تفسير سورة يس1
صفحة 1 من اصل 1
تفسير سورة يس1
سورة يس
سميت بهذا الاسم لذكر يس فيها فى قوله "يس والقرآن الحكيم "
"بسم الله الرحمن الرحيم يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون "المعنى بحكم الرب النافع المفيد محمد (ص)والكتاب القاضى إنك لمن المبعوثين على دين عادل إلقاء الغالب النافع لتبلغ ناسا الذى أبلغ آباؤهم فهم ساهون ،يقسم الله بالقرآن الحكيم وهو الكتاب المبين أى القاضى بالحق مصداق لقوله بسورة الدخان"والكتاب المبين "على أن اسم الله الرحمن الرحيم وهو حكم الرب النافع المفيد أن يس وهو محمد(ص)من المرسلين وهم المبعوثين المبلغين للوحى وهى على صراط مستقيم أى على دين عادل والمراد على خلق عظيم مصداق لقوله بسورة القلم "وإنك على خلق عظيم "أى "إنك لعلى هدى مستقيم "كما قال بسورة الحج وهذا الدين تنزيل العزيز الرحيم أى وحى من الغالب على أمره النافع والسبب أن ينذر قوما ما أنذر آباؤهم والمراد أن يبلغ ناسا الذى أبلغ لآباءهم فى العصور السابقة عليه وهم غافلون أى ساهون أى مخالفون للوحى الإلهى
"إنا جعلنا فى أعناقهم أغلالا إلى الأذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون "المعنى إنا وضعنا فى رقابهم سلاسلا إلى الذقون فهم معذبون وخلقنا من أمامهم حاجزا ومن خلفهم حاجزا فأعميناهم فهم لا يرون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار فى النار جعل فى أعناقهم أغلالا إلى الأذقان والمراد وضع فى رقابهم سلاسلا فهى ممتدة حتى عظمة الفك وهم مقمحون أى محضرون أى معذبون فى العذاب مصداق لقوله بسورة سبأ "فأولئك فى العذاب محضرون "ويبين لنا سبب دخولهم النار وهو أنه جعل من بين أيديهم سدا والمراد وضع الآن حاجزا أى كنا فى أنفسهم ومن خلفهم أى وفى مستقبلهم فى أنفسهم سدا أى حاجزا أى كنا يمنعهم من الإسلام مصداق لقوله بسورة الإسراء"وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه "ومن ثم فهم لا يبصرون أى لا يفقهون أى لا يفهمون فيطيعون حكم الله مصداق لقوله بسورة التوبة "وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون "والخطاب وما قبله وما بعده للنبى(ص).
"وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون إنما تنذر من اتبع الذكر وخشى الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم "المعنى وسيان لديهم أأبلغتهم أم لم تبلغهم الوحى فهم لا يصدقون إنما تبلغ من أطاع الوحى أى خاف النافع بالخفاء فأخبره برحمة أى ثواب كبير،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار سواء عندهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم والمراد سيان لديهم أأخبرتهم بالوحى أى دعوتهم أم لم تخبرهم أى صمت فهم لا يؤمنون أى لا يصدقون به وإنما يستمرون فى تكذيبهم مصداق لقوله بسورة الأعراف"سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون "ويبين له إنما ينذر من اتبع الذكر والمراد إنما يخبر الوحى من أطاع الوحى السابق أى خشى الرحمن بالغيب والمراد وخاف عذاب النافع بالخفاء دون أن يراه ويطلب منه أن يبشره بمغفرة أى أجر كريم أى أن يخبره بفضل من الله هو الثواب الكبير مصداق لقوله بسورة الأحزاب"وبشر المؤمنين أن لهم من الله فضلا كبيرا "وقوله بسورة غافر"لهم مغفرة وأجر كبير".
"إنا نحى الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شىء أحصيناه فى إمام مبين "المعنى إنا نحن نبعث الهلكى ونسجل ما عملوا أى أفعالهم وكل أمر سجلناه فى كتاب عظيم ،يبين الله لنبيه (ص)أنه هو يحى الموتى أى" يبعث من فى القبور"كما قال بسورة الحج والمراد يعيد الهالكين للحياة مرة أخرى ويكتب ما قدموا أى يسجل ما فعلوا وفسره بأنه آثارهم وهى أعمالهم فى الدنيا ويبين له أن كل شىء أى أمر أحصاه فى إمام مبين أى سجله فى كتاب عظيم هو الزبر مصداق لقوله بسورة القمر "وكل شىء فعلوه فى الزبر "والخطاب وما بعده من قصة الرسل الثلاثة للنبى(ص)ومنه للناس القصة.
"واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون "المعنى وقص لهم عظة أهل البلدة حين أتاها الأنبياء حين بعثنا لهم اثنين فكفروا بهما فأيدناهما بثالث فقالوا إنا إليكم مبعوثون، يطلب الله من نبيه (ص)أن يضرب لهم مثلا والمراد أن يحكى لهم قصة عظة لهم وهى أصحاب القرية وهم أهل القرية إذ جاءها المرسلون والمراد وقت أتاها الأنبياء(ص)إذ أرسلنا إليهم اثنين والمراد وقت بعثنا لهم رسولين فكذبوهما أى فكفروا برسالتهما فعززنا بثالث أى فأيدنا كلامهما برسول ثالث فقال الجميع لهم إنا إليكم مرسلون أى مبعوثون أى مبلغون للوحى .
"قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شىء إن أنتم إلا تكذبون "المعنى قالوا ما أنتم سوى ناس شبهنا وما أوحى النافع من وحى إن أنتم إلا تفترون ،يبين الرسول (ص)للناس أن أصحاب القرية قالوا للرسل (ص)ما أنتم إلا بشر مثلنا أى ناس شبهنا وهذا يعنى أنهم لا يتميزون بشىء عنهم ،وما أنزل الرحمن من شىء والمراد وما أوحى المفيد من حكم وهذا يعنى أن الله فى رأيهم لم يوحى دين للناس، إن أنتم إلا تكذبون أى تفترون مصداق لقوله بسورة يونس"أم على الله تفترون"والمراد تنسبون إلى الله الذى لم يقله .
"قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون وما علينا إلا البلاغ المبين "المعنى قالوا إلهنا يعرف إنا لكم مبعوثون وما لنا إلا التوصيل الكامل ،يبين الرسول (ص)للناس أن الرسل (ص) قالوا لأهل القرية :ربنا أى إلهنا يعلم إنا إليكم مرسلون والمراد يعرف إنا إليكم مبعوثون وهذا يعنى أن شاهدهم على صحة رسوليتهم هو الله،وما علينا إلا البلاغ المبين والمراد وما علينا سوى التوصيل التام وهذا يعنى أن واجبهم هو توصيل الوحى كاملا للناس.
"قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم "المعنى إنا تشاءمنا منكم لئن لم تبتعدوا لنقتلنكم أى ليصيبنكم منا عقاب شديد،يبين الرسول(ص)للناس أن الناس قالوا للرسل(ص)إنا تطيرنا بكم أى إنا تشاءمنا والمراد إنا تضررنا بسبب وجودكم معنا ،لئن لن تنتهوا لنرجمنكم أى لئن لم تتركوا دينكم لنقتلنكم وفسروا هذا بقولهم ليمسنكم منا عذاب أليم أى ليصيبنكم منا عقاب شديد وهذا يعنى أنهم يهددونهم بالقتل إن لم يتركوا دين الله .
"قالوا طائركم معكم أإن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون"المعنى قالوا عملكم عندكم أإن أبلغتم بل أنتم ناس كافرون،يبين الرسول (ص)لنا أن القوم قالوا للرسل(ص)طائركم معكم والمراد سبب إصابتكم بالضرر هو عملكم ناصركم كما تظنون،أإن ذكرتم والمراد هل إن أبلغتم بالوحى تكفرون ؟بل أنتم قوم مسرفون أى ناس عادون أى كافرون مصداق لقوله بسورة الشعراء"بل أنتم قوم عادون ".
"وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون وما لى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون"المعنى وأتى من أبعد البلدة إنسان يسير قال يا ناس أطيعوا المبعوثين أطيعوا من لا يطالبكم بمال وهم راشدون وما لى لا أطيع الذى خلقنى وإليه تعودون،يبين الرسول(ص)للناس أن رجل وهو إنسان جاء من أقصى المدينة يسعى والمراد أتى من أبعد حى فى البلدة يسير قاصدا القوم فقال للناس:يا قوم أى يا ناس اتبعوا المرسلين أى أطيعوا حكم المبعوثين اتبعوا أى أطيعوا حكم من لا يسألكم أجرا والمراد من لا يطلب منكم مالا مقابل التبليغ مصداق لقوله بسورة هود"ولا أسألكم عليه مالا" وهم مهتدون أى عقلاء،ومالى لا أعبد الذى فطرنى والمراد ولما لا أطيع حكم الذى خلقنى كما قال بسورة الشعراء"الذى خلقنى"وإليه ترجعون أى"وإليه تقلبون"كما قال بسورة العنكبوت والمراد وإلى جزاء الرب تعودون .
"أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن شفاعتهم شيئا ولا ينقذون إنى إذا لفى ضلال مبين إنى آمنت بربكم فاسمعون"المعنى هل أعبد من سواه أرباب إن يمسسنى النافع بأذى لا يمنع كلامهم عذابا أى لا ينجون إنى إذا لفى عذاب مستمر إنى صدقت بإلهكم فاشهدون ،يبين الرسول(ص)للناس أن الرجل قال للناس أأتخذ من دونه آلهة والمراد هل أطيع مع حكم الله حكم أرباب مزعومة ؟وهذا يعنى أنه لا يؤمن بآلهة غير الله،إن يردن الرحمن بضر لا تغن شفاعتهم شيئا والمراد إن يصيبنى المفيد بأذى لا يمنع حديثهم عذابا عنى وفسر هذا بقوله لا ينقذون أى لا ينجون من عذاب الله فى الدنيا والأخرة وهذا يعنى أن الآلهة المزعومة لا تمنع عذاب الله فهى غير نافعة ،إنى إذا لفى ضلال مبين أى فى عقاب مستمر فى الأخرة لو اتبعت الآلهة المزعومة ،ثم قال للرسل (ص)إنى أمنت بربكم فاسمعون والمراد إنى صدقت بحكم إلهكم فاشهدوا أنى من المؤمنين معكم وهذا يعنى أنه يعلن إيمانه بحكم الله .
"قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومى يعلمون بما غفر لى ربى وجعلنى من المكرمين "المعنى قيل اسكن الحديقة قال يا ليت ناسى يعرفون بما رحمنى إلهى أى جعلنى من المنعمين ،يبين الرسول (ص)للناس أن الرجل لما حضره الموت قالت له الملائكة :ادخل الجنة أى اسكن الحديقة فقال :يا ليت قومى يعلمون أى يا ليت شعبى يعرفون بما غفر لى ربى أى بما رحمنى خالقى وفسر هذا بقوله جعلنى من المكرمين أى بما جعلنى من المنعمين بالجنة،وهذا يعنى أن الرجل تمنى لو عرف أهله سبب دخوله الجنة وهو إيمانه بالله حتى يفعلوا مثله .
"وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون "المعنى والذى أرسلنا إلى شعبه من بعده هو عذاب من الجو أى الذى كنا مرسلين إن كانت إلا مناداة واحدة فإذا هم راقدون يا عذاب للخلق ما يجيئهم من مبعوث إلا كانوا منه يسخرون،يبين النبى (ص)للناس أن ما أنزله أى الذى أرسله الله على قوم الرجل من بعد موته هو جند من السماء والمراد عذاب من السحاب هو حجارة مهلكة وفسر الله هذا بأنه كان منزل أى مهبط العذاب عليهم وهو صيحة واحدة أى نداء واحد والمراد أمر واحد للعذاب بالنزول فنزل فكان القوم خامدين أى جاثمين أى هلكى راقدين على الأرض،ويبين أن الحسرة وهى العقاب على العباد وهم الكافرين وسببها أن كل قوم ما يأتيهم من رسول أى مبعوث مبلغ لرسالة إلا كانوا به يستهزءون أى يسخرون أى يكذبون برسالته .
"ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون"المعنى ألم يعلموا كم دمرنا قبلهم من القرى أنهم إليهم لا يعودون ،يسأل الله ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أى ألم يدروا كم قصمنا قبلهم من القرى مصداق لقوله بسورة الأنبياء"وكم قصمنا من قرية "والغرض من السؤال تعريف الناس أن القوم عرفوا أن الله أهلك الكافرين قبلهم ومع هذا كفروا ومع أنهم عرفوا أنهم إليهم لا يرجعون والمراد لا يعودون وهذا يعنى عدم عودتهم للحياة فى الدنيا والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"وإن كل لما جميع لدينا محضرون "المعنى وإن كل لما جميع لدينا موجودون،يبين الله لنبيه (ص)أن كل الكفار والمراد جميعهم لدى الله محضرون أى موجودون والمراد معذبون فى النار لكفرهم .
سميت بهذا الاسم لذكر يس فيها فى قوله "يس والقرآن الحكيم "
"بسم الله الرحمن الرحيم يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون "المعنى بحكم الرب النافع المفيد محمد (ص)والكتاب القاضى إنك لمن المبعوثين على دين عادل إلقاء الغالب النافع لتبلغ ناسا الذى أبلغ آباؤهم فهم ساهون ،يقسم الله بالقرآن الحكيم وهو الكتاب المبين أى القاضى بالحق مصداق لقوله بسورة الدخان"والكتاب المبين "على أن اسم الله الرحمن الرحيم وهو حكم الرب النافع المفيد أن يس وهو محمد(ص)من المرسلين وهم المبعوثين المبلغين للوحى وهى على صراط مستقيم أى على دين عادل والمراد على خلق عظيم مصداق لقوله بسورة القلم "وإنك على خلق عظيم "أى "إنك لعلى هدى مستقيم "كما قال بسورة الحج وهذا الدين تنزيل العزيز الرحيم أى وحى من الغالب على أمره النافع والسبب أن ينذر قوما ما أنذر آباؤهم والمراد أن يبلغ ناسا الذى أبلغ لآباءهم فى العصور السابقة عليه وهم غافلون أى ساهون أى مخالفون للوحى الإلهى
"إنا جعلنا فى أعناقهم أغلالا إلى الأذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون "المعنى إنا وضعنا فى رقابهم سلاسلا إلى الذقون فهم معذبون وخلقنا من أمامهم حاجزا ومن خلفهم حاجزا فأعميناهم فهم لا يرون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار فى النار جعل فى أعناقهم أغلالا إلى الأذقان والمراد وضع فى رقابهم سلاسلا فهى ممتدة حتى عظمة الفك وهم مقمحون أى محضرون أى معذبون فى العذاب مصداق لقوله بسورة سبأ "فأولئك فى العذاب محضرون "ويبين لنا سبب دخولهم النار وهو أنه جعل من بين أيديهم سدا والمراد وضع الآن حاجزا أى كنا فى أنفسهم ومن خلفهم أى وفى مستقبلهم فى أنفسهم سدا أى حاجزا أى كنا يمنعهم من الإسلام مصداق لقوله بسورة الإسراء"وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه "ومن ثم فهم لا يبصرون أى لا يفقهون أى لا يفهمون فيطيعون حكم الله مصداق لقوله بسورة التوبة "وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون "والخطاب وما قبله وما بعده للنبى(ص).
"وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون إنما تنذر من اتبع الذكر وخشى الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم "المعنى وسيان لديهم أأبلغتهم أم لم تبلغهم الوحى فهم لا يصدقون إنما تبلغ من أطاع الوحى أى خاف النافع بالخفاء فأخبره برحمة أى ثواب كبير،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار سواء عندهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم والمراد سيان لديهم أأخبرتهم بالوحى أى دعوتهم أم لم تخبرهم أى صمت فهم لا يؤمنون أى لا يصدقون به وإنما يستمرون فى تكذيبهم مصداق لقوله بسورة الأعراف"سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون "ويبين له إنما ينذر من اتبع الذكر والمراد إنما يخبر الوحى من أطاع الوحى السابق أى خشى الرحمن بالغيب والمراد وخاف عذاب النافع بالخفاء دون أن يراه ويطلب منه أن يبشره بمغفرة أى أجر كريم أى أن يخبره بفضل من الله هو الثواب الكبير مصداق لقوله بسورة الأحزاب"وبشر المؤمنين أن لهم من الله فضلا كبيرا "وقوله بسورة غافر"لهم مغفرة وأجر كبير".
"إنا نحى الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شىء أحصيناه فى إمام مبين "المعنى إنا نحن نبعث الهلكى ونسجل ما عملوا أى أفعالهم وكل أمر سجلناه فى كتاب عظيم ،يبين الله لنبيه (ص)أنه هو يحى الموتى أى" يبعث من فى القبور"كما قال بسورة الحج والمراد يعيد الهالكين للحياة مرة أخرى ويكتب ما قدموا أى يسجل ما فعلوا وفسره بأنه آثارهم وهى أعمالهم فى الدنيا ويبين له أن كل شىء أى أمر أحصاه فى إمام مبين أى سجله فى كتاب عظيم هو الزبر مصداق لقوله بسورة القمر "وكل شىء فعلوه فى الزبر "والخطاب وما بعده من قصة الرسل الثلاثة للنبى(ص)ومنه للناس القصة.
"واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون "المعنى وقص لهم عظة أهل البلدة حين أتاها الأنبياء حين بعثنا لهم اثنين فكفروا بهما فأيدناهما بثالث فقالوا إنا إليكم مبعوثون، يطلب الله من نبيه (ص)أن يضرب لهم مثلا والمراد أن يحكى لهم قصة عظة لهم وهى أصحاب القرية وهم أهل القرية إذ جاءها المرسلون والمراد وقت أتاها الأنبياء(ص)إذ أرسلنا إليهم اثنين والمراد وقت بعثنا لهم رسولين فكذبوهما أى فكفروا برسالتهما فعززنا بثالث أى فأيدنا كلامهما برسول ثالث فقال الجميع لهم إنا إليكم مرسلون أى مبعوثون أى مبلغون للوحى .
"قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شىء إن أنتم إلا تكذبون "المعنى قالوا ما أنتم سوى ناس شبهنا وما أوحى النافع من وحى إن أنتم إلا تفترون ،يبين الرسول (ص)للناس أن أصحاب القرية قالوا للرسل (ص)ما أنتم إلا بشر مثلنا أى ناس شبهنا وهذا يعنى أنهم لا يتميزون بشىء عنهم ،وما أنزل الرحمن من شىء والمراد وما أوحى المفيد من حكم وهذا يعنى أن الله فى رأيهم لم يوحى دين للناس، إن أنتم إلا تكذبون أى تفترون مصداق لقوله بسورة يونس"أم على الله تفترون"والمراد تنسبون إلى الله الذى لم يقله .
"قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون وما علينا إلا البلاغ المبين "المعنى قالوا إلهنا يعرف إنا لكم مبعوثون وما لنا إلا التوصيل الكامل ،يبين الرسول (ص)للناس أن الرسل (ص) قالوا لأهل القرية :ربنا أى إلهنا يعلم إنا إليكم مرسلون والمراد يعرف إنا إليكم مبعوثون وهذا يعنى أن شاهدهم على صحة رسوليتهم هو الله،وما علينا إلا البلاغ المبين والمراد وما علينا سوى التوصيل التام وهذا يعنى أن واجبهم هو توصيل الوحى كاملا للناس.
"قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم "المعنى إنا تشاءمنا منكم لئن لم تبتعدوا لنقتلنكم أى ليصيبنكم منا عقاب شديد،يبين الرسول(ص)للناس أن الناس قالوا للرسل(ص)إنا تطيرنا بكم أى إنا تشاءمنا والمراد إنا تضررنا بسبب وجودكم معنا ،لئن لن تنتهوا لنرجمنكم أى لئن لم تتركوا دينكم لنقتلنكم وفسروا هذا بقولهم ليمسنكم منا عذاب أليم أى ليصيبنكم منا عقاب شديد وهذا يعنى أنهم يهددونهم بالقتل إن لم يتركوا دين الله .
"قالوا طائركم معكم أإن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون"المعنى قالوا عملكم عندكم أإن أبلغتم بل أنتم ناس كافرون،يبين الرسول (ص)لنا أن القوم قالوا للرسل(ص)طائركم معكم والمراد سبب إصابتكم بالضرر هو عملكم ناصركم كما تظنون،أإن ذكرتم والمراد هل إن أبلغتم بالوحى تكفرون ؟بل أنتم قوم مسرفون أى ناس عادون أى كافرون مصداق لقوله بسورة الشعراء"بل أنتم قوم عادون ".
"وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون وما لى لا أعبد الذى فطرنى وإليه ترجعون"المعنى وأتى من أبعد البلدة إنسان يسير قال يا ناس أطيعوا المبعوثين أطيعوا من لا يطالبكم بمال وهم راشدون وما لى لا أطيع الذى خلقنى وإليه تعودون،يبين الرسول(ص)للناس أن رجل وهو إنسان جاء من أقصى المدينة يسعى والمراد أتى من أبعد حى فى البلدة يسير قاصدا القوم فقال للناس:يا قوم أى يا ناس اتبعوا المرسلين أى أطيعوا حكم المبعوثين اتبعوا أى أطيعوا حكم من لا يسألكم أجرا والمراد من لا يطلب منكم مالا مقابل التبليغ مصداق لقوله بسورة هود"ولا أسألكم عليه مالا" وهم مهتدون أى عقلاء،ومالى لا أعبد الذى فطرنى والمراد ولما لا أطيع حكم الذى خلقنى كما قال بسورة الشعراء"الذى خلقنى"وإليه ترجعون أى"وإليه تقلبون"كما قال بسورة العنكبوت والمراد وإلى جزاء الرب تعودون .
"أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن شفاعتهم شيئا ولا ينقذون إنى إذا لفى ضلال مبين إنى آمنت بربكم فاسمعون"المعنى هل أعبد من سواه أرباب إن يمسسنى النافع بأذى لا يمنع كلامهم عذابا أى لا ينجون إنى إذا لفى عذاب مستمر إنى صدقت بإلهكم فاشهدون ،يبين الرسول(ص)للناس أن الرجل قال للناس أأتخذ من دونه آلهة والمراد هل أطيع مع حكم الله حكم أرباب مزعومة ؟وهذا يعنى أنه لا يؤمن بآلهة غير الله،إن يردن الرحمن بضر لا تغن شفاعتهم شيئا والمراد إن يصيبنى المفيد بأذى لا يمنع حديثهم عذابا عنى وفسر هذا بقوله لا ينقذون أى لا ينجون من عذاب الله فى الدنيا والأخرة وهذا يعنى أن الآلهة المزعومة لا تمنع عذاب الله فهى غير نافعة ،إنى إذا لفى ضلال مبين أى فى عقاب مستمر فى الأخرة لو اتبعت الآلهة المزعومة ،ثم قال للرسل (ص)إنى أمنت بربكم فاسمعون والمراد إنى صدقت بحكم إلهكم فاشهدوا أنى من المؤمنين معكم وهذا يعنى أنه يعلن إيمانه بحكم الله .
"قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومى يعلمون بما غفر لى ربى وجعلنى من المكرمين "المعنى قيل اسكن الحديقة قال يا ليت ناسى يعرفون بما رحمنى إلهى أى جعلنى من المنعمين ،يبين الرسول (ص)للناس أن الرجل لما حضره الموت قالت له الملائكة :ادخل الجنة أى اسكن الحديقة فقال :يا ليت قومى يعلمون أى يا ليت شعبى يعرفون بما غفر لى ربى أى بما رحمنى خالقى وفسر هذا بقوله جعلنى من المكرمين أى بما جعلنى من المنعمين بالجنة،وهذا يعنى أن الرجل تمنى لو عرف أهله سبب دخوله الجنة وهو إيمانه بالله حتى يفعلوا مثله .
"وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون "المعنى والذى أرسلنا إلى شعبه من بعده هو عذاب من الجو أى الذى كنا مرسلين إن كانت إلا مناداة واحدة فإذا هم راقدون يا عذاب للخلق ما يجيئهم من مبعوث إلا كانوا منه يسخرون،يبين النبى (ص)للناس أن ما أنزله أى الذى أرسله الله على قوم الرجل من بعد موته هو جند من السماء والمراد عذاب من السحاب هو حجارة مهلكة وفسر الله هذا بأنه كان منزل أى مهبط العذاب عليهم وهو صيحة واحدة أى نداء واحد والمراد أمر واحد للعذاب بالنزول فنزل فكان القوم خامدين أى جاثمين أى هلكى راقدين على الأرض،ويبين أن الحسرة وهى العقاب على العباد وهم الكافرين وسببها أن كل قوم ما يأتيهم من رسول أى مبعوث مبلغ لرسالة إلا كانوا به يستهزءون أى يسخرون أى يكذبون برسالته .
"ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون"المعنى ألم يعلموا كم دمرنا قبلهم من القرى أنهم إليهم لا يعودون ،يسأل الله ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أى ألم يدروا كم قصمنا قبلهم من القرى مصداق لقوله بسورة الأنبياء"وكم قصمنا من قرية "والغرض من السؤال تعريف الناس أن القوم عرفوا أن الله أهلك الكافرين قبلهم ومع هذا كفروا ومع أنهم عرفوا أنهم إليهم لا يرجعون والمراد لا يعودون وهذا يعنى عدم عودتهم للحياة فى الدنيا والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"وإن كل لما جميع لدينا محضرون "المعنى وإن كل لما جميع لدينا موجودون،يبين الله لنبيه (ص)أن كل الكفار والمراد جميعهم لدى الله محضرون أى موجودون والمراد معذبون فى النار لكفرهم .
مواضيع مماثلة
» تفسير سورة الأنفال وهى سورة التوبة3
» تفسير سورة الأنفال وهى سورة التوبة5
» تفسير سورة نوح
» تفسير سورة ق
» تفسير سورة عبس
» تفسير سورة الأنفال وهى سورة التوبة5
» تفسير سورة نوح
» تفسير سورة ق
» تفسير سورة عبس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى