلوب.
الرابع : أن الله تعالى ذم أناساً لم يستأذنوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل نزول الآية الكريمة، بل نفى عنهم الإيمان. فدل ذلك على أن مخالفتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت مذمومة قبل نزول القرآن بما فعلوا. فدل ذلك قطعاً على أن اتباع سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم محمود وأن تركها مذموم."
الخطأ هو أن أمر الرسول(ص) وهو الأمر الجامع مغاير للقرآن والمغايرة تعنى ألا يكون مذكورا فيه وهو هنا مذكور فى الآية وهو سماحه أو عدم سماحه للمؤمنين بترك أماكنهم القتالية
قال الأخ أبو جهاد "قوله تعالى: ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ) في صدر الآية يدل كذلك على سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. إذ الإيمان هو التصديق المقرون بالعمل، وليس مجرد التصديق."
الخطأ هنا أن الإيمان بالرسول يعنى الإيمان بسنة النبى(ص) المزعومة حاليا
ولا يوجد ذكر للسنة والإيمان بالرسول (ص)يعنى تصديق رسالته المنزلة عليه كما قال تعالى " فالذين أمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه" فالإيمان يكون بالوحى المنزل وليس بكل كلامه لأن منه كلام باطل مثله مثل أى بشر يخطىء ويصيب "قل إنما أنا بشر مثلكم ".
قال الأخ أبو جهاد "فإذا تقرر ذلك انتقلنا إلى المرحلة الثانية، وهي: قد حصر الله تعالى في آيتنا هنا الإيمان في الذين آمنوا بالله ورسوله، أما الإيمان بالله تعالى فيترتب عليه عمل، وهو اتباع ما تكلم به الله تعالى من القرآن الكريم، ثم الإيمان بالرسول أي عمل يترتب عليه؟ إن قيل نصرته ومحبته، قلنا: هذا مأمور به في القرآن، فهو من الإيمان بالله تعالى. فلما لزم أن يكون للإيمان بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم مقتضىً يعمل به، ولم نجد شيئاً سوى اتباعه، لزم أن يكون الإيمان المطلوب هو اتباعه، واتباعه ليس اتباع ما جاء به من القرآن، فإن هذا إيمان بالله كما مر، وإنما يكون اتباعه باتباع ما اختص به من سنة مطهرة. والحمد لله رب العالمين."
الخطأ هنا القول "لزم أن يكون الإيمان المطلوب هو اتباعه، واتباعه ليس اتباع ما جاء به من القرآن"
إن اتباع الرسول (ص)لابد أن يكون اتباع للقرآن أو بالأحرى الوحى لأن الرسول (ص)نفسه متبع للوحى كما قال تعالى "إن اتبع إلا ما يوحى إلى " فهو لا يطيع سوى الوحى ومن ثم فلا يمكن أن يأمرنا باتباع غير ما فى الوحى
قال الأخ أبو جهاد "الدليل الثامن : قوله تعالى: ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ).
وجوه الدلالة من الآية الكريمة:
الاتباع المأمور به هنا مطلق، لم يقيد بشيء ألبتة، ولا يصح تقييد ما أطلقه الله سبحانه. فمن زعم أن الاتباع هنا مقيد باتباع ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من القرآن فقط، فقد خالف القرآن الذي صرح بالعكس."
الخطأ هنا هو القول" فمن زعم أن الاتباع هنا مقيد باتباع ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من القرآن فقط، فقد خالف القرآن الذي صرح بالعكس."
كيف يخالف القرآن والقرآن يقول على لسان النبى(ص)"إن أتبع إلا ما يوحى إلى " فإذا كان لا يتبع سوى الوحى فهل يأمرنا بغيره ؟قطعا كلا لأنه عند ذاك يكون مفتريا على الله وهو قد أبلغ الرسالة كاملة
قال الأخ أبو جهاد "الدليل التاسع : قوله تعالى: ( وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين ).
وجوه الدلالة من الآية الكريمة كما يلي:
1. أن الله تعالى أثبت طاعة لازمة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. والأصل أن تضاف الطاعة إلى من صدر منه الكلام أولاً، لا إلى المبلغ. ومثل هذا مر كثيراً ولله الحمد.
سبق مناقشة هذا
2. لو كان المراد طاعة الرسول بما جاء به من قرآن فقط، ما كان له مزية عن غيره، والاتفاق واقع على أن له مزية ليست لغيره، ضرورة أنه ذكر ولم يذكر غيره من المبلغين كجبريل ونقلة القرآن والعلماء."
سبق مناقشة هذا
قال الأخ أبو جهاد" فإن قيل: المزية أنه لا يأمر إلا بالقرآن. قلنا: المزية هنا أنه عدل لا يأمر بما يخالف القرآن، وهذا خلاف الاتفاق، لأن العدالة لا تختص به صلى الله عليه وآله وسلم. فلزم أن مزيته صلى الله عليه وآله وسلم وجوب اتباعه. ثم قد تواتر عنه صلى الله عليه وآله وسلم تواتراً ق
قال الأخ أبو جهاد "الدليل الأول: قوله تعالى: ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ) المائدة/92 .
وجوه الدلالة من الآية الكريمة:
1. ربنا سبحانه وتعالى قال: ( وأطيعوا الله ) ثم قال: ( وأطيعوا الرسول ). فهنا أثبت طاعتين ومطاعين. بمعنى أن الفعل الأول مضارع كما لا يخفى، والمضارع يتضمن مصدراً، فالمعنى: ( وأطيعوا الله تعالى طاعةً، وأطيعوا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم طاعة ). ومعلوم أن الأصل إن تعاقب نكرتان أن ذلك يدل على تغايرهما. مثال ذلك قوله تعالى: ( إن مع العسر يسراً. إن مع العسر يسراً ) أي مع العسر يسران، يسر بأجر الصبر، ويسر بالفرج. على كلٍّ، يكون المعنى هنا: ( وأطيعوا الله تعالى طاعةً، وأطيعوا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم طاعةً أخرى ).
o فإذا ثبت هذا التغاير، قلنا: ما الطاعة التي لله، وما الطاعة المغايرة التي للرسول صلى الله عليه وآله وسلم. فالجواب: أن طاعة الله هي طاعة ما بلغنا من كلامه، وهو القرآن، وأن طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي طاعة ما بلغنا من كلامه كذلك، وهي السنة النبوية."
الخطأ الأول هو قول الأخ أبو جهاد " ربنا سبحانه وتعالى قال: ( وأطيعوا الله ) ثم قال: ( وأطيعوا الرسول ). فهنا أثبت طاعتين ومطاعين "
يحتج الأخ أبو جهاد بأن الله أثبت طاعتين ومطاعين ولو كان هذا الكلام صحيحا فقد أثبت ثلاث طاعات فى قوله " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" ومن ثم فليس النبى(ص) وحده المخصوص بالطاعة وإنما أولى الأمر أيضا ومن ثم فقد بطل دليل طاعة النبى(ص) وحده مع الله
زد على هذا أن الله أبلغنا بأن المسلمين سيختلفون مع بعضهم أى مع الرسول(ص) وأولى الأمر وحتى بعضنا البعض وأخبرنا أن المرد هو إلى حكم الله فقال " وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله"
ولو قال أن الرد لله والرسول فقط لخالف قوله تعالى بسورة النساء "ولو ردوه لإلى الرسول وإلى أولى المر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم "ومن ثم يكون هنا ثلاث مطاعين وثلاث طاعات وهو ما لا يقوله مسلم
ولو علم الأخ أبو جهاد معنى إثبات طاعتين ومطاعين ما قالها لأنها أحد صور الشرك حيث نشرك الرسول (ص) مع الله فى طاعة الحكم وهو ما يخالف قوله تعالى "إن الحكم إلا الله "
الخطأ الثانى قول الأخ أبو جهاد" أن طاعة الله هي طاعة ما بلغنا من كلامه، وهو القرآن، وأن طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي طاعة ما بلغنا من كلامه كذلك، وهي السنة النبوية"
فطاعة النبى(ص) من كلامه وهى السنة النبوية هو خطأ من جهتين الأول أن الله أخبرنا كلام الرسول (ص) المطاع هو الوحى فقال " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى "فالرسول(ص)لا يتكلم من عند نفسه فى التشريع وإنما ينقل كلام الوحى زد على هذا أن الرسول(ص) تكلم بأخطاء مثل إذنه للمنافقين فعاتبه الله قائلا" عفا الله عنك لما أذنت لهم " ومثل قوله لزيد "أمسك عليك زوجك "وهو قول قاله خوفا من الناس فطالبه الله أن يخافه هو فقال " أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه " ومثل جداله وهو قوله فى الذى اتهم زورا بالسرقة فى سورة النساء حتى بين الله له الحق فى المسألة فقال "ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم" وقال "ولولا فضل الله ورحمته لهمت طائفة أن يضلوك "
والثانى أن الأخ أبو جهاد خالف معنى السنة عند الفقهاء فبين هنا أنها كلام النبى(ص) فقط بقوله " وأن طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي طاعة ما بلغنا من كلامه كذلك، وهي السنة النبوية" والمعلوم أنها عند الفقهاء ومنهم أبو جهاد قول النبى (ص)وفعله وسكوته وصفاته الخلقية والخلقية
قال الأخ أبو جهاد"2- لو كان مراد الله تعالى في هذه الآية الكريمة: ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فيما يبلغكم من القرآن )، لو كان ذاك هو المعنى لكان اللازم فصاحةً وبلاغةً أن تضمر الطاعة الثانية، إذ هي عين الأولى."
الخطأ هنا هو أن ليس معنى طاعة الرسول (ص) طاعة ما يبلغنا من القرآن
والأخ أبو جهاد يلجأ للتفسير البشرى ويترك التفسير الإلهى فمعنى طاعة الرسول هو طاعة كلام الله المنزل عليه يشهد لهذا كثير من الأقوال مثل قوله تعالى "إنا أنزلنا عليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله " وقوله " "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله" وقوله " وأن أحكم بينهم بما أنزل الله إليك" فهنا الحكم الذى يحكم به الرسول(ص) هو بما أنزل الله ولو حكم الرسول(ص) بغير ما أنزل الله فقد كفر – وهو ما لم يحدث- لقوله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " والظالمون والفاسقون
قال الأخ أبو جهاد "لم يجب ذلك؟ لأن الأفضل في كلام العرب قصر الكلام، ولا يؤتى بالتطويل إلا لفائدة زائدة. فكيف إن كان في التطويل إيهام بخلاف المقصود؟! لا شك يكون الإضمار آكد وآكد.
ولازم الإضمار أن يقال: ( أطيعوا الله ورسوله ) فيكون الثابت طاعة واحدةً لمطاعين، فالطاعة واحدة للقرآن، ونطيع المتكلم به والمبلغ له. فلما كان في القرآن الكريم مثل هذا التعبير، وعدل الله تعالى عنه إلى الأمر بطاعتين، لزم أن يكون ذلك لحكمة، وهي إثبات طاعة مستقلة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. ويشهد لذلك أنه تعالى لما أمر بطاعة ولاة الأمور قال: ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) فجعل طاعة الرسول متضمنة لطاعة ولاة الأمر، وذلك لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطاعتهم، ولم يجعل لهم طاعة مستقلة، لنهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن طاعتهم في المعصية. فالحمد لله رب العالمين ."
الخطأ هنا هو أن طاعة الرسول متضمنة لطاعة ولاة الأمر لأمر الرسول بطاعتهم والأمر بطاعتهم فى الآية من الله وليس من الرسول وكذلك الأمر بعصيانهم عند التنازع وهو بقية الآية "فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول"
زد على هذا وجود رد لأولى الأمر كما بقوله تعالى بسورة النساء"ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم "
وقال الأخ أبو جهاد "لو كان المراد هنا بطاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم طاعة ما جاء به من القرآن، لاستوى بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع غيره من آحاد البشر، بل لاستوى مع الكفرة والشياطين. كيف؟ معلوم أن طاعة كلام أي أحد يأمر بما في القرآن لازمة لا محيد عنها، فلو قال لك مثلاً: صم رمضان، للزم أنك تصومه، لا طاعة لذاته، لكن لموافقة القرآن. ومعلوم بالضرورة أن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم مزية زائدة على غيره، فما هي هذه المزية إلا أن تكون طاعته في شيء زائد على ما في القرآن؟! وهذه هي السنة. والحمد لله رب العالمين."
الخطأ الأول هنا هو قوله " لو كان المراد هنا بطاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم طاعة ما جاء به من القرآن، لاستوى بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع غيره من آحاد البشر"
نعم يا أخى فالنبى(ص) يستوى مع آحاد البشر وبذا جاءت الآيات صريحة واضحة كما فى قوله تعالى بسورة الإسراء وفصلت " قل أنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى " والمزية الزائدة هى ما فى الآية وهو أنه يوحى إليه الوحى وليس طاعة كلامه الذى من عنده والتى لا يوجد دليل قرآنى عليها
زد على هذا أن النبى(ص) نفسه قال هذا فى القرآن فقال "إن أتبع إلا ما يوحى إلى " فهو يتبع الوحى ولا يتبع شىء من عند نفسه
ولو حاكمتك إلى ما تقول أنه السنة لدلت على صحة قولى هنا فالقول المنسوب للنبى(ص) يقول "ألا إنما أوتيت الكتاب ومثله معه " فمثل الكتاب وهو ما تسمونه السنة موحى به وليس كلام الرسول (ص)من عنده
قال الأخ أبو جهاد "2-أن الله تعالى هنا علق طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على كونه ( الرسول ). وبالتالي فله من الطاعة ما يكون للرسول على قومه. فنرى في القرآن الكريم كثيراً أن الله تعالى يلزم الكافرين طاعة رسلهم في أمور غير التي في كتبهم. وذلك أشهر من أن يذكر، لكن أمثل له بمثالين واضحين.الأول قوله تعالى: ( فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ). فهنا جعل الله تعالى وحيه إلى نبيه إبراهيم أمراً، مع كونه مناماً ليس في كتاب. وكذلك نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يأمره الله ويأمر أمته بوحي ليس بقرآن. إذ ليس رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم ببدع من الرسل، قال تعالى: ( قل ما كنت بدعاً من الرسل ).
الثاني قوله تعالى: ( ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً لا تخاف دركاً ولا تخشى ).
فهنا وحي من الله تعالى إلى موسى فيه تكليف له ولقومه بالإسراء، وليس هو من التوراة، إذ التوراة نزلت بعد هذا عندما لقي موسى ربه. وكذلك يجوز لنبينا ما يجوز لموسى عليهما الصلاة والسلام. والحمد لله رب العالمين."
الخطأ فى القول " فنرى في القرآن الكريم كثيراً أن الله تعالى يلزم الكافرين طاعة رسلهم في أمور غير التي في كتبهم"
السؤال من أين علمت أن هذه الأمور المأمور بها الرسل (ص)فى غير كتبهم وكتبهم غير موجودة ؟
قطعا هذا تخمين فلا وجود لصحف إبراهيم (ص) ولا لتوراة موسى(ص) حاليا ومن ثم فقولك لا قيمة له كحجة
قال الأخ أبو جهاد "الدليل الثاني : قوله تعالى: ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ).وجوه الدلالة من الآية الكريمة:
1. أن الله تعالى أمر بأخذ الذي آتانا الرسول وترك ما نهانا عنه، والأمر يفيد الوجوب. وما آتى الرسول وما نهى عنه هو السنة النبوية، وبالتالي فهي واجبة الاتباع. ويؤكد هذا المعنى تتمة الآية: ( واتقوا الله إن الله شديد العقاب )."
الخطأ هنا هو تفسير ما أتانا الرسول (ص) بأنه السنة وهو ما يخالف أن الآية تتحدث عن أموال يوزعها الرسول (ص) ومن ثم فهى التى يؤتيها الرسول (ص) من أراد الله ويمنعها عمن أراد الله منعها وفى هذا قال تعالى" ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب"
زد على هذا أن الآية تخاطب المسلمين فى عصر الرسول (ص) لأنه بعد موته فنصيبه فى الفىء قد ألغى لعدم وجوده ولا يوجد فى الآية ولا ما قبلها ولا ما بعدها دليل على وجود سنة للنبى(ص) وإنما الآيات تتحدث كلها عن مال الفىء وتوزيعه
قال الأخ أبو جهاد "2-هنا أسند الله تعالى الإتيان والنهي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فدل على أنهما صادران منه. ولو كان المراد ما آتى القرآن ونهى، لما صح أن يسند ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذ القرآن كلام الله تعالى، وليس كلامه صلى الله عليه وآله وسلم. والكلام يسند إلى من صدر منه أولاً لا إلى ناقله ومن تكلم به بعد ذلك. فلا يقال عن القرآن أنه كلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنه بلغه، بل هو كلام الله تعالى لأنه هو من ابتدأ التكلم به. وتأمل رد الله تعالى على المشرك القائل عن القرآن: ( إن هذا إلا قول البشر ) قال: ( سأصليه سقر (
الخطأ هنا هو قول الأخ أبو جهاد " والكلام يسند إلى من صدر منه أولاً لا إلى ناقله ومن تكلم به بعد ذلك."
فالكلام يسند لناقله كما أسند الله القرآن لجبريل (ص) فى قوله تعالى بسورة التكوير "إنه لقول رسول كريم "
فال الأخ أبو جهاد "سياق الآية في معرض الحديث عن قسمة الفيء، قال تعالى: ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ). ومعلوم عقلاً واضطراراً أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب."
الخطأ هنا هو أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب والآية هنا محددة هى وما بعدها بمال الفىء ومن ثم فهى ليست عامة وإنما خاصة
زد على هذا أن الإتيان من الرسول(ص) جاء بمعنى العطاء المالى وهو الغنى فى قوله تعالى " ولو أنهم رضوا ما أتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون "
قال الأخ أبو جهاد "كما في قوله تعالى: ( قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ). فكون الله لا يضيع أجر المحسنين عامٌّ لفظاً، وإن كان في سياق الحديث عن رجلين خاصين، هما يوسف وشقيقه، لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب."
الخطأ هنا هو تحدث القائل عن اثنين وأن العبرة بعموم اللفظ
والحق أن المتكلم هنا ليس الله وإنما يوسف (ص) والعبرة هى بلفظ الله لا بلفظ النبى(ص) أضف لهذا أن يوسف (ص) لم يتكلم عن اثنين وإنما تحدث عن كل المحسنين وتحدث عن كل من يتق ويصبر
قال الأخ أبو جهاد "2-العلة في وجوب إطاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هنا أنه مبلغ عن ربه، ولذلك وصف هنا بالرسالة، إشارة إلى أن الذي يبلغه عن ربه وليس من عند نفسه. وهذه العلة كما هي موجودة في قسمة الغنائم، فهي موجودة في كل أمر ونهي صادرٍ منه صلى الله عليه وآله وسلم."
الخطأ هنا هو القول" وهذه العلة كما هي موجودة في قسمة الغنائم، فهي موجودة في كل أمر ونهي صادرٍ منه صلى الله عليه وآله وسلم."
لو كانت العلة فى كل أمر ونهى صادر منه واجبة الطاعة فلماذا عاتبه الله فى أمره لزيد "أمسك عليك زوجك" فقال "وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه "؟ولماذا عاتبه فى أمره المنافقين أن يتركوا الجهاد فقال "عفا الله عنك لما أذنت لهم ".... قطعا للنبى(ص)ذنوب " ما تقدم من ذنبك وما تأخر " فهل نطيعه ونتبعه فيما فعله من ذنوب ؟
قال الأخ أبو جهاد "2- ودليل عموم رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكل من بلغته هو الضمير المتصل في قوله تعالى: ( فخذوه ) وفي قوله: ( فانتهوا ) لأنه يفيد العموم.
الخطأ هنا هو عموم لفظ فخذوه ولفظ فانتهوا وكيف يكون عام وهو خطاب لأحياء فى عهد النبى(ص) وقد مات فى عهدنا فكيف نأخذ منه وهو ميت ؟
قال الأخ أبو جهاد "هنا علق الله تعالى طاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على كونه رسولاً، فقال: ( وما آتاكم الرسول ) فدل على أن له من الطاعة ما يكون للرسول على قومه. وقد ثبت - كما مر - أن للرسول على قومه طاعة زائدة على مجرد ما في كتابه. والحمد لله رب العالمين."
الخطأ هنا هو أن الطاعة للرسول كل رسول على قومه دون تحديد والحق أن الله حدد طاعة الرسول أى رسول فقال " وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله " فهنا حدد الطاعة الطاعة بأنها بإذن وهو حكم الله وليس بأى شىء أخر
قال الأخ أبو جهاد "الدليل الثالث : قوله تعالى: ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ).
ووجوه الدلالة من الآية كما يلي:
1-على مشاقته ألواناً من أشد العذاب. ففي الدنيا يوليه الله تعالى شيطانه الذي آثر اتباعه على طاعة النبي ليزداد إثماً وضلالاً. قال تعالى: ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين ). وفي الآخرة يصليه الله تعالى جهنم ويحرمه الجنة، كما استبدل في الدنيا طاعة النبي بطاعة الشيطان.
2-أن الله تعالى هنا حرم مشاقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي الآية الأخرى حرم مشاقته نفسه سبحانه وتعالى، فقال: ( ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب ). فلو كان المراد بمشاقة الرسول مشاقته فيما جاء به من القرآن، لاستوت الآيتان ولم يكن ثمة حكمة من التفريق بينهما."
الخطأ هنا هو أن مشاقة الله غير مشاقة الرسول (ص)
لو كانت هذه غير تلك ما قال الله فى مشاقة النبى (ص)"ويتبع غير سبيل المؤمنين " فالمفروض هنا أن يكون سبيل النبى(ص) ولكنه قال سبيل المؤمنين ليعلمنا أن المراد الدين وهو الوحى المنزل الذى يتبعه المؤمنون زد على هذا قوله " بعدما تبين له الهدى" فما هو الهدى أليس "الهدى هدى الله"؟
زد على هذا أن النبى(ص)قال فى القرآن "إن أتبع إلا ما يوحى إلى " فهو يتبع الموحى له من الله ولا يتبع نفسه فقد نفى هذا بقوله "ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى"
قال الأخ أبو جهاد "وتأمل كذلك قوله تعالى: ( ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ). فلو كانت مشاقة الرسول هي مشاقته فيما جاء به من القرآن، لما كان فائدة من ذكره، ولكان القول: ( ذلك بأنهم شاقوا الله ). لكن لما كانوا قد شاقوا القرآن الذي هو كلام الله والسنة التي هي كلام الرسول، حسن النص عليهما كليهما."
الفائدة يا أخى هى تفسير الأقوال لبعضها فهذه هى الفائدة
قال الأخ أبو جهاد "أن تحريم مشاقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تقتضي تحريم مخالفته في كل أمر أو نهي صدر منه، سواء كان من القرآن أو غيره. مثال ذلك قوله تعالى: ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك ). وظاهر أن ذلك الأمر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( أمسك ) ليس من القرآن، بل قد نزل القرآن بعده."
وقعت هنا يا أخى فى تناقض ظاهر وهو قولك" أن تحريم مشاقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تقتضي تحريم مخالفته في كل أمر أو نهي صدر منه" فهنا كل أمر ونهى لا يمكن مخالفته ومع هذا قلت أن قوله أمسك ليس من القرآن وأنت بهذا تكذب وجود القول فى القرآن الحالى وتخالف معنى أمر الله للنبى (ص)أن يخشاه هو وليس الناس عندما قال هذا القول "وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه "فقوله أمسك أمر عصى فيه النبى (ص)أمر الله فهل تريد منا أن نتبعه فيما خالف فيه الله وطلب منه أن يعود للحق فيه ؟
زد على هذا أن الله طالب النبى(ص) نفسه أن يتخلى عن أمر نفسه الذى حرم فيه ما أحل الله له طلبا لرضا زوجاته فقال "يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك"
فهنا الله طالبه ألا يطيع شىء من عنده كتحريم ما أحل الله فهل هذا دليل على أن الطاعة المطلوبة منه ومنا هى طاعة الوحى كما قال هو "إن أتبع إلا ما يوحى إلى "
قال الأخ أبو جهاد "الدليل الرابع : قوله تعالى: ( حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون ).
والآية هنا ذكر لما حدث في غزوة أحد، إذ أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الرماة من أصحابه أن يلزموا الجبل وألا ينزلوا عنه لجمع الغنائم، ولو رأوا ظفر المسلمين. ثم لما ظهر المسلمون على الكفار، اختلف الرماة، فمنهم من سبق إلى الغنائم وعصى، ومنهم من ثبت وقتل. وقد عفا الله عمن أخطأ منهم فقال: ( ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين ").
الخطأ هنا هو أن الآية نزلت فى النزول من على الجبل ولا يوجد فى الآية أو غيرها ذكر لجبل أو غيره وإنما هى تتكلم عن عصيان مبهم هو عصيان فى أمر حربى
قال الأخ أبو جهاد "وجوه الدلالة من الآية الكريمة كما يلي:
أن الله تعالى أثبت أمراً لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا الأمر غير موجود في القرآن قطعاً. ثم أثبت أن من خالف هذا الأمر كان عاصياً آثماً، فدل على وجوب اتباع ذلك الأمر. فهذا دليل على وجود سنة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى وجوب اتباع تلكم السنة."
الخطأ هنا هو أن المؤمنين عصوا النبى(ص) ولا يوجد إشارة واحدة فى الآية على كون العصيان للنبى(ص) فقوله " عصيتم " لم يحدد من هو المعصى هل الله أم الرسول أم غيرهم ؟ ومن ثم خرج الاستدلال عن دائرة الحجة
قال الأخ أبو جهاد"1- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر وينهى بأوامر ونواهي زائدة على ما في القرآن الكريم. ومن ذلك أيضاً قوله تعالى: ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله ). وقوله تعالى: ( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين ). وقوله تعالى: ( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ). وكما قال تعالى: ( وعلى الثلاثة الذين خلفوا ) فدل على أن النبي أمرهم بالقتال والغزو ثم هم تخلفوا، ومعلوم أنه ليس في القرآن أمر بغزوة بعينها ولا بمكانها ولا بزمانها، وإنما كان ذلك بوحي غير قرآن، وهو السنة النبوية المطهرة."
الخطأ هنا هو مناقضة نفسك فقد قلت سابقا أن السنة هى كلام النبى(ص)وهو قولك " والسنة التي هي كلام الرسول" وناقضت نفسك بقولك " وإنما كان ذلك بوحي غير قرآن، وهو السنة النبوية المطهرة" فهنا كلام الرسول وحى غير القرآن بينما فى القول السابق كلام الرسول عامة دون تحديد فأما كلامه الموحى به فلا يمكن أن نخالفك فى وجوب طاعته
قال الأخ ابو جهاد "أن العلة في الهزيمة هنا هي عصيان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في الآية الكريمة. وهذا نوع عقوبة، فدل على تحريم ذلك العصيان ووجوب ضده وهي الطاعة. ثم هذه العلة متعدية كما لا يخفى، وبالتالي فالعبرة بتعديها لا بخصوص السبب، فيحرم كل عصيان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم."
الخطأ هنا أن العلة فى الهزيمة هى عصيان النبى (ص)ولا يوجد فى الآية دليل على كون العصيان للرسول أو لغيره فقوله"عصيتم "حامل لكل الوجوه
قال الأخ أبو جهاد "1-أن الله تعالى قال بعد هذه الآية: ( إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم ). فعلق الله تعالى الأحكام الواردة في الآية على وصف ( الرسول ) وليس مجرد القائد، فدل على أن علة تحريم عصيانه كونه رسولاً، وليس لمجرد أنه قائد المعركة.
ثم تعليقه سبحانه الوصف بالرسالة دليل على أن له صلى الله عليه وآله وسلم من الطاعة ما يكون للرسول على قومه. وقد مر سابقاً أن للرسول طاعة زائدة على ما في كتابه، وهي السنة. والحمد لله رب العالمين."
الخطأ هنا هو أن الله تعالى علق الأحكام الواردة في الآية على وصف ( الرسول ) وليس مجرد القائد
والحق هو أن الرسول قائد يطاع بإذن وهو حكم الله كما قال تعالى " وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله "فلو أنه أمر بخطأ فعلى المسلمين عصيانه فيه وما تقولون أنه السنة فيه أدلة على أنه أخطأ فى الحرب فبين له أحد الصحابة الخطأ وهو أنه أقام خلف الماء فأشار عليه أن يكون الماء خلفه ومن روايات الحديث فى المستدرك للحاكم ج13ص291" 5830 - حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ، ثنا أبو العباس بن سعيد الحافظ ، ثنا يعقوب بن يوسف بن زياد ، ثنا أبو حفص الأعشى ، أخبرني بسام الصيرفي ، عن أبي الطفيل الكناني ، أخبرني حباب بن المنذر الأنصاري ، قال : « أشرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر بخصلتين ، فقبلهما مني خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة بدر فعسكر خلف الماء فقلت : يا رسول الله ، أبوحي فعلت أو برأي ؟ قال : برأي يا حباب قلت : فإن الرأي أن تجعل الماء خلفك ، فإن لجأت لجأت إليه ، فقبل ذلك مني »وورد فى دلائل النبوة للبيهقى ج 3ص 4 " ، فقال له الحباب بن المنذر : يا رسول الله ، منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه ولا نقصر عنه ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بل هو الرأي والحرب والمكيدة » ، فقال الحباب : يا رسول الله ، فإن هذا ليس بمنزل ، ولكن انهض حتى تجعل القلب كلها من وراء ظهرك ، ثم غور كل قليب بها إلا قليبا واحدا ، ثم احفر عليه حوضا ، فنقاتل القوم فنشرب ولا يشربون ، حتى يحكم الله بيننا وبينهم ، فقال : « قد أشرت بالرأي » ، ففعل ذلك ، فغورت القلب ، وبنى حوضا على القليب الذي نزل عليه فملئ ماء ، ثم قذفوا فيه الآنية .
إذا ليس القرآن وحده هو من يبين أن الرسول (ص) ليس واجب الطاعة فى كل شىء لأنه يخطىء فالسنة التى تؤمنون بها هى من بينت هذا بل إن فيها قول صريح منسوب للنبى(ص) يصرح بهذا
قال الأخ أبو جهاد "الدليل الخامس : قوله تعالى: ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلكم تتفكرون ).
وجوه الدلالة من الآيتين الكريمتين كما يلي:
1-أن الله تعالى قرر أنه أرسل مع كل نبي قبل نبينا صلى الله عليهم وسلم أمران، الأول البينات والثاني الزبر وهي الكتب. فدل على أنهم أرسلوا بشيء زائد على ما في الكتب، وهي البينات.
ثم البينات جمع بينة، وهي فعيل إما بمعنى فاعل أو مفعول، فعلى الأول بينة بمعنى بائنة أي واضحة، وعلى الثاني بينة بمعنى مبيَّنة أي موضَّحة. والواضحات هي آيات الأنبياء ومعجزاتهم، لوضوح دلالتها على صدقهم، والموضَّحات هي سننهم وشرائعهم فصلت لهم، والله أعلم.
وعلى المعنى الأول قوله تعالى: ( سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ) وعلى الثاني قوله تعالى: ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينةُ رسولٌ من الله ).
وحيث أن اللفظ هنا مشترك ولا مرجح لأحد المعنيين ولا تنافي بينهما، وجب حمله عليهما جميعاً، إذ تخصيصه في أحدهما من غير دليل تحكم.
ثم لو أردنا قرينة ترجح أحد المعنيين، لكان معنى الشرائع والسنن أولى، لأن الآيتين في مقام الحديث عن الوحي، ولأن الذي ذكر في الآية الثانية لا يحتمل معنى الدلائل والمعجزات.
فإذا ثبت بذلك أنه كان لكل نبي ممن كان قبل نبينا صلى الله عليهم أجمعين سنة زائدة على ما في كتبهم، ثبت أن لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم كذلك سنة زائدة على ما في كتابه. إذ ليس رسولنا ببدع من الرسل كما أمره تعالى أن يقول: ( قل ما كنت بدعاً من الرسل )."
الخطأ هنا هو تفسير البينات بأنها غير الزبر غير الكتاب المنير
والحق أن الكل هنا بمعنى واحد هو الوحى فكل الرسل اشتركوا فى شىء واحد هو الوحى كما قال تعالى ""إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وأتينا داود زبورا"
أضف لهذا أن الله قال فى الآيات " رجالا نوحى إليهم "فهل المعجزات وحى ؟أم أن الوحى كلام إن أصل الكلام رجالا نوحى إليهم بالبينات والزبر" وجملة "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "جملة اعتراضية كما يقال ليست من السياق
قال الأخ أبو جهاد "1-قوله تعالى: ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ). يلحظ فيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أنزل الله إليه أمران، الأول القرآن الذي نزل للناس، والثاني بيان يوضح ما في القرآن. ومعلوم أن الموضِّح غير الموضَّح. فدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أنزل إليه شيء زائد على ما في القرآن، وليس ذلك إلا السنة المطهرة."
نعم يا أخى صدقت فى قولك أن النبى (ص) نزل عليه شىء غير القرآن هو الذكر ولكنها ليست السنة التى ينسبها الناس له زورا – عدا قلة فيها- بسبب أنه دخلها الكثير من المناكير والضعاف باعترافاتكم فى كتبكم بينما الذكر لا يمكن تحريفه بأى شكل من الأشكال لقوله تعالى ""إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد"إذا فالسنة أى الشىء الزائد الذى تقول به هو التفسير الإلهى أى البيان أى تفصيل القرآن والتى لا يمكن لأحد أن يحرف فيها وحى الله إلا أصابه الله بالعذاب وهو يقرر فقط فى نفسه التحريف مصداق لقوله تعالى " ومن يرد فيه بظلم بإلحاد نذقه من عذاب أليم "
قال الأخ أبو جهاد "ثم تأمل أيها القارئ الكريم أنه يمتنع حمل الآية على معنى: ( وأنزلنا إليك القرآن لتبين للناس القرآن ) ليكون القرآن بياناً للقرآن. وهذا الامتناع لأمور:
1-ان المبيَّن في هذه الآية الكريمة وصفه الله تعالى بأنه ( نُزِّل ) ولم يصفه بأنه ( أُنْزِل ). والفرق بينهما أن ما نُزِّل أي جملة واحدة، وما أنزل أي مفرقاً منجماً أو جملة واحدة.ومن ذلك قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب – أي الكتب - الذي أنزل من قبل ) فوصف القرآن بأنه منزّل لنزوله جملة واحدة، ووصف الكتب بأنها أنزلت لأنها نزلت مفرقة كل نبي بكتاب. ومثل هذا كثير في القرآن.
فإن ثبت أن المنزل هو كل القرآن، لزم أن يكون الموضح ليس بقرآن، لأن المطلوب بيان كل القرآن، فلو شرح بعضه بعضاً منه، لزم وجود شرح للبعض الشارح، وهكذا إلى أن يحصل التسلسل. فعلم أن السنة النبوية هي الشارحة لكل القرآن."
نعم يا أخى هناك شارح أى مبين للقرآن ولكنه ليس ما تدعون أنه السنة بسبب أن نصوص السنة الحالية ليس فيها تفسير لكثير جدا من آيات القرآن بل فيها اعترافات كاذبة منسوبة للنبى(ص) بأنه لا يعرف التفسير الصحيح مثل:
- (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال : « لا أدري : تُبَّع أَلَعِين هو ؟ - وفي نسخة : اللعين هو - أم لا ؟ ولا أدري عُزَيْر نَبيّ هو ، أم لا ؟ ». أخرجه أبو داود.(جامع الأصول ج10ص7829
قال الأخ أبو جهاد "أن الله تعالى أضاف التبيين المطلوب للقرآن إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ( لتبين ) ولم يقل ( لأبين ) أو ( لنبين ) ومعلوم أن الأصل إضافة الكلام إلى قائله المباشر، فدل على أن البيان صادر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم."
الخطأ هنا أن التبيين أى البيان صادر من النبى(ص) والأخ أبو جهاد نسى أن المنزل الأخر هو من عند الله فهو من يبين ولذا قال تعالى "ثم إن علينا بيانه " أى على الله وهناك أقوال عديدة دالة على هذا مثل"قد بينا لكم الآيات "
قال الأخ أبو جهاد "والقرآن الكريم لا يصح أن يضاف إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة، كما قال تعالى حاكياً قول المشركين: ( إن هذا إلا قول البشر ) فرد عليه بقوله تعالى: ( سأصليه سقر )."
الخطأ هنا هو أن القرآن لا يصح إضافته للنبى(ص) مع أن الله أضافه لجبريل (ص) فى قوله تعالى "إنه لقول رسول كريم " وأضافه للنبى(ص) كنطق فقال " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى"
قال الأخ أبو جهاد "أن الأمرين النازلين من الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم موصوفان بوصفين مختلفين في سياق واحد. الأول منزَل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم والثاني منزَّل إلى الناس كافة. فدل على أن أحدهما أكثر اختصاصاً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم من الآخر."
الخطأ هنا أن الكتابين النازلين واحد للنبى(ص)وواحد للناس والحق هو أن كلاهما للنبى (ص)وللناس كما قال تعالى "وإنه ذكر لك ولقومك "
الأخ أبو جهاد هنا يبين أن الذكر منزل خاص بالنبى(ص)بينما القرآن منزل للناس كافة وهو قول لا يدرى معناه لأن معناه أن القرآن أوحى للناس كلهم والذكر أوحى للنبى(ص)فقط وهو كلام لا يقره أبو جهاد نفسه زد على هذا أن الله قال أن الذكر موحى للناس أى جاء به للناس كما جاء بالقرآن فى قوله " إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم"
قال الأخ أبو جهاد "أما القرآن الكريم فليس بعضه أكثر اختصاصاً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فدل على أنه ليس هو الموضِّح المقصود هنا، فبطل أن يكون هو الموضَّح والموضِّح. وإنما الذي يختص بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من اختصاصه بغيره هو السنة النبوية المطهرة. فالحمد لله رب العالمين."
سبق مناقشة هذه النقطة بقولنا" نعم يا أخى صدقت فى قولك أن النبى (ص) نزل عليه شىء غير القرآن هو الذكر ولكنها ليست السنة التى تنسبونها له زورا بسبب أنه دخلها الكثير من المناكير والضعاف باعترافاتكم فى كتبكم بينما الذكر لا يمكن تحريفه بأى شكل من الأشكال لقوله تعالى ""إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد"إذا فالسنة أى الشىء الزائد الذى تقول به هو التفسير الإلهى أى البيان أى تفصيل القرآن والتى لا يمكن لأحد أن يحرف فيها وحى الله إلا أصابه الله بالعذاب وهو يقرر فقط فى نفسه التحريف مصداق لقوله تعالى " ومن يرد فيه بظلم بإلحاد نذقه من عذاب أليم "
قال الأخ أبو جهاد "الدليل السادس : قوله تعالى: ( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً ).
وجه الاستدلال من الآية كما يلي:
1. أن الله تعالى جعل طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم طاعة له، ورتب على من تولى عن طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الوعيد. وهذا يدل صراحة على وجوب الائتمار بأمره صلى الله عليه وآله وسلم فعلاً وتركاً. وهو المطلوب ولله الحمد."
الخطأ هنا هو أن المراد بكون طاعة الرسول هى طاعة الله هى طاعة النبى(ص) خارج طاعة الله فى الوحى وهو ما يخالف قول النبى(ص) فى القرآن "إن أتبع إلا ما يوحى إلى" ويخالف أمر الله للنبى (ص)بإتباع وحيه بقوله ""واتبع ما يوحى إليك"
قال الأخ أبو جهاد "2- أن الله تعالى هنا علق المدح على طاعة الرسول. فالطاعة هنا قيدت بمطاع هو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا يعني أن المطاع فيه صدر منه لا من غيره. إذ لو كانت صادرة عن غيره وكان هو المبلغ لما كان هو المطاع، ولكان المطاع هو المبلغ عنه، إذ الأصل في إضافة الطاعة إلى مطاع أن يكون هو المباشر للأمر والنهي."
الخطأ هنا أن الأمر المطاع صدر من الرسول لا من غيره وهى قولة لو دريت أخى معناها لعرفت أنها الشرك لأن معناها أن الرسول (ص) يشرع من عند نفسه مساويا بهذا الله الذى لا مشرع سواه وقد نفى النبى (ص) عن نفسه هذا فقال "قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى أن أتبع إلا ما يوحى " فهو لا يقول إلا قول الوحى
قال الأخ أبو جهاد "أن الآية لم تخص أمراً للرسول صلى الله عليه وآله وسلم دون أمر، ولا نهياً دون نهي، وإنما هي عامة في كل من أطاع الرسول في أمٍه أمر به أو في نهي نهى عنه. بيان العموم هو كلمة ( من ) الشرطية، إذ هي من صيغ العموم. وعليه فلا تخصص الآية بمن أطاع القرآن الذي جاء به، ولا تخصص بما كان مسكوتاً عنه في القرآن، بل تعم كل ما صدر منه، سواء كان مخصصاً أو مقيداً أو مبيناً أو زائداً أو ناسخاً لكتاب الله، ولا فرق. ومن فرق فقد خالف الآية"
الأخ أبو جهاد يقول أن فى الآية مدح ولا يوجد فيها أى لفظ دال على هذا
كما يقول أن المطاع فيه صدر منه لا من غيره وهو قول يخالف القرآن لأن معناه أن نطيع الرسول(ص) فى الأخطاء أى الذنوب التى عملها والتى نص عليها فى أقوال عدة منها " ما تقدم من ذنبك وما تأخر " و" واستغفر لذنبك " كما نطيعه فى الصالحات من الأعمال
ولو أدرك الأخ معنى قوله لعرف أنه الشرك نفسه حيث يشرك النبى(ص) مع الله فى الحكم من عنده وهو ما يخالف قوله تعالى "إن الحكم إلا لله "
قال الأخ أبو جهاد "أن الله تعالى علق المدح على من ( يطيع ) رسوله. والفعل المضارع يفيد التجدد والحدوث. فيكون ذلك دليلاً على حجية سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أي زمان. فكما أن الآية تتناول أهل كل زمان بعموم لفظ ( من ) الشرطية، فهي كذلك تتناوله بفعل ( يطيع ) المضارع وفي هذا الفعل المضارع كذلك تأكيد على المعنى الذي ذكرته في الوجه الثاني، وهو أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو الآمر المباشر، وليس هو مبلغ، بمعنى أن الكلام الذي فيه الأمر صدر منه هو ابتداء، وإن كان معناه وحي من الله تعالى إليه. وجه التأكيد أن الله تعالى علق المدح على المطيع متى كان زمانه. فإذا علمنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيموت، وأن من جاء بعده سيطيعه لينال من الأجر مثل ما نال الصحابي، علمنا أن الطاعة لم تكن لناقل الحديث كالبخاري ومسلم، وإنما بقيت للرسول صلى الله عليه وآله وسلم. وهذا يدل على أن الطاعة إنما هي لمن صدر منه الكلام الآمر أو الناهي وليس للناقل. وهذا قوي محكم لا مجال لرده."
الخطأ هنا أن الفعل المضارع يفيد التجدد والحدوث وهو ما يخالف أنه حسب السياق كما فى قوله تعالى " يومئذ يتبعون الداعى لا عوج له"فيتبعون الداعى هنا غير متجددة حيث يستجيب الأموات لصوت الداعى وهو الصور مرة واحدة
قال الأخ أبو جهاد "2-أن الله تعالى علق الطاعة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم على وصف له، وهو الرسول. فدل على أمرين:
الأول : أن له صلى الله عليه وآله وسلم من الطاعة ما يكون للرسول، وقد تبين مراراً مما سبق أنه قد كان للرسل على أقوامهم من الطاعة أكثر مما فيه كتبهم، فكذلك يكون لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم."
الأخ أبو جهاد هنا يقول" قد كان للرسل على أقوامهم من الطاعة أكثر مما فيه كتبهم، فكذلك يكون لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم."
والسؤال كيف يطاع نبى أى رسول كموسى(ص)فى غير كتابه والله يقول فيه "وكتبنا له فى الألواح من كل شىء موعظة وتفصيلا لكل شىء"فإذا كان كل شىء حكمه فى الألواح فهل يتبقى لموسى (ص)شىء إذا كان فيها كل شىء ؟قطعا لا يتبقى
قال الأخ أبو جهاد "لو كان المراد أن من أطاع الرسول فقد أطاع الله لأن قول الرسول لا يخرج عن أن يكون أمراً بما في القرآن، لكان المعنى فاسداً. لأن كل من أمر بما في القرآن كان طاعته في ذلك واجبة، ولا مزية للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومعلوم ضرورة أن له مزية ليست لغيره.
فإن قيل: المزية أن قوله لا يخرج عن القرآن، بخلاف غيره فيأمر بالقرآن تارة ويخالف تارة. قلنا: وهذا كذلك محجوج، إذ يلزم عليه أن ميزة الرسول هي مجرد العدالة، وهي حاصلة لغيره، فليس مزية له. كما يرده ما مر من الأدلة على أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بغير ما في كتاب الله تعالى."
الخطأ هنا هو القول" أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بغير ما في كتاب الله تعالى."
لا يوجد دليل على كونه كان يأمر بغير ما فى كتاب الله فى القرآن عندما ينطق بالوحى بدليل قوله "إن اتبع إلا ما يوحى إلى "
ويجب أن نفرق بين أمرين :
الأول نطقه بالوحى فهذا لا يمكن أن يكون كذب على الله فيه
الثانى نطقه فى حياته وعمله فهذان يمكن أن يذنب فيهما كقوله لزيد "أمسك عليك زوجك " وكتحريمه لما أحل الله على نفسه ليرضى زوجاته
قال الأخ أبو جهاد "الدليل السابع : قوله تعالى: ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ).
أوجه الدلالة منه كما يلي:
1-أن الله تعالى أثتب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أمراً. والأمر كلام، والكلام لفظ ومعنى. فالأمر الصادر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفظاً ومعنىً هو السنة. ثم الأصل إضافة الكلام إلى الصادر منه ابتداء لا إلى ناقله كما مر غير مرة. ثم حذر الله تعالى عن مخالفة هذا الأمر، فدل على وجوب اتباعه، والحمد لله رب العالمين."
سبق مناقشة الخطأ وهو القول "الأصل إضافة الكلام إلى الصادر منه ابتداء لا إلى ناقله كما مر غير مرة" فقلنا أن القرآن مع كونه كلام الله فإنه نسبه لجبريل (ص)فقال "إنه لقول رسول كريم "
قال الأخ أبو جهاد "2- لو كان المراد بأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أمره بما في القرآن، لما كان له على غيره مزية، والضرورة حاصلة على أن له مزية ليست لغيره، ولا يصح أن تكون أنه لا يأمر إلا بما في القرآن كما مر سابقاً. فلزم أن تكون مزيته وجوب اتباعه فيما أمر به ابتداءً. والحمد لله رب العالمين."
الخطأ هو القول " فلزم أن تكون مزيته وجوب اتباعه فيما أمر به ابتداءً."
لو كان الواجب اتباعه فى كل أمر ما قال الله "وشاورهم فى الأمر " وما قال " وأمرهم شورى بينهم " والمراد بالأمر هو الأمور الاختيارية مثل وضع خطط الحرب ومثل عمل المشاريع وما تسمونه السنة ملىء باتباعه لمشورة أصحابه كالحباب بن المنذر فالله جعل الأمر شركة بين الرسول (ص)والمسلمين
قال الأخ أبو جهاد "1-أن هذه الآية جاءت تابعة للآية السابقة لها، وهي قوله تعالى: ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين آمنوا بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فائذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم ). ويتضح منها أمور:
الأول : أن الله أثبت وجوب اتباع أمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم المباشر المغاير للقرآن، فإذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمؤمن المعين ليس بقرآن قطعاً، وإنما يكون من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابتداءً، فدل على أن له علينا أن يطاع فيما أمر به ابتداءً.
الثاني : أن الله سمى هذا الإذن وعدمه في الآية الثانية ( أمراً ) وأضافه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فدل على أنه صادر منه ابتداءً، وليس هو اتباع لما في القرآن.
الثالث : أن الله تعالى أثنى على مؤمنين استأذنوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل نزول الآية الكريمة، فدل على أن طاعتهم للرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الاستئذان كانت محمودة قبل نزول القرآن بما فعلوا. فدل ذلك قطعاً على أن اتباع سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم محمود مطلوب.
الرابع : أن الله تعالى ذم أناساً لم يستأذنوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل نزول الآية الكريمة، بل نفى عنهم الإيمان. فدل ذلك على أن مخالفتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت مذمومة قبل نزول القرآن بما فعلوا. فدل ذلك قطعاً على أن اتباع سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم محمود وأن تركها مذموم."
الخطأ هو أن أمر الرسول(ص) وهو الأمر الجامع مغاير للقرآن والمغايرة تعنى ألا يكون مذكورا فيه وهو هنا مذكور فى الآية وهو سماحه أو عدم سماحه للمؤمنين بترك أماكنهم القتالية
قال الأخ أبو جهاد "قوله تعالى: ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ) في صدر الآية يدل كذلك على سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. إذ الإيمان هو التصديق المقرون بالعمل، وليس مجرد التصديق."
الخطأ هنا أن الإيمان بالرسول يعنى الإيمان بسنة النبى(ص) المزعومة حاليا
ولا يوجد ذكر للسنة والإيمان بالرسول (ص)يعنى تصديق رسالته المنزلة عليه كما قال تعالى " فالذين أمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه" فالإيمان يكون بالوحى المنزل وليس بكل كلامه لأن منه كلام باطل مثله مثل أى بشر يخطىء ويصيب "قل إنما أنا بشر مثلكم ".
قال الأخ أبو جهاد "فإذا تقرر ذلك انتقلنا إلى المرحلة الثانية، وهي: قد حصر الله تعالى في آيتنا هنا الإيمان في الذين آمنوا بالله ورسوله، أما الإيمان بالله تعالى فيترتب عليه عمل، وهو اتباع ما تكلم به الله تعالى من القرآن الكريم، ثم الإيمان بالرسول أي عمل يترتب عليه؟ إن قيل نصرته ومحبته، قلنا: هذا مأمور به في القرآن، فهو من الإيمان بالله تعالى. فلما لزم أن يكون للإيمان بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم مقتضىً يعمل به، ولم نجد شيئاً سوى اتباعه، لزم أن يكون الإيمان المطلوب هو اتباعه، واتباعه ليس اتباع ما جاء به من القرآن، فإن هذا إيمان بالله كما مر، وإنما يكون اتباعه باتباع ما اختص به من سنة مطهرة. والحمد لله رب العالمين."
الخطأ هنا القول "لزم أن يكون الإيمان المطلوب هو اتباعه، واتباعه ليس اتباع ما جاء به من القرآن"
إن اتباع الرسول (ص)لابد أن يكون اتباع للقرآن أو بالأحرى الوحى لأن الرسول (ص)نفسه متبع للوحى كما قال تعالى "إن اتبع إلا ما يوحى إلى " فهو لا يطيع سوى الوحى ومن ثم فلا يمكن أن يأمرنا باتباع غير ما فى الوحى
قال الأخ أبو جهاد "الدليل الثامن : قوله تعالى: ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ).
وجوه الدلالة من الآية الكريمة:
الاتباع المأمور به هنا مطلق، لم يقيد بشيء ألبتة، ولا يصح تقييد ما أطلقه الله سبحانه. فمن زعم أن الاتباع هنا مقيد باتباع ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من القرآن فقط، فقد خالف القرآن الذي صرح بالعكس."
الخطأ هنا هو القول" فمن زعم أن الاتباع هنا مقيد باتباع ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من القرآن فقط، فقد خالف القرآن الذي صرح بالعكس."
كيف يخالف القرآن والقرآن يقول على لسان النبى(ص)"إن أتبع إلا ما يوحى إلى " فإذا كان لا يتبع سوى الوحى فهل يأمرنا بغيره ؟قطعا كلا لأنه عند ذاك يكون مفتريا على الله وهو قد أبلغ الرسالة كاملة
قال الأخ أبو جهاد "الدليل التاسع : قوله تعالى: ( وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين ).
وجوه الدلالة من الآية الكريمة كما يلي:
1. أن الله تعالى أثبت طاعة لازمة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. والأصل أن تضاف الطاعة إلى من صدر منه الكلام أولاً، لا إلى المبلغ. ومثل هذا مر كثيراً ولله الحمد.
سبق مناقشة هذا
2. لو كان المراد طاعة الرسول بما جاء به من قرآن فقط، ما كان له مزية عن غيره، والاتفاق واقع على أن له مزية ليست لغيره، ضرورة أنه ذكر ولم يذكر غيره من المبلغين كجبريل ونقلة القرآن والعلماء."
سبق مناقشة هذا
قال الأخ أبو جهاد" فإن قيل: المزية أنه لا يأمر إلا بالقرآن. قلنا: المزية هنا أنه عدل لا يأمر بما يخالف القرآن، وهذا خلاف الاتفاق، لأن العدالة لا تختص به صلى الله عليه وآله وسلم. فلزم أن مزيته صلى الله عليه وآله وسلم وجوب اتباعه. ثم قد تواتر عنه صلى الله عليه وآله وسلم تواتراً ق
مواضيع مماثلة
» نظرات فى مقال رد علي مذهب أهل السنة ؟
» قراءة فى جزء فيه عشرة أحاديث منتقاة من عشرة الحداد
» نظرات في مخطوط عشرة أحاديث عن عشرة من الشيوخ
» نقد كتاب حجية القياس والرد علي المخالفين
» نقد كتاب حجية القياس والرد علي المخالفين2
» قراءة فى جزء فيه عشرة أحاديث منتقاة من عشرة الحداد
» نظرات في مخطوط عشرة أحاديث عن عشرة من الشيوخ
» نقد كتاب حجية القياس والرد علي المخالفين
» نقد كتاب حجية القياس والرد علي المخالفين2
أنصار السنة :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: القرآن وعلومه :: قواعد علم الحديث :: كتب المتون الحديثية :: روايات الحديث الواحد :: الجرح والتعديل :: منوعات حديثية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى